(CNN)-- قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت عشرات الموظفين، بمن فيهم مدير مستشفى كمال عدوان، بعد مداهمتها آخر مرفق صحي رئيسي يعمل في شمال غزة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن مداهمة مستشفى كمال عدوان- الذي تعرض لهجوم إسرائيلي منذ أشهر- أدت إلى توقف المنشأة عن الخدمة، وحذرت المنظمة من أن "60 عاملا صحيا على الأقل و25 مريضا في حالة حرجة، بما في ذلك من يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، ما زالوا في المستشفى".

ويقول أصدقاء وزملاء إن مكان وجود الدكتور أبو صفية والموظفين الآخرين غير معلوم. وقال شهود عيان لشبكة CNN إن الدكتور أبو صفية تعرض للاعتداء قبل اعتقاله، الجمعة.

كما تحدث العديد من الموظفين عن اندلاع حريق هائل في مستشفى كمال عدوان في منطقة بيت لاهيا بغزة، ووصفوا الأضرار بأنها جسيمة.

وقال الدكتور أبو صفية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، إن القوات الإسرائيلية حاصرت المنشأة، "وأصدرت أوامر بإخلائها". وقالت العديد من الممرضات إن الموظفين والمرضى تلقوا أوامر بمغادرة المستشفى والتجمع في الخارج.

ووفقا لما قالته ممرضتان لشبكة CNN، فإنه بمجرد خروجهم، تم فصل الموظفين والمرضى حسب الجنس وأُمر الرجال والنساء بخلع الملابس. وقالت شروق صالح الرنتيسي، الممرضة التي تعمل في قسم المعمل، الجمعة: "أولئك الذين رفضوا خلع ملابسهم تعرضوا للضرب".

وقال الموظفون إنهم بعد ساعات من احتجازهم، تم إجبارهم على الانتقال إلى المستشفى الإندونيسي القريب، وهو مرفق وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "مدمر وغير صالح للاستخدام".

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنه بدأ "عمليات مركزة" حول المستشفى بناء على معلومات استخباراتية "بشأن وجود بنية تحتية إرهابية ونشطاء" هناك، لكنه لم يقدم أي دليل على هذا الادعاء.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه ساعد في إجلاء الموظفين والمرضى قبل العملية. وتواصلت شبكة CNN مرة أخرى، الجمعة، مع الجيش الإسرائيلي طلبا للتعليق على مزاعم مفادها أن الرجال والنساء أُمروا بخلع ملابسهم.

وقالت راوية البطش التي تعمل ممرضة من المستشفى، والتي أُجبرت على المغادرة لشبكة CNN إن حريقا كبيرا اندلع في المستشفى بعد الضربات الإسرائيلية على المبنى، حيث اضطر الموظفون إلى استخدام مياه من جهاز غسيل الكلى لمكافحة النيران.

وأضافت البطش: "لسوء الحظ، اختلطت هذه الماء بالكلور ومواد أخرى، مما أدى إلى إصابتهم بحروق في أيديهم ووجوههم"، وتوفي مريض واحد في الحريق.

وقال الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN إنه "كان يوجد حريق صغير في مبنى فارغ داخل المستشفى تحت السيطرة"، وأضاف أنه "لا علم له" بالمزاعم التي تفيد بأن الحريق ناجم عن إطلاق نار إسرائيلي"، مشيرا إلى أن قواته "تعمل في منطقة المستشفى وليس بداخله".

وأظهر مقطع فيديو نشره الممرض وليد البودي، الذي كان داخل المستشفى، حريقا مشتعلا في قسم الأرشيف. وكان يمكن سماع إطلاق نار كثيف في الخلفية.

وأفادت رسالة صوتية من العاملين في مستشفى كمال عدوان أن أقسام الجراحة والمعمل والصيانة ووحدات الطوارئ احترقت تماما.

وقالت ممرضة أخرى كانت في مستشفى كمال عدوان لشبكة CNN، الجمعة، إن القوات الإسرائيلية استجوبت الموظفين "واحدا تلو الآخر" داخل شاحنة خارج المستشفى.

وقالت لشبكة CNN: "تم القبض على جميع الشباب الذين كانوا في المستشفى، بمن فيهم زوجي".

وذكرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، أن السلطات الإسرائيلية منعت مرارا وصول المساعدات الإنسانية إلى مستشفى كمال عدوان، وقالت إن السلطات الإسرائيلية رفضت طلبا بنشر فرق طبية طارئة دولية، "رغم الحاجة إلى تدخلات جراحية فورية للمرضى المصابين".

ونُقل بعض المرضى إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وتظهر لقطات لشبكة CNN مرضى وصلوا من مستشفى كمال عدوان، بينهم نساء وأطفال وذوي احتياجات خاصة.

وفي مقطع فيديو، يحاول رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة شرح ما حدث له، ويظهر إشارات على إطلاق نار وتعرضه للضرب على ذراعيه ووجهه. حيث وصل بمفرده وقدماه عاريتان يغطيهما الغبار.

والمريض هو خالد هزاع، بحسب رجل آخر كان يقف في مكان قريب يقول إنه ابن شقيق هزاع. يقول الرجل إنهما لم يريا بعضهما البعض لمدة 82 يوما حتى اتصل به مستشفى الشفاء. ويقول إن هزاع كان يتلقى العلاج بمستشفى كمال عدوان.

وقالت امرأة أخرى تحدثت معها شبكة CNN في مستشفى الشفاء إنها وصلت إلى مستشفى كمال عدوان للعلاج قبل يومين بعد استهداف منزلها في غارة إسرائيلية وقُتل ابنها. وخلال الغارة التي وقعت، الجمعة، قالت فاطمة النجار أيضا إنه تم استجواب الرجال والنساء، ثم "أخذنا الجنود في مركبات عسكرية وتركونا في دوار أبو شرخ. ومن هناك طلبوا منا أن نسير ناحية الجنوب".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة منظمة الصحة العالمية مستشفى کمال عدوان الجیش الإسرائیلی فی مستشفى

إقرأ أيضاً:

البرش: استشهاد أكثر من 225 صحفيا في غزة

أكد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن أكثر من 225 صحفيا استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرا إلى أن الاحتلال سعى بكل وسائله إلى طمس الحقيقة وتغيير الصورة ومنع الصحافة الأجنبية من دخول غزة.

وأوضح البرش في مقابلة للجزيرة أن الاحتلال أراد طمس الحقيقة، فخرج له جيل من الصحفيين الفلسطينيين أظهروا الحقيقة باقتدار ونقلوا الأحداث بشجاعة، مؤكدا أن هؤلاء الصحفيين يستحقون أن يقف لهم الجميع إجلالا وإكبارا وإكراما.

وأشار إلى استشهاد صحفيين من "خيرة أبناء الصحافة" في المستشفى المعمداني، وهم سليمان وإسماعيل وسمير.

وأفادت مصادر في مستشفيات ناصر والمعمداني والشفاء في قطاع غزة باستشهاد 38 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم الخميس.

وأكد مدير المستشفى المعمداني في غزة الدكتور فضل نعيم للجزيرة أن قوات الاحتلال استهدفت المستشفى مباشرة، مما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة عدد آخرين.

وأضاف أن استهداف الاحتلال المستشفى هو الثامن منذ بدء الحرب.

وكان مراسل الجزيرة أنس الشريف قال إن مسيّرة إسرائيلية قصفت الصحفيين مباشرة خلال وجودهم في المستشفى لتغطية مستجدات الحرب.

إعلان

معدلات القتل

ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن منع الصحافة الأجنبية من دخول غزة يهدف إلى عدم إظهار الحقيقة الواضحة، لكن الصحفيين الفلسطينيين تمكنوا من كسر هذا الحصار الإعلامي وأخرجوا للاحتلال ولكل الشعوب جيلا من الصحافة والصحفيين المميزين الذين ينقلون الحقيقة.

وكشف البرش عن أرقام صادمة للضحايا، حيث أعلن أن عدد الشهداء وصل إلى 54 ألفا و677 شهيدا وأكثر من 123 ألف جريح منذ بداية العدوان.

وأشار إلى أن معدل القتل اليومي للاحتلال بلغ 89 شخصا، حيث يستشهد يوميا 27 طفلا و15 امرأة، إضافة إلى الشباب وكبار السن.

وأضاف البرش أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منذ بداية الحرب أكثر من 16 ألفا و300 طفل وأكثر من 8880 امرأة وأكثر من 4050 رجلا مسنا، مؤكدا أن هذه الأرقام تعكس طبيعة الاستهداف المنهجي للمدنيين.

المنظومة الصحية

وفيما يتعلق بالمنظومة الصحية، أكد البرش أن الاحتلال الإسرائيلي جعل المنظومة الصحية هدفا رئيسيا، مشيرا إلى أن 17 مستشفى فقط من أصل 38 مستشفى تعمل بشكل جزئي حاليا.

وأشار إلى آخر استهدافات اليوم داخل مستشفى الشفاء، وأمس في مستشفى شهداء الأقصى.

وأوضح البرش أن الاحتلال أخرج منظومة الشمال الصحية بأكملها من العمل، مستشهدا بالمشاهد التي أظهرها الصحفيون حول تدمير مركز نورة الكعبي للكلى كاملا، وبدء تدمير جميع مكونات مستشفى الإندونيسي الخارجية.

وأشار إلى أن الاحتلال أحضر الجرافات، وكان يهدم مولدات الكهرباء وخزانات الوقود ومستودعات الأدوية، في إطار خطة ممنهجة لاستهداف المنظومة الصحية الفلسطينية.

وأكد البرش على صمود غزة، وقال إنها اليوم تشيع شهداءها بتكبيرات العيد وتحتفل بعيدها من تحت الركام بصبر وثبات وكرامة.

مقالات مشابهة

  • “المجاهدين” تدين العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت
  • عيد أضحى دامٍ.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل العشرات ويقتحم مدن الضفة في تصعيد جديد
  • بينهم 3 نساء.. العدو الإسرائيلي يعتقل 4 فلسطينيين في الضفة الغربية
  • مصادر تكشف لـCNN عن تحويل الجيش الأمريكي وسيلة تستخدمها أوكرانيا لمكافحة المسيرات إلى قواته بالشرق الأوسط
  • تفاصيل ليلة خطيرة في الضاحية.. عدوان إسرائيليّ جديد يسبق العيد
  • البرش: استشهاد أكثر من 225 صحفيا في غزة
  • هكذا برر الجيش الإسرائيلي قصفه المستشفى المعمداني صباح اليوم
  • تحقيق لـCNN: أدلة ميدانية تكشف تورط الجيش الإسرائيلي في إطلاق النار قرب موقع توزيع المساعدات برفح
  • الداخلية تكشف تفاصيل تعدى عاملين بمطعم مستشفى على زميلهما بالضرب
  • الداخلية تكشف تفاصيل نشوب مشاجرة داخل مستشفى فى الإسماعيلية