بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

لم يعد العالم كما كان قبل عقدين. مع تصاعد نفوذ المنصات الرقمية، أصبحت الشركات التكنولوجية الكبرى أدوات فاعلة في رسم السياسات الدولية، وتوجيه الرأي العام، والتأثير على الأمن القومي للدول. تطبيقات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” و”تويتر” تحولت من وسائل ترفيه وتواصل إلى منصات استراتيجية تُعيد صياغة موازين القوى.

قضية تطبيق “تيك توك” تكشف حجم التوتر بين الولايات المتحدة والصين. مع استخدام أكثر من مليار شخص حول العالم للتطبيق، برزت مخاوف أميركية بشأن ارتباطه بشركة “بايت دانس” الصينية وإمكانية استغلال بيانات المستخدمين لتحقيق أهداف سياسية أو أمنية.

إجراء الكونغرس الأميركي لإلزام “بايت دانس” ببيع التطبيق لشركات أميركية يُبرز إدراك واشنطن لأهمية السيطرة على البيانات، التي تُعد اليوم القوة الحقيقية في عالم التكنولوجيا. البيانات التي يجمعها التطبيق تشمل تحركات المستخدمين وسلوكياتهم الرقمية، ما يُمكن استغلاله لتشكيل الرأي العام أو تهديد الأمن القومي.

الشركات التكنولوجية الكبرى مثل “ميتا” و”جوجل” أصبحت تُشبه حكومات عالمية بسبب سيطرتها على المعلومات. تقرير من جامعة هارفارد (2022) أظهر أن هذه المنصات ليست فقط وسيلة لنشر الأخبار، بل أدوات تُحدد ما يصل إلى المستخدمين وكيفية عرضه. خوارزميات الذكاء الاصطناعي تخلق “فقاعات معلوماتية” تجعل المستخدمين محاصرين داخل قناعات محددة، مما يُعيق النقاش الحر.

في الانتخابات الأميركية عام 2020، اعتمد أكثر من 65% من الناخبين على هذه المنصات للحصول على معلوماتهم السياسية، وفقًا لمركز “بيو للأبحاث”. هذا النفوذ يُبرز خطرًا على نزاهة الأنظمة الديمقراطية، حيث يُمكن لهذه المنصات توجيه القرارات الانتخابية عبر التحكم في تدفق المعلومات.

الصراع على “تيك توك” يُبرز مفهوم “السيادة الرقمية”، حيث أصبحت السيطرة على الفضاء السيبراني لا تقل أهمية عن الأرض أو الاقتصاد التقليدي. الدول الكبرى تدرك أن البيانات هي “النفط الجديد”، كما أشار تقرير “مجلس العلاقات الخارجية” الأميركي (2023).

الصين تُدير منصات مثل “وي شات”، التي تدمج بين التواصل الاجتماعي والخدمات المالية، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من حياة الملايين. أما في الغرب، فتُدير شركات التكنولوجيا كميات هائلة من البيانات التي تؤثر على القرارات اليومية للأفراد.

رغم الفوائد الكبيرة للمنصات الرقمية، مثل تسهيل التواصل والتعليم والعمل عن بُعد، إلا أن تأثيرها على الديمقراطية يُثير جدلًا واسعًا. وفقًا لدراسة جامعة “ستانفورد” (2021)، كان لهذه المنصات دور في التأثير على الانتخابات في دول كبرى مثل البرازيل والهند والولايات المتحدة.

الحل لا يكمن في حظر هذه المنصات، بل في تنظيمها. الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوات مهمة عبر “اللائحة العامة لحماية البيانات” (GDPR)، التي تُجبر الشركات على احترام خصوصية المستخدمين وضمان الشفافية.

الصراع على “تيك توك” ليس إلا بداية لمعركة أوسع تُحدد ملامح القرن الحادي والعشرين. السؤال الأهم: هل سيتحكم العالم بالشركات الرقمية أم ستُهيمن هي على البشرية؟ الإجابة تعتمد على وعي الحكومات والشعوب بخطورة هذا التحدي الرقمي ومدى استعدادهم لمواجهته.

د. سعد معن

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات تیک توک التی ت

إقرأ أيضاً:

«البشوات».. عمر كمال يستعد لطرح أحدث أعماله في عيد الأضحى

يستعد الفنان عمر كمال، لطرح أحدث أعماله الغنائية التي تحمل اسم «البشوات» عبر المنصات الرقمية خلال الفترة المقبلة، وذلك بمناسبة احتفالات عيد الأضحى 2025.

وفي هذا السياق، شوق عمر كمال، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» لطرح أحدث أعماله، قائلا: «بكرة "بشوات" على جميع المنصات الرقمية».

عرض هذا المنشور على Instagram

تمت مشاركة منشور بواسطة Omar kamal (@omarkamal.official)

انتقادات حفل عمر كمال

وفي وقت سابق، تعرض عمر كمال، لموجة كبيرة من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تداول مقطع فيديو من داخل إحدى حفلاته يحمل الكثير من الألفاظ غير اللائقة.

وعلق عمر كمال، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» على الانتقادات، قائلا: «شوفت فلان عمل إيه؟ أنا مالي؟ شوفت فيديو مش عارف مين؟ أنا مالي؟.. من نظر في عيوب الناس عَمي عن عيوب نفسه».

آخر أعمال عمر كمال

وكان عمر كمال، شهد نجاح آخر أعماله بأغنية الفرح فين سكته، ضمن أغاني مسلسل «إِش إش» الذي عرض بموسم دراما مسلسلات رمضان 2025.

ودارت أحداث مسلسل «إش إش» حول قصة شروق، المعروفة باسم إش إش، التي نشأت في ظروف صعبة واضطرت للعمل كراقصة لإعالة أسرتها. ورغم نجاحها في هذا المجال، تسعى جاهدةً لتغيير حياتها عبر تعلم الإنجليزية والعمل في مركز اتصالات، أملاً في ترك الرقص نهائيًا.

اقرأ أيضاً«بحضور نخبة من النجوم».. عمر كمال يُشعل حفل زفاف ابنة عصام إمام

علاء عزت: أزمة عمر كمال نتيجة مداعبة تحولت لمشادة خفيفة.. فيديو

أحمد الفيشاوي يوجه رسالة لـ عمر كمال وحمو بيكا قبل حفلهما في أمريكا (فيديو)

مقالات مشابهة

  • كل ما تحتاجه لتشغيل شبكة الجيل الخامس 5G لجميع المستخدمين في مصر.. هل هاتفك جاهز؟
  • دمية لابوبو تثير هوسا عالميا ودهشة على المنصات
  • المغرب يصبح أكبر مضيف لمراكز البيانات في أفريقيا
  • ريديت تلاحق أنثروبيك قضائياً بتهمة استغلال بيانات المستخدمين دون إذن
  • ميزة مرتقبة من واتساب لـiOS مقبلة: أسماء المستخدمين بدلًا من الأرقام
  • الرئيس المشاط: نتعاطى بمسؤولية مع الشركات المستثمرة في كيان العدو الصهيوني التي أبدت استعدادها للمغادرة
  • التجارة الخارجية تعقد اجتماعًا مع منظمة التجارة العالمية لمناقشة سبل التعاون في تنظيم دورة السياسات التجارية الإقليمية لعام 2025
  • من يقف وراء قصف الجولان المحتل؟ المنصات تتساءل
  • الذهب يرتفع مع ضعف البيانات الأمريكية التي عززت رهانات خفض أسعار الفائدة
  • «البشوات».. عمر كمال يستعد لطرح أحدث أعماله في عيد الأضحى