#الطفل_والشظية
#محمد_طمليه
* يحدث أن يسقط فطيم مضرجاً بالحليب…
* أراد هذا الطفل الفطيم ان يجاري الكبار, وأن يبلغ سنّ الرشد دفعة واحدة, وأن يحصل على طلقة خاصة, ونزيف خاص: نوع عجيب وغير مألوف من الموت, وعلى الأمهات أن يتفهمن هذا التطور في الاداء: والمقصود هنا ان معدات الطفولة توسعت ولم تعد مجرد “حفائظ”, و”رضاعة”, وأغنية قبل النوم: نحن أمام نهج جديد من الطفولة, نادر وثوري.
* هل أوجعته الشظيّة?
* مثل وخزة الابرة لدى تناول مطعوم “شلل الأطفال”, أو “الحصبة” في المركز الصحي, ونحن لا نعتبر الشظية تجاوزاً في ايقاع الطفولة الفلسطينية, بدليل أن الطفل أدخلها في جسده بمعرفة العائلة, وصار شهيداً بمعرفة العائلة: الخطوات إذن مشروعة منذ البداية, وكل ما فعله صاحبنا أنه أجرى تعديلاً جوهرياً على مفهوم “الأمومة والطفولة”, وهذا التعديل ينص على ان بقاء الطفل في حضن الأم لا يلائم الطفل الفلسطيني..
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
أولادكم أمانة
د. إبراهيم بن سالم السيابي
في هذا العالم الذي تتسارع فيه الأحداث وتتعدد التحديات، يظل الأبناء أغلى ما نملك، وأثمن ما نُعطى، وأعظم مسؤولية نحملها. فهم ليسوا مجرد امتداد لأسمائنا، بل هم أمانة من الله، يُختبر بها صبرنا، ورشدنا، وإنسانيتنا.
لقد أصبحنا نرى ونسمع بين فترة وأخرى عن حالات "وفاة مُفاجئة بظروف غامضة" لأبناء وبنات في عمر الزهور. وفي الغالب، تكون تلك الظروف مرتبطة باضطرابات نفسية، أو شعور بالوحدة، أو عجز عن مواجهة الواقع؛ وهي إشارات تنذر بخطرٍ داهم، وتدعونا جميعًا إلى مراجعة أنفسنا كمجتمع وأسرة.
أبناؤنا ليسوا فقط مسؤوليتنا الشخصية؛ بل هم مستقبل أوطاننا، وعصب نهضتها، وذخيرتها لمواجهة الغد، إنهم العلماء القادمون، والمربّون، والمفكرون، وصنّاع القرار، وحملة الرسالة.
وحرام- بل جريمة صامتة- أن نربّيهم ونتعب من أجلهم، ثم نفقدهم بسبب الغفلة، أو الإهمال، أو العجز عن قراءة ما في دواخلهم؛ فالتربية ليست فقط توفير الطعام واللباس والتعليم، بل هي بناء إنسان، وتحصينه فكريًا، وعاطفيًا، ونفسيًا، ليكون قادرًا على فهم الحياة، وتجاوز آلامها، وتحقيق ذاته دون أن ينكسر.
وإذا كان الجيل السابق قد عاش في عالم أكثر بساطة واستقرارًا، فإن أبناءنا اليوم يعيشون وسط عواصف من المشتتات، وضغوط المقارنة، والانفتاح المفاجئ، والعزلة الرقمية المقلقة.
ولذلك، فإنَّ ترك الطفل أو المراهق يواجه الحياة وحده، هو نوع من الخذلان المقنّع، حتى لو بدا أنه لا يحتاج إلينا.
إننا نحتاج لأن نعود إلى قراءة أبنائنا قبل أن نقرأ لهم. نُراقب ما يشغلهم، من يتابعون، ما يقلقهم، ما الذي يبهجهم ويخيفهم... لا لنتحكّم فيهم، بل لنتفهّمهم.
الحوار مع الطفل، والجلوس معه، ومشاركته اهتماماته، واحترام مشاعره… هذه ليست أمورًا ثانوية، بل هي صمّام أمان نفسي وتربوي؛ فالخطورة تكمن عندما ينكفئ الطفل إلى الداخل، أو يذوب في عالم افتراضي لا حدود له، فلا يجد من يفهمه أو يشاركه، فيلجأ إلى حلول قاتلة أحيانًا… أو يعيش بألم صامت لا يُرى.
ولهذا أقول لكل أب وأم:
• لا تفترضوا أن أبناءكم بخير فقط لأنهم لا يشتكون.
• استمعوا لهم أكثر مما تنصحونهم.
• كونوا أصدقاءهم قبل أن تكونوا موجّهيهم.
• واحتضنوهم في ضعفهم قبل تفوّقهم.
في الختام.. أولادكم ليسوا فقط من يسكنون البيت؛ بل من يسكنون القلوب، والمستقبل، والوطن.
هم أمانة بين أيديكم، فلا تتركوهم وحدهم في هذا العالم المتقلب. لا تجعلوا صمتهم يُفهم على أنَّه رضا، ولا عزلتهم تُفسَّر على أنها قوة. فكم من ابنٍ كان يصرخ بصمت، وكم من ابنةٍ كانت تختنق خلف ابتسامةٍ باهتة!
كل لحظة نقضيها معهم هي استثمار في استقرارهم النفسي.
كل كلمة طيبة، وكل جلسة نقاش، وكل مُشاركة وجدانية، تصنع داخلهم حصانة ضد اليأس، وتُبقي أبواب الأمل مشرعة.
أبناؤكم بحاجة إليكم، لا في المناسبات فقط، بل في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الأمان.
فلا تدعوا مشاغل الحياة تسرق منكم أغلى ما لديكم… لأنَّ الأرواح حين تُخذل وهي صغيرة، قد لا تعود تثق بالعالم أبدًا.
أولادكم أمانة… فلا تضيعوهم.
رابط مختصر