من خلال ترشيح ماركو روبيو ومايك والتز، إلى منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي على التوالي، يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يشير إلى أن انفتاحه على كوريا الشمالية خلال ولايته الأولى قد لا يتكرر.

تصميم ترامب على تحسين العلاقات مع بيونغ يانغ جلي

مع ذلك، يرى الباحثان في شؤون شمال شرق آسيا وطالبا الدكتوراه في جامعة تولين الأمريكية هانجين بارك وجياشن شي، أن ميل ترامب الطويل الأمد إلى عقد الصفقات ورغبته في ترسيخ إرثه الرئاسي يقترحان أن محاولات نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية ربما لا تزال على الطاولة.


عبر استخلاص دروس من دبلوماسية القنوات الخلفية في ولايته الأولى، قد يعمد ترامب المدعوم الآن من دائرة داخلية موالية بشكل غير مسبوق إلى إعادة التواصل مع كوريا الشمالية من خلال مفاوضات سرية. هل يلين مواقفه؟

كتب بارك وشي في مجلة "ذا ديبلومات" أن تكهنات ظهرت حول تحول محتمل في سياسة ترامب تجاه كوريا الشمالية خلال ولايته الثانية المقبلة. يستلزم هذا التحول التخلي عن الجهود لإقناع كيم بتفكيك ترسانته النووية بالكامل والسعي بدلاً من ذلك إلى إقناع بيونغ يانغ بتجميد برنامجها النووي ووقف تطوير أسلحة جديدة. في المقابل، ستحصل كوريا الشمالية على تخفيف للعقوبات الاقتصادية وربما أشكال أخرى من المساعدات.

US President Donald Trump says he agreed with North Korean leader Kim Jong Un to restart talks after nuclear negotiations stalled earlier this year https://t.co/WYktXv4xZy pic.twitter.com/2ypUZ27OsU

— CNN (@CNN) June 30, 2019

المنطق وراء هذا التحول عملي: تجنب محادثات نزع السلاح العقيمة للتركيز على الهدف الاستراتيجي الأوسع المتمثل في التنافس مع الصين. لكن ترامب نفى بشدة مثل هذه الادعاءات. ففي منشور على موقع تروث سوشل، رفض ترامب التقارير التي تتحدث عن موقفه المخفف من الأسلحة النووية لكوريا الشمالية ووصفها بأنها ملفقة.
يدرك ترامب أن نجاح سياسته تجاه كوريا الشمالية في ولايته الثانية يحتاج إلى إحياء الدبلوماسية عبر القنوات الخلفية، ومن المؤكد تقريباً أن الشرطين الرئيسيين اللازمين لبدء هذه الدبلوماسية ــ تصميمه القوي والمعارضة الداخلية للتعامل مع بيونج يانغ ــ سيكونان حاضرين.

دافعه الأول

تصميم ترامب على تحسين العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة جلي. وبالرغم من أنه لم يحدد صراحة استراتيجيته تجاه كوريا الشمالية في ولايته الثانية، من المعقول افتراض أنه كمثل أغلب الرؤساء في ولايتهم الثانية، سيكون مدفوعاً برغبة في ترسيخ إرث دائم.
إذا كان طموح ترامب السياسي الداخلي هو تفكيك "الدولة العميقة"، فمن الممكن أن يركز هدفه في السياسة الخارجية على تحقيق نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية، وهو هدف يحمل ثقلاً جيوسياسياً كبيراً ودرجة من الجدوى بالمقارنة مع المساعي الدبلوماسية المحتملة الأخرى.

????TRUMP TO ROCKETMAN KIM: LET'S TALK BEFORE YOU BLOW UP THE WORLD

Trump’s team is exploring direct negotiations with Kim Jong Un, aiming to thaw years of silence and rising nuclear tensions.

Despite past meetings yielding no disarmament, Trump allies believe personal diplomacy… pic.twitter.com/pghPDHcAPG

— Mario Nawfal (@MarioNawfal) November 26, 2024

إن ثقة ترامب في علاقته الشخصية مع كيم تعزز هذا التصميم. خلال حملة 2024، ادعى ترامب مراراً الفضل في تجنب الصراع النووي مع كوريا الشمالية، واضعاً نهجه على نقيض مع ما وصفه بسياسة حافة الهاوية التي انتهجتها إدارة أوباما. معتقداً أنه "توافق بشكل جيد للغاية" مع كيم، ترامب مقتنع بأنه يتمتع بالقدرة الفريدة على تحقيق اختراق مع بيونغ يانغ بشأن القضية النووية.

الشرط الثاني المعارضة المحلية للتواصل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة هي الشرط الثاني الملائم لدبلوماسية القنوات الخلفية - وهي راسخة. في حين شددت ولاية ترامب الأولى على الحوار، اتخذت إدارة بايدن موقفاً أكثر صرامة، حيث أعطت الأولوية للردع بالتنسيق مع كوريا الجنوبية. وتشمل هذه الاستراتيجية فرض عقوبات أحادية الجانب ونشر أصول قادرة على حمل أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية.
علاوة على ذلك، تابع الكاتبان، دفع أعضاء الكونغرس باتجاه زيادة الضغوط على بيونغ يانغ، وبخاصة رداً على شراكتها المتنامية مع روسيا خلال الصراع في أوكرانيا. وقد دعت شخصيات مثل روبيو ووالتز منذ فترة طويلة إلى اتباع نهج متشدد تجاه كوريا الشمالية. وفي حين قد يبدو ولاؤهما لترامب قوياً في الوقت الحالي، إن مواقفهما المتشددة قد تؤدي إلى صدامات داخلية، ما يعكس التوترات التي نشأت خلال ولاية ترامب الأولى مع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بشأن بيونغ يانغ. هل يقبل كيم غصن الزيتون؟ مع استيفاء الشرطين الرئيسيين المذكورين، إن العامل الحاسم الآخر لتجسيد دبلوماسية القنوات الخلفية هو الاستجابة الإيجابية المتوقعة من كوريا الشمالية. يبدو هذا معقولاً، حيث لم تنحرف بيونغ يانغ عن هدفها القديم المتمثل في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.
صحيح أن نظام كيم نما على مستويي القدرة والثقة، مدعوماً بحلفاء جدد. تعقد هذه التطورات قدرة أي إدارة أمريكية على تقديم الحد الأدنى من الحوافز لتأمين التنازلات من كوريا الشمالية. مع ذلك، وبالرغم من انهيار قمة هانوي سنة 2019، تظل بيونغ يانغ ملتزمة بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والذي تعتبره "استراتيجية السياسة الخارجية الأولى".
أضاف الكاتبان أن كوريا الشمالية تنظر إلى الولايات المتحدة بصفتها صاحبة مفتاح رفع العقوبات مع قبول ترسانتها النووية ضمناً. علاوة على ذلك، إن الحل المحتمل للصراع بين أوكرانيا وروسيا في ظل إدارة ترامب قد يؤدي إلى نشوء حالة من عدم اليقين في الشراكة بين كوريا الشمالية وروسيا. في ظل هذه الظروف، سيكون من الحكمة الاستراتيجية أن يسعى كيم إلى تحقيق انفراج مع الولايات المتحدة، إذا مد ترامب غصن الزيتون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب تجاه کوریا الشمالیة الولایات المتحدة بیونغ یانغ فی ولایته

إقرأ أيضاً:

ليس مجاملة دبلوماسية.. سر تحذير إيران لـ قطر قبل استهداف قاعدة العديد | تقرير

أفادت مراسلة CNN كلاريسا وارد من تل أبيب، خلال تغطيتها للهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في قطر، بأن مصدرًا مطلعًا أكد أن الإيرانيين أبلغوا السلطات القطرية مسبقًا بأن الضربة قادمة. 

يشير الأمر ضمنيًا إلى أن الولايات المتحدة كانت على الأرجح على علم مسبق بالهجوم عبر قناة التنسيق مع الدوحة.

وتشرح “وارد” خلفيات هذا التحذير الاستباقي، وتوضح الدوافع المحتملة وراء إصدار طهران لهذا الإنذار.

رويترز: رئيس الوزراء القطري حصل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيلالتنفيذ خلال 6 ساعات .. ترامب: التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل 

فبحسب تحليلها، قد يكون هذا التنسيق مؤشرًا على أن إيران سعت لتفادي إيقاع خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية أو المدنيين، وربما كانت تحاول إرسال رسالة "رمزية" أو سياسية أكثر من كونها عملية عسكرية مدمرة، لتجنب تصعيد أكبر مع واشنطن.

وبالتالي، فإن الإنذار الإيراني لقطر لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل كان جزءًا من استراتيجية مدروسة لاحتواء التصعيد وتوجيه الضربة ضمن حدود محسوبة، من دون جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة شاملة مباشرة.

وأعلن اللواء الركن شايق مسفر الهاجري، نائب رئيس الأركان للعمليات المشتركة في قطر، أنّ "القوات المسلحة قامت بتفعيل كامل الخطط اللازمة لتأمين أجواء الدولة"، مؤكّدًا: "قمنا بإغلاق المجال الجوي لحماية المغادرين والقادمين، كما تم إسقاط جميع الصواريخ الإيرانية المستهدفة للدولة، باستثناء صاروخ واحد" 

جاء تصريح الهاجري خلال مؤتمر صحفي بعد ساعات من استهداف الحرس الثوري الإيراني قاعدة العديد الجوية الأمريكية في الدوحة بصواريخ باليستية 

. وأوضح أن الخطط المفعّلة تضمنت تعليق جميع رحلات الطيران المدني مؤقتًا، كإجراء وقائي لحماية المسافرين والمقيمين من أيّ تهديد جوي محتمل.

وقد تمّ التنسيق بين الدفاعات الجوية القطرية والمنظومة الأمريكية العاملة ضمن القاعدة، ما مكّن من اعتراض معظم الصواريخ. 

قطر تعلن استئناف حركة الملاحة الجوية بعد تعليقها مؤقتًاالسعودية: نقف مع قطر في كل ما تتخذه من إجراءات.. وتضع كل إمكاناتنا لمساندتها

وتابع الهاجري: "تم إسقاط جميع الصواريخ الإيرانية باستثناء صاروخ واحد" .

لم يوضح نائب رئيس الأركان نوعية الصاروخ الذي مرّ دون اعتراض، لكن التصريحات لم تسجل وجود خسائر بشرية أو أضرار جوهرية في المطار أو القاعدة. تشير هذه التصريحات إلى فعالية منظومة الدفاع القطري المشتركة مع الحماية الأمريكية في التصدي للتهديدات الجوية.

طباعة شارك قطر قاعدة عسكرية أمريكية السلطات القطرية الولايات المتحدة الدوحة إيران القوات الأمريكية

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تؤجل إحاطة سرية للكونجرس عن إيران
  • ترامب يعلن وقف النار بين إيران وإسرائيل.. صفقة سرية بوساطة قطر؟
  • ليس مجاملة دبلوماسية.. سر تحذير إيران لـ قطر قبل استهداف قاعدة العديد | تقرير
  • كوريا الشمالية تهاجم واشنطن وتل أبيب: تحالف عدواني يُشعل العالم
  • كوريا الشمالية تعلق على الهجوم الأمريكي على إيران
  • كوريا الشمالية تعلق على الهجوم الأميركي على إيران
  • كوريا الشمالية تدين الغارات الأميركية وتحمّل إسرائيل مسؤولية
  • كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية
  • كوريا الشمالية تدين بقوة الهجوم الأمريكي على إيران وتحذر من حرب شاملة
  • مساجلة دبلوماسية حامية بين السودان والإمارات بأروقة الأمم المتحدة