الأطفال المصابون يتّبعون نظاما غذائيا سيئا يقوم على الأرز والمعكرونة.. الإسقربوط يرتفع في فرنسا
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
الإسقربوط مرض ناتج عن النقص الفادح في فيتامين "سي" بالجسم، وقد كشف الأطباء والباحثون في دراسة حديثة عن انتشار هذا المرض بين صفوف الأطفال وتسارع انتشاره منذ جائحة "كوفيد-19".
وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية، قالت كارولين كوك تشودورج إن الأطباء لاحظوا منذ سنوات في مختلف أقسام طب الأطفال بفرنسا عودة مرض الإسقربوط.
وقال البروفيسور أولريش ماينزر من مستشفى روبرت دوبريه للأطفال في باريس "أدى هذا المرض إلى وفاة مليوني شخص على الأقل بين القرنين الـ16 والـ20، كان الضحايا في المقام الأول من البحارة الذين كانوا يمضون أشهرا في البحر وكان نظامهم الغذائي يفتقر إلى الفواكه والخضروات، بعد ذلك، اختفى المرض بشكل تقريبي من البلدان الغنية، ولم يتم رصده إلا بين السكان المهاجرين".
ويبدو أن هذا المرض قد عاد إلى فرنسا، ويقول ماينزر "يقع مستشفى روبرت دوبريه الذي أعمل فيه في شمال باريس، حيث يعيش السكان الفقراء، لاحظنا لسنوات عديدة زيادة مثيرة للقلق في عدم الاستقرار، تعيش العائلات في الشوارع ولا تأكل كل يوم، بدأنا نسجل انتشار الإسقربوط مرة أخرى".
وبناء على هذه الملاحظات في الأقسام أراد أطباء الأطفال من مستشفى روبرت دوبريه في باريس ومستشفى كايين في غويانا بالتعاون مع باحثين من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية تحديد العدد الدقيق للحالات التي تم تشخيصها في فرنسا بين يناير/كانون الثاني 2015 ونوفمبر/تشرين الثاني 2023 بناء على بيانات الاستشفاء الطبية.
إعلانوتُظهر دراسة الأطباء -التي نشرت في المجلة الطبية الرائدة "ذا لانسيت"- عودة مثيرة للقلق لمرض الإسقربوط في صفوف الأطفال بفرنسا منذ عام 2015.
وحسب الإحصائيات، دخل 888 شخصا المستشفى بسبب الإسقربوط حتى عام 2023، وقد تم تشخيص الحالات في جميع أنحاء فرنسا.
نقص خطير في فيتامين "سي"مرض الإسقربوط ناتج عن النقص الخطير في فيتامين "سي"، وحسب البروفيسور ماينزر يتجلى هذا المرض في تدهور قوي بالوضع الصحي وآلام في العظام وضعف العضلات ونزيف اللثة.
وعلى الرغم من أن مرض الإسقربوط يمكن أن يؤدي إلى الوفاة فإنه يمكن علاجه بسهولة عن طريق تناول كمية صغيرة من فيتامين "سي".
وبالعودة إلى فرنسا، ارتفع معدل الإصابات بمرض الإسقربوط منذ بداية جائحة كورونا بين مارس/آذار 2020 ونوفمبر/تشرين الثاني 2023 بنسبة 34.5%.
ويقول ماينزر "تصل هذه الزيادة إلى 200% وسط الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات"، ويرتبط هذا الارتفاع بزيادة بالقدر نفسه خلال الفترة نفسها في سوء التغذية الحاد بين الأطفال.
ويتّبع الأطفال المصابون بالإسقربوط غالبا نظاما غذائيا سيئا يقوم على تناول المعكرونة أو الأرز، مما يعطي شعورا بالشبع بتكلفة أقل.
ويضيف ماينزر "إنهم يأكلون القليل من الفواكه والخضروات لأسباب اقتصادية بلا شك، مما يجعلهم عرضة بشكل كبير لنقص فيتامين سي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محمية أرز الشوف بلبنان تواجه متغيرات الأمن والمناخ
تبدو محمية أرز الشوف لوحة طبيعية بديعة وسط المرتفعات الشاهقة والأودية شديدة الانحدار في سلسلة جبال لبنان الغربية، وتشكل أيضا نظاما بيئيا متكاملا يتضمن تنوّعا بيولوجيا غنيا وفريدا، ومقصدا للسياحة البيئية.
وفي ظل تأثيرات الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والوضع الأمني والتغيرات المناخية المتفاقمة، تحاول المحمية، التي تضم ربع غابة الأرز المتبقية في لبنان، الصمود والحفاظ على طابعها الفريد.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4قرار بقتل 50 فيلا بزيمبابوي لتخفيف الضغط على المحمياتlist 2 of 4إدارة ترامب تفتح مناطق محمية بألاسكا للحفر والتعدينlist 3 of 4محمية أكاجيرا في رواندا تجربة فريدة لعشاق السفاريlist 4 of 4أجزاء الأمازون المحمية تعوض الانبعاثات من بقية مناطقهend of listتحتضن المحمية أكبر غابات أرز لبنان (معاصر الشوف، عين زحلتا، والباروك)، وثروة حيوانية ونباتية مهمة، وسبق وأعلنتها منظمة يونسكو "محمية محيط حيوي"، إلى جانب 25 قرية محيطة بها عام 2005.
وتربط المحمية الأكبر في لبنان، منطقة الشوف بالبقاع عبر جبل الباروك شرقا، وتطل أعلى قمة فيه (1400 متر) على الجنوب اللبناني، وجبل الشيخ.
وتمتد المحمية على مساحة 550 كيلومترا مربعا، بطول 50 كيلومترا وعرض 11 كيلومترا، مُشكلة نحو 5% من مساحة لبنان، حسب سارة نصر الله، منسقة التواصل في المحمية التي تقول، إن "معوقات كثيرة دفعت إلى المزيد من العمل حرصاً على هذه الثروة البيئية".
مشاريع حماية ورعاية
تشير نصر الله إلى أن الأوضاع الأمنية في الأشهر الأخيرة، أثرت على عمل المحمية، حيث تناقص أعداد الزوار، من أجانب ولبنانيين، من 120 ألفا إلى النصف تقريباً، لكن العمل استمر لدعم المحمية وصيانتها وحمايتها.
وتضيف نصر الله في حديث للجزيرة نت، أن تأثيرات التغير المناخي، وخصوصا الجفاف، هو واقع معيش منذ سنوات، إذ تراجعت الأيام المطرة من 110 أيام إلى 50 يوما سنويا، مما ترك آثاراً على بيئة المحمية والحياة البرية والنباتية فيها".
وساهمت ندرة المطر -حسب نصر الله- في ارتفاع معدل نشوب الحرائق، وخسارة أنواع نباتات غير مقاومة للجفاف، وهجرة حيوانات المحمية، وهو ما تمت معالجته بزيادة فرق مكافحة الحرائق، وتنظيم تقليم الأشجار، وتحويل بقايا التقليم إلى سماد طبيعي، أو استخدامه للتدفئة.
وعن حماية أشجار الأرز، تؤكد نصر الله، أنه ضمن رؤيا 2050 لحماية المحمية ومكوناتها، تم استقدام حيوان الوعل أو ما يعرف بماعز الجبل، والذي له دور مهم على الصعيد الأيكولوجي، ويمنع توسع الأرز نحو القمم.
وفي سياق الاهتمام بالمحمية، تمت مباشرة العمل بـ "سياحة التجربة"، لإشراك المجتمع المحيط، وتعزيز بيوت الضيافة، ودعم مشاركة الزائرين بتجربة الإنتاج الزراعي المحلي، وكل ذلك يصب ضمن دائرة الحماية.
وكانت إدارة المحمية قد أنجزت مسحا بيولوجيا خلال السنتين الماضيتين، وأظهرت النتائج وجود 16 نوعا من أصل 38 نوعا من الحيوانات مستوطنة، كالسنجاب، والثعلب، والقط البري، والذئب العربي، والخنزير البري، والأرنب البري.
كما أحصت وجود 254 نوعا من الطيور، 12 منها مهددة بالانقراض، كالصقور وأبو منجل والرهو(الكركي السنجابي)، ويلعب المحيط السكاني دوراً بارزا كشريك معني بالمحافظة على مكونات المحمية البرية.
وعموما، يوجد في لبنان 1136 نوعا من النباتات، منها 122 مستوطنة بالمحمية، 50% منها مهددة بالانقراض.
دور مجتمعي
وفي هذا الإطار، قال رئيس بلدية كفريا المهندس محمد الضايع للجزيرة نت، كقرية متاخمة لغابات الأرز، نولي التنسيق مع إدارة المحمية ووزارة البيئة أهمية تناسب حجم مسؤولياتنا.
ويرى أن دورهم كمجتمع محيط، يتوجب عليهم الحفاظ على غابات الأرز والحياة البرية والنباتية فيها، "فالبيئة في لبنان ثروة اقتصادية هامة لا يمكن التلاعب بواقعها، مهما اشتدت التحديات الأمنية أو الطبيعية".
ويضيف الضايع، أنه يتم منع الصيد في أراضينا والأراضي المحيطة أو الموصلة إلى المحمية بصرامة، كما أن شرطة البلدية تكافح بقوة أيَّ محاولة لقطع الأشجار بهدف الاتجار.
إعلانويرى أن هذا الدور الذي تلعبه جميع قرى المحيط دون استثناء في تكامل، يهدف إلى تعزيز دور المحمية، التي صنفها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على القائمة الخضراء.
وعن الأنشطة التي تتضمنها المحمية عبر بلدته قال الضايع : "كفريا ممر إجباري من البقاع وسوريا إلى غابات الأرز الثلاث، وعادة ما تأتي مجموعات لممارسة رياضة المشي بالثلج، أو ممارسة رياضة الهياكينغ (المشي مسافات طويلة في الطبيعة).
ويشير إلى أن نشاطات توعوية خاصة بالبيئة، ومعارض فنية وزراعية وثقافية تكثر في قرى المحيط، وهو ما يستوجب تزويد تلك القرى والبلدات بسيارات إطفاء حديثه، وتفعيل الحماية، خاصة في فترة موسم جاف وحار، يهدد باندلاع حرائق في أي وقت، حسب تقديره.