روبوت ذكي يغير قواعد اللعبة في الأعمال المنزلية
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية، حيث أصبحت الروبوتات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
ومن أبرز الابتكارات التي لفتت الأنظار في هذا السياق هو روبوت NEO، الذي يهدف إلى تسهيل الحياة اليومية للأفراد من خلال مساعدتهم في إنجاز الأعمال المنزلية المتنوعة. يمثل NEO قفزة نوعية في استخدام التكنولوجيا لأغراض الحياة اليومية، حيث يجمع بين الذكاء الاصطناعي والقدرة على التكيف مع البيئات المختلفة، مما يجعله أحد الروبوتات الأكثر تقدمًا في السوق.
تعريف روبوت NEO
روبوت NEO هو جهاز ذكي تم تصميمه للمساعدة في أداء مجموعة واسعة من المهام المنزلية التي قد تكون مرهقة وتستغرق وقتًا طويلاً. لا يتوقف دور NEO عند أداء المهام الروتينية فحسب، بل يمكنه أيضاً التفاعل مع البيئة المحيطة به بطرق مبتكرة، بما في ذلك التكيف مع الأنماط اليومية داخل المنزل مثل التنظيف، الطبخ، وإدارة النظام والترتيب داخل المنزل.
يتميز روبوت NEO بتقنيات متقدمة تتيح له القيام بالأعمال المنزلية بشكل فعال، مما يوفر الوقت والجهد للمستخدمين. بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن لـ NEO أن يتعلم من التفاعلات السابقة ويحسن أدائه مع مرور الوقت بحسب «1x.tech/neo».
الوظائف الرئيسية لروبوت NEO
روبوت NEO ليس مجرد جهاز لأداء المهام الروتينية فحسب، بل هو موجه لتحسين نوعية الحياة اليومية للمستخدمين. من أبرز الوظائف التي يقدمها هذا الروبوت:
التنظيف الذكي: يعتبر تنظيف المنزل أحد أكثر المهام المرهقة في الحياة اليومية، ولكن مع روبوت NEO، يمكن لهذا الجهاز أن يتولى مهمة التنظيف بشكل كامل.
تم تجهيز NEO بأنظمة متطورة للتنظيف مثل المكنسة الكهربائية والروبوتات القادرة على مسح الأرضيات بمختلف أنواعها.
كما أن NEO يستطيع التنقل بين الغرف والتكيف مع المساحات المزدحمة باستخدام تقنيات التعرف على المساحات والعقبات، مما يضمن تنظيفاً فعالًا دون تدخل بشري.
الطبخ: لا يتوقف دور NEO عند التنظيف فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المطبخ. يعمل NEO على مساعدة المستخدمين في تحضير الوجبات بكل سهولة، حيث يمكنه قراءة الوصفات وتنفيذها خطوة بخطوة. في بعض النماذج المتطورة، يمكن لـ NEO القيام بكل شيء من تقطيع المكونات إلى الطهي النهائي، مما يسهم في توفير الوقت والجهد.
تنظيم المنزل: يتمتع NEO بقدرة على تنظيم المساحات داخل المنزل. باستخدام تقنيات التعرف على الصور، يستطيع الروبوت تحديد العناصر المبعثرة وتنظيمها في أماكنها المخصصة. سواء كان ذلك ترتيب الأسطح، تنظيم الملابس أو ترتيب الأدوات، يساعد NEO في خلق بيئة منزلية منظمة.
الاعتناء بالحديقة: لا تقتصر مهام NEO على داخل المنزل فقط، بل يمتد دوره ليشمل العناية بالحدائق. يمكن لهذا الروبوت أن يعتني بالنباتات، حيث يتضمن تقنيات لري النباتات بانتظام وتنظيف المساحات الخارجية، مما يخفف العبء عن أصحاب المنازل.
التقنيات المتقدمة في روبوت NEO
يتميز روبوت NEO باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يتيح له القدرة على فهم البيئة المحيطة واتخاذ القرارات بناءً على البيانات التي يجمعها. يعتمد NEO على تقنيات التعلم الآلي، مما يمكنه من التكيف مع أنماط الحياة المختلفة وتحسين أدائه مع مرور الوقت.
من خلال التفاعل الصوتي، يمكن للمستخدم إعطاء أوامر مباشرة لروبوت NEO باستخدام الأوامر الصوتية فقط.
لا يحتاج المستخدم إلى أي مهارات تقنية خاصة لاستخدام هذا الروبوت، مما يجعله مناسبًا للجميع، من الأفراد العاديين إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أن NEO مجهز بأنظمة التعرف على الصور والاستشعار الذكي، مما يمكنه من التنقل داخل المنزل وتجنب العقبات بشكل فعال. يستطيع الروبوت أيضًا تحديد المناطق التي تحتاج إلى تنظيف أو تنظيم إضافي، ويقوم بذلك تلقائياً.
مستقبل روبوتات المساعدة المنزلية
تمثل روبوتات NEO خطوة هامة نحو المستقبل في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي داخل المنزل. إن تزايد الاعتماد على هذه التقنيات سيؤدي إلى تحول جذري في الطريقة التي نتعامل بها مع الأعمال المنزلية. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تصبح الروبوتات مثل NEO جزءاً أساسياً من حياة كل أسرة.
الروبوتات المنزلية لا تقدم فقط حلولًا عملية للتنظيف والطبخ، بل تساهم في تحسين نوعية الحياة من خلال توفير الوقت والجهد. وعلاوة على ذلك، فإنها تساهم في توفير بيئة منزلية أكثر نظافة وتنظيمًا، مما يعزز رفاهية الأفراد.
التحديات التي تواجه روبوتات المساعدة المنزلية
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها روبوتات مثل NEO، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب التعامل معها. من أبرز هذه التحديات هو التكامل مع الأجهزة المنزلية الأخرى، حيث يمكن أن تواجه الروبوتات صعوبة في التعامل مع الأجهزة التقليدية التي لا تتوافق مع تقنياتها الحديثة. كما أن تكلفة الأجهزة قد تكون عائقًا أمام الكثيرين، إذ إن تكلفة بعض الروبوتات المنزلية قد تكون مرتفعة بالنسبة للأفراد ذوي الدخل المحدود.
ومع ذلك، فإن الاتجاه نحو تطوير روبوتات أكثر كفاءة وأقل تكلفة يسهم في تسريع تبني هذه التقنيات في المنازل حول العالم.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الروبوت الآلي روبوتات الذكاء الاصطناعي الروبوتات الحیاة الیومیة داخل المنزل
إقرأ أيضاً:
هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
مؤيد الزعبي
بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟
قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.
لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.
الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.
ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.
في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.
حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.
وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.
يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.
إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.
في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.
رابط مختصر