الإفتاء تُحذر من العنف ضد المرأة بجميع أشكاله
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
حذَّر الإسلام من العنف ضد المرأة بجميع صوره وأشكاله، مؤكدًا على الرفق والرحمة في التعامل مع النساء، سواء كن زوجات أو بنات أو أخوات. وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم القدوة المثلى في الرفق وحسن المعاملة، حيث لم يثبت عنه أبدًا أنه ضرب امرأة أو خادمًا طوال حياته.
النبي صلى الله عليه وسلم نموذج للرفقروت السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ" (رواه مسلم).
العنف ضد المرأة ليس فقط تعديًا على حقوقها، بل هو تجاوز لما دعا إليه الإسلام من أخلاق الرحمة والمودة. فقد قال تعالى في وصف العلاقة بين الزوجين: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
التقدم يبدأ بالأخلاقدار الإفتاء المصرية تسعى إلى التوعية بخطورة العنف ضد المرأة، وتشدد على أن الأخلاق هي أساس التقدم والنهضة. فبناء الإنسان يبدأ بالخير والرفق، وهو ما يدعو إليه الإسلام عبر مبادئه السامية.
دعوة للتأملحماية المرأة من العنف واجب ديني وأخلاقي ومجتمعي. لنقتدِ بالنبي صلى الله عليه وسلم في حسن المعاملة، ولنرفع راية الوعي والتنوير؛ فالأخلاق التي تبني الإنسان هي التي تصنع مستقبلًا أكثر إنسانية ورحمة.
حملة "خلق يبني": رسالة للأخلاق والإنسانية
وجاء ذلك في إطار حملة "خلق يبني"، التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية لتهدف إلى ترسيخ الأخلاق كركيزة أساسية لبناء المجتمعات. تسلط الحملة الضوء على أهمية الرحمة، والتسامح، والرفق، خاصة في العلاقات الأسرية، باعتبارها أساس استقرار الأسرة والمجتمع.
من خلال هذه الحملة، تدعو دار الإفتاء الجميع إلى التأمل في الأخلاق النبوية، التي كانت نموذجًا يُحتذى به في حسن المعاملة، والابتعاد عن أي شكل من أشكال العنف أو الإيذاء. وتؤكد الحملة أن الرفق بالمرأة، واحترام حقوقها، ليس خيارًا، بل هو واجب ديني وإنساني يعزز من تماسك المجتمع ويؤسس لمستقبل قائم على المودة والرحمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العنف المراة العنف ضد المرأة النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ر س ول الله ص ل ى الله ع ل ي ه وآل ه و س ل م الإسلام العنف ضد المرأة
إقرأ أيضاً:
تقرير: العنف الرقمي ضد المرأة في ليبيا يتحول إلى تهديد خطير
الوطن | متابعات
أكد تقرير دولي صادر عن المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب أن العنف الرقمي ضد النساء في ليبيا لم يعد قضية هامشية، بل تحوّل إلى تهديد مباشر يطال سلامتهن وحياتهن.
وأوضح التقرير، الذي أعدّته المنظمة بالشراكة مع الشبكة الليبية لمناهضة التعذيب، أن التهديدات في الفضاء الرقمي تصاعدت بشكل منهجي، حيث تُستغل التكنولوجيا في الملاحقة الإلكترونية والتشهير والاستهداف المنظم لإسكات الناشطات وانتهاك حقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أن غياب حماية قانونية فعالة جعل الفضاء الرقمي بيئة عالية الخطورة، لافتًا إلى أن التهديدات الإلكترونية كثيرًا ما تمتد إلى عنف مادي واحتجاز تعسفي وحتى اختفاء قسري. كما كشف عن تداعيات اجتماعية قاسية تتعرض لها الناجيات، من بينها الطلاق القسري وفقدان حضانة الأطفال والتخلي عن مساراتهن المهنية.
وبيّن التقرير أن قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 5 لسنة 2022 يُستخدم في بعض الحالات لتقييد حرية الضحايا تحت تهم فضفاضة بدل محاسبة الجناة، في ظل ضعف آليات الإبلاغ وغياب الثقة بالمؤسسات.
كما أكد وجود ثغرات كبيرة في إدارة المحتوى العربي على منصات التواصل الاجتماعي، ما يسمح بانتشار الانتهاكات دون رادع، مشيرًا إلى حالة تسرّبت فيها بيانات حساسة للنيابة العامة وأدّت مباشرة لاختطاف إحدى الضحايا.
ودعا التقرير في ختامه إلى إدخال تعديلات عاجلة على قانون الجرائم الإلكترونية، وسنّ تشريع شامل لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز آليات الإبلاغ، إضافة إلى مطالبة شركات التكنولوجيا باعتماد معايير تحمي النساء في الفضاءين الرقمي والواقعي.
الوسومالعنف الرقمي العنف ضد المرأة المرأة الليبية ليبيا