في شوارعِ غزة َ التي باتت مسرحًا للرُكام، لم تَعُد أصواتُ الضحكِ تملأ الأحياء، ولا تُزاحِم خطواتُ الأطفالِ أمام البيوت. غابت ضحكاتُ الصغار، وتوارى اللعبُ خلف ستائرِ الخوفِ والجوع، بعدما سرق القصفُ كلَّ ملامحِ الطفولة، وترك خلفه أجيالًا مُعلَّقةً بين الحياةِ والموت.

الطفولةُ في غزةَ أصبحت ذكرى. أُرْجوحاتٌ حديديةٌ مُعلَّقة على أعمدةٍ منهارة، دراجاتٌ صغيرةٌ صَدِئةٌ مطمورةٌ تحت الرَّدم، وكُرةٌ ممزقةٌ عند بابِ منزلٍ لم يَبْقَ منه إلا الاسم.

الأطفالُ هنا لا يسألون عن العيد، بل عن الطعام. لا يحلمون بهدية، بل بعودةِ الأب أو شربةِ ماءٍ باردة.

منذ السابع من أكتوبر، يُقدَّر عددُ الأطفالِ الذين فقدوا منازلَهم بعشراتِ الآلاف، فيما تحوَّل كثيرٌ منهم إلى أرقامٍ في سجلاتِ الضحايا، أو إلى نازحين ينامون في زوايا الملاجئ، دون ألعاب، دون دفء، ودون إجابةٍ على سؤالٍ بسيط: "متى نرجع؟"

تقول سُميَّة، وهي تضمُّ ابنَها الصغيرَ إلى صدرها داخلَ أحدِ المراكزِ الإيوائية في مدينة غزة:
"ابني لم يَعُد يطلب اللعب، بل يسألني إن كنا سنعيشُ للغد... طفلٌ في الخامسة يتحدث عن الموت وكأنه ضيفٌ دائمٌ في بيتنا."

بعضُ الأطفالِ يخطُّون ألعابَهم على الرمل، يصنعون بيوتًا من الطين، ويُغنّون أغانيَ قديمةً علَّها تُعيدُ لهم بعضًا من الماضي. لكن لا شيء يعود، لا البيت، ولا الأمان، ولا حتى الطفولةُ التي اغتالتها الحرب.

يقول كريم الداهوك احد المتطوعين في مراكزِ الدعمِ النفسي:
"نحن أمام جيلٍ مُحطَّم... أطفالٌ يُعانون من الصدمات، ويرتعدون من أيِّ صوتٍ عالٍ كيف لهم أن يكونوا مستقبلًا؟"

في غزة، لم تَعُد الطفولةُ وقتًا للفرح، بل تحوّلت إلى وجعٍ صغيرٍ بحجمِ طفل، يحمل في عينيه الحزن، وفي قلبه ألفَ سؤالٍ بلا جواب.

المصدر : تقرير - حلا أبو لمضي  اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية بالفيديو: لحظة سقوط صندوق مساعدات على طفل غزّي أدى لاستشهاده!  حصيلة دامية جديدة جرّاء استمرار الحرب على قطاع غزة غزة: وفاة 11 مواطنا بسبب المجاعة وسوء التغذية آخر 24 ساعة الأكثر قراءة الرئيس عباس يوجّه بإعداد خطة عمل لمخرجات مؤتمر حل الدولتين الاتحاد الدولي للمواي تاي يعاقب إسرائيل ثلاث إصابات إثر دعسهم بآلية عسكرية للاحتلال في جنين أكسيوس : ترامب يريد اتفاقًا كاملاً بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

لقطات مؤثرة من طفولة الطالب محمد القاسم وهو يلبس جده الحذاء.. فيديو

الرياض

انتشر مقطع فيديو عبر المنصات الاجتماعية، يستعرض لحظة مؤثرة للشاب السعودي محمد القاسم في طفولته، أثناء قيامه بخدمة جده الشيخ عبدالعزيز القاسم، خلال مناسبة عائلية بمكة المكرمة.

وأظهر المقطع محمد وهو يساعد جده في ارتداء الجوارب والحذاء، في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا.

المقطع حظي بتفاعل واسع من المستخدمين، حيث عبر كثيرون عن حزنهم لفقدان الشاب الذي عرف ببره لأهله ومجتمعه، إضافة إلى حرصه على خدمة ضيوف الرحمن في المسجد الحرام.

ويأتي انتشار هذا المقطع بعد أيام من مقتل القاسم صاحب الـ 20 عاماً في مدينة كامبريدج البريطانية، إثر تعرضه للطعن خلال فترة تدريبية في معهد للغات.

وكانت الشرطة البريطانية أعلنت توجيه تهمتي القتل وحيازة سكين في مكان عام للقاتل، فيما أوقفت رجلاً آخر يبلغ من العمر 50 عاماً للاشتباه في مساعدته.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/08/X2Twitter.com_uAB3Kl8cUpavAYoD_640p.mp4

مقالات مشابهة

  • "الأحمر" يُنهي المعسكر الإعدادي قبل التوجه إلى تركيا
  • دراسة: استخدام الشاشات المفرط يهدد صحة القلب لدى الأطفال والمراهقين
  • تحذير من تأثير استخدام الهواتف والتلفزيونات على صحة القلب
  • تحذير طبي: تعرّض الأطفال طويلاً للشاشات يرهق قلوبهم قبل أوانها
  • قيادي بالجماعة الإسلامية لـعربي21: لبنان أمام 3 سيناريوهات.. ونحذر من اللعب بالنار
  • أردوغان: من جوّع أطفال غزة سيحاسب أمام القانون والتاريخ
  • تحذير من خطر الأطفال بالأمراض جراء التعرّض طويلا للشاشات
  • أطفالنا ليسوا مشاهير: خطر تحويل الطفولة إلى أداء تمثيلي على وسائل التواصل
  • لقطات مؤثرة من طفولة الطالب محمد القاسم وهو يلبس جده الحذاء.. فيديو