أهمية مشاركة أصحاب العلاقة في تخطيط وتطوير السياحة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
لقد نالت مشاركة أصحاب العلاقة مثل (الحكومات، والشركات، والمجتمعات المحلية، والمنظمات الأهلية، ورواد الأعمال، والإعلام، والأكاديمين وغيرهم) في تخطيط وتطوير السياحة اهتمامًا متزايدًا خلال الثلاثين سنة الماضية، وذلك استجابةً لمعالجة الآثار السلبية المترتبة على تطور ونمو السياحة. وخلال العقدين الماضيين تمت الإشارة إلى جوانب مشاركة أصحاب العلاقة في العديد من الممارسات المرتبطة بالتخطيط والتطوير السياحي، وشهد مفهوم مشاركة أصحاب العلاقة نموًا في عدد النظريات والتطبيقات التي طرحت في الدراسات والبحوث.
تؤكد الدراسات في مجال السياحة إلى أن مشاركة أصحاب المصلحة تُعد ضرورية لتخطيط وتطوير السياحة، وطرح الباحثون في هذا المجال العديد من المسوغات لإشراك أصحاب العلاقة في تخطيط وتطوير القطاع، أهمها:
أولاً، لا يمكن تنفيذ التخطيط السياحي بشكل فعّال من قبل صانع قرار واحد بسبب الطبيعة المجزأة لقطاع السياحة والتي تشترك فيها العديد من القطاعات والمؤسسات. فالتعاون بين أصحاب العلاقة يساعد على تنسيق عملية التخطيط والتطوير عن طريق توحيد جهود القطاعات المختلفة والمتفرقة لصنع القرار وتسهيل الحوار، مما يساعد في التوصل إلى توافق حول الأهداف والرؤى ويقلل من مشاكل التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية.
ثانيًا، أن لأصحاب العلاقة في قطاع السياحة مصالح متباينة، ومن شأن إشراك أصحاب العلاقة مثل المجتمعات المحلية، والمواطنين، ورواد الأعمال في التخطيط السياحي تقليل معارضة المجتمعات المحلية لتطوير المشاريع السياحة. ويمكن أن يتم تنفيذ الخطط بشكل أفضل إذا حصلت على دعم أصحاب العلاقة بمختلف شرائحهم، كالمجتمع المحلي على سبيل المثال. ثالثًا، الطريقة الوحيدة لمواجهة تداعيات تأثير السياحة السلبي على الثقافة وغيرها من القضايا التي تؤثر في المجتمعات المحلية هي من خلال الحوار والتعاون بين مختلف الأطراف ذات الاهتمام. ويمكن للمشاركة العامة أن تحمي المجتمعات المحلية من الآثار السلبية للسياحة ودعم تنويع العائد من تطوير السياحة .
رابعًا، تسهم مشاركة أصحاب العلاقة في التخطيط والتطوير من تقليل تضارب المصالح المرتبطة بخطط تطوير السياحة التي عادة ما تنشأ بين الأطراف والقطاعات المختلفة. وعلى الرغم من أن المصالح المختلفة لأصحاب العلاقة قد تخلق تضاربا في الرؤى والتوجهات والمصالح، إلا أن إشراك جميع الأطرف ذات العلاقة بشكل فعّال في التخطيط والتطوير يمكن أن يقلل هذه الصراعات. حيث ستوفر لهم المشاركة تصور عن سلبيات وإيجابيات المشاريع المراد تنفيذها، ويمكن معالجة أي اختلاف في التوجهات قبل البدء في تنفيذ الخطط.
خامسًا، مشاركة أصحاب العلاقة في تخطيط السياحة تشجع المزيد من الأشخاص على الانخراط في مشروعات السياحة مما يؤدي إلى عوائد وفوائد أفضل على المدى الطويل. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي المزيد من التواصل بين أصحاب العلاقة إلى تنسيق أفضل للفعاليات، وتحسين فرص العمل، وزيادة الاهتمام بإنشاء مشاريع متعلقة بالسياحة، وتحسين جودة البنية التحتية السياحية. وبما أن لكل شخص أفكاره المختلفة، فإن المشاركة تثري وتوسع نطاق الآراء والأفكار المبتكرة التي يمكن أن تساعد صناع القرار على التفكير خارج الصندوق بدلاً من الطرق التقليدية. كما أن إشراك أصحاب المصلحة الذين تم إغفالهم في عمليات التخطيط والتطوير سابقًا سيسهم في إدخال أفكار وخيارات جديدة في قطاع السياحة.
سادسًا، تعد مشاركة أصحاب العلاقة في التخطيط والتطوير السياحي ضمانة مهمة للاستدامة وذلك من خلال منع التطوير السياحي غير المتوازن والاستغلال غير المنصف للمجتمعات المحلية والبيئة من قبل كبار مطوري السياحة. كما أن قلة الاهتمام بالاعتبارات الاجتماعية والبيئية في تخطيط وتطوير السياحة في كثير من البلدان أدى إلى دعوات لزيادة المشاركة، على سبيل المثال، من قبل المنظمات غير الحكومية، التي يمكن أن توفر الموارد وتساعد في وضع معايير لحماية البيئة. ويُعنى تطوير السياحة المستدام باستخدام الموارد السياحية بشكل أمثل لتلبية الطلب الحالي دون تعريض الاستخدام المستقبلي لهذه الموارد للخطر ((WCED, 1978. W.49 ، ويتطلب ذلك الترابط الوثيق والتعاون بين السياحة والبيئة الطبيعية وبين قطاع الصناعة، والحكومات، والمنظمات غير الحكومية البيئية، وغيرهم للحفاظ على الموارد السياحة.
سابعًا، إذا لم يكن جميع أصحاب العلاقة متفقين على تخطيط وتطوير مشروعات السياحة، فهناك خطر يتمثل في تدهور تجربة السياح، مما يؤدي إلى الإضرار بسمعة وجاذبية المقصد السياحي. نظرًا لأن جزءًا أساسيًا من تجربة السياح في الوجهة السياحية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة المحلية والمجتمع، وإذا لم تأخذ الخطط السياحية في الاعتبار مصالح المجتمع أو توقعاته، فقد يؤدي ذلك بسهولة إلى إضعاف جودة تجربة السياح.
لذا، تشير الأدبيات حول تخطيط وتطوير السياحة إلى أن إشراك أصحاب العلاقة بالسياحة أساس مهم في توعية المجتمع بجهود التخطيط والتطوير والتوفيق بين آراء أصحاب العلاقة في القرارات. وعدم وجود مشاركة فعّالة من أصحاب العلاقة يؤدي إلى اتخاذ قرارات تخطيط وتنفيذ ضعيفة أو غير فعّالة، وحدوث أضرار اجتماعية وبيئية ، مما قد يؤثر سلبًا على قطاع السياحة نفسه.
د. أحمد بن سليمان المحرزي مساعد عميد كلية عمان للسياحة
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المجتمعات المحلیة التخطیط والتطویر قطاع السیاحة فی التخطیط السیاحة ا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
خطأ قاتل يرتكبه كثيرون عند طلب المال من عائلتهم
#سواليف
قد يجد #كثيرون أنفسهم، في لحظة ما، #مضطرين #لطلب_المال من أحد #أفراد #العائلة؛ #موقف_حساس قد يرافقه قدر كبير من الحرج والارتباك. ومع كون هذه التجربة شائعة أكثر مما نعتقد، فإن الخبراء الماليين يقدمون مجموعة من الإرشادات العملية لتجنّب الإحراج والحفاظ على العلاقة العائلية.
وبحسب تقرير حديث لـ “بلومبرغ”، فإن الطريقة التي نعرض بها طلب المساعدة المالية قد تغيّر النتيجة جذرياً، بين قبول سلس.. أو رفض محرج.
التخلي عن “أسلوب الإقناع القوي”
يشير المستشارون الماليون إلى أن كثيراً من العائلات – خصوصاً تلك التي تضم أفراداً أثرياء – اعتادت على تلقي طلبات المال. وعندما يشعر أحدهم بأنك “تضغط” أو “تبيع الفكرة” بإلحاح، فقد يدخل مباشرة في وضعية الدفاع والرفض. النصيحة الذهبية هنا هي: “احك وضعك ببساطة ووضوح، دون مبالغة أو ضغط، ودع الطرف الآخر يحدد المبلغ المناسب بناءً على العلاقة والقدرة”.
تجنب افتراضاتك حول ثروة عائلتك
واحدة من أكبر الأخطاء التي يقع فيها كثيرون، وفق الخبراء، هي افتراض أن الأهل أو الأقارب “أغنياء” فقط لأن لديهم عقارات أو أصولاً كبيرة. لكن الحقيقة أن التدفق النقدي قد يكون ضعيفاً أو شبه معدوم، رغم امتلاكهم أصولاً ضخمة. لذلك، ينصح الخبراء بالبدء بـجلسة تفاهم مالي لتوضيح الصورة للطرفين، بدلاً من افتراض ما لا تعرفه.
مراجعة نفقاتك قبل أن تطلب المال
يشدد المستشارون الماليون على أن طلب المال ينبغي أن يكون الخيار الأخير، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة عالمياً. لكن جزءاً من المشكلة قد يكون مرتبطاً بـالفوضى المالية الشخصية – وليس فقط ارتفاع الأسعار. لذا، إن وجدت نفسك في موقف طلب المال، فقد يكون الوقت مناسباً لـإعادة تقييم نفقاتك ونمط حياتك.
الامتنان.. شرط أساسي للحفاظ على العلاقات
حتى لو جاء المال على شكل هدية وليس قرضاً، فإن الامتنان يبقى عنصراً أساسياً. قد يكون ذلك عبر هدية رمزية، مساعدة، أو حتى تواصل لطيف يشير إلى التقدير. فالخبراء يؤكدون أن الامتنان المتبادل هو ما يحمي العلاقة من التوترات التي قد تتركها المواقف المالية الحساسة.
قاعدة أخيرة: تجنب طلب المال قدر الإمكان
يؤكد الخبراء أن أفضل طريقة لتجنب إحراج طلب المال هي عدم الوصول إليه أصلاً. وهذا يتطلب إدارة مالية أفضل، ميزانية واقعية، صندوق طوارئ، وضبط الاستهلاك المفرط. كما يرى الخبراء أن الاستقلال المالي ليس رفاهية، بل وسيلة لحماية العلاقات العائلية من التوترات.