تقنية مثيرة للجدل.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة أفكار الإنسان؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
طوّر باحثون في الجامعة الوطنية في سنغافورة تقنية من شأنها قراءة أفكار الأشخاص بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقد دُرب نموذج الذكاء الاصطناعي أولًا على مجموعة بيانات كبيرة، وأدّت مسبقًا أكثر من 160 ألف مسح دماغي. ثم دُرب على مجموعة بيانات مأخوذة من عدد صغير من المشاركين وسُجلت أنشطة أدمغتهم بواسطة جهار الرنين المغناطيسي الوظيفي في أثناء عرض الصور عليهم.
وتعلّم بذلك نموذج الذكاء الاصطناعي أن يربط أنشطة محددة في الدماغ لتخيّل سمات الصورة مثل اللون والشكل والبنية الخارجية.
وقال جياكسين كنغ، أحد المشرفين الأساسيين على البحث “إنه في المرة القادمة التي سيأتي فيها المشارك في التجربة سيجري مسحًا للدماغ وسنرى محفزات بصرية كهذه، وبعدها سنسجل أنشطة عقله وسننقلها إلى مترجم الذكاء الاصطناعي التي سيترجم أنشطة الدماغ إلى لغة خاصة”.
وقد خضع لهذه التجربة 58 شخصًا. وعلى الرغم من محدوية عدد المشاركين، فإن النتائج التي أعطتها قد تفيد في رسم التوجهات المستقبلية من حيث قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة أفكار البشر.
قدرة غير مسبوقة للذكاء الاصطناعي
وقد أشار المحاضر والخبير في الذكاء الاصطناعي والروبوتات د.أحمد زهير إلى أن ما نشهده اليوم من قدرة الذكاء الاصطناعي بخوارزمياته المختلفة على الدخول إلى قطاعات مختلفة أصبح اليوم مثار بحث واهتمام.
واعتبر زهير في حديث إلى “العربي” من كانبور بالهند أن قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة العقل البشري هو واحد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي ظهرت مؤخرًا.
وقال زهير: “نحن نتحدث عن قدرة غير مسبوقة لهذه الخوارزميات على تحليل البيانات بقراءة استشرافية مستقبلية.
كما لفت إلى دراسات تتحدث عن أن الروبوت سيأخذ 300 وظيفة من الإنسان بحلول عام 2030، مضيفًا: “نحن نتحدث عن بيئة تفاعلية بين الإنسان والروبوت، وبالتالي يُعمل على فهم التواصل بين الإنسان والآلة.
التلفزيون العربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً
مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.
يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.
الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.
هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.
سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.
الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.
كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.
ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.
لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.
مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.
والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)