لماذا يقوم (موهوزي موسيفيني) بنشر التغريدات في الليل وحذفها في الصباح؟
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
عاد موهوزي موسيفيني قائد قوات الدفاع الشعبية، نجل الرئيس الأوغندي مجدداً إلى إثارة الجدل السياسي بتغريداته الصاخبة، وآخرها بالطبع تهديده باجتياح الخرطوم، بطريقة وصفت بالطفولية، مما أجبر حكومة بلاده إلى الاعتذار للسودان، حيث اعتبرت موهوزي بأنه يمثل نفسه، لتُجرِده بذلك من كل صفة رسمية.
أكثر من مأزق سياسي
وبالرغم من أن نجل الرئيس الأوغندي قد حذف التغريدة الأولى والتي هدد فيها باجتياح الخرطوم، قائلاً: “نحن فقط ننتظر زميلنا، دونالد ترامب، ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وبدعمه سنتمكن من الاستيلاء على العاصمة السودانية الخرطوم”، إلا أنه بعد ساعات من حذف تلك التغريدة واعتذار حكومة بلاده نشر موهوزي عبر حسابه على منصة “إكس” تغريدة أخرى قال فيها أيضاً “لو أصدر والدي أمراً لنا بالسيطرة على الخرطوم، لفعلنا ذلك غدًا”، ليُفجّر بذلك عاصفة من ردود الأفعال السالبة حول شخصيته، والتي ارتبطت بالتصرفات الجنونية، حيث أدخل بلاده في أكثر من مأزق دبلوماسي من قبل.
في ديسمبر 2020، أي بعد ثلاثة أيام من إعادة تعيينه قائدًا لقوات حرس الحدود، نشر موهوزي عددًا من التغريدات التي هاجم فيها السياسي المعارض بوبي واين؛ وقد اعتبر العديد من الأوغنديين تلك التغريدات تعزز النزعة القبلية، إذ أنها أثارت العديد من ردود الأفعال السلبية، مما أجبره للاعتذار. وعندما كان موهوزي لا يزال ضابطًا في قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، انتقد البعض تقاطعاته السياسة وتوليه أدوارًا مخصصة عادةً للدبلوماسيين المدنيين باعتبارها انتهاكًا لقواعد السلوك الخاصة بقوات الدفاع الشعبي الأوغندية لضابط عامل.
مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية نشر موهوزي تغريدة على منصة (إكس) أعرب فيها عن دعمه لغزو روسيا لأوكرانيا وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن “على حق تمامًا!”، وكان أيضاً قد أشاد بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووصفه بأنه الرجل الأبيض الوحيد الذي يحترمه على الإطلاق” وفي أكتوبر من العام 2022، حظي موهوزي بالاهتمام لتقديمه 100 بقرة علنًا كمهر عرس لرئيسة الوزراء الإيطالية المرشحة وقتها جورجيا ميلوني، مهدداً بغزو روما إذا تم رفض المهر.
وفي أكتوبر من نفس العام تسبب موهوزي في وقوع حادثة دبلوماسية مع كينيا عندما هدد على تويتر بغزو البلاد واحتلال نيروبي، مما أجبر والده على الاعتذار عن ذلك السلوك العدواني.
كذلك يوم الأربعاء الماضي استدعت السلطات في جمهورية الكونغو، القائم بالأعمال بالإنابة لدولة أوغندا في كينشاسا بسبب تصريحات أدلى بها موهوزي بشأن الرئيس فيليكس تشيسكيدي والوجود المزعوم للمرتزقة الأجانب في شرق جمهورية الكونغو.
الجنرال المُغرد
كان نجل الرئيس الأوغندي في السابق شخصية صامتة، بملامح عسكرية صارمة، لكن على ما يبدو وجد في تويتر ضالته، وأصبح يهاجم القادة والرؤساء بصورة تفتقر إلى الدبلوماسية، وأحياناً يتغزل في والده، أو في قوات الدفاع الشعبي الأوغندية التي يصفها بأنها “أعظم جيش في العالم”، وهي بالضرورة يده الباطشة، لكنه مؤخراً جعل من منصة (إكس) كراسة لكتابة كل ما يفكر فيه، حيث يقوم بنشر تغريدات متكررة حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والقضايا الدولية، ويُعتبر نشاطه على تويتر جزءًا من استراتيجيته للتعبير عن آرائه وتوضيح مواقفه السياسية، حتى أطلقت بعض وسائل الإعلام عليه لقب “الجنرال المغرد” في إشارة إلى استخدامه المفاجئ لهذه المنصة بصورة لا تليق بموقعه العسكري، ولا بمكانته الاجتماعية في أوغندا.
ظلت الكثير من الاتهامات تلاحق نجل الرئيس الأوغندي بالوحشية، كما اتهمه نجم البوب الذي تحول إلى سياسي بوبي واين، باستخدام قوات الأمن لسجن أو ترهيب أو تعذيب أنصار المعارضة، لكن تغريداته مثار الجدل هى التي تزعج حكومة بلاده، وبالأخص والده الذي يتطلع إلى دورة رئاسية سابعة تقريباً، ليصبح أطول رؤساء الدول إقامة في مناصبهم في العالم، وسط تنامي الرفض لتلك النزعة الشمولية، وقد حاول موهوزي التقليل من خطورة نشاطه الاسفيري، قائلاً : “سمعت أن أحد الصحفيين من كينيا طلب من والدي أن يمنعني من استخدام تويتر. هل هذه مزحة؟ أنا شخص بالغ ولن يمنعني أحد من استخدام أي شيء”، كما أن الكثير من المعلومات تتحدث عن إدمانه للكحول، وعلى هذا النحو فقد تعرض لانتقادات بسبب التغريد وهو في حالة سُكر ونشر تغريدات مثيرة للجدل، وذلك بالرغم من أن قانون قوات الدفاع الشعبية التي يقودها تضع ذلك تحت بند السلوك المشين، فوفقاً لقانونها “الشخص في قوات الدفاع الذي يكون في حالة سُكر، سواء كان في الخدمة أم لا، يُدان بالسجن لمدة لا تتجاوز سبع سنوات”، ومع ذلك لم يتم لفت انتباه المحكمة العسكرية لقوات الدفاع الشعبية الأوغندية إلى أي قضية تتعلق بسلوك موهوزي كضابط في الخدمة وهو في حالة سُكر.
يخوض في قضايا حساسة
لا يبدو موهوزي بأنه يعبأ بردود الأفعال التي تخلفها تغريداته المضحكة في العادة، كما أنه لا يريد أن يتخلى عن منصة حضوره الإعلامي، إذ أنه بعد خمسة أيام من تعطيل حسابه على تويتر أعاد تنشيطه، وكتب: “لا تخافوا متابعي وأنصاري، لقد عدت. كان علي اتخاذ بعض القرارات”. ولم يتضح على الفور ما هي تلك القرارات؟ وقد بدا لافتاً الطريقة الجديدة في استعداء قادة الدول والشعوب، كما فعل في تغريداته عن السودان، والتي جاءت بلا مناسبة، أنه أصبح يخوض في قضايا حساسة، تتجاوز حدود بلاده، وتصادم توجهات وزارة الخارجية الأوغندية، ما جعله هو وقوات الدفاع الشعبي الأوغندية تحت دائرة الضوء والتركيز، حد اتهمامه بأنه يريد تحويل تلك القوات إلى شركة خدمات أمنية ترعى المرتزقة والعصابات، وتزعزع استقرار الدول الأفريقية، بينما نفس هذه القوات تعاني من هزائم متوالية في منطقة كاراموجا، تحديداً في مواجهة لصوص الماشية، حد أن موهوزي هددهم بالإبادة ووعد بإحضار “الجحيم” لأولئك المتورطين فيما أسماه “السرقة والعنف”، إلى جانب تاريخ طويل أيضًا من الحروب الاستنزافية مع جيش الرب بقيادة جوزيف كوني.
ماذا وراء استعداء السودان؟
ثمة تفسيرات محتملة للشخصيات العامة التي تكتب وتقوم بحذف كتاباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها موهوزي لأن قاعدة “حديث الليل يمحوه النهار” لا تصلح للقياس هنا، فكل تغريدة تصدر من نجل الرئيس الأوغندي يتم أرشفتها في الحال، نظراً لوضعيته العسكرية والسياسية، أما أنه يقوم بحذف تلك التغريدات بعد ردود الأفعال غير المتوقعة والتي لم تكن في حسبانه، أو أنه يشعر بالندم على ما يقوم بتدوينة، لكن ثمة من يعتقد بأن موهوزي يسعى بالفعل لتكوين جيش من المرتزقة لتنفيذ مهام غير قانونية خارح حدود بلاده مقابل الأموال، وهنا تحديدًا لا تخفى مطامعه في ملايين الدولارات والأسلحة التي تنفقها الإمارات في حربها ضد الشعب السوداني.
أو ربما يكون في حالة سُكر، لدرجة أنه لا يتحكم في تصرفاته، وهو الاحتمال الراجح، وبالتالي يقوم هو أو الفريق الإعلامي بحذف التغريدات في الصباح لتجنب التأثير السلبي لها، فهل سيقوم نفس هذا الفريق بضغط من والده بحذف التغريدة الثانية الخاصة بالسودان أيضاً، أم أن الأمر كله مقصود، خصوصًا وأن بلاده تورطت في الحرب إلى جانب ميليشيا الدعم السريع، وكانت أول دولة أفريقية استقبلت حميدتي بعد هروبه من الخرطوم؟
المحقق – عزمي عبد الرازق
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدفاع الشعبیة نجل الرئیس الأوغندی
إقرأ أيضاً:
وفاء عامر كلمة السر.. من هي بنت الرئيس مبارك التي أشعلت السوشيال ميديا؟
عين مصر الساهرة .. ضربة جديدة للأجهزة الأمنية ضد مروجي الشائعات علي مواقع التواصل الإجتماعي الذين يسعون للشهرة والمال وتحقيق الأرباح على حساب الأخلاقيات والأدبيات المجتمعية .
الأجهزة الأمنية ترصد الواقعة وتضبط المتهمة
في واقعة تكشف عن مدى خطورة المحتوى المضلل على مواقع التواصل الاجتماعي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على صانعة محتوى تُعرف بلقب "بنت الرئيس"، بعد اتهامها بنشر أكاذيب والتشهير بالفنانة وفاء عامر، من خلال فيديوهات تضمنت ادعاءات خطيرة تمس السمعة وتروج لمزاعم غير حقيقية عن الإتجار بالأعضاء البشرية، في محاولة لجذب المشاهدات وتحقيق أرباح على حساب الحقيقة.
التحقيقات فى الواقعة
التفاصيل الكاملة كشفتها التحقيقات مع بلوجر ادعت زورًا أنها ابنة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث أقرت المتهمة أمام جهات التحقيق بأن كل ما نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مزيفة هدفه جذب الانتباه، ورفع نسب المشاهدة، وتحقيق أرباح مالية.
وقالت المتهمة في اعترافاتها:"أنا مش بنت مبارك، وكل اللي قلته كذب عشان الترند والمكسب.. كنت عايزة أزود التفاعل وأكسب فلوس من السوشيال ميديا".
منشوراتها أوقعتها
وجاء ضبط المتهمة بعد تداول عدد من الفيديوهات والمنشورات التي أثارت جدلًا واسعًا، زعمت خلالها أنها من "أبناء الرئيس مبارك"، مما دفع الجهات الأمنية إلى التحرك وضبطها.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيلت المتهمة إلى النيابة العامة، التي قررت التحقيق معها في اتهامات تتعلق بنشر أخبار كاذبة، وانتحال صفة، والإضرار بالسلم العام.
ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الواقعة وتحديد حجم المتابعات والأرباح التي حققتها من وراء تلك الادعاءات الكاذبة.
بداية الواقعة
الداخلية عقب تلقيها عدة بلاغات، فحصت الواقعة وتمكنت من ضبط صانعة محتوى معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي بلقب "بنت الرئيس"، بعد ورود بلاغ من إحدى الفنانات تتهمها فيه بنشر مقاطع فيديو تتضمن ادعاءات كاذبة وتشهيراً باسمها، تضمنت اتهامات بالإتجار في الأعضاء البشرية بمشاركة سيدة أخرى.
وبعد إجراء التحريات اللازمة وتقنين الإجراءات، تم تحديد هوية المتهمة وضبطها أثناء تواجدها بمحافظة الإسكندرية، وهي مقيمة بدائرة قسم شرطة إمبابة بمحافظة الجيزة. وعُثر بحوزتها على هاتفين محمولين، وبفحص أحدهما تبين احتواؤه على محفظة مالية إلكترونية بها تحويلات مالية من الخارج.
وخلال التحقيقات، أقرت المتهمة بصحة ما نُسب إليها، واعترفت بأنها اختلقت هذه الادعاءات ونشرتها على صفحتها بمواقع التواصل بهدف زيادة نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مادية.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
الفنانة وفاء عامر
وتقدمت الفنانة وفاء عامر بـ 4 بلاغات إلى جهات التحقيق، ضد المتهمة حيث ادعت على الفنانة الشهيرة بالإتجار في الأعضاء البشرية، وبيع أعضاء إبراهيم شيكا لاعب نادي الزمالك الراحل.
وقالت وفاء عامر إن المحامي الخاص بها، تقدم بـ 4 بلاغات بالتعاون مع فريق دفاع نقابة المهن التمثيلية المصرية ضد سيدة اتهمتها بالإتجار في الأعضاء البشرية.