إعلام العدو يقر بتزامن الهجومين.. الصواريخ اليمنية تبلغ أهدافها فيما طائراتها لا تزال في الجو مسيَّرة يافا أطلقت قطار المفاجآت اليمنية.. أهداف عسكرية إسرائيلية حساسة نالتها ضربات يمنية الخيارات العسكرية في إسكات الإسناد اليمني على اليمن تبدو مرَّة بمجملها القيادة اليمنية لعبت بذكاء منذ انخراطها في الطوفان.

. جولة القتال متى وقعت فلن يغدو مجتمعها عبئا على إدارة المعركة

تقرير / إبراهيم الوادعي

هذه المرة كانت المفاجأة من نصيب الإسرائيليين، الهجوم الإسرائيلي تقلص عقب الضربة اليمنية إلى حد كبير تحت وقع المفاجأة وكيف علم اليمنيون بتوقيت الهجوم بينما كانت الطائرات الإسرائيلية في الجو.
منتصف نوفمبر شنت اليمن هجوما فجائيا على حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولن مع دخولها مياه بحر العرب وطال الهجوم مجموعة الحماية التابعة لها ومدمرتين في باب المندب، فاجأ الهجوم الاستباقي اليمني الولايات المتحدة وأجبرها على تأجيل خطتها بشن ضربة جوية كبيرة ضد العاصمة صنعاء ومناطق يمنية، قالت مصادر عسكرية يمنية إنها كانت تخطط لشن نحو مائتي غارة على العاصمة صنعاء ومناطق يمنية في تلك الليلة، وتكون مفتاحا لهجوم بري ينفذه المرتزقة بعد ساعات، تحت غطاء من الطيران الأمريكي وعلى غرار ما حدث في سوريا.
تزامن الهجومين
تورد القناة الـ14 الإسرائيلية أن اليمنيين أطلقوا صاروخا فرط صوتي باتجاه وسط الكيان عند الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة بينما كانت الطائرات تحلق في الجو لتنفيذ الهجوم.
إعلام العدو أقر بما جاء به بيان القوات المسلحة والذي أذيع عقب العملية بساعات، وقال إن العملية النوعية تزامنت مع الهجوم الإسرائيلي على منشآت مدنية في اليمن.
وكان واضحا تخبط العدو إزاء الأضرار التي لحقت بعدة منشآت مدنية، حيث حملت المسؤولية لليمن، قبل أن تخرج تصريحات لاحقا تتحدث عن سقوط صواريخ اعتراضية على المناطق المدنية الإسرائيلية.
المتحدث باسم القوات المسلحة أعلن ضرب هدفين حساسين للعدو الإسرائيلي في منطقة تل أبيب الكبرى، وأظهرت مشاهد سمحت بنشرها الرقابة العسكرية الإسرائيلية مبنى مدمرا بشكل كلي ومباني محطمة ومركبات في رامات افيل.
واستخدمت القوات المسلحة صاروخين فرط صوتيين من نوع فلسطين 2 ضد هدفين عسكريين حساسين للعدو، حيث أشار مصدر عسكري أمريكي إلى أن سرعتي الصاروخين فاقت 16 ماخ .
العملية اليمنية اليوم تحمل 3 رسائل مهمة ذات بعد عسكري كبير، أشار له فصيل فلسطيني وهو يبارك العملية، إذ قالت حركة الجهاد الإسلامي إن العملية اليمنية أظهرت فشلا استخباراتيا وعجزاً عسكريا في مواجهة مجاهدي اليمن .
وبحسب مصادر من الداخل الفلسطيني، فإن الضربة اليمنية بمسيَّرة يافا في الـ12 من سبتمبر 2024م استهدفت شقة في تل أبيب، أحبرت الرقابة العسكرية الإسرائيلية على فرض منع تصوير للمبنى المستهدف أو الاقتراب من الشقة المستهدفة لما يزيد عن 3 أشهر، ولم تسمح إعلاميا بالحديث عن النشاط الذي احتضنته الشقة المستهدفة، وما بين مسيَّرة يافا ومسيّرة يفنه جنوب فلسطين المحتلة والتي استهدفت شقة مماثلة عشرات الضربات لأهداف حساسة، وصل اليمنيون إليها وشكلت المعرفة بها مفاجأة لدى العدو الإسرائيلي ..
وتقول مصادر يمنية إن الهجوم الذي نفذته القوات المسلحة أمس الخميس، وهو استباقي أيضا فاجأ العدو الإسرائيلي وكشف أن اليمنيين كانوا على علم بموعد الهجوم، الذي قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس انه جرى التحضير له منذ عدة أسابيع، لذا فقد وصلت صواريخ اليمن قبل أن تصل طائرات الكيان الإسرائيلي إلى اليمن.
والأمر الثالث بعد العجز العسكري والفشل الاستخباري وهو القدرة على الرد الفوري وقبل أن تعود الطائرات المهاجمة إلى قواعدها يسبقها الرد كما حصل هذه المرة.
حديث القيادة اليمنية عن مفاجآت تحضرها في حال وقوع هجوم عليها يبدو واقعيا، وما صار مؤكدا هو أن الإسرائيليين لم يحققوا اختراقا كالذي تباهوا به على الجبهتين السورية واللبنانية، بل يبدو أن الاختراق المقابل للداخل الإسرائيلي أكبر ويطال أهدافا مستحدثة وسرية تتصل بالعملية العسكرية على امتداد المنطقة ولا يتحرج اليمنيون عن استهدافها، وقد تكشف الأيام غدا سقوط ضباط غربيين أشرفوا على إدارة المعارك في المنطقة جراء الضربات اليمنية على تلك الأهداف الخفية.
جبهة صعبة على الإسرائيلي
ما يجعل الجبهة اليمنية صعبة بالنسبة للإسرائيلي والغربي، 4 أمور هامة لأي عمل عسكري، أولها وجود قيادة يمنية ستدير الحرب بدون قواعد أو ضوابط وما يقع تحت يدها ستضربه دونما حساب لأي اعتبارات كانت تحصن في السابق أمريكا والأوروبيين.
الأمر الثاني: الجغرافيا اليمنية معقدة وكبيرة جدا، وبالتالي هي صعبة على المهاجم من الجو، وتوفر مناخ عمل أكبر للقوات اليمنية على الأرض، وهذا أثبتته عملية أمس، كما أن الحديث عن الجبال الكبيرة يجعل من الصعوبة تدمير الأهداف في بطون الجبال في حال تم كشفها .
الأمر الثالث: الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية والقوات المسلحة وخاصة عندما يتصل الأمر بإسناد فلسطين والوقوف إلى جانب غزة.
الأمر الرابع ويتمثل بالبعد الجغرافي بين فلسطين المحتلة واليمن نحو 2200 كيلو متر تقريبا، وهي مسافة تجعل من العامل الجوي محدوداً إلى درجة كبيرة وخاصة عندما نتحدث عن عملية عسكرية كبيرة وقصف يتواصل لأيام .
عدوان متعدد
ومن خلال هذا العامل، فمن المرجح أن العدوان الذي يحضر ضد اليمن لن يكون إسرائيليا بقدر ما هو أمريكي وبمشاركة الناتو، والأخير يواجه اليوم معضلة من 3 جوانب:
الأول: تذبذب حلفاء الناتو العرب في توفير قواعدهم كمنطلق لهذا الهجوم، وعدم إمكانية استخدام حاملات الطائرات من مسافة قريبة بعدما تعرضت له حاملات الطائرات روزفلت في البحر الأحمر، وإبراهام لينكولن في بحر العرب، فيما الحاملة اس اس ترومان لا تزال بعيدة عن الساحل اليمني ويمكن أن نصحو على أخبار قصفها في أية لحظة.
الأمر الثاني: هو أن أي حملة جوية لن تؤتي ثمارها في اليمن الواسع بجغرافيته، ناهيك عن ندرة الأهداف ذات الأهمية العسكرية سواء العسكرية والتي تختبئ في بطون الجبال الشاهقة، وأيضا المدنية والتي هي من الندرة بمكان بعدما أتت عليها 9 سنوات من القصف السعودي، عوضا عن قلتها، نتيجة إمساك العملاء وفسادهم على مدى ثلاثين عاما، وبالتالي فالخيار البري سيكون مكلفا جدا في حال نزول قوات على الأرض اليمنية، أو الاعتماد على المرتزقة المنهكين بما لا يقوون على مواجهة الأنصار، أو جراء الصراعات البينية نتيجة الارتباطات والتشعبات والمصالح القائمة فيما بينهم.
الأمر الثالث مجتمعي بالدرجة الأساسية: فاليمن لايزال يعيش وضع واقتصاد الحرب وبالتالي في هذه النقطة تحديدا سيغدو المجتمع متحررا من الضغط النفسي الذي أحدثته وتحدثه الحروب وخاصة في بداياتها الأولى، ويرفع عن كاهل قيادة الحرب عبئا كبيراً تتطلبه في توفير الدعم الاقتصادي والنفسي للمجتمع، حتى يتأقلم ويدخل في جو الحروب.
خيارات مرة
بتدوير الزوايا من حيث الأطراف الموكل إليها الهجوم الكيان الإسرائيلي لوحده، وحده ثبت عجزه عوضا عن كونه منهكا ومحبطا بدرجة كبيرة جراء المواجهة مع حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية على مدى 14 شهرا، أو أمريكا والناتو مجتمعين بأطرافهم الأمريكي والأوروبي والعربي والأخير سيقتصر حضوره على دفع المال خاصة مع بدايات الهجوم.
وبين خيارات جميعها مر أمام اليمن، فالطرف الأمريكي يجد ما يلي:
لقد كانت القيادة اليمنية ذكية إلى حد كبير منذ اطلاق حملتها لمساندة طوفان الأقصى وفرض الحصار اليمني على الكيان الإسرائيلي، إذ حافظت في الداخل على الاستنفار الشعبي حاضراً، ولذا رأينا عند تصاعد التهديدات الأمريكية أمكن بظرف ساعات جلب عشرات الآلاف من قوات التعبئة الشعبية الذين جابوا العاصمة شوارع العاصمة صنعاء صباح الأربعاء الماضي ، وعلى صعيد المواجهة فاليمن مضى إلى المواجهة دون خطوط أو رادع ، وفاجأ بدخوله خط المعركة وشجاعته العالم، فمنذ الحرب العالمية الأولى تستهدف حاملات الطائرات الأمريكية رمز القوة والهيبة الأمريكية دوليا، وللمرة الأولى بشجاعة اليمنيين تخلو منطقة الشرق الأوسط الحيوية من حاملات الطائرات الأمريكية التي دخلتها في عام 1905م ، ومنذ ذلك الحين ودول المنطقة تحت التخويف الأمريكي، لكن اليمن أثبت أخيراً أنها اضعف من أن تشكل قوة ردع كما اعتقدت دول المنطقة والعالم لعقود.
الغرور الإسرائيلي بعد ما تحقق له في سوريا وبعض الضربات في لبنان وغزة قد يجد مدفنه في اليمن .. وهو يسحب معه أمريكا إلى ضربة أقسى مما واجهته في فيتنام .. الأيام حبلى بالمفاجآت وتاريخ اليمن حافل بدفن الإمبراطوريات العظمى .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجلة بريطانية: القوات اليمنية تفتتح “مرحلة رعب جديدة” في البحر الأحمر

يمانيون|متابعات

 على خلفية إعلان القوات المسلحة اليمنية عزمها توسيع نطاق استهدافها ليشمل أي سفينة تابعة لشركات لها علاقة بالكيان الصهيوني، حتى وإن لم تكن متجهة نحو الموانئ المحتلة، وذلك في سياق الدعم والاسناد اليمني المقدم للشعب الفلسطيني المظلوم, حذرت مجلة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة في الشؤون البحرية من “تصاعد المخاوف داخل سوق الشحن العالمي”.

واعتبرت المجلة في تقرير صادر عنها اليوم الثلاثاء، هذا التهديد بمثابة “مرحلة رعب جديدة” تشهدها حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وفي هذا السياق، أوضح مارتن كيلي، رئيس قسم الاستشارات في شركةEOS Risk، أن القوات اليمنية بصدد تطبيق هذا النهج بالفعل، مستشهداً بعملية سابقة استهدفت ناقلة النفط “ماجيك سيز” كدليل على جدية هذه التحذيرات.

من جانبه، دعا ديرك سيبيلز، المحلل في شركة “ريسك إنتليجنس”، مشغلي السفن إلى التعامل بجدية بالغة مع التحذيرات اليمنية، محذراً من أن تجاهلها قد يؤدي إلى “خسائر جسيمة”، مستذكراً ما حدث للسفينتين “ماجيك سيز” و”إنفينيتي سي” اللتين تم استهدافهما وأغرقتا، بعد أن تجاهلتا الحصار المفروض على الكيان الصهيوني بسبب جرائم ومذابح غزة، ورفضتا الانصياع للتحذيرات اليمنية.

وكان المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، قد أوضح أن هذا التصعيد جاء رداً على “الصمت العربي والإسلامي والدولي المخزي تجاه حرب الإبادة والتجويع التي تمارسها إسرائيل بحق مليوني إنسان في قطاع غزة”.

ويعكس هذا التطور الجديد في استراتيجية اليمن تصاعداً كبيراً في التوتر في أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، مما ينذر بتداعيات اقتصادية وجيوسياسية أوسع نطاقاً على حركة التجارة العالمية.

#البحر_الأحمر_والعربي#القوات_المسلحة_اليمنية#المرحلة_الرابعة_من_التصعيد#عمليات_إسناد_غزة#مجلة_لويدز_ ليست_البريطانية

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
  • نتنياهو لبن جفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع
  • نتنياهو لبن غفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • الإمارات تدين هجوماً استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟
  • فضيحة حجز وابتزاز مالي تفجر غضب المسافرين في “اليمنية” عدن
  • زروقي: “لم أتوقع العودة إلى تفينتي ومتحمس لخوض أول لقاء”
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • مجلة بريطانية: القوات اليمنية تفتتح “مرحلة رعب جديدة” في البحر الأحمر