السودان يعلن انسحابه من نظام مراقبة الجوع عشية تقريرعن المجاعة
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
الخرطوم - الحكومة السودانية تعلق مشاركتها في نظام مراقبة الجوع العالمي، عشيىة صدور تقرير من المتوقع أن يظهر انتشار المجاعة في أنحاء البلاد، وهي خطوة من المرجح أن تقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم، بحسب سبوتنيك.
وفي رسالة بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول)، قال وزير الزراعة بالحكومة السودانية إنها علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
ومن المتوقع أن ينشر التصنيف، اليوم الثلاثاء، تقريرا يفيد بأن المجاعة انتشرت في خمس مناطق في السودان وقد تمتد إلى 10 مناطق بحلول مايو (أيار).
وجاء في الوثيقة أطلعت عليها "رويترز" "يمثل هذا تفاقما وانتشارا لم يحدثا من قبل لأزمة الغذاء والتغذية، نتيجة الصراع المدمر وضعف وصول المساعدات الإنسانية".
ورفض المتحدث باسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ومقره في روما عن التعليق.
وقال رئيس منظمة غير حكومية تعمل في السودان، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الانسحاب من نظام التصنيف المرحلي قد يقوض الجهود الإنسانية لمساعدة ملايين السودانيين الذين يعانون من الجوع الشديد.
وأضاف: "الانسحاب من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لن يغير من واقع الجوع على الأرض، لكنه يحرم المجتمع الدولي من بوصلته في التعامل مع أزمة الجوع في السودان، وبدون تحليل مستقل، فإننا نتحرك بلا رؤية في عاصفة انعدام الأمن الغذائي هذه".
ولم يستجب دبلوماسي في بعثة السودان لدى الأمم المتحدة في نيويورك حتى الآن لطلب التعليق على خطوة تعليق المشاركة في التصنيف.
يعد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هيئة مستقلة تمولها دول غربية وتشرف عليها 19 منظمة إنسانية كبيرة ومؤسسة حكومية دولية. وهو محور رئيسي في النظام العالمي الواسع لمراقبة وتخفيف الجوع، وهو مصمم لدق ناقوس الخطر بشأن تطور أزمات الغذاء حتى تتمكن المنظمات من الاستجابة ومنع المجاعة والمجاعة الجماعية.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: التصنیف المرحلی المتکامل للأمن الغذائی
إقرأ أيضاً:
غزة بين موت الضمير وعار الخذلان والتآمر
لا زالت غزة تعاني من حصار خانق في ظل العدوان الصهيوني على شعبها الأعزل حتى أنه لم يبق حجرا أو شجرا، وأصبح الجوع لأهل غزة يفرض نفسه، وفي ظل الفتات من الغذاء الذي يقدمه العدو الصهيوني كان القتل مصير من يقترب من هذا الفتات.
إن الحكومة الصهيونية اتخذت من المجاعة وسيلة لتهجير أهل غزة، حيث عملت على إطالة أمد هذه المجاعة، ولم تسمح إلا بكميات ضئيلة من المساعدات، عبر منظمة سرية مدعومة من الولايات المتحدة تدير أربع نقاط توزيع عسكرية؛ ليس مهمتها سد القليل من حاجات الناس، بل قُتل المئات منهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في مناطق "فخاخ الموت" المخصصة لتوزيع المساعدات.
وهذه السياسة لتشديد الحصار للقتل بالجوع من ناحية والقتل بالرصاص والقنابل الفتاكة من ناحية أخرى؛ انتهجها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حيث فرض هذا الحصار على غزة منذ 19 أيار/ مايو، وهو في الوقت نفسه يدعي أن حكومته تعمل على منع "أزمة مجاعة"، كما أنه عمل هدنة جزئية وشكلية لمدة ساعات لتجميل شكله، ولأن عددا من أشد حلفاءه في الخارج أبلغوه أنهم لن يتسامحوا مع صور المجاعة، ومع ذلك في ظل هذه الهدنة التي سموها إنسانية لم تسكت أصوات القصف والغارات وما زال يسقط المزيد من الشهداء.
إن غزة لم تشهد يوما جوعا كما نراه اليوم بأم أعيينا، وقد سجّل مسؤولو الصحة العامة 43 حالة وفاة بسبب الجوع؛ بينما كان العدد الإجمالي 68 حالة وفاة قبل ذلك. وقد أظهرت شهادات العديد من السكان المحليين والأطباء، والبيانات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية ومؤسسة غزة الإنسانية والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى أن الغذاء بدأ ينفد. وقد حذّرت أكثر من 100 منظمة إغاثة عاملة في غزة، منها أطباء بلا حدود، وأنقذوا الأطفال، وأوكسفام، في بيان مشترك هذا الأسبوع، من تفاقم أزمة المجاعة في غزة، كما صرّح رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأن "نسبة كبيرة" من سكان غزة يتضورون جوعا. وأضاف: "لا أعرف ما يُمكن تسميته سوى مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان".
وتشير التقديرات أنه إذا استمرت هذه المجاعة فسوف يواجه نصف مليون شخص بحلول أيلول/ سبتمبر حالة كارثية من الجوع الشديد، وهي المرحلة الأكثر خطورة، وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل (IPC)، وهو المؤشر الدولي لقياس الوضع الغذائي. وقد ذكرت كريستينا إزكويردو، منسقة التغذية في فريق الطوارئ التابع لمنظمة العمل ضد الجوع، أن "التواجد في المرحلة الخامسة، الكارثية، يعني أنهم يواجهون جوعا شديدا وخطرا حقيقيا بالموت جوعا إذا لم يتم التدخل الفوري".
إن القلب ليتقطع والعين لتدمع والعجز الذي استعاذ النبي يفرض نفسه على عموم الناس في أمة الإسلام، فأطفال غزة وشيوخها وشبابها ونساؤها يموتون جوعا، والعرب والمسلمون بجوارهم يتفرجون ولا يتحركون، حتى أصبحت مستشفيات غزة مليئة بالأطفال الهزيلين في ظل تفشي المجاعة، أطفال وجههم هزيل، وأطرافهم لا تزيد عن عظام مغطاة بجلد مترهل، وأضلاع بارزة بشكل مؤلم من صدرهم. والموت بالجوع البطيء والصامت والذي يمكن الوقاية منه؛ أشد إيلاما من الموت بالنابالم، حيث تقتل القنابل على الفور، لكن الجوع يقتل في عذاب طويل الأمد، وخاصة للأطفال.
إن موت الضمير الذي أصاب النظم الرسمية والعار الذي لحق بها، خاصة مسؤولي الدول العربية والإسلامية، الذين صمتوا صمت القبور، حتى أن مصر التي هي أكبر دولة عربية وتملك حدودا مباشرة مع غزة ومعبرا مباشرا هو معبر رفح، للأسف الشديد موقفها مخز، حتى باتت صورة مصر المدافعة عن أمة الإسلام طوال تاريخها انتكست إلى دولة ترضى الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي.
إن مصر لم تصل إلى هذا العار إلا في تلك المرحلة، حتى أصبحت فضيحتها عالمية، فأغلق العديد من الشباب سفارتها في الخارج بأقفال، تعبيرا عن مشاركتها في حصار غزة، ووصل الشارع المصري إلى قمة غضبه من هذا الخذلان الذي ليس من سمات المصريين. والحال لا يتوقف عند مصر بل يمتد لكل الدول العربية والإسلامية؛ التي منها المتخاذل ومنها المتآمر على غزة ويقف في خندق واحد مع المجرم القاتل وهولوكسته بالإبادة الجماعية لأهل غزة.
إن دماء غزة لن تضيع هدرا وجوع أطفالها وأبنائها لن يمر دون عقاب، فلا بد من عجائب قدرة الله فيمن تآمر وتخاذل وسكت. فمن الهدي النبوي ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم، وقد دخلت امرأة النار قي قطة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. وآن للشعوب أن تتحرك حماية لنفسها من غضب الله الذي هو قادم لا محالة "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" (محمد: 38).
x.com/drdawaba