الثورة نت:
2025-06-11@08:09:20 GMT

قراءة أولية في أفق السلام القادم..

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

المتتبع للمشهد السياسي وتطورات مستجدات الأحداث المتسارعة على الصعيد العربي عليه أن يتوقف ليقرأ الأحداث قراءة متأنية فاحصة لما بين السطور بعيدًا عن انسياق وسائل الإعلام وراء ما يروج له الإعلام الصهيوني والإعلام المتصهين
وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطه مهمة في معركة الوعي للربط بين ماضي الأحداث وحاضرها لاستشراف المستقبل بوعي مستنير من خلال وضع النقاط على الحروف ليتضح المعنى، ومن ثم البناء على مستجدات الأحداث وتداعياتها اليوم في المنطقة، وما يجري في سوريا وما يعد من سيناريوهات يتم الترويج لها بوعي أو بدون.

.
وهنا يحضرني ما كنت قد تطرقت إليه في رسالتي التي تقدمت بها لنيل درجة الماجستير من كلية الإعلام جامعة صنعاء في العام 2022 م تحت عنوان اتجاهات النخبة اليمنية نحو الأداء المهني والأخلاقي للصحافة الرقمية، وبالتحديد ما يتعلق “بظهور العصر الرقمي وما أحدثه من تغيرات في الواقع السياسي العربي بعد 2011م، جراء استخدام التقنية الإعلامية كونها سلاح جديد بيد الدول الكبرى أطلق عليه (القوة الناعمة)، ليحل محل السلاح التقليدي بهدف السيطرة على دول العالم الثالث؛ إذ لم تعد الجيوش وحدها تقرر مصير الحروب ورجحان كافة الأطراف المتقاتلة، إنما بالمعلومات التي يملكها كل طرف حول الطرف الآخر ومدى سرعة انتشارها وتأثيرها”.
في ظل عدم إدراك خطورة الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة في الاتصال والإعلام، وهوما أشار إليه التقرير رقم (1352) الصادر في 1964/4/27م، الذي تمت مناقشته في دورة الكونجرس الأمريكي الـ (88) وأكد في مضمونه على “تحقيق مكاسب، وأهداف سياسية خارجية، من خلال التعامل مع الشعوب الأجنبية بدلا عن الحكومات باستخدام أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة، مع إمكانية القيام بإعلامهم والتأثير في اتجاهاتهم، بل وجرفهم وجبرهم على سلوك معين، يؤدي في النهاية إلى ممارسة ضغوط حاسمة على حكوماتها”، وهذا ما ظهر في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الفيس بوك وتويتر الذي لعب دوراً مؤثراً فيما يسمى بثورات الربيع العربي؛ تمثل في قدرة وسائل التواصل الرقمية على تشكيل الاتجاهات، وتوفير عوامل الاستقطاب للتأثير على المواطن، وفي ساحات مفتوحة للحوار، وعملت على زعزعة أمن واستقرار عدد من الدول العربية، حيث تصدرت مواقع التواصل “فيس بوك” ذلك المشهد، وقد كشف تقرير حول شبكات الهاتف المحمول عن زيادة كبيرة في استخدام الفضاء الرقمي بعد ثورات الربيع العربي في مصر، حيث لعب فيس بوك وتويتر دوراً فاعلاً في تحريك الشارع ما أدى إلى تخلي عدد من رؤساء الدول العربية عن السلطة في كل من تونس ومصر ، واليوم في سوريا ..
لقد تحول الفيس بوك وتويتر من الشؤون الاجتماعية إلى الاهتمامات بالشؤون السياسية للدول، وأصبحت الصفحات السياسية تفوق الصفحات الرياضية والفنية فيما لم تدرك الحكومات مستوى وحجم المسؤوليات لرعاية الفئات العمرية الحرجة من الشباب؛ فتم استغلال تقنيات التكنولوجيا والبطالة؛ ليجد الشباب فيه متنفساً للتعبير عن أراءهم السياسية التي لا يستطيعون الجهر بها في العالم الواقعي الذي يعيشونه غير مدركين لأبعاد ومرامي تلك المخططات..
وما يحدث اليوم من انجراف مجاميع كبيرة من الناشطين وراء تلك المخططات في الترويج لها والانسياق دون وعي، ومنها ما يحدث في سوريا من تأمر واضح لحرف المسار عن مساندة ودعم غزة والتخفيف عن تركيز الرأي العام العالمي الذي كان قد بدأ يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم نتنياهو ووزير دفاعه المقال غالانت. وعلى وقع الكارثة الناتجة عن ارتكاب العدو الإسرائيلي للمجازر وجرائم حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطينيين في غزة. ومن ثم لفت الأنظار إلى ما يحدث في سوريا لإشغال الرأي العام بما حدث في سوريا وبالتحديد في العام 2011م وفعلاً انصرف الرأي العام وراء ذلك فيما كان عليه أن يتابع المشهد في غزة حيث قتل كيان الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 140الف من أبناء الشعب الفلسطيني في أكثر من 400يوم منذ السابع من أكتوبر 2023م
وأصاب أكثر من 110الف اخرجن جلّهم من الأطفال والنساء.. والمؤلم الذي يندى له جبين الإنسانية أن يمنع كيان الاحتلال فرق الإسعاف من الوصول إلى الجثث المتناثرة في شوارع وأزقة غزة وتركها للكلاب تنهشها في وحشية بشعة لم تشهدها البشرية من قبل..
فأيهما أولى في معركة الوعي اليوم تستحق الاهتمام وتوجيه الأنظار إليها في هذا الظرف العصيب..
هل شغل الناس بمعارك هامشية في سوريا؟ وإفساح المجال لكيان العدو الإسرائيلي المدعوم من دول الاستكبار العالمي أمريكا وبريطاني للاستمرار في ارتكاب المزيد من المجاز وجرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

«شغب لوس أنجلوس» يُهدد المجموعة الثانية في «المونديال»!

مراد المصري (أبوظبي)
تبدأ أندية المجموعة الثانية ضمن كأس العالم للأندية لكرة القدم، بالتوافد اليوم إلى مدينة لوس أنجلوس، وسط أعمال الشغب التي تضرب المدينة الأميركية في الوقت الحالي، حيث تحولت إلى حرب شوارع بين عناصر الشرطة الأميركية والمحتجين على سياسة الهجرة التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتهدد أعمال الشغب الحالية المباريات التي ستقام في باسادينا الواقعة شمال لوس أنجلوس، حيث يتواجد في المجموعة الثانية باريس سان جيرمان الفرنسي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا، وأتلتيكو مدريد الإسباني، وبوتافوجو البرازيلي وسياتل ساوندرز الأميركي.
واختار أتلتيكو مدريد إقامة معسكره التحضيري للمونديال على ملعب «الكولوسيوم» الواقع في وسط لوس أنجلوس، وذلك وسط مخاوف حالياً على سلامة الفريق الإسباني وكيفية تنقله في ظل إغلاق عدد كبير من الشوارع، فيما سيكون باريس سان جيرمان في منطقة أكثر هدوءاً نسبياً، مع إقامة معسكره في إيرفن الواقعة جنوباً بعيداً عن الأحداث الحالية.
وستكون هذه الأحداث اختباراً للولايات المتحدة الأميركية قبل استضافتها كأس العالم للمنتخبات العام المقبل رفقة كندا والمكسيك، وذلك في وقت شهدت فيه مبيعات تذاكر مباريات مونديال الأندية تراجعاً كبيراً في الطلب، ما أدى إلى تخفيض أسعارها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».

أخبار ذات صلة «أوبتا» تتوقع «البطل» ومصير ممثلي العرب في مونديال الأندية الذهب يتراجع وسط ترقب المحادثات الأميركية الصينية

مقالات مشابهة

  • اليونسكو تستأنف عملياتها في سوريا بمبادرة أولية في المتحف الوطني بدمشق
  • في ذكرى ميلاده.. أحمد خالد توفيق العرّاب الذي غيّر وجه الأدب العربي
  • «شغب لوس أنجلوس» يُهدد المجموعة الثانية في «المونديال»!
  • إطلاق برنامج “شفاء سوريا 2” في تموز القادم
  • بمناسبة عيد الأضحى.. «المنفي» يتلقى برقية تهنئة من الأمين العام لاتحاد المغرب العربي
  • وزير الداخلية: الاستعداد لموسم الحج العام القادم يبدأ من الغد
  • تحالفات دمشق تتعزز… والاستثمار مفتاح الحضور العربي في سوريا
  • 4 أسباب تجعل العيد في سوريا مختلفا هذا العام
  • بنغازي.. حبس 4 متهمين في قضية “مراد الورفلي” الذي قُتل دفاعا عن أرضه
  • النبي الذي فداه الله بكبش عظيم.. إسحاق أم إسماعيل؟ على جمعة يحسم الجدل