د.حماد عبدالله يكتب: وما نيلُ المطالب بالتمنى !!
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
قالها شاعرنا العظيم " أمير الشعراء " "أحمد شوقى"
وتغنت بها الراحله العظيمه "أم كلثوم"، بعد أن صاغ لحنها الموسيقار الراحل العظيم "رياض السنباطى" !
هكذا كانت الأغنيه شعرًا ولحنا وأداءًا، شيىء عظيم متكامل ورائع، لها صدى فى نفوسنا أبدى، منذ سماعها وحتى مماتنا إن شاء الله !
وما زال المضمون للكلمات ثابت، حيث الأمانى لا تُطْلَبْ إلا من الله العزيز الحكيم فى دعواتنا، والإستمرار فى الدعاء كما دعانا الله إلى ذلك !
ولكن فى الدنيا، لا بد من السعى والكفاح والعمل الجاد وترك ( الفهلوه ) والإتكال على الغير، والإعتماد على الأمثال الشعبيه " الخائبه " مثل " إجرى جرى الوحوش، غير رزقك لن تحوش " ومثل خائب أخر يقول " نام وإرتاح يأتيك النجاح "، منين يا حسره ؟
من أين يمكن أن تحصل على نجاح، أو رزق لن تسعى إليه أو تَجِدْ فى سبيل الحصول عليه، إلا ببركة سواد عيونك !! ما شاء الله !!
ومع ذلك هناك أمثال قريبه من الواقع كأن تقول " أعقلها وتوكل على الله !! وغيرها من مقولات منطقيه وتقترب من العقل والواقع !
ولكن هناك موقف أفكر فيه كثيرًا ولا أجد له إجابات بليغه أو مقنعه !!
لماذا نحن متأخرون ؟ لماذا نحن فى مصاف الدول الناميه " النائمه " !!؟ لماذا نبدأ أى مشوار " بالمشوار "، أى بسرعه وإندفاع، وكأن ما نصبوا إليه، وخططنا من أجله سهل المنال وسوف نحققه ومتأكدين من الحصول عليه !
ثم فجأه نخفت !! ونتباطأ !! وتنطفىء جذوة النار التى كانت مشتعله ومتوهجه !! لماذا لا نستكمل أى مشوار بنفس الهمة التى بدأنا بها !! ؟ وهكذا يحدث فى جميع مناحى حياتنا كمصريون !! ولعل من الأحداث العامه التى يمكن الإستدلال بها أو عليها لهذه الظاهره " السيئه !!" وهى ليست حصرًا ولكن على سبيل الذكر " التنميه والإستثمار، والمؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ والذى عقدنا عليه الأمال، وصرح كبارنا من ساسه ووزراء حتى رئيس الجمهوريه بأن هذا المؤتمر مفتاح الفرج لمصر !! أين البقيه ؟ أين نحن اليوم من هذا المؤتمر ؟ أين نتائجه وأين قانون الإستثمار ؟ أين لائحته التنفيذيه ؟ لا إجابه وما زال المسئولين فى أما كنهم !!شيىء من الخيال !!
فالإصلاح الإقتصادى وبرنامج الخصخصه !!أين هذا الإصلاح، وأين هذا البرنامج ؟ وسياسة الدوله الداعيه للقضاء على الفساد !! أين الدوله من الفساد ؟ كلها عناوين جباره، بلا شك قطعنا فيها أشواطًا وبدأت بالمؤتمرات والندوات والبدء فى وضع تشريعات، وأقمنا لها الهيئات والوزارات، وقمنا بتكليف من نراهم هم القادرون على تحقيق الأهداف فى مراكز المسئوليه !!
ثم ماذا بعد !!؟ خفتت الأضواء ! وقلت الحراره !! وبردت الأجواء !! وإنكمشت الإعلانات والإعلام، والأصوات، والدردشه، وسيطرت على "التوك شو"، موضوعات أخرى أكثر تفاهه وأكثر كذبًا وإفتراءًا على الغير، أو على بعضنا البعض، حالة من العبث وحاله من الإستهتار بمستقبل هذا الوطن، للأسف الشديد !!
ولعلنا نرى من تولى المسئوليه ما زال فى منصبه يتمتع بالإمتيازات الإضافيه التى نالها، وابتعد عن الهدف الذى جاء من أجله، "واتوجع" قلبه عليه !! ولعل بنظرة سريعه على الماضى، وتصور لما سيحدث فى المستقبل، بلا شك،إذ سنرى الإنتقادات، ثم إستدعاءات من النيابه العامه أو حتى وكيل " كراكون " وإرتعاش فى الأيدى،وإنسحاب إلى مكان كان يحتله سابقه،وإكتفاء بالدفاع عن النفس وعن من حوله، والكل "متفرج " منهم من يَشَمْت !! ومنهم من "يمصمص" شفاهه، المهم أننا لن نصل إلى ما كنا نريده، أو خططنا له وإذ التمنى من الله هو الباقى وليس فى الدنيا !! للأسف الشديد يمكننا تحقيق الأمانى !! بل ربما فى الأخرة!!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: والحرب الحقيقية تبدأ الآن
والمغنية في الحكاية تُحكم العود وتقول لعاشقها:
ماذا أغنّيك؟
قال: غنِّني قول الشاعر:
“إذا كان في بطني طعامٌ ذكرتها،
وإن جعتُ لم تخطر على بالي ولا فكري”.
والحرب الأعظم تتسلل الآن في دروب السودان،
حرب كسر العظم بالجوع والفقر،
وفي أسبوع يقفز كل شيء الآن إلى سعرٍ مضاعف.
وما يجعل الرعدة في القلب ليس هو السعر هذا… ما يُخيف هو أن
تنفيذ… تنفيذ… تنفيذ القفزة هذه ودقتها أشياء تكشف أن الأمر يُدار من مكتبٍ واحد.
……
وكامل الذي يسأل الناس: ماذا أغنيكم؟ يجب أن يسمع الإجابة.
وكامل لا يستطيع إغلاق المتاجر التي تنطلق الآن في السودان كله،
لكن كامل يستطيع أن يفعل ما فعلته العبقرية السودانية دون محاضرين وتعليم.
يستطيع هدم المخطط كله بالأسلوب هذا:
أسلوب
ماعز في كل بيت،
دجاجتان في كل بيت،
مزرعة خضروات (أربع أمتار مربعة) في كل بيت،
مزرعة تسمين عجول في كل قرية،
زراعة الذرة في كل بلدة.
والصرخة العاجزة عن: التمويل من أين؟ ما يجيبها هو أن النازحين، المعدمين تماماً، فعلوها أمام الخيام، أمام البيوت التي استأجروها.
والمانجو زُرعت في أكياس البلاستيك المخرومة، والبطيخ، والموز، والـ… الـ… ونجحوا دون بذل جنيه واحد.
الدولة تستطيع انتهاز فرصة سقوط حائط السجن الذي كان يسجن الزراعة في السودان،
فالسودان كان يعجز عن ميكنة الجزيرة، لأن كل شبر فيها كان مملوكاً لألف شخص.
السيد كامل إدريس… أعلم أنني الصوت الصارخ في البرية. لكن… لكن… لكن…
…….
وأحياناً الأدب يصف.
وهذه أيام توفيق الحكيم.
وطريد الفردوس عند الحكيم هو رجل ظل منذ طفولته معتكفاً مسبحاً لا يعرف الدنيا.
ويموت…
وملائكة الجنة عند الحكيم لا يدخلونه الجنة… اسمه ليس عندهم…
وملائكة النار لا يدخلونه النار… اسمه ليس عندهم.
والحل…
الحل هو إعادته إلى الأرض، لأنه دخل الدنيا وخرج منها دون أن يشعر بوجود حرب، وبالتالي لا نجاح ولا سقوط.
والرجل يجد نفسه في شوارع القاهرة،
والناس هناك يجدون شاباً يهذي بكلمة: الفردوس… الفردوس…
ويقوده بعضهم إلى “بار الفردوس”،
وهناك يصبح فتوة البار والبلطجة.
ثم فجأة يبصر ويتوب و…
الحكيم يقول إن الدين هو صراع وابتلاء، وليس عزلة وتسبيحاً، مثلما يظن المتدينون الآن.
وهذا الفهم هو ما صنع الإسلاميين.
ومحاولة الإسلاميين تقديم الإسلام الحقيقي تجعلهم الهدف الأول لكل عدو، وحربهم مباشرة أمر مستحيل؛ لهذا، لما فشل مرتزقة الداخل في السودان جاء العدو بمرتزقة الخارج.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب