حراك غربي ومحادثات دبلوماسية حول سوريا بعد سقوط «الأسد»
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
يستمر التحرك الدبلوماسي الغربي والعربي حول سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث أجرى وزيرة الخارجية الألمانية، اليوم الجمعة، إلى تركيا لإجراء محادثات حول سوريا، وكان بحث نائب وزير الخارجية الروسي مع كبار المسؤولين في الجزائر الوضع في سوريا ولبنان وفلسطين، كما أعلن العراق استئناف عمل بعثته الدبلوماسية في دمشق.
ومن المقرر أن تلتقي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك نظيرها التركي هاكان فيدان في أنقرة. ومن المرجح أن تدعو بيربوك تركيا إلى المساهمة في إحلال الاستقرار بسوريا.
وأعلنت بيربوك في البرلمان الألماني يوم الأربعاء، أنها تعتزم التحدث في أنقرة حول حماية الأقليات في سوريا، كما أشادت بدور الأكراد في القتال ضد الأسد.
بوغدانوف يبحث في الجزائر الأوضاع في سوريا
من جانبه، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع كبار المسؤولين في الجزائر الوضع في سوريا ولبنان وفلسطين.
وجاء في بيان الخارجية الروسية: “في إطار التنسيق المشترك بشأن قضايا السياسة الخارجية الراهنة، تم إيلاء اهتمام خاص للوضع في سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية والوضع في شمال إفريقيا ومنطقة الصحراء والساحل”.
وأضاف البيان أنه خلال اللقاءات تم التطرق والتوافق في التوجهات الأساسية لموسكو والجزائر، القائمة على عدم وجود بدائل للحل السلمي للصراعات والأزمات القائمة في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأشار الجانبان إلى الدور التنسيقي المهم في تعزيز العلاقات الثنائية للجنة الحكومية الروسية الجزائرية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، والتي سيعقد اجتماعها الثاني عشر في الجزائر في نهاية يناير 2025.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس الخميس المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف.
السوداني يعلن استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، مساء الخميس، أن البعثة الدبلوماسية العراقية «فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق» بعدما غادر طاقمها إلى لبنان عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد السوداني في مقابلة مع قناة «العراقية» الإخبارية، مساء الخميس، أن بلده «بالتأكيد ليس ضد التواصل مع الإدارة في سوريا طالما هناك مصلحة لاستقرار سوريا والمنطقة»، مضيفاً: «إلى الآن لم تحصل خطوة رسمية بهذا الاتجاه رغم أن بعثتنا الدبلوماسية فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق».
وأشار إلى عدم حصول «أي اتصال بينه وبين (أبو محمد) الجولاني»، القائد العام لـ«هيئة تحرير الشام» الذي صار يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، مذكّراً بأن بلده «ينتظر الأفعال لا الأقوال» من حكام سوريا الجدد.
وبعد سقوط الأسد، شددت حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، على «ضرورة احترام الإرادة الحرّة» للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي تتشارك مع العراق حدوداً يزيد طولها على 600 كيلومتر.
إلا أن السوداني رأى أن «ثمة حالة من القلق من طبيعة الوضع في الداخل السوري»، داعياً الإدارة السورية الجديدة إلى أن «تعي خطورة هذا القلق من الدول العربية والإقليمية وأن تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية حول كيفية احترامها التنوع الموجود في سوريا وإعدادها لعملية سياسية لا تقصي أحداً».
آخر تحديث: 20 ديسمبر 2024 - 14:54المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسقاط نظام بشار الأسد سوريا حرة سوريا وتركيا فی الجزائر فی سوریا فی دمشق
إقرأ أيضاً:
تصعيد فنزويلي–أمريكي بعد احتجاز ناقلة نفط… وكولومبيا تدخل على الخط وتلوّح بخيارات دبلوماسية
صعّدت فنزويلا لهجتها تجاه الولايات المتحدة بعد احتجاز القوات الأمريكية ناقلة نفط قرب سواحلها، في خطوة وصفتها كراكاس بأنها «قرصنة بحرية صريحة» واعتداء مباشر يتجاوز القوانين الدولية.
ورأت الحكومة الفنزويلية أن هذا التحرك يمثل جزءًا من «نهج أمريكي للاستيلاء على النفط الفنزويلي» عبر فرض العقوبات ثم استخدام أدوات عسكرية لتنفيذها.
وأكدت أنها ستتابع القضية في المؤسسات الدولية المختصة، معتبرة أنّ الصمت على مثل هذه الممارسات سيمنح واشنطن مساحة أوسع للتصعيد.
وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت، مساء الأربعاء، اعتراض ناقلة نفط تخضع للعقوبات بالقرب من المياه الفنزويلية.
ورغم تحفظها على الكشف عن تفاصيل العملية، أشارت وزارة العدل الأمريكية، عبر المدعية العامة بام بوندي، إلى أنّ السفينة كانت «تستخدم لنقل نفط محظور مصدره فنزويلا وإيران»، الأمر الذي يضعها – وفق القانون الأمريكي – تحت طائلة المصادرة والملاحقة.
وفي المقابل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ توقيف الناقلة جاء «لأسباب أمنية كبيرة»، في إشارة إلى أن بلاده تنظر إلى هذه العمليات باعتبارها جزءًا من الحرب الاقتصادية ضد حكومتي فنزويلا وإيران.
غير أنّ فنزويلا اعتبرت هذه المبررات غطاءً سياسياً يهدف إلى تضييق الخناق على اقتصادها، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والتي فاز بها نيكولاس مادورو بولاية ثالثة وسط اتهامات واسعة من المعارضة بالتزوير.
وفي سياق متصل، دخلت كولومبيا على خط الأزمة، إذ كررت موقفها الرافض للاعتراف بنتائج الانتخابات الفنزويلية.
وقالت وزيرة الخارجية الكولومبية فيافيسينسيو، في مقابلة مع إذاعة «كاراكول»، إنّ بلادها ترى أنّ الحل الأمثل يتمثل في تشكيل حكومة انتقالية في فنزويلا تتيح إدارة مستقرة وتمنع مزيدًا من الانفلات الإقليمي. وأكدت أنه إذا قرر مادورو مغادرة السلطة والعيش في بلد آخر أو طلب الحماية، فإن كولومبيا «لن يكون لديها سبب لرفض ذلك»، ما فُهم على أنه تلميح لاستعداد بوغوتا لطرح مبادرات أكثر جرأة في المستقبل.
وأضافت الوزيرة أنّ حكومة بلادها ترى أن تهدئة التوتر في المنطقة تتطلب وقف التصعيد بين الولايات المتحدة وكاراكاس، مشددة على أن أي حلول يجب أن تكون جزءًا من إطار تفاوضي شامل يُلزم جميع الأطراف ويحافظ على الاستقرار الحدودي بين البلدين.
ومع تداخل الملفات النفطية والسياسية والانتخابية، تبدو الأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد، خصوصًا أن احتجاز الناقلة قد يتحول إلى ورقة ضغط جديدة في العلاقات الأميركية–الفنزويلية، بينما تلعب كولومبيا دورًا متزايدًا في صياغة المشهد الدبلوماسي الإقليمي.