الجزيرة:
2025-12-03@19:38:00 GMT

هجرة الإسرائيليين إلى كندا هروب أم مخطط؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

هجرة الإسرائيليين إلى كندا هروب أم مخطط؟

تشهد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول موجة هجرة غير مسبوقة باتجاه كندا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية. فقد ارتفع عدد الإسرائيليين الذين غادروا إلى كندا بنسبة 500%، مقارنة بالفترة ذاتها في السنوات السابقة.

ومنذ بداية العام الحالي، هاجر نحو 8 آلاف إسرائيلي إلى كندا، مقارنة بـ 1505 فقط في العام 2022.

وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للمهاجرين قد يتجاوز عشرة آلاف شخص بنهاية العام، وهو رقم غير مسبوق يعكس ظاهرة تتطلب دراسة معمقة، خاصة إذا تم وضعه في سياق تداعيات طوفان الأقصى التي جعلت الهجرة المعاكسة من فلسطين المحتلة يربو تعدادها على المليون من المستوطنين الذين غادروا كيان الاحتلال نحو وجهات غربية آمنة.

أسباب الهجرة الجماعية

الهجرة الإسرائيلية إلى كندا ليست ظاهرة جديدة تمامًا، لكنها شهدت تصاعدًا حادًا خلال الأشهر الأخيرة، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالأوضاع الأمنية، والسياسية، والاجتماعية داخل فلسطين المحتلة.

الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة

شهد كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ تصاعد الأحداث في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، موجة غير مسبوقة من الصراعات، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين مختلف الأطراف، حيث تصاعدت موجات عمليات المقاومة، مع اشتداد عمليات الإبادة في غزة، وزيادة مستوى العنف الذي تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية، مما جعل حياة الإسرائيليين مهددة بفعل احتمال قيام الفلسطينيين بعمليات تستهدف الاحتلال ومستوطنيه.

إعلان

كما أن انعدام الاستقرار السياسي داخل كيان الاحتلال بفعل ما تشهده الحكومة الإسرائيلية من خلافات حادة بشأن السياسات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، جعل الكثيرين من المستوطنين داخل فلسطين المحتلة يشعرون بفقدان الثقة في القيادة.

الخوف من المستقبل

يشعر الكثير من الإسرائيليين بالقلق بشأن مستقبلهم داخل فلسطين المحتلة، خاصة مع استمرار الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وهو الإحساس الذي تكرسه المؤشرات التالية:

الخوف من العزلة الدولية

تواجه إسرائيل تزايد الانتقادات الدولية بشأن سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية، لن تقف عند الجامعات والمؤسسات وصناديق الاستثمار السيادية، بل تهددها بالامتداد نحو عقوبات سياسية واقتصادية تنفذها الدول والمنظمات الدولية، خاصة بعد صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي تعتبر نتنياهو ووزير دفاعه المقال مجرمَي حرب مطلوبين للعدالة الدولية.

التغيرات الإقليمية

مع جرائم الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأت بعض الدول العربية تجد حرجًا كبيرًا للإقدام على تطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال، وهو ما يخشى الإسرائيليون أن يكون مقدمة لفقدان الدعم الدولي التقليدي الذي تعتمد عليه بلادهم، بفضل دعم القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تتحمل عبئًا كبيرًا في حماية كيان الاحتلال بالمال والسلاح، وتوفير الإسناد الدولي له، وحمايته من العقوبات والنبذ.

فرص اقتصادية واجتماعية أفضل

تمثل كندا واحدة من أكثر الدول جذبًا للمهاجرين في العالم، وذلك بفضل نظامها الاقتصادي والاجتماعي المتطور وبفضل الاستقرار السياسي الذي تنعم به كدولة غربية تحتاج إلى تدفق المزيد من المهاجرين المتدربين من أصحاب الخبرة في المجالات العلمية والمهنية المختلفة.

فعلى مستوى التعليم والرعاية الصحية توفر كندا نظامًا تعليميًا وصحيًا يعتبر من ضمن الأفضل عالميًا، ما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن مستقبل أفضل لأبنائها.

إعلان

وعلى صعيد فرص العمل، توفر كندا سوقًا متنوعة للعمل، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والابتكار، ما يجذب الشباب الإسرائيليين الطامحين إلى حياة مهنية ناجحة.

بحث عن أرض جديدة أم هروب من الواقع؟

تثير هذه الظاهرة العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الهجرة الجماعية.

هل هي محاولة للبحث عن أرض جديدة؟

من المؤكد أن كندا تعتبر وجهة جذابة لأولئك الذين يبحثون عن حياة أكثر استقرارًا وازدهارًا.

الرغبة في الاستقرار: يسعى المهاجرون إلى بناء حياة جديدة بعيدًا عن الصراعات والتوترات اليومية. الهروب من الخدمة العسكرية: يشير بعض المحللين إلى أن جزءًا من الشباب الإسرائيلي يسعى لتجنب التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي.

هل هو إدراك بأن فلسطين ستعود لأصحابها؟

يشعر البعض بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لن يدوم إلى الأبد، وأن هناك تحولًا تدريجيًا لصالح القضية الفلسطينية يأخذ ثلاثة مظاهر على الأقل:

تغير المزاج الدولي: تظهر مؤشرات على تحول في المواقف العالمية تجاه القضية الفلسطينية، ما يضع إسرائيل تحت ضغط متزايد. الاعتراف بالحق الفلسطيني: ربما بدأت شريحة من الإسرائيليين تدرك أن الحلول السياسية قد تفرض تنازلات كبيرة، ما يدفعهم للبحث عن مستقبلٍ بعيدًا عن هذه الضغوط. مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي أقرت اعتقال رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، التي أدخلت الاحتلال في دوامة من الإدانات الدولية المتعاقبة. هل هي محاولة لاحتلال جديد للأراضي الكندية؟

يثير البعض مخاوف من أن تكون هذه الهجرة جزءًا من إستراتيجية طويلة الأمد لإعادة استنساخ تجربة الاستيطان في أراضٍ جديدة.

تكوين لوبي قوي: يُخشى أن يسعى المهاجرون الإسرائيليون إلى تكوين لوبي مؤثر داخل المجتمع الكندي، قد يؤثر على سياسات الحكومة المحلية. تغييرات ديمغرافية: قد تؤدي هذه الهجرة الجماعية المتصاعدة إلى تغييرات ديمغرافية في المدن الكندية الكبرى، مما قد يثير مخاوف السكان الأصليين. إعلان الأبعاد الثقافية والاجتماعية للهجرة

الهجرة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل تحمل أبعادًا ثقافية واجتماعية قد تؤثر على المجتمعات المستقبِلة.

التأثير على المجتمع الكندي

قد يكون للهجرة الإسرائيلية إلى كندا تأثيرات إيجابية وسلبية على حد سواء.

نتائج إيجابية: تعزيز التنوع الثقافي والاقتصادي، وإثراء المجتمع بمهارات وخبرات جديدة. تداعيات سلبية: احتمالية ظهور توترات ثقافية أو اجتماعية؛ نتيجة اختلاف القيم أو المصالح.

تحديات الهوية الوطنية

تواجه كندا تحديًا في تحقيق التوازن بين استقبال المهاجرين وحماية هويتها الوطنية، حيث إن سياسات الاندماج لفئات مهاجرة جديدة مثل مجموعة المستوطنين القادمين من فلسطين المحتلة، تتطلب وضع برامج فعالة لدمج المهاجرين الجدد في المجتمع الكندي دون التأثير على السكان الأصليين.

مسؤوليات المهاجرين

يقع على عاتق المهاجرين دور كبير في الاندماج بشكل إيجابي، من خلال احترام قوانين وثقافة البلد المضيف، وهو ما يطرح إشكالات كبيرة على الجماعة الإسرائيلية الملتحقة حديثًا بالديار الكندية نظير تصرفاتها العدوانية المثيرة للقلق والاستفزاز في فلسطين المحتلة.

دور المجتمع الدولي في مراقبة الظاهرة

لا يمكن فصل ظاهرة الهجرة الإسرائيلية إلى كندا عن السياق السياسي والاقتصادي العالمي.

مسؤولية الأمم المتحدة

قد يكون من الضروري على الأمم المتحدة مراقبة هذه الظاهرة لضمان عدم تحولها إلى أزمة ديمغرافية أو سياسية.

تأثر العلاقات الكندية- الإسرائيلية

قد تؤثر هذه الهجرة على طبيعة العلاقات بين كندا وإسرائيل، خاصة إذا أثارت مخاوف داخلية في كندا.

انعكاسات محتملة على المنطقة العربية

قد تكون لهذه الظاهرة تداعيات على الصعيد الإقليمي، حيث قد تفتح المجال لمزيد من النقاش حول مستقبل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

ختامًا:

مع استمرار موجة الهجرة الإسرائيلية إلى كندا، يبقى السؤال الأكبر مطروحًا: هل هي مجرد ظاهرة عابرة أم بداية لتحولات إستراتيجية عميقة؟

إعلان

الأيام القادمة وحدها ستكشف عن الأبعاد الحقيقية لهذه الهجرة وتأثيراتها على إسرائيل وكندا، وعلى الصراع العربي الصهيوني، وعلى المجتمع الدولي بشكل عام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإسرائیلیة إلى کندا فلسطین المحتلة کیان الاحتلال هذه الهجرة الهجرة ا

إقرأ أيضاً:

الضفة تشتعل ومواجهات في جنين

صراحة نيوز-شهدت محافظة جنين (شمالي الضفة الغربية المحتلة) سلسلة اقتحامات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تخللتها عمليات هدم ومداهمة في عدد من البلدات، وقد أعقبها اندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن مواجهات عنيفة اندلعت في السيلة الحارثية (غربي جنين) عقب اقتحام قوات الاحتلال للبلدة وإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه الشبان.

كما داهمت قوات الاحتلال منازل في قرية بير الباشا (جنوب جنين) في وقت جابت فيه الآليات العسكرية شوارع بلدات متعددة جنوب وغرب المحافظة.

اقتحام مناطق عدة بالضفة
وفي السياق، شهدت مدن وبلدات عدة -مساء الأحد وفجر الاثنين- في الضفة الغربية المحتلة عمليات اقتحام ومداهمة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ففي طوباس (شمال الضفة المحتلة) اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، بلدة عقابا (شمال المدينة) بعدة آليات عسكرية، ونفذت عمليات مداهمة وتفتيش لعدد من المنازل، وفق مصادر محلية.

وأفادت مصادر طبية بتسجيل 3 إصابات في صفوف شبان فلسطينيين جرى الاعتداء عليهم بالضرب أثناء مرورهم عبر حاجز تياسير (شرق طوباس).

كما داهمت قوات الاحتلال منزل أسير في بلدة عقابا، بالتزامن مع استمرار الانتشار العسكري في محيط البلدة.

وفي سلفيت (شمال غرب الضفة) نفذت قوات الاحتلال حملات مداهمة عدة، حيث اقتحمت قرية مردا (شمال المحافظة) وفتشت عددا من المنازل دون تسجيل اعتقالات، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وتتعرض هذه القرية منذ فترة لاعتداءات متكررة تشمل إغلاق المداخل الرئيسية والفرعية، وتفتيش المنازل خلال الاقتحامات المتواصلة.

وفي سياق متصل، وسّعت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في بلدات غرب سلفيت، وأغلقت طرقا فرعية تربط بين بلدتي الزاوية وبديا.

وفي رام الله، قالت مصادر محلية إن مجموعات من المستوطنين اقتحمت أطراف قرية المغير (شرق المدينة).

إصابة فلسطينيين بالرصاص
وفي القدس المحتلة، أُصيب فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، قرب الجدار الفاصل في بلدة الرام (شمال المدينة).

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن أحد المصابين أصيب بالرصاص الحي في الوجه ونُقل إلى مركز طبي بمنطقة كفر عقب، وأصيب الآخر في الركبة وسقط عند الجدار الفاصل قبل نقله إلى المستشفى.

وقد تزامنت الإصابات مع اقتحام قوات الاحتلال بلدة الرام، وسط انتشار عسكري إسرائيلي مكثف في المنطقة.

ويُسجَّل بشكل شبه يومي إصابة فلسطينيين قرب الجدار الفاصل خلال محاولتهم عبوره بحثا عن عمل داخل إسرائيل التي تمنع منذ عامين عودة الفلسطينيين إلى أماكن العمل منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووفق الاتحاد العام لعمال فلسطين، فقد قُتل 44 عاملا برصاص إسرائيلي واعتُقل أكثر من 32 ألفا خلال محاولاتهم العمل أو اجتياز الجدار منذ بدء الحرب وحتى 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يحكم على مقدسية بالسجن لمدة عام
  • قرار أممي يدعو العدو الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي الفلسطينية والجولان المحتل
  • تدمير ممنهج لغزة .. عماد الدين حسين يكشف مخطط إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية
  • سايحي يبحث مع ممثلة المنظمة الدولية للهجرة تعزيز التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية
  • الصندوق المركزي الإسرائيلي بنيويورك الممول الأكثر سخاء للاستيطان
  • 142 مستوطنًا يقتحمون باحات الأقصى
  • المنظمة الدولية للهجرة تنفذ جلسات توعوية حول "تغير المناخ والهجرة"
  • هكذا أفشلت الضبطية مخطط “حرقة” من شاطئ البلج غرب العاصمة
  • تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية
  • الضفة تشتعل ومواجهات في جنين