"نحفر للعثور على بلاط المنزل".. سوريون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد سنوات من النزوح
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
بعد ما يقارب 14 عاماً من الحرب المدمرة بين قوات بشار الأسد والجماعات المعارضة، تعرضت العديد من المدن والقرى السورية للدمار الكامل، وفقدت العديد من معالمها البارزة.
في منطقة القابون، الواقعة في الضواحي الشرقية للعاصمة دمشق، والتي كانت في وقت من الأوقات مركزًا رئيسيًا للمعارصة ضد النظام، دُمِّرت العديد من المباني بشكل كامل، وتحولت إلى أنقاض متراكمة في شوارع الحي.
وبعد أسبوعين من سقوط الأسد، بدأ بعض سكان القابون في العودة إلى منازلهم. لكن الصدمة كانت كبيرة لكثيرين منهم، حيث واجهوا صعوبة كبيرة في تحديد مواقع منازلهم بين أكوام الركام التي غطت معظم المنطقة.
وقال علاء بدوي، الذي تم تهجيره قسريًا من مدينته إلى منطقة اعزاز شمال سوريا بسبب نشاطه السياسي المعارض، وقد عاد مؤخرًا إلى القابون، ليكتشف أن لا شيء يدل على مكان منزله :"لا توجد أي معالم أو آثار تدل على المنزل." وأضاف: "كنا نحفر قليلاً في كل منزل لنكتشف مكان البلاط، حتى أدركنا أخيرًا أن هذا هو منزلنا. سنعيد بناءه وسنقوم بتنظيف الركام."
من جانبه، قال زياد الهلي، الذي تم الإفراج عنه من سجن عدرا، إنه لم يتمكن من العثور على منزله أو حتى أسرته في القابون، مضيفًا: "لا أستطيع تحديد مكان منزلي بسبب أكوام الركام المنتشرة في كل مكان."
وتواجه سوريا الآن تحديات اقتصادية هائلة، حيث بلغت الأزمة الاقتصادية ذروتها مع ارتفاع معدلات التضخم، وهبوط قيمة العملة المحلية، وتدمير البنية التحتية. وقدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة بناء البلاد بحوالي 400 مليار دولار أمريكي.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار لاعتقال الجولاني الجولاني يزور مدرسته القديمة في دمشق ويلتقط صورة مع المديرة من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للصحة يثير انتقادات شديدة بشار الأسدمحمد البشير إعادة إعمارالحرب في سورياالجيش السوريهيئة تحرير الشامالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا كوارث طبيعية عيد الميلاد بشار الأسد تغير المناخ إعصار ضحايا كوارث طبيعية عيد الميلاد بشار الأسد تغير المناخ إعصار بشار الأسد محمد البشير إعادة إعمار الحرب في سوريا الجيش السوري هيئة تحرير الشام ضحايا كوارث طبيعية عيد الميلاد بشار الأسد تغير المناخ إعصار قطاع غزة سوريا قصف ألمانيا أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
تفكيك مخيم الركبان… انتهاء عقد من ألم النزوح وبدء عهد العودة والاستقرار
دمشق-سانا
بعد عقدٍ من معاناة النزوح في مخيم الركبان، انتهت تلك الحقبة برحيل العائلات التي لجأت إليه، بعدما كان لسنواتٍ ملاذًا لها من بطش النظام البائد.
هذه الخطوة ليست مجرد تفكيك لمجموعة من الخيام والمرافق البسيطة، بل هي نقطة تحول في ملف النازحين الذين عانوا سنوات طويلة من الحصار والجوع وانعدام الخدمات الأساسية.
أنشئ مخيم الركبان في عام 2014 في قلب البادية السورية، على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، حيث لجأ إليه عشرات الآلاف من السوريين بعد أن أجبرتهم آلة حرب النظام البائد على الفرار من ديارهم، وفي ذروة أزمته، احتضن المخيم أكثر من مئة ألف شخص، ولكن ظروفه المأساوية جعلته أحد أسوأ أماكن اللجوء في العالم وفقاً لمنظمات حقوقية دولية.
ومع الحصار الخانق والمفروض من النظام السابق، لم يكن يتوفر الحد الأدنى من مقومات الحياة في المخيم، وانتشرت الأمراض وسوء التغذية، ما أدى إلى حالات وفاة كان بالإمكان تفاديها لو توفرت الرعاية الطبية.
ولم تقتصر مأساة النازحين في مخيم الركبان على قلة الغذاء والدواء، بل واجهوا عزلة تامة بسبب الحصار الذي فرضه النظام البائد بمساعدة روسيا.
وأكدت تقارير الأمم المتحدة مراراً أن المخيم كان محاصراً، وأن إدخال المساعدات الإنسانية إليه كان شبه مستحيل لسنوات.
ورغم مناشدات المنظمات الدولية، بقي الوضع على حاله، حتى بدأت موجات النزوح التدريجية بحثاً عن أماكن أكثر أمناً وملاءمة للحياة.
ومع انتصار ثورة الشعب السوري في الثامن من كانون الأول الماضي وتحرر سوريا من قبضة النظام البائد، بدأ سكان المخيم بالعودة إلى المناطق التي نزحوا منها قبل أكثر من عقد، العودة لم تكن مجرد استرجاع للمنازل والأراضي، بل كانت استرجاعاً للحياة نفسها، حيث بدأت العائلات في إعادة بناء ما دمرته حرب النظام البائد، وسط تنسيق بين وجهاء العشائر والمجالس المحلية التي تشكلت حديثاً بعد التحرير.
تفكيك مخيم الركبان لم يكن مجرد إزالة للخيام والملاجئ المؤقتة، بل هو بداية لإنهاء حقبة مأساوية من النزوح القسري الذي فرضته سنوات الحرب، السوريون الذين لا يزالون يعيشون في مخيمات أخرى داخل البلاد وخارجها يرون في هذه الخطوة بصيص أمل نحو إغلاق ملف النزوح بالكامل، وعودة الجميع إلى ديارهم.
ومع التزام الدولة السورية بوضع جميع إمكانياتها لإعادة إعمار المناطق المتضررة، يبدو أن هذه الصفحة المظلمة من تاريخ سوريا الحديث بدأت تُطوى أخيراً، ليفتح السوريون فصلاً جديداً عنوانه العودة والاستقرار والحياة بحرية وكرامة.
تابعوا أخبار سانا على