يأتي العنف الأسري في مقدمة حالات العنف الممارَس ضد النساء في أوروبا، و على سبيل المثال فقدت ١٢٢ إمرأة حياتها على يد عشيرها الحالى أو السابق في فرنسا عام ٢٠٢١م. و قد أظهرت دراسة حديثة فى فرنسا ( ٢٠٢٤) قامت بها طبيبة ممارسة عامة أن أكثر ضحايا العنف من النساء كن يتمنين لو تمكن طبيبهن من التعرف على علامات العنف الذي تعرضن له و تقديم الدعم في الوقت المناسب.
يستطيع الاطباء التعرف على أكثر حالات العنف ضد النساء أو الأطفال بمجرد اليقظة لبعض علامات العنف مثل تكرار الإصابات والكدمات على الجسم، وجود ندبات و اشباهها في أماكن غير معتادة من الجسم كالجذع و الظهر و الوجه. كذلك التأخر في استشارة الطبيب بعد وقوع الإصابات ،أي من ذلك يجب أن يثير شبهة العنف في عقل الطبيب.
كذلك فإن وجود أعراض نفسية كالقلق و الاكتئاب و اضطرابات النوم، وتغير أسلوب التصرف عند المريض، أو التصرف بشكل يتحاشى المواجهة مع الطبيب، الافتقار إلى الثقة بالنفس، و كذلك وجود مرافق يحاول توجيه المريضه، و يراقب كلماتها، و يتصرف بطريقة من يضبط المشهد، كل ما سبق قد يدل على أننا نتعامل مع إحدى المعنّفات، او الأطفال المضطهدين.
بعض المعنّفين تكرر زيارة الطبيب بسبب أعراض غامضة، أو أعراض لا تتفق مع علائم المرض، مثل آلام البطن المزمنة، الصداع، الارهاق الزائد، التعب السريع، و ربما تزور أكثر من طبيب لسبب بسيط، كل ذلك يجب أن ينبه الطبيب أيضا الى أن المريض يبحث عن نجدة لسبب لا يستطيع الإفصاح عنه.
ظاهرة العنف عابرة للطبقات الاجتماعية و مراحل العمر و الجنس. و على الطبيب أن لا يطمئن إلى أن كون المريضة من الطبقة المرموقة يجعلها بمنأى عن العنف.
عندما يبدأ الطبيب بمحاولة التعرف على وجود العنف يجب أن يكون مسترخيا، و يوفر للمريض جوا من الثقة و ضمانا لعدم اطلاع أحد على ما يتحدث عنه المريض، و على الطبيب ألا يبدو وكأنه يصدر أحكاما قضائية. كذلك فإن طرح الأسئلة على المريض يجب أن يأخذ طابعا منتظما، و الأفضل أن يكون هناك تساؤلات مبررة، مثل أنا أسأل كل مرضاي إذا ما كانوا قد تعرضوا للعنف على الإطلاق، أو أن يقول : يبدو أنك تعانى من ضغوط قوية، هل تواجه متاعب في البيت؟ ، مثل هذه الأعراض يشكو منها أيضا بعض من يتعرضون لمعاناة في المنزل، هل يمكن أن يكون هذا سبب الإعراض عندك؟
في فرنسا يقوم المجلس الطبى القومى بإصدار توجيهات ، يتم تطويرها باستمرار، تساعد الأطباء على اكتشاف هذه الحالات، و تطلعهم على مؤسسات المجتمع التى تساعد الضحايا. و لا ينتهى دور الطبيب عند تحويل المريضة للمؤسسات التى توفر ملاذا ودعما ماليا و اجتماعيا بل يتوجب عليه متابعة ما يحدث مع المريض، خلال هذه الرعاية، و تثقيف المريض بالحقوق التى يتمتع بها في المجتمع، كذلك عليه أن يعمل على كسر دائرة العنف المحيط بالضحية، من ناحية استمرار المعاشرة أو إنهائها، و تثقيف الزوج و تأهيل الأسرة صحياً و اجتماعياً.
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: یجب أن
إقرأ أيضاً:
إنهيار قوات المليشيا بمحاور القتال المختلفة في كردفان
شهدت الساعات التى مضت خلال هذا اليوم إنهيار قوات المليشيا بمحاور القتال المختلفة في كردفان …
القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية تتحرك الى أهدافها وفقاً للخطة الموضوعة في توقيتٍ واحدٍ ( العمل والنشاط المتزامن ) لحرمان المليشيا من تكتيك قتال الفزع الذى يقوم عليه أسلوب قتالها ، وهذا ما ساعد في هزائمهم المتتالية في تلك المحاور فضلاً عن طول خط الإمداد بالنسبة للعمليات الجارية حاليا بمحاور كردفان المختلفة ، هذا بالإضافة الى هروب معظم القيادات الى دولة جنوب السودان والى ولاية جنوب دارفور (نيالا تحديداً) ….
الإنهيار الذي يحدث الآن لأفراد المليشيا ليس فقط فى عدم ثباتهم أثناء المعارك التى تدور حالياً فقط بل يتمثل فى إستسلام مجموعات منهم لقواتنا المتقدمة بقوة وثبات وعزيمة وإصرار في الوصول لكل أهداف هذه المرحلة المفصلية والتى بنهايتها تكون قوات المليشيا قد حصرت نفسها للقتال في ولايات دارفور فقط …
المناطق التى تمت السيطرة عليها في منطقة جنوب كردفان أسهمت في تحييد قوات الحركة الشعبية في التأثير على مجرى العمليات وتحولت الى العمليات الدفاعية ، دفاعاً عن مناطق سيطرتها (كاودا وغيرها) بالتالي أتاحت الفرصة لوصول قواتنا الى الدلنج وغيرها من المناطق المهمة والتى كانت تسيطر عليها قوات الحركة الشعبية بالتالى فتح الطريق من الدلنج الى الأبيض ..
بهذه العمليات التى تمت خلال الأيام التى مضت يكون التهديد قد زال عن باقي المناطق التى تتواجد بها قواتنا (بابنوسة وغيرها) لتتحول القوات من العمليات الدفاعية الى العمليات التعرضية (الهجومية) وتشكل عبئاً عملياتياً إضافياً للمليشيا المنهزمة والمنكسرة أصلاً …
أعتقد أن العمليات سوف تزيد من سرعتها في الساعات القادمة لتضييق الخناق على المليشيا وتقصير مساحات سيطرتها وفرض واقع ميداني يسهم في تقوية موقف القوات المسلحة والدولة السودانية في التصدي لهذه الحرب سياسياً ، أمنياً ، عسكرياً مع المتغيرات التى حدثت في البيئة الإستراتيجية بشكل عام .
#الله أكبر الله أكبر الله أكبر ..
#نصر من الله وفتح قريب ….
عبد الباقي الحسن بكراوي
إنضم لقناة النيلين على واتساب