عجز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية في التصدي للصواريخ اليمنية
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
القدس المحتلة- بدت المنظومة الدفاعية الجوية الإسرائيلية عاجزة عن اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلقها جماعة الحوثي من اليمن، حيث فشلت منظومة "حيتس"، ومنظومات دفاعية جوية أخرى، فجر السبت، في اعتراض صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2" سقط في يافا المحتلة قرب تل أبيب.
وبفارق يومين بالضبط، انفجر صاروخان باليستيان أرض-أرض أطلقهما الحوثيون، تجاه إسرائيل، الأول، ليلة الأربعاء، تسبب في دمار واسع النطاق في مدرسة بمدينة "رمات غان" قرب تل أبيب، والثاني، تسبب في أضرار جسيمة في يافا، وأدى إلى إصابة 20 شخصا بجروح طفيفة وتضرر 100 شقة سكنية جراء الشظايا الصاروخية.
وهذه هي المرة التاسعة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، التي يطلق فيها الحوثيون صاروخا باليستيا أو طائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، والثالثة خلال 5 أيام مما يؤدي إلى إطلاق إنذارات في وسط البلاد ومنطقة تل أبيب الكبرى، ودخول في كل مرة تطلق صفارات الإنذار أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ والغرف المحصنة.
ويشن الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات ضد إسرائيل نصرة للفلسطينيين، في قطاع غزة.
ورصد الجيش الإسرائيلي، خلال الحرب على غزة، إطلاق 201 صاروخ وأكثر من 170 مسيّرة من الأراضي اليمينة تجاه إسرائيل، حيث تعمد المستوى العسكري الإسرائيلي إخفاء حقيقة الاعتراضات وتفاصيل إخفاقات المنظومة الدفاعية الجوية.
عكس هذا العجز والفشل المتكرر للمنظومة الدفاعية الجوية في اعتراض الصواريخ التي تطلق من اليمن، عدم جهوزية تل أبيب من ناحية استخباراتية لتهديد الصواريخ والطائرات المسيّرة. وحيال ذلك كثفت شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" جهودها لرصد أهداف إستراتيجية وجمع معلومات عن مواقع إطلاق الصواريخ.
إعلانوبخصوص الصاروخ الذي سقط، فجر السبت، بمنطقة تل أبيب الكبرى، تم إطلاق عدة صواريخ اعتراضية عليه، لكنها أخطأت جميعها وفشلت في اعتراضه، وهو ما يضع إسرائيل أمام تهديد إستراتيجي قبالة هذه الصواريخ ويظهر فشل ترسانتها الجوية في تبديد هذه المخاطر، بحسب تقديرات المحللين العسكريين الإسرائيليين.
وعزز حقيقة هذه المخاطر والتهديدات، وفقا لقراءات المحللين، محاولات الجيش الإسرائيلي التكتم على فشل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية اعتراض الصواريخ وكذلك المسيّرات التي تطلق من اليمن، وكذلك التستر على إخفاقات في الاعتراض لمنظمة "حيتس"، وعدم الإفصاح عن سقوط الصواريخ الباليستية في منطقة تل أبيب الكبرى"، في وقت دأب على الترويج أن الأضرار كانت تنجم جراء سقوط شظايا اعتراضية.
تكتم وتحقيق
يأتي فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلقها جماعة الحوثي من اليمن، وسط تساؤلات كثير من المحللين والخبراء العسكريين بشأن الجدوى من مفهوم نظام الدفاع متعدد الطبقات الموجود بحوزة سلاح الجو الإسرائيلي، والذي يعتمد على عدة منظومات دفاعية، أبرزها "حيتس" و"مقلاع داود".
واستعرض مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، الفشل الواضح للمنظومة الدفاعية الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن، فجر السبت، وتساءل "إذا كانت منظومة حيتس فشلت باعتراض الصاروخ، وفي نفس الوقت استعملت منظومات دفاعية أخرى وهي أيضا فشلت، إذن من يحمي المجال الجوي الإسرائيلي من هذه الصواريخ؟".
وأشار مراسل الشؤون العسكرية إلى أن الجيش الإسرائيلي الذي طالما كان يتكتم على تفاصيل اعتراض ومعالجة الأهداف الجوية التي كانت تطلق من اليمن، وكان يكتفي بالقول إنه "تم تنفيذ اعتراض جزئي"، اعترف، السبت، ولأول مرة بفشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية المتطورة في اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطق من اليمن وفتح تحقيقا في حيثيات الفشل.
وعلى النقيض من القصف الصاروخي من اليمن، فجر السبت، التي أكد فيها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن محاولات الاعتراض باءت بالفشل، ذكر أنه تم "اعتراض جزئي" في الهجمات السابقة.
إعلانفي حين أثار حجم الدمار الواسع النطاق الشكوك حول نجاح ذاك الاعتراض، وأثار كذلك العديد من التساؤلات المحيطة بمفهوم "الاعتراض الجزئي"، وهو ما عبّر عنه العميد تسفيكا حايموفيتش، الذي شغل منصب قائد الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة معاريف عن حايموفيتش قوله إن "ما حصل خلال الـ48 ساعة الماضية، والفشل باعتراض صاروخين من اليمن، يجب أن ينظر إليه ببالغ الخطورة، فأنا لا أنظر إلى اختبار النتيجة فحسب، بل أيضا في اختبار النية واحتمالية لو انتهى ذلك بانفجار الصاروخ خلال الدوام المدرسي أو حقق إصابة مباشرة ببرج سكني، ولهذا يجب أن تؤخذ مثل هذه الحوادث على محمل الجد".
وأضاف العميد حايموفيتش: "عندما يتم اعتراض صاروخ ويطير الرأس الحربي الذي يحمل المتفجرات، دون تفجيره بالجو، فمن الصعب وصف ذلك بأنه اعتراض جزئي، بل هذا إخفاق وفشل بالاعتراض حتى وإن اقتصرت الأضرار على الممتلكات، وهو ما يشير لحجم الضرر والضحايا الذي قد تتكبده إسرائيل عندما يضرب الرأس الحربي للصاروخ الأرض".
معاريف: جماعة أنصار الله أطلقت أكثر من 200 صاروخ و170 مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب#حرب_غزة pic.twitter.com/owXWmDKfr0
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 21, 2024
ثغرات واختراقمن وجهة نظر المحلل العسكري لموقع "واي نت"، رون بن يشاي، فإن إخفاقات الاعتراض للصواريخ والمسيّرات التي أطلقت من اليمن مؤخرا تكشف عن اختراق في نظام طبقات الدفاع الجوي المختلفة التي بحوزة سلاح الجو الإسرائيلي.
من المحتمل أن يكون الصاروخ الذي أصاب يافا قرب تل أبيب، فجر السبت، يقول المحلل العسكري "أطلق في مسار يجعل من الصعب اكتشافه بواسطة أنظمة الإنذار خارج إسرائيل أو أنه كان يحمل رأسا حربيا يغير مساره قبل الاصطدام".
والسؤال الذي يحتاج إلى دراسة الآن، يضيف بن يشاي: "هو لماذا تعجز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية عن الاعتراض، ولماذا لم تتمكن أي من طبقات الدفاع من اعتراض التهديد الصاروخي القادم من اليمن؟ في حين أن الخطر سيشتد في حال امتلكت إيران رؤوسا نووية".
إعلانوقال المحلل العسكري ذاته إن "فشل اعتراض الصواريخ الباليستية والمسيّرات من اليمن كشف عن ثغرات وخرق خطير وفي منظومة الدفاع الجوي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، المدنية والعسكرية، ومن المفترض أن يحل نظام الاعتراض بالليزر "ماغان أور" (درع السهم) المشاكل التي تكشفها عمليات إطلاق الصواريخ وتضع المنظومة الدفاعية الإسرائيلية أمام تحديات غير مسبوقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المنظومة الدفاعیة الإسرائیلیة الصواریخ البالیستیة الجویة الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی الدفاعیة الجویة اعتراض الصواریخ فجر السبت فی اعتراض التی تطلق من الیمن تل أبیب
إقرأ أيضاً:
هذه تكلفة اعتراض الاحتلال الإسرائيلي لصواريخ إيران.. منظومات عدة
سلطت تقارير إسرائيلية، الضوء على التكلفة الطائلة لدى تل أبيب من أجل اعتراض صواريخ إيران، وذلك في ظل استخدام منظومات عدة مضادة للصواريخ.
ولدى إسرائيل منظومات "القبة الحديدية" و"سهم" و"مقلاع داود" لاعتراض الصواريخ، وتستخدمها جميعا، إضافة إلى منظومة "ثاد" الأمريكية، لكن تعتمد تل أبيب على منظومة "سهم" (حيتس) بنسختيه "سهم2" و"سهم3" للتصدي لصواريخ إيران الباليستية.
ومنذ بدء العدوان على إيران، تضيء سماء فلسطين المحتلة ليلا عشرات الصواريخ الاعتراضية، ولكن كل منها يكلف تل أبيب أموالا كثيرة.
ووفق صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية نهاية عام 2023، فإن نظام "سهم 2" يعمل على اعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي، بينما يعمل "سهم 3" خارجه.
وقالت: "كلاهما مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية، أي التهديدات البعيدة، مع اختلاف في الارتفاع عن سطح الأرض"، مضيفة أن "الهدف هو اعتراض الصواريخ في أبعد مكان ممكن عن إسرائيل. أما الاعتراض خارج الغلاف الجوي، فيُبعد التهديد عن إسرائيل".
وتابعت أن نظام "سهم 2" دخل الخدمة عام 2000، بينما دخل "سهم 3" الخدمة عام 2017، موضحة أن "الرأس الحربي لنظام ’سهم 2’ يحمل آلية تفعيل مزودة بمتفجرات موجهة، والغرض منه تدمير الصاروخ المستهدف باستخدام الشحنة نفسها".
"أما في ’سهم 3’، فإن الطاقة الحركية وحدها كافية لتدمير الهدف. ويتمتع النظام الاعتراضي نفسه بقدرة عالية جدا على المناورة وتغيير الاتجاه، وهو مزود بأجهزة استشعار كهروضوئية متطورة"، وفق الصحيفة.
تكلفة أنظمة اعتراض الصواريخ
واستدركت: "تكلفة هذه الأنظمة تُعد إحدى المشكلات التي تواجه الدفاع الجوي"، مبينة أن "تكلفة اعتراض ’القبة الحديدية’ تبلغ حوالي 30 ألف دولار، بينما تبلغ تكلفة اعتراض ’مقلاع داود’ نحو 700 ألف دولار، أما صواريخ سهم 2 وسهم 3 الاعتراضية فتكلفتها قرابة 1.5 مليون دولار ومليوني دولار على التوالي".
وقال مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، إنه منذ يوم الجمعة الماضي أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة، وسقط نحو 35 صاروخا في إسرائيل، دون تحديد أماكنها.
ومنذ فجر الجمعة، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.
ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، "واجه نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي تحديات متزايدة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 185 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
"إلا أن وابل الصواريخ الباليستية الأخير من إيران صعّد التهديد إلى مستوى جديد كليا"، وفق تعبير الصحيفة.
وأضافت: "في حين تم اعتراض معظم المقذوفات الإيرانية، اخترق العديد منها دفاعات إسرائيل متسببا في خسائر بشرية وأضرار جسيمة في الممتلكات".
نطاق الهجمات الصاروخية
و"عندما سُئل الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بوعز ليفي عما إذا كانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تقترب من حدودها القصوى، قال: لا توجد دولة واجهت هجمات بالصواريخ الباليستية على هذا النطاق الذي تحملناه".
وأردف: "في أبريل/ نيسان الماضي، أطلقوا علينا 100 صاروخ. وفي أكتوبر (2024) بلغ العدد 200. والآن يطلقون موجات من عشرات الصواريخ بتتابع سريع".
وحسب الصحيفة "تصل تكلفة كل سلسلة من عمليات الاعتراض، مثل تلك التي حدثت ليلة (أمس) الاثنين، إلى مليار شيكل (287 مليون دولار)". ويدور الحديث عما بين 10 و12 صاروخا.
وأشار ليفي إلى أن "معظم العمل الدفاعي حاليا يتم بمنظومتي "سهم 2" و"سهم 3"، مشيرا إلى أن "هناك منظومتان أمريكيتان هما ’ثاد’ من الأراضي الإسرائيلية و’إس إم-3’ من البحر، واللتان يُشغلهما الأمريكيون".
وأردف: "هناك أيضا نظام ’مقلاع داود’ الإسرائيلي، لكن ما يُهمّنا في الهجمات من هذا النوع التي نتعرض لها حاليا هو بالأساس أنظمة ’سهم".
و"تُقدّر مؤسسة الحرب الإسرائيلية أن معدل اعتراض ناجح لنظام "سهم 3" يبلغ 90 بالمئة، بينما يبلغ معدل اعتراض نظام "ثاد" حوالي 40 بالمئة فقط. واستخدام صواريخ "إس إم-3" في النظام الحالي "محدود للغاية"، وفق الصحيفة.