اتفق خبيران على أن الاضطرابات التي شهدتها سوريا مؤخرا تمثل أول تحدٍّ أمني كبير تواجهه السلطات الجديدة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك بعد انتشار مقطع مصور لحرق مقام ديني في حلب أدى إلى احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة من البلاد.

وأكد الكاتب والباحث السياسي محمود علوش أن مثل هذه التوترات في سوريا تعد حالة طبيعية خلال مرحلة التحول، مشيرا إلى وجود قلق لدى العلويين من المستقبل.

لكنه شدد -خلال فقرة "مسار الأحداث" التحليلية التي تقدمها الجزيرة- على أن "التعبيرات الطائفية لا تعكس هذا القلق بقدر ما تعكس محاولات توظيفه من قبل بعض الجهات لإثارة صدام بين المكونات والسلطة الجديدة".

واتفق معه المنسق العام للثورة السورية، الدكتور عبد المنعم زين الدين، مؤكدا أن "حرق المقام أمر مستنكر من كل الشعب السوري، لكنه ليس السبب الأساسي للاحتجاجات"، لافتا إلى أن "التوقيت الموحد للمظاهرات وشعاراتها غير الوطنية يشير إلى تحريض خارجي".

ورصد مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد تطور الأحداث، موضحا أن الاحتجاجات اندلعت في مناطق انتشار الطائفة العلوية بحمص وطرطوس واللاذقية بعد شهر تقريبا من حادثة حرق المقام. وأضاف أن "الإدارة السورية الجديدة تتحدث عن عملية منظمة لضرب السلم الأهلي".

إعلان

جمع السلاح

كما اتفق المحللان على أن التحدي الرئيسي الذي يواجه السلطات الجديدة هو جمع السلاح المنتشر في أيدي المليشيات والفصائل المختلفة.

وأكد علوش أن "احتكار الدولة للقوة هو حاجة ملحة لتعزيز شرعيتها وإشاعة الشعور بالأمان بين المواطنين".

وأشار زين الدين إلى أن الجيش النظامي والأجهزة الأمنية السابقة لم تعد موجودة، موضحا أن "السيطرة الآن للإدارة الجديدة ولا ينازعها إلا السلاح الخارج على القانون".

وحول دور القوى الإقليمية، اتفق المحللان على أن إيران تعد الخاسر الأكبر من التغيير في سوريا.

وقال علوش إن "التصريحات الإيرانية الأخيرة تشير إلى أن طهران لا تزال تعتقد بقدرتها على التأثير في مسار التحول السوري"، وحذر من عدم الاستهانة بقدرة إيران على إحداث حالة من عدم الاستقرار.

وفي السياق نفسه، أكد زين الدين أن التصريحات الإيرانية الأخيرة والتحركات في الداخل مرتبطة ببعضها، مشيرا إلى تصريحات المرشد الإيراني وتهديدات مسؤولين إيرانيين آخرين.

ولكنه أضاف أن "المنفذين ليسوا طائفة بعينها بل مزيج من المجرمين المطلوبين للعدالة والمرتبطين بالأجندة الإيرانية".

مواجهة التحديات

وفيما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار، أشار زين الدين إلى أن هذه الدول تدرك أن "حالة الانفلات الأمني والتنظيمات الإرهابية التي كانت موجودة بدعم النظام شكلت تهديدا لاستقرار المنطقة بأكملها".

وأكد أن تركيا، على وجه الخصوص، "داعمة للثورة منذ البداية ومع الشعب السوري بكل قوة".

وعن آليات مواجهة التحديات الراهنة، لفت علوش إلى أهمية السير في عدة مسارات ضرورية، تتمثل في "مزيج من الحزم والحكمة في إدارة المرحلة"، مع التركيز على تعزيز الخطاب الوطني.

بينما شدد زين الدين على ضرورة دعم المسار الأمني لحفظ السلم الأهلي، والمسار القانوني لمحاسبة المجرمين من كل الطوائف.

إعلان

وخلص المحللان إلى أن سوريا مجبرة على النجاح في هذا الامتحان، إذ لا خيار أمامها سوى النجاح، وأشار علوش إلى وجود "وعي لدى الرأي العام السوري بمختلف طوائفه حول الحاجة إلى عدم الانزلاق إلى الخطاب الطائفي".

كما أكد على أن "قيام دولة جديدة هو مصلحة لكل السوريين على اختلاف طوائفهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات زین الدین إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

مركز أمن المعلومات بوزارة الاتصالات وتقانة المعلومات يُحذر من محاولات اختراق حسابات واتساب في سوريا من قبل جهات مجهولة

دمشق-سانا

حذّر مركز أمن المعلومات في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات من محاولات اختراق حسابات واتساب في سوريا من قبل جهات مجهولة.

وأوضح المركز أن هذه الجهات تقوم حالياً بتنفيذ هجوم مُنظّم على حسابات “واتساب” للمستخدمين داخل سوريا، حيث يتم تسجيل خروج من الأجهزة الشرعية وتفعيل الحسابات على أجهزة المُهاجمين، داعياً جميع المواطنين والمستخدمين إلى الحذر من التعامل مع أي رسائل تطلب منهم مشاركة رمز التحقق (OTP) الخاص بواتساب.

مدير مركز أمن المعلومات المهندس جهاد ألالا قال في تصريح لمراسلة سانا: إن إجراءات الحماية الفورية تتلخص بعدم مشاركة رمز التحقق الذي يصل للمستخدم من واتساب مع أي شخص مهما كانت الأسباب، وتفعيل ميزة التحقق بخطوتين من إعدادات واتساب مع اختيار رمز PIN المكون من 6 أرقام، وإضافة بريد إلكتروني لاستعادة الحساب.

وفي حال استلام المستخدم رسالة تحقق لم يتم طلبها من قبله مُسبقاً، شدد ألالا على ضرورة تجاهلها فوراً وعدم إدخال الرمز، أما في حال اختراق الحساب فيجب استرجاعه بشكل فوري عبر إعادة تثبيت تطبيق “واتساب” وإدخال الرقم، حيث سيصل للمستخدم رمز تحقق جديد ومن ثم طلب التحقق بخطوتين (إذا كان قد فعله سابقاً)، أما في حال عدم تفعيل التحقق بخطوتين مسبقاً فسيكون استرجاع الحساب صعباً أو مستحيلاً.

وعن تكرار حالات الاختراق ضمن النسخ المُعدلة والرسمية، أوضح ألالا أن التحذير السابق شمل نسخاً معدلة (واتساب GB -KB)، أما اليوم فيبدو أن الهجوم أوسع، نظراً لاستهداف النسخ الرسمية أيضاً، حيث باتت كل النسخ مستهدفة، مؤكداً أن الوزارة تعمل على متابعة الموضوع لمعرفة مواضع الخلل، وحلها بأسرع وقت ممكن.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • بعملية أمنية.. توقيف مدير مكتب أحمد الحريري في طرابلس
  • «من ألمانيا إلى إسبانيا».. طائرة تقل 200 راكب تحلق وحدها لمدة 10 دقائق دون طيار
  • عصابة خاليسكو تواجه ضربات أمنية قاتلة
  • أبو الغيط يحدد 4 تحديات تواجه الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية.. تفاصيل
  • إطلاق مشروع العدالة المناخية وحقوق النساء لمواجهة تحديات جديدة تواجه المرأة
  • وزير الخارجية السوري: نتصدى لأطراف انفصالية تحاول إشعال الفوضى والنزاعات الطائفية
  • وزير الخارجية السوري: هناك محاولات لجر بلدنا إلى حرب أهلية طويلة الأمد
  • الرئيس السيسي: الأمة العربية تواجه تحديات مصيرية وعلينا مواجهتها بحزم
  • الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته في القمة العربية: سوريا تخوض مرحلة صعبة وتحدياً كبيراً لبناء سوريا الجديدة، وسنقف جميعاً مع الشعب السوري وحكومته لتجاوز هذا الوضع الصعب
  • مركز أمن المعلومات بوزارة الاتصالات وتقانة المعلومات يُحذر من محاولات اختراق حسابات واتساب في سوريا من قبل جهات مجهولة