كاتب صحفي: نأمل تجنب ضربة إسرائيلية قاسية على اليمن وشعبه
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
أكد أشرف أبوالهول، مدير تحرير جريدة «الأهرام»، أن الحوثيين يتصرفون برعونة وكأنهم يسعون لاستعجال القصف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ الأمر لا يقتصر على إسرائيل فقط، بل يشمل القصف الأمريكي والبريطاني أيضًا.
الهجوم الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية في صنعاءوأوضح «أبوالهول»، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة صنعاء دمر محطتي كهرباء، ما يجعل تعويض هذه الخسائر صعبًا للغاية في ظل الاقتصاد المدمر والصراع المستمر، كما شمل الهجوم تدمير مخازن الوقود ومصفاة، وهو ما يزيد من معاناة اليمنيين.
وأشار إلى أنّ الحوثيين مستمرون في إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، لكن الصواريخ تُدمَّر عبر الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ولا تُحدث خسائر تُذكر، في حين أن الخسائر في اليمن كبيرة ولا يمكن تعويضها بسهولة.
قدرات اليمن العسكرية أمام التحالف الإسرائيلي الأمريكي البريطانيوأكد أنّ اليمن لا يملك القدرات الدفاعية اللازمة لحماية مواطنيه، بينما مجاراة القوة الإسرائيلية الأمريكية البريطانية تبدو مستحيلة، معبّرا عن أمله في تجنب ضربة إسرائيلية قاسية قد تكون مدمرة لليمن وشعبه بدون تحقيق أي مقابل حقيقي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحوثيون القصف الإسرائيلي صنعاء الدفاعات الجوية معاناة اليمن
إقرأ أيضاً:
شبكة ستارلينك: أداة تجسس أمريكية إسرائيلية تهدد أمن اليمن
أثبت اليمن، بقوته الأمنية وصلابته السيادية، أنه حصن منيع ضد محاولات الاختراق. عجزت القوى الأجنبية عن التسلل إلى صنعاء ومناطق سيطرة الدولة، مما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى استهداف الجنوب، حيث وجدتا في حكومة المرتزقة في عدن حليفًا مستعدًا لتسهيل نشر "ستارلينك". هذه الحكومة، التي فقدت أي ارتباط بالمصلحة الوطنية، لم تكتفِ بالسماح بتفعيل هذه الشبكة، بل قامت بترخيص أجهزتها بشكل رسمي، في انتهاك صارخ لسيادة الجمهورية اليمنية.
ترخيص أجهزة "ستارلينك" في عدن، بتنسيق مباشر مع جهات أجنبية، ليس مجرد خطأ إداري، بل خيانة وطنية تهدد الأمن القومي. هذه الأجهزة، التي تُروَّج على أنها معدات إنترنت مدنية، هي في جوهرها أدوات تجسس متقدمة، مزودة بتقنيات لجمع البيانات، تحديد المواقع بدقة، والتواصل المشفر مع مراكز استخباراتية خارجية. وبما أنها تعمل بشكل مستقل عن شبكات الاتصالات الوطنية ودون رقابة محلية، فإنها تشكل تهديدًا مباشرًا للبنية الأمنية اليمنية، حيث تتيح رصد التحركات العسكرية، التجسس على المواطنين، واختراق المؤسسات الحيوية.
وفقًا للقوانين اليمنية، يُعد حيازة أو استخدام أجهزة اتصال غير مرخصة، خاصة تلك المرتبطة بشبكات أجنبية، جريمة تخابر يُعاقب عليها القانون بأشد العقوبات. كل من يمتلك جهاز "ستارلينك"، سواء لأغراض شخصية أو تجارية، يُعتبر متورطًا في نشاط عدائي يهدد الأمن القومي، وسيواجه المساءلة القانونية بتهمة التخابر مع جهات معادية. هذه الأجهزة ليست أدوات للرفاهية التقنية، بل وسيلة لتسهيل أنشطة استخباراتية تخدم أجندات العدو.
من المثير للانتباه أن "ستارلينك" لم تُفعَّل في معظم الدول العربية، حتى تلك التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، مثل دول الخليج. السبب يكمن في الرقابة الصارمة التي تفرضها هذه الدول على شبكات الاتصال، إدراكًا لخطورة السماح باتصالات خارجية غير خاضعة للسيادة الوطنية. لكن في اليمن، استغلت أمريكا حالة الانقسام السياسي وغياب السيادة في مناطق الجنوب، لتجد في حكومة عدن بوابة مفتوحة لنشر هذه الشبكة، دون أي اعتبار للأمن الوطني.
صنعاء، التي صمدت في وجه العدوان العسكري لسنوات، لن تسمح بتحويل اليمن إلى ساحة مفتوحة للتجسس الأمريكي الإسرائيلي. "ستارلينك" ليست مجرد شبكة اتصالات، بل مشروع استخباراتي يهدف إلى تفكيك السيادة اليمنية بوسائل رقمية، بعد أن فشلت الطائرات والصواريخ في تحقيق ذلك. السلطات اليمنية لن تتهاون مع أي جهة أو فرد يساهم في هذا الاختراق، سواء عن قصد أو جهل، وسيكون الرد حاسمًا بحجم الخطر.
في هذه المرحلة الحرجة، يقع على عاتق كل مواطن يمني مسؤولية إدراك حجم المؤامرة والتصدي لها. "ستارلينك" ليست مجرد تقنية، بل أداة استعمارية تُزرع تحت غطاء التقدم التكنولوجي. حماية الوطن تتطلب اليقظة، الوعي، والرفض القاطع لكل ما يهدد سيادته. اليمن، الذي تحدى أعتى الحروب، سيبقى عصيًا على الاختراق، وسيواجه هذا التهديد الجديد بنفس الإرادة الصلبة التي حفظت كرامته وسيادته.