التزييف العميق.. الجانب المظلم للتكنولوجيا الجديدة يهدد مصالح البشر
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
فى الوقت الذى يستخدم فيه البعض تقنيات الذكاء الاصطناعى، ومنها تقنية «التزييف العميق» فى شرح العلوم وتبسيطها وخلق الإبداع الفنى وتقديم الفائدة للآخرين، هناك من يستخدمها فى تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب لتحقيق أهداف ومصالح شخصية أو إلحاق الضرر بالآخرين من خلال تشويه سمعتهم وابتزازهم.. فما هذه التقنية؟ وكيف تتم؟ وكيف يمكن كشفها ومواجهتها؟
بحسب توضيح خضر غليون، الخبير الدولى فى الذكاء الاصطناعى، فإن «التزييف العميق» أو «Deepfake» هى تقنية متقدمة مثيرة للجدل، يمكنها دمج وتعديل الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية بطريقة احترافية للغاية، بحيث يصعب على الشخص العادى تمييزها عن الأصلية، وتعتمد على استخدام الخوارزميات المعقدة وتقنيات الذكاء الاصطناعى، مثل الشبكات العصبية الاصطناعية والتعلم العميق، لاستنساخ أنماط الوجه البشرى وحركاته ونبرات الصوت بدقة متناهية، ما يتيح إمكانية تزييف مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية بشكل يبدو وكأنه حقيقى تماماً.
وفى الوقت الذى تتيح فيه تقنية «التزييف العميق» فتح آفاق إبداعية هائلة أمام العاملين فى مجالات عديدة مثل السينما والدعاية والفنون والتعليم والطب، حيث يمكن استخدامها لخلق محاكاة واقعية لتجارب ومواقف قد يصعب إيجادها أو محاكاتها فى الحياة الواقعية، هى أيضاً لها انعكاسات سلبية خطيرة، تشمل نشر الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة، والتشهير بالأشخاص.
والتلاعب بالحقائق بهدف التضليل والخداع، إذ يمكن لأى شخص ماهر فى استخدام تطبيقات وبرامج التزييف العميق، أن يضع كلمات لم تقل فى فم شخصية عامة، أو يدمج صورة شخص ما فى موقف محرج أو غير أخلاقى، ما قد يلحق أضراراً جسيمة بسمعته ومكانته، دون أن يكون بمقدور الشخص نفسه إثبات زيف تلك المقاطع.
كما كشفت الدكتورة أسماء سعد، المدرس بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى جامعة مدينة السادات، بعض الاستخدامات السلبية الأخرى لتطبيقات الذكاء الاصطناعى وتقنية «التزييف العميق»، منها التزييف السياسى والاجتماعى، إذ يمكن استخدامها فى تصميم فيديوهات مزيفة للشخصيات السياسية أو العامة بهدف نشر أخبار كاذبة أو تشويه سمعتها، وأيضاً استخدامها فى الاحتيال والتلاعب، بإنشاء مقاطع فيديو مزيفة للقيام بأعمال احتيالية أو التلاعب فى السوق المالية، ما يؤثر على الثقة والأمان فى النظام المالى، إلى جانب أيضاً استخدام سلبى آخر لهذه التقنية وهو الابتزاز والتشهير، باستغلال مقاطع الفيديو المزيفة فى ابتزاز الشخصيات العامة أو الأفراد لتشويه سمعتهم أو الحصول على مكاسب مالية.
ولكشف التزييف العميق فى الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية، هناك بعض الطرق التى يمكن اتباعها، منها التأكد من مصدر المعلومات، والتحليل التقنى، وذلك من خلال استخدام تقنيات التحليل الرقمى للكشف عن الجوانب غير الطبيعية فى التزييف العميق، مثل التشويش فى الصورة أو الفيديو، أو عدم تطابق حركة الشفاه مع الكلام المنطوق، كما يمكن أيضاً استخدام تقنيات التعرف على الوجه والتحقق من الهوية للتحقق من صحة الفيديو أو الصورة، ومقارنتها بالبيانات الموثوقة للشخص المقصود، كما يمكن الاعتماد على النمو السريع لتقنيات التعلم الآلى والتعلم العميق التى يمكنها التنبؤ بالمحتوى الزائف فى العديد من مجالات التطبيقات، بما فى ذلك التلاعب بالصور والفيديو.
كما توجد عدة أدوات مختلفة فى تقنيات الذكاء الاصطناعى يمكن من خلالها كشف «التزييف العميق»، منها (forensics – Vue – ai – Clarifai – V7Encord – Kili – Anyline – INTSIG – Google vision AI)، بحسب توضيح الدكتورة رضوى عبداللطيف، خبيرة الذكاء الاصطناعى، إلا أنه ورغم ذلك، فإن اكتشاف التزييف العميق يتطلب جهوداً مشتركة بين الباحثين والمؤسسات الأمنية وشركات التكنولوجيا لتطوير تقنيات جديدة للكشف عن التزييف ومشاركة المعرفة والتجارب، وحتى يتم ذلك لا بد من الحذر واتباع نهج نقدى عند التعامل مع المحتوى الذى يمكن أن يكون مزيفاً، والاعتماد على مصادر موثوقة والتحقق من صحة المعلومات قبل انتشارها.
الوطن نيوز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعى التزییف العمیق
إقرأ أيضاً:
إيثان هوك يعرب عن ندمه العميق على طفولة ابنته مايا "الصعبة"
أفصح الممثل إيثان هوك عن مشاعر مثقلة بالندم أثناء حديثه عن التجربة التي مرت بها ابنته الممثلة مايا هوك خلال طفولتها، واصفاً تلك السنوات بأنها "صعبة ومعقدة للغاية". ويأتي هذا الاعتراف خلال جلسة حوارية جمعته بالممثلة سيدني سويني ضمن برنامج الممثلون يتحدثون عن الممثلين الذي تنظمه مجلة فارايتي.
وأبرز الممثل المخضرم حجم التحديات التي واجهتها ابنته في بيئة هوليوودية متخمة بالضغوط والتدقيق الإعلامي المستمر.
يفسر تأثير الشهرة والطلاق على طفولة مايا
أوضح هوك أن السنوات الأولى لمايا، نجمة مسلسل Stranger Things، لم تكن هادئة كما يظن البعض، إذ تشكلت تجربتها من خلال عوامل معقدة، بينها انفصال والديها والانكشاف المبكر تحت أضواء الشهرة.
واعترف بأن تلك الظروف تركت أثراً عاطفياً وثقيلاً على ابنته، مؤكداً أنه يشعر بالندم تجاه ما اضطرّت لتحمله في سنواتها المبكرة. ويرى أن نشأة الطفل داخل دائرة الأضواء تفرض عبئاً إضافياً، وهو عبء لا يدركه الكثيرون إلا بعد فوات الأوان.
يشير إلى بروز موهبة مايا في سن مبكرة
كشف هوك أنه لاحظ الميول الفنية لابنته عندما كانت لا تزال في الرابعة من عمرها، مشيراً إلى أن الفن كان الملاذ الذي تلجأ إليه هرباً من ضغوط الواقع.
وصف شغفها بالرسم بالألوان المائية والرقص والغناء بأنه كان نافذتها الخاصة للتعبير عن ذاتها. ويؤكد أن أي نشاط يرتبط بالتواصل الإنساني كان يوقظ حماسها، ما دفعه للإيمان مبكراً بأنها ستشق طريقها نحو الفن.
يستعيد ذكريات دراستها ومخاوف معلميها
يستذكر هوك مواقف من سنوات دراستها، حين لاحظ المعلمون أنها تحمل أعباء أكبر من سنها.
ويذكر واقعة حين سألها أحد المعلمين إن كانت تشعر بالسعادة، تعبيراً عن قلقهم تجاهها، لترد بإجابة تعكس وعياً يفوق عمرها. ويشير إلى أن مثل هذه اللحظات كانت دليلاً على التعقيد الداخلي الذي كانت تعيشه.
يتابع بفخر مسارها الفني اليوم
تواصل مايا هوك اليوم ترسيخ حضورها الفني بقوة، بعد أن نجحت في خطف الأنظار بأدائها في الموسم الخامس من Stranger Things على منصة نتفليكس.
ويرى والدها أن نجاحها الحالي يُعد امتداداً لإصرارها على تحويل التجارب الصعبة إلى قوة إبداعية تمنحها تفرداً في مشوارها المهني.