بوابة الوفد:
2025-12-13@06:17:10 GMT

الجلالى- الجولانى..المشهد المؤلم فى سوريا!

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

** أكثر مشهد مؤلم، بثه التليفزيون السورى، كان لرئيس وزراء سوريا، محمد الجلالى، وهو فى جلسة جمعته، مع رئيس «هيئة تحرير الشام»، التى كانت «جبهة النصرة»، أبو محمد الجولانى، وعن يمينه وشماله اثنان من أتباعه، من أصحاب اللحى الكثيفة، أحدهما ذلك الرجل، الذى تولى رئاسة حكومة الإنقاذ فى «إدلب»، واسمه محمد البشير.

.المؤلم هنا، أن يأتوا بالرجل الثانى فى سوريا، ليمتثل لمن كانوا بالأمس إرهابيين، مطاردين داخل وخارج الدولة السورية، قبل أن تهتم الولايات المتحدة الأمريكية، بغسيل سمعة كبيرهم «الجولانى»، المطلوب دولياً، والمحكوم بالإعدام فى العراق ودول أخرى، وتبييض ملفه من وصفة «الإرهابى»، حتى يطل باسم «أحمد الشرع»، بعد انهيار النظام وسقوط «دمشق».
** المشهد فيه ما يكفى من الإذلال والمهانة، والقصد منه كسر معنويات السوريين أنفسهم، باعتبارغالبيتهم تنتمى إلى النظام السابق، نظام بشار الأسد، حتى لو أن الهدف من الجلسة- كما قيل- التنسيق مع رئيس الوزراء «الجلالى»، لتسليم السلطة، لمن اسمه محمد البشير، الذى كلفه «الجولانى»، باسم القيادة العامة لائتلاف المعارضة، بتشكيل حكومة جديدة، من دون أن نسمع عن أسانيد دستورية أو قانونية، كون زعيم هذا الائتلاف، الذى أعلن عن تحرير العاصمة «دمشق»، وانهيار النظام السورى، لم يتحدث عن مصير الدستور، أو ما يثبت قانونية قراراته- منفرداً- فى تعيين رئيس حكومة انتقالية تتولى السلطة، فى وجود المحكمة الدستورية العليا، ومجلس الشعب- قائماً- وقت هذه القرارات.
** ما يجرى فى سوريا، لا يخرج عن أنه حالة من الفوضى «الشخصية»، تنذر بالخطر الذى سوف يعانيه السوريون، فى قريب الأيام، ذلك أن السحابة الضبابية، تؤشر بأن مستقبل سوريا، هو الآن بيد خليط من جماعات، تتقاطع إيديولوجياتها الدينية والسياسية، خبرتها تنحصر فى التخطيط لعمليات عنف وإرهاب، يدفع ثمنها ضحايا من الشعوب، ولم تكن يوماً، توجه عملياتها ضد أعداء أو جيوش احتلال، وبالتالى تظل الخطورة رهن سلوك وانضباط، «هيئة تحرير الشام»- المصنفة «إرهابية»- حول العالم، والجماعات الـ60 شريكتها فى الائتلاف، فى اتجاه مصلحة الدولة السورية، وما سوف يكون عليه مشروع الدولة الجديدة، التى يجب أن تكون للجميع، ومن دون إقصاء.
** هذا ما يتطلع إليه الجميع، لكن الذى لا يطمئن، ما تحدث عنه «الجولانى»، الذى يقود الائتلاف، عن النية لتصفية حسابات مع كبار ضباط وشخصيات، يتهمها بالوقوف وراء جرائم تعذيب، حتى إنه ذهب بالكلام، عن إعلان قوائم بأسمائهم، ورصده مكافآت لمن يقدم معلومات عنهم، وهو إسلوب استخباراتى «محض»، لا يعكس سوى التمعن فى أساليب العنف، التى تنزِل إعدامات بحق مواطنين فى الشوارع، أكثر مما يتوجب عليه الانخراط فى عملية سياسية، تشمل دستوراً جديداً وقيام المؤسسات، لبناء الدولة الجديدة، التى يتطلع إليها الشعب السورى، ويفتح آفاقاً أمام نظام مدنى ديمقراطى، ينتهى بمخرجات القرار الأممى2254، حتى تستقر الأوضاع، وتأمن كل طوائف الشعب السورى.
** ما نخشى منه- وهو وارد- أن ينفرط عقد اتفاق جماعات الائتلاف، بفعل التدخلات الخارجية، وأن تتسع مطامع كل جماعة، تسعى لفرض رؤية رعاتها، بالمال والسلاح والولاء، لضمان احتواء سوريا الجديدة.. نحن أمام جماعات لم تتحدث عن مراجعة أفكارها، خليط من تنظيمى «القاعدة» و«داعش»، وما دونهما فصائل مسلحة عديدة، ما تخلت أى منها عن العنف والتكفير، لذلك، ولكى تنهض الدولة السورية «الجريحة»، يتوجب أن تتوقف التدخلات الأمريكية والإسرائيلية، وأن تتخلى تركيا وإيران عن نواياها الخبيثة، ولا يعوضنا عن هذه المخاوف، إلا موقف عربى هادر، يحتضن سوريا الجديدة، بديلاً لتنظيمات الإرهاب ورعاتها، حتى لا يتدحرج خطرها.. من الشمال إلى الجنوب. 
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تنظيمات الإرهاب اتجـــــاه محمــــد راغـــب

إقرأ أيضاً:

«فخر العرب».. أيقونة لا تغيب شمسها!!

يظل محمد صلاح «الفرعون المصرى» ونجم ليفربول الإنجليزى، أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، إنه ظاهرة رياضية وثقافية تمثل مصدر فخر وإلهام للملايين حول العالم العربى، فى كل مرة يلمس فيها الكرة تتجه الأنظار نحو إنجازاته التاريخية فى الدورى الإنجليزى ودورى أبطال أوروبا، ومع اقتراب موعد انطلاق كأس الأمم الإفريقية المرتقبة فى المغرب، تشتد الحاجة إلى وحدة الصف خلف «أيقونتنا»، خاصة فى ظل التساؤلات والتكهنات التى تحيط بوضعه الحالى مع ناديه ليفربول، سواء ما يتعلق بالمدرب آرنى سلوت أو بقرارات إدارة النادى، هذه اللحظة تقتضى منا أن نرفع صوت الدعم والمساندة، مؤكدين أن «صلاح» أكبر من أى خلاف، وأن الهدف الأسمى هو قيادة منتخب مصر نحو التتويج القارى الغائب بكأس أمم إفريقيا.
ولا يمكن النظر إلى محمد صلاح فى ليفربول بمنظور رياضى بحت، بل يجب إدراك المكاسب الهائلة والمتعددة الأوجه التى جلبها للنادى منذ انضمامه، فكان صلاح هو القوة الدافعة خلف فوز ليفربول بالدورى الإنجليزى الممتاز ودورى أبطال أوروبا، محققاً أرقاماً قياسية فردية ومسجلاً هدفاً حاسماً تلو آخر، كما ساهم صلاح فى رفع القيمة التسويقية العالمية للنادى، خاصة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما ضاعف مبيعات القمصان، وزاد من عقود الرعاية، وجذب قاعدة جماهيرية جديدة وكبيرة، فـ«صلاح» ليس لاعباً فقط، بل إنه استثمار هائل، فالأهداف والإنجازات التى قاد إليها «صلاح» ترجمت إلى جوائز مالية ضخمة من بطولات مثل دورى الأبطال والبريميرليج، ما يؤكد أن ما حققه للنادى يتجاوز كثيراً ما يتقاضاه.
وتشير التقارير والتكهنات والتحليلات حول ما يجرى حالياً إلى وجود حالة من عدم اليقين حول مستقبل صلاح ودوره مع المدرب الحالى آرنى سلوت، وكذلك ما يتعلق بملف استمراره مع النادى سواء كان هناك خلاف تكتيكى أو تباين فى وجهات النظر حول المشروع المستقبلى يجب على إدارة ليفربول والمدرب تقدير القيمة المطلقة لهذا النجم التاريخى، وأن أى قرار قد يؤثر على معنويات صلاح يجب أن يوزن بدقة متناهية، خاصة أن الجماهير المصرية والعربية الكبيرة تقف بوضوح فى صف نجمها الكبير.
وفى هذه المرحلة الحرجة، وقبل أيام من بطولة كأس الأمم الإفريقية، يجب على محمد صلاح نفسه وجماهيره أن يتبنوا شعاراً واحداً وهو التركيز الكامل على المنتخب الوطنى.
وفى رسالة إلى صلاح نقول له إن الجماهير المصرية والعربية لا تحتاج منك للتفكير فى أى شىء سوى شعار المنتخب، والفوز باللقب فى المغرب، إن شاء الله، هى الفرصة لتأكيد الأسطورة بأهم لقب قارى فى إفريقيا، ويجب أن تكون هذه البطولة هى الفاصل الذهنى بين ضغوط النادى وطموح الجماهير المصرية والعربية، والتأكيد على أن ما يحدث فى ليفربول يجب أن يوضع جانباً، ويجب أن يتركز كامل الطاقة والجهد والروح القيادية فى تدريبات المنتخب ومبارياته ولا يجب أن يؤثر أى خلاف أو قرار إدارى فى ليفربول على أداء قائد الفراعنة فى أهم محفل قارى.
وختاماً.. نذكر بأن كأس الأمم الإفريقية القادمة لحظة فارقة فى مسيرة محمد صلاح، فإضافة اللقب القارى إلى مسيرته الحافلة بالألقاب الأوروبية سيمنحه مكانة أسطورية لا جدال فيها، وأن الرسالة الواضحة التى يجب أن تصل إليه هى التحرر التام من أى تفكير فى ليفربول أو آرنى سلوت أو عروض جديدة حتى إطلاق صافرة نهاية البطولة، مصر أولاً، واللقب الإفريقى هو الهدف الوحيد الآن، وعلى الجماهير ووسائل الإعلام دعم هذا التوجه والتركيز على مساندة صلاح ليكون فى قمة جاهزيته الذهنية والبدنية لقيادة الفراعنة نحو الكأس، ولنقف صفاً واحداً، ونقول: «لا صوت يعلو فوق صوت المهمة الوطنية».

[email protected]

مقالات مشابهة

  • «فخ» كأس العرب
  • نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام
  • إعادة على جميع المقاعد فى الدائرة الثالثة بالفيوم
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • «فخر العرب».. أيقونة لا تغيب شمسها!!
  • المشهد الانتخابى وهندسة القوائم «٦»
  • مستقبل وطن : الجمهورية الجديدة تعزز حقوق الإنسان برؤية شاملة
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • الفيتو الرئاسى ومشهد الإعادة السلبي
  • الفلاحة ماتت ولازم نسلّم نفسنا!