ميلاد كيان سياسى جديد فى الحياة الحزبية المصرية، هو الحدث الأبرز على الساحة الأيام الماضية، خلال ٥ أيام عقد اتحاد القبائل العربية فعاليتين منفصلتين مع عدد كبير من رموز السياسة والبرلمان سواء السابقون أو الحاليون، الأولى الثلاثاء قبل الماضى، والثانية الأحد الماضى، لمناقشة عدة قضايا سياسية على رأسها تدشين ائتلاف وطنى واسع بين مختلف الكيانات الحزبية الوطنية.

طبقًا لشخصيات سياسية بارزة شاركت فى اللقاءين، دارت النقاشات خلال الفعاليتين حول ضرورة أن يكون هناك حركة حزبية جديدة، خاصة أن قيادات ٣٠ يونيو أو ممن شاركوا فى صناعة ٣٠ يونيو مبعدون من المشهد السياسى وهو الرأى الذى تبناه ضياء رشوان منسق عام الحوار الوطنى وأحد الذين شاركوا فى لقاء الأحد الماضى بأحد الفنادق الفخمة بالتجمع الخامس، وتأكيدًا على ضرورة تدشين حزب جديد أكد السيد القصير، وزير الزراعة السابق «أن الفترة الماضية لا توجد هناك مشاركة من المواطنين وهذه مسألة تحتاج إلى إعادة النظر».

لكن السؤال الذى فرض نفسه على الحدث السياسى الجلل: هل يحق لاتحاد القبائل العربية وهو جمعية أهلية المشاركة فى الحياة السياسية؟، السؤال نفسه طُرح داخل لقاء الأحد وكانت له عدة ردود أبرزها ما قاله سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، والذى أكد أن هناك تغييرات تحدث فى المنطقة وأن أزمة غزة تثبت أنه ليس هناك قبلية أو جهوية أو أى سلطات وأنه من المفترض أن يكون هناك مشاركة من جميع القوى الوطنية.

عصام شيحة السياسى والحزبى المعروف وأحد المشاركين فى اللقاء قال لـ«الفجر» إن قانون الأحزاب السياسية رقم ٤٠ لسنة ١٩٧٧ وضع شروطًا محددة لنشأة الأحزاب إذا توافرت هذه الشروط فى أى مجموعة من المواطنين جاز لهم الإعلان عن الحزب، منها إذا توافر ٥ آلاف عضو ولديهم مقر والشخصيات التى ستشرف على الحزب ليست ممنوعة من ممارسة الحقوق السياسية وليس لديهم قضايا مخلة بالشرف، ومن ثم يستطيعون إنشاء حزب قولًا واحدًا.

وعن الكيان السياسى الجديد المزمع تدشينه من رحم اتحاد القبائل العربية قال «شيحة» إن انطلاقة الحزب تبدو أنها انطلاقة قوية والأشخاص القائمون على الحزب هناك الكثير منهم محل ثقة فى المجتمع، كما أن هيئة المكتب متضمنة شخصيات عامة ووزراء سابقين ونوابا سابقين وحاليين وأتصور أن ذلك سيترتب عليه إثراء الحياة السياسية والحزبية المصرية، وأضاف: «أنه فى إطار التحالف وفى ظل الظروف التى تمر بها الدولة المصرية وفى ظل الصراعات الإقليمية والضغوط الدولية الأمر يستلزم تحالفًا واسعًا بين قوى ٣٠ يونيو وأنا شخصيًا أؤيد تشكيل هذا التحالف لدعم ومساندة الوطن».

سؤال آخر تردد بمجرد الحديث عن ولادة كيان سياسى جديد، هل سيسحب الحزب الوليد البساط من حزب مستقبل وطن ممثل الأغلبية فى البرلمان، أحد النواب السابقين حضر اللقاء الأول الذى عقد يوم الثلاثاء الماضى بأحد فنادق القاهرة وقال إن الحزب الجديد المزمع تأسيسه لن يكون بديلًا لمستقبل وطن ولكن نظير له أو مماثل له، سيكون هناك حماة وطن ومستقبل وطن والتحالف الجديد متقاربة أومتماثلة وهناك ركن آخر للمعارضة وهذا أمر جيد لأنه إذا كان لديك حزب واحد فقط مسيطر ستحدث المشاكل بسبب ذلك، لكن إذا كان هناك ٤ أحزاب بأربعة كيانات سياسية مقربة من الحكومة سيكون ذلك فى مصلحة الوطن، ومن يريد المعارضة لديه منبر آخر للمعارضة، مضيفًا: «البرلمان القادم ليس به أغلبية لكن به أكثرية ممكن للحزب الجديد أن يشكل ائتلافًا ويصبح ائتلاف الأغلبية وليس حزب الأغلبية والفرق رهيب بينهما».

ماذا عن المعارضة؟ هل من الممكن أن تصبح فاعلة فى ظل وجود كيان جديد يسعى للائتلاف مع الأحزاب السياسية الأخرى، سؤال أيضًا مطروح، خاصة فى ظل وجود شخصيات معارضة بارزة شاركت فى اللقاءين.

د. عبد الحميد كمال البرلمانى السابق والباحث فى العلوم السياسية والمحليات، أحد رموز المعارضة التى شاركت اللقاء، أكد على ترحيبه بأى حراك سياسى يخدم الوطن ويساهم فى تحسين الحياة الاقتصادية والحزبية فى البلاد، لا سيما وأن الأسماء المتصدرة المشهد فى الكيان الجديد تضم قامات سياسية كبيرة ووطنية ووزراء سابقين مشهودا لهم بالكفاءة، لكنه حذر فى الوقت نفسه من أن يتم استنساخ نفس التجارب الحزبية التى ظهرت خلال الآونة الأخيرة وتحديدًا خلال العشر سنوات الماضية لأن ما حدث كان عبارة عن تدوير للأغلبية ولم يقدم البرلمان المأمول منه، ما أدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لدى المواطنين.

وأكد أن وجود شخصيات معارضة فى مثل هذه الفعاليات يعكس مدى تقدير دور المعارضة وأن الجميع يعمل من أجل الوطن، متوقعًا حال تأسيس الكيان الجديد بشكل رسمى أن يتحول إلى تحالف سياسى يضم تحت مظلته أحزابًا أخرى تعكس كافة الاتجاهات السياسية سواء موالاة أو معارضة من أجل إنقاذ الوطن بشكل حقيقى بما يصب فى مصلحة المواطن والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل عادل.

يذكر أنه من المقرر أن يدير الحزب الجديد مجلسًا يضم سبعة أسماء بارزة، بينهم شخصيات سياسية ووزراء سابقون، وتشمل قائمة الأسماء المرشحة للمجلس المهندس إبراهيم العرجانى، رئيس اتحاد القبائل والعائلات المصرية على عبدالعال، رئيس مجلس النواب السابق،خمسة وزراء سابقين، نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى،السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كيان سياسي جديد اتحاد القبائل العربية الحياة الحزبية المصرية تأسيس حزب جديد قانون الاحزاب السياسية ضياء رشوان سامح عاشور عصام شيحة تحالف 30 يونيو مستقبل وطن البرلمان المصرى المعارضة السياسية الحياة الاقتصادية الحراك السياسي الاحزاب المصرية مجلس النواب الشخصيات العامة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التحالفات الحزبية

إقرأ أيضاً:

افلاطون .. استهجان مبرر للديمقراطية !

بقلم : حسين الذكر ..

ما زالت تلك الحقبة او الواحة الفلسفية المنطلقة قبل الفين وخمسمائة سنة في اثنا تثير العقول والدهشة لما انتجته من فكر واعلام الى اليوم يعتد العالم الواعي بنتاجاتهم ..
يعد افلاطون صاحب الاكاديمية الشهيرة ونظرية المثل من اشهر تلك العقول الخلاقة .. افلاطون كان ناقما على الديمقراطية آنذاك جراء الفوضى السائدة الممهدة لكل من هب استغلال حالة الارتخاء المجتمعي وضياع المقاييس مما اتاح للسفسطائيون او معلموا الحكمة التمكن من عقول العامة وقيادة المجتمع .. يعلمون الشباب مقابل المال او ما يسمى بتجارة تعليم فن الخطابة وتوظيف المفردات لمصالح الشخص على حساب القيم والمجتمع تجارة رائجة اتاحتها لهم تلك الفسحة الديمقراطية الاثينية القديمة . حتى لدغهم سقراط ساخرا : ( اي علم ذاك مقابل دراهم معدودة ) تلك المفردة التي زادت غضب المنافقين وادعياء المعرفة ممن كانوا يتساقطون بعين الشعب يوميا جراء اخفاقهم في محاورات سقراط الذي قاده ذاك التفوق العقلي والاخلاص الانساني والالهام المسدد لمقصلة الاعدام شاربا كاس السم مما زاد من كراهية افلاطون للديمقراطية التي غيبت استاذه لحساب اشاعة الفوضى .
عام 490 ق م انتصر اليونانيون على الفرس مما زاد الشعور بالثقة واطلقت الحرية الفسحة اللازمة للقرائح الشعرية فظهر شعراء مثل سوفولكوس ويوربيدس اللذان جعلا من التراجيديا فنا رائعا بعد ان كان تعيش على عالم الاساطير وظهر السياسي بركليس الذي اتخذ من الفنانين اصدقاء له بصورة زادت مكانتهم في عيون الشعب وشكلت المجالس الشعبية وصار من السهل التقاضي كحق للمواطن لاتفه الاسباب ولاسفه الحجج حتى وقع سقراط ضحية لها حينما اصطدم مع مصالح الخاصة ).
بعد ادراكه ان الحرية اعظم ما في الديمقراطية سعى لاشاعة العلم والتربية كنظام صارمة لا يستغل متذكرا قول سقراط : ( كل معرفة تبتعد بصاحبها عن العدالة لا يعتد بها ) .
عمت الفوضى وساد الشغب باسم الديمقراطية وتم اعدام سقراط فجزع افلاطون وغادر اثينا الى الاسكندرية بمصر وقورينا بليبيا يتم دراسته ويكتب افضل ما جاد به العقل البشري انذاك ثم عاد الى اثينا داعيا حكم الفلاسفة بعد ادراكه خطورة الحرية المنفلتة التي اشاعت الخرافات والاساطير ولعبت دورا مجتمعيا هداما حتى اخذت الروايات لهوميرو والالياذة تاسس لمجتمع مفكك متحلل من القيم ) .
اعتقد افلاطون ان المدن المقسمة افضل من الموحدة وان السياسة هي المدبر الوحيد للعدالة لتحقيق طموح الفرد بمختلف المجالات واشاعة اجواء السعادة . عادا للسياسة ثلاث مهام اساسية تتمثل بالادارة والانتاج والدفاع : ( ان الحكومة الارستقراطية الفاضلة افضل الحكومات واسعدها فيما المستبدة اشرها واتعسها ) .
مقسما النفس والمجتمع الى ثلاث : ( العقلي يتمثل في الحكمة ، والغضبي في حب الجاه والشرف ، والشهوة تتمثل بالكسب والهيمنة ) مركزا على التربية والتعليم لبناء الاجيال بتدريبات بدنية شاقة تجعلهم اقوياء اصحاء واشباع نفوسهم بالموسيقى وحب الخير وابعادهم عن الشعر – خصوصا هوميروس وهزبود – الذي يؤدي الى الميوعة ونشر الفساد والشر ).
في آخر سنيه اصدر كتابه القوانين الذي كان فيه واقعيا اكثر من طوباوية الشباب عادا الدستور سلطة عليا وقانون وحيد لا يجوز التجاوز عليه مؤثرا اعداد الفيلسوف القادر على تحقيق العدالة مؤمنا باواخر ايامه بتحول الفرد العادل الى مؤسسة دستورية تكون اقدر على اداء مهامها بتحقيق العدالة الاجتماعية التي هي اساس كل عدالة وبوابة كل دين وفكر ومبدا خير .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الحزب الجديد!
  • افلاطون .. استهجان مبرر للديمقراطية !
  • حزب صوت الشعب: “استطلاع البعثة الأممية” وصاية سياسية مرفوضة  
  • الحوار لا التصعيد.. المملكة تؤكد أن "الدبلوماسية" هي السبيل الوحيد لحل المشكلات السياسية
  • حزب ليبي يهاجم استطلاع بعثة الأمم المتحدة: وصاية سياسية مرفوضة
  • أحمد العوضي: حماة الوطن سينافس على جميع المقاعد في انتخابات الشيوخ
  • حماة الوطن: نواصل اختيار المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ المقبلة
  • حماة الوطن يستعد للمنافسة في انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة
  • مصادر مصرية: مقترح ويتكوف الجديد يفتقر لضمانات إجبار إسرائيل على وقف الحرب على غزة
  • حماة الوطن يستعد للمنافسة بقوة في انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة