كيف جعل الذكاء الاصطناعي من آيتانا نجمة تجني 10,000 يورو شهرياً؟
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
آيتانا، عارضة أزياء افتراضية تبلغ من العمر 25 عاماً بشعر وردي لافت، وتجني دخلاً شهرياً يصل إلى 10,000 يورو. هذه الشخصية، التي ابتكرها الذكاء الاصطناعي في برشلونة، تتلقى أسبوعياً رسائل من مشاهير يطلبون لقاءها دون أن يدركوا أنها ليست حقيقية.
وُلدت آيتانا في وقت عصيب لمبتكرها روبين كروز، مؤسس وكالة The Clueless، الذي كان يواجه تحديات في جذب العملاء.
آيتانا، التي وُصفت بأنها "قريبة من الكمال"، أصبحت نموذجاً مثالياً للعلامات التجارية. تجني أكثر من 1,000 يورو عن كل إعلان. مؤخراً، أصبحت الوجه الإعلاني لشركة Big للمكملات الرياضية، كما تشارك صوراً بملابس داخلية على منصة Fanvue.
في غضون عام ونصف، جمعت آيتانا أكثر من 343,000 متابع على إنستغرام، وتحظى صورها بآلاف الإعجابات والتعليقات. ورغم كونها افتراضية، فإن البعض لا يدرك حقيقتها، مثل ممثل أمريكي لاتيني مشهور طلب لقاءها عبر رسالة خاصة، وفقاً لكروز.
يقول كروز: "هذا الممثل لديه نحو 5 ملايين متابع، وكان أعضاء فريقنا يشاهدون مسلسله عندما كانوا أطفالاً". وإنّ نجاح آيتانا ألهم الوكالة لابتكار شخصيات افتراضية أخرى، من بينها "ليا ز"، مغنية وكاتبة أغاني افتراضية من مدريد، التي أصبحت أول ذكاء اصطناعي يوقع عقد تسجيل.
كيف تُبنى الحياة الافتراضية؟في كل أسبوع، يعقد فريق وكالة التصميم اجتماعاً لتحديد تفاصيل حياة عارضة الأزياء الافتراضية "آيتانا". يتم خلال الاجتماع رسم خططها الأسبوعية، من أنشطتها وأماكن "زيارتها"، إلى الصور التي تُشارك على حساباتها الاجتماعية. هذه العملية لا تتطلب جلسات تصوير أو إعداد خزانة ملابس، بل تعتمد بالكامل على برامج مثل فوتوشوب لتصميم مشاهد تبدو واقعية، كقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مدريد أو المشاركة في نشاط رياضي.
يقول أحد المصممين: "في الشهر الأول أدركنا أن الجمهور يهتم بالقصص أكثر من الصور الجامدة. وبما أن آيتانا ليست حقيقية، كان علينا أن نخلق واقعاً مقنعاً يُمكّن الجمهور من التواصل معها". لهذا السبب، تتمتع آيتانا بشخصية مميزة، على عكس العارضات التقليديات اللواتي غالباً ما يُخفى طابعهن الشخصي ليكنّ مجرد "لوحات فارغة" للمصممين.
شخصية آيتانا تعكس ذوق الجمهور واهتماماته، وقد تم تصميمها كعاشقة للياقة البدنية بشعر وردي نابض بالحيوية، مستوحى من تأثيرات الثقافة الشرقية التي أصبحت شائعة في أوروبا. نجاح آيتانا كان كبيراً لدرجة أن الوكالة أطلقت شخصية افتراضية ثانية تُدعى "مايا"، مع طابع مختلف وأكثر خجلاً.
دمقرطة صناعة الأزياء والتحديات
مع نجاح آيتانا، انهالت الطلبات على الوكالة من علامات تجارية ترغب في تصميم عارضات افتراضيات مخصصة لتمثيل قيمها. هذه الشخصيات الافتراضية توفر حلاً عملياً لتجنب المشكلات المرتبطة بالمؤثرين الحقيقيين، مثل تقلباتهم الشخصية أو صعوبات الالتزام. يوضح روبين كروز، مدير الوكالة: "تسعى العلامات التجارية إلى شخصيات ثابتة ومثالية تمثلها دون أي تحديات تتعلق بالاستمرارية".
إضافةً إلى ذلك، توفر هذه العارضات الافتراضيات خياراً اقتصادياً مقارنة بالمؤثرين التقليديين، الذين يتقاضون أجوراً مرتفعة. يقول كروز: "وجدنا أن الأجور التي يكسبها المؤثرون، مثل مليون يورو لصورة واحدة على إنستغرام، تبدو غير منطقية. هذه الشخصيات الافتراضية تقدم بديلاً يُمكن أن يفتح المجال أمام الشركات الصغيرة التي لا تستطيع تحمل تكاليف الحملات الإعلانية الكبيرة".
لكن المشروع واجه أيضاً انتقادات حول تعزيز معايير جمال غير واقعية قد تؤثر سلباً على الشباب. يرى البعض أن الكمال الرقمي الذي تجسده عارضات الأزياء الافتراضيات قد يزيد الهوس بالمظهر المثالي. ردت الوكالة على هذه الانتقادات قائلة: "نحن نتبع فقط الجمالية التي ابتكرتها العلامات التجارية والمؤثرات الحقيقيات. تغيير هذه المعايير يتطلب تغييراً في رؤية السوق بأكمله".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رواتب الشرطة في أوروبا: ما هي الدول الأكثر سخاءً مع ضباطها؟ خبير ذكاء اصطناعي يحذر: إيّاك أن تخبر "تشات جي بي تي" بأسرارك "فيسبوك" "يوتيوب" و"تويتر" يخوضون معركة ضد شركة ذكاء اصطناعي تعمل مع الشرطة الواقع الافتراضيإسبانياالذكاء الاصطناعيالتجارة عبر الإنترنتإنترنتأزياءالمصدر: euronews
كلمات دلالية: عيد الميلاد روسيا ضحايا إسرائيل غزة الصحة عيد الميلاد روسيا ضحايا إسرائيل غزة الصحة الواقع الافتراضي إسبانيا الذكاء الاصطناعي التجارة عبر الإنترنت إنترنت أزياء عيد الميلاد روسيا ضحايا إسرائيل غزة الصحة هبوط بشار الأسد سرطان انتخابات رأس السنة ألمانيا یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يؤثر سلبًا في نشاط الدماغ
كشفت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT في مهام الكتابة يؤدي إلى تراجع ملحوظ في نشاط الدماغ والوظائف المعرفية، مقارنةً بمن يستخدمون محركات البحث أو يعتمدون على مهاراتهم الذاتية في الكتابة.
تفاصيل دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجياأجرى باحثون من مختبر Media Lab التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دراسة استمرت لمدة تبلغ أربعة أشهر، قارنوا فيها بين ثلاث مجموعات من المشاركين في أثناء إنجاز مهام كتابية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استخدموا ChatGPT أتموا مهامهم الكتابية بسرعة تجاوزت غيرهم بنسبة قدرها 60%، لكن جاء ذلك على حساب الجهد العقلي المرتبط بفهم المعلومات وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.فقد سجلوا انخفاضًا بنسبة قدرها 32% فيما يُعرف بـ (Germane Cognitive Load)، وهو مؤشر على مدى استيعاب الدماغ للمعلومات بنحو عميق وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.
وأظهرت الدراسة أيضًا، أن المقالات التي كتبتها المجموعة التي استخدمت ChatGPT كانت متشابهة بنحو ملحوظ وافتقرت إلى الأصالة، كما عبّر المشاركون عن شعور ضعيف بالانتماء أو «الملكية» تجاه ما كتبوه.
ومع تكرار استخدام الأداة، لاحظ الباحثون تدهورًا تدريجيًا في الأداء، فقد أصبح المستخدمون يكتفون بنسخ النصوص المولدة دون مراجعة أو تفكير نقدي. واستمرت هذه التأثيرات السلبية حتى بعد التوقف عن استخدام الأداة، مما يشير إلى احتمالية حدوث تغيّرات دائمة في طريقة عمل الدماغ.
ومن المُتوقع أن تكون أدمغة الشباب، التي ما تزال في طور النمو، أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يثير القلق من الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية.
تغيّرات في الأنشطة العصبية في الدماغاعتمدت الدراسة على فحوصات التخطيط الكهربائي للدماغ «EEG» لرصد الأنشطة العصبية. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين كتبوا بالاعتماد على قدراتهم الذاتية كان لديهم اتصالات عصبية أكثر ترابطًا من غيرهم، إذ سُجل لديهم 79 اتصالًا عصبيًا في نطاق موجات ألفا المرتبطة بالتركيز والتفكير الإبداعي. وأما الذين استخدموا محركات البحث فحققوا مستوى أداء متوسط، وسجل مستخدمو ChatGPT أضعف أداء بلغ 42 اتصالًا فقط.
كما رُصد انخفاض مماثل في نطاق موجات «ثيتا» Theta، المرتبط بالذاكرة والتحكم التنفيذي، إذ بلغ عدد الاتصالات العصبية لدى المجموعة التي اعتمدت على مهاراتها الذاتية في الكتابة 65 اتصالًا، مقابل 29 اتصالًا عصبيًا فقط لدى مستخدمي ChatGPT. وتُشير هذه الفروقات إلى وجود علاقة عكسية بين الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي وبين انخراط الدماغ في معالجة المعلومات.
خلل في الذاكرة وتراجع القدرة على التذكرمن أكثر النتائج إثارة للقلق، أن ما نسبته 83% من مستخدمي ChatGPT لم يتمكنوا من تذكّر اقتباسات من مقالات كتبوها قبل دقائق فقط، وبلغت النسبة 11.1% فقط لدى من استخدموا محركات البحث أو كتبوا دون مساعدة. وعند مطالبتهم بإعادة كتابة المقال دون استخدام الذكاء الاصطناعي، عجزوا عن تذكر معظم المحتوى، مما يشير إلى ضعف معالجة المعلومات في الذاكرة الطويلة الأمد.
تأثيرات مستقبلية في التعليمتثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات جوهرية عن الخطر المرتبط بالاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية، خاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة التي ما تزال في طور تطوير قدراتها العقلية. وقد حذّرت الباحثة الرئيسية في الدراسة، Nataliya Kosmyna من أن الطلاب الذين يعتمدون على أدوات مثل ChatGPT قد يطوّرون أنماطًا معرفية مختلفة تؤثر في مهاراتهم الذهنية المستقبلية.
وتتوافق هذه النتائج مع دراسات أخرى تشير إلى أن الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي قد يُساهم في زيادة الشعور بالوحدة وانخفاض الإبداع، حتى مع مساهمته في تحسين الإنتاجية.
اقرأ أيضاًالتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل مستقبل التعليم
«ميتا» تستثمر 14.3 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي «سكيل»
الذكاء الاصطناعي يزف بشرى سارة لـ الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي