عربي21:
2025-07-07@19:58:41 GMT

ترامب.. هل هو مجنون؟

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

عندما عرض الفنان العالمي الراحل، شارلي شابلن، في خريف 1940، فيلم “الديكتاتور العظيم”، الذي يروي جنون هتلر، أثار الضحك، عندما قلّد “الديكتاتور”، شكلا، وكلاما، ثم راح يقذف بالونا ضخما، برأسه وقدميه، في حركات بهلوانية بطريقة “شارلو” الشهيرة، أضحكت الحضور وأبهجتهم.. ولكن الفنان العبقري والفيلسوف، شارلي شابلن، عاد ليقول لمتابعيه، إنه لم يرِد إضحاكهم بلقطة “هتلر”، وهو يتقاذف البالون بركبته وعقب قدمه، وإنما ليصوّر لهم حقيقة الوضع، وهي أن الرجل لعب فعلا بالكرة الأرضية، وليس الكرة المنفوخة.



كثيرون في العالم، يتابعون بكثير من السخرية، خرجات الرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب، ومنها رسائل عيد الميلاد، التي “نفخها” في السَّاعات الأخيرة، التي لمّح فيها إلى ضرورة السيطرة على قناة بنما، وضمّ جزر غرينلند، التي هي تحت سيطرة الدانمارك.

وجاوز حدود اللباقة نهائيا مع الجارة الشمالية كندا، عندما وعد شعبها بحياة الرفاهية، لو أصبحت كندا ولاية أمريكية.. وبين قفزة وأخرى، كان يعجن اسم الصين مع كل قضية، كما كان يفعل في عهدته الرئاسية الأولى، التي تميّزت بجائحة كورونا، التي جنّنت الرجل، الذي رفض الحجر الصحي والغلق الاقتصادي، بما اعتبره استسلاما أمام كورونا، وقال قولته الشهيرة التي أكدت جنونه: “لا أريد محاربة الداء بداء أشدّ فتكا”.

الدانماركيون والبناميون والكنديون لم يتعاملوا مع كلام الرئيس باللامبالاة والاستهزاء؛ فالرجل يقود القوة العالمية الأولى حاليا، ولا يمكنه أن يطلق سوى مشاريع، وليس حتى رغبات، بدليل أن الدانمارك درست تقوية تواجدها العسكري في الجزيرة البعيدة، وردّ رئيس بنما، ولم تتساهل كندا مع خرجة الرئيس الأمريكي.

وفي المقابل، لم نسمع إلى حدِّ الآن أي ردّ من أمة العرب والإسلام، على الرئيس الأمريكي، الذي قال مرة إنه سيسعى لتوسيع خارطة “إسرائيل”، لأنه اكتشف أن مساحتها صغيرة، وهو بالضرورة يقصد نهب مزيد من الأراضي الفلسطينية أو الأردنية أو المصرية أو السورية، ولم نسمع عن أي ردّ على الرئيس وهو يحدد موعدا أخيرا لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى حماس، وإلا سيحوّل الشرق الأوسط إلى جحيم.

عندما يقول أكبر مجرم عرفته الإنسانية في تاريخها، وهو بنيامين نتنياهو، إن الله قد بعث لإسرائيل، ترامب، ليحقق لها كل آمالها ويجعلها قوة عظمى، فمعنى ذلك أننا أمام واقع جديد، لن يغير الخارطة فقط، وإنما الديموغرافيا، بما فيها من ثقافات وديّانات وأعراق.

لقد ضحك العالم إلى حدّ القهقهة، ذات يوم من أيام جائحة كورونا، عندما نصح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صِحافي شاهده العالم بأسره، علاج المصابين بفيروس كورونا بحقن أجسامهم بمواد مطهِّرة للقضاء على الفيروس القاتل، بمواد قاتلة، وهاهو الآن يصرِّح عن الخطوة “الرئاسية القادمة” في احتلال، بلاد جديدة. وبين هذا وذاك مازال يرمي صدقًا الإسرائيليين بالورود، والمسلمين والعرب بالجحيم.. تماما كما صدق ذاك الذي صوّره شارلي شابلن، يلعب بالبالون المنفوخ.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟

قال محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن المفاوضات الجارية بشأن التهدئة في قطاع غزة دخلت مرحلة الحسم، خاصة بعد الرد الإيجابي من حركة حماس على المقترح المطروح، مع بعض التعديلات، يقابله رفض إسرائيلي لهذه التعديلات، مشيرًا إلى أن وفدًا إسرائيليًا وصل بالفعل إلى الدوحة للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة مع قيادة حماس.

مادة تحتوي دهن الخنزير.. حقيقة منتج لبن يثير الجدلعبد السلام فاروق يكتب: غزة "نص شعري مفتوح"

وأكد أبو شامة، خلال مداخلته في برنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، أن الوساطة الدولية تسعى حاليًا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، لكن الحسم الحقيقي قد يكون في واشنطن، وليس في الدوحة، حيث من المتوقع أن يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المرتقب.

وأوضح أن أجندة الاجتماع في البيت الأبيض تشمل ملفات معقدة، من أبرزها مستقبل الحرب في غزة، الملف الإيراني، تسليح إسرائيل بعد استنزاف قدراتها العسكرية، وحتى مستقبل نتنياهو السياسي نفسه.

وأشار إلى أن نتنياهو يسعى للخروج الآمن سياسيًا من أزمته الداخلية، وأن ترامب قد يكون طرفًا فاعلًا في تقديم ضمانات تتيح التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بل وربما إنهاء الحرب في غزة بشكل كامل.

وأضاف أبو شامة أن الهدنة لا تزال معلقة منذ عدة جولات تفاوضية سابقة، وغالبًا ما كانت تفشل في اللحظات الأخيرة بسبب خلافات تتعلق بالمطالب الفلسطينية، وعلى رأسها الانتقال من هدنة مؤقتة إلى إنهاء دائم للحرب، وضمانات أمريكية تردع عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري كما حدث بعد اتفاق يناير الماضي.

وختم بتأكيد أن الضمانات الدولية، وخاصة الأمريكية، ستكون حاسمة لتجنب تكرار سيناريوهات انهيار التفاهمات السابقة، ووقف الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، وهي إحدى أدوات الضغط التي تستخدمها إسرائيل.

طباعة شارك غزة قطاع غزة حماس الدوحة

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يهنئ الرئيسين الأمريكي والفنزويلي بذكرى يوم الاستقلال
  • الرئيس عون يسلم المبعوث الأمريكي الرد اللبناني على الورقة الأمريكية
  • الرئيس عون سلم المبعوث الأمريكي توم باراك أفكارا لبنانية لحل شامل
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيريه الأمريكي والفنزويلي بذكرى يوم الاستقلال
  • الرئيس الأمريكي : أي دولة تنضم إلى “بريكس” ستفرض عليها 10% رسوم إضافية
  • ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟
  • زوجة نجل الرئيس ترامب تشارك في تدريبات عسكرية مع وزير الدفاع الأمريكي
  • الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون يعلن عن مقابلة مع الرئيس الإيراني بعد خلاف علني مع ترامب
  • الكشف عن “مفاجأة” حول الـCIA واغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي
  • سلاح الجو الأمريكي يعترض طائرة فوق نادي ترامب للغولف