الأول منذ 10 سنوات.. تركيا تمنح «عبد الله أوجلان» فرصة تاريخية في سجنه
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
قررت الحكومة التركية، الجمعة، السماح لأعضاء الحزب في البرلمان بإجراء محادثات وجهاً لوجه مع “عبد الله أوجلان”، زعيم “حزب العمال الكردستاني”، في سجنه الواقع في جزيرة، وهي أول زيارة من نوعها منذ ما يقرب من 10 سنوات.
وقال “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب” المؤيد للأكراد في تركيا، الجمعة، “إنه طلب الزيارة الشهر الماضي، بعد وقت قصير من توسيع حليف رئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقتراحاً يهدف لإنهاء الصراع المستمر منذ 40 عاماً مع “حزب العمال الكردستاني” المحظور، والذي تصنفه أنقرة “جماعة إرهابية””.
ويقضي أوجلان حكماً بالسجن مدى الحياة في سجن بجزيرة إمرالي جنوب إسطنبول، منذ القبض عليه قبل 25 عاماً.
وأطلق دولت بهجلي زعيم “حزب الحركة القومية”، هذه الدعوة بعد شهر من اقتراحه بأن يعلن أوجلان “نهاية التمرد” مقابل إمكانية إطلاق سراحه.
ووصف أردوغان اقتراح بهجلي الأولي بأنه “فرصة تاريخية”. وبعد أحدث دعوة الشهر الماضي، قال أردوغان “إنه يتفق تماماً مع بهجلي في كل القضايا، وإنهما يعملان في وئام وتنسيق”.
وذكر أردوغان في كلمة أمام نواب البرلمان: “بصراحة، الصورة أمامنا لا تسمح لنا بأن نكون متفائلين للغاية، ورغم كل هذه الصعوبات، فإننا نفكر في ما يمكن القيام به من منظور بعيد المدى يركز ليس فقط على اليوم، ولكن أيضاً على المستقبل”.
وينتقد بهجلي بانتظام السياسيين المؤيدين للأكراد، باعتبارهم أدوات لـ”حزب العمال الكردستاني”، وهو ما ينفيه هؤلاء السياسيون.
وشارك سلف “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب” في محادثات السلام بين أنقرة وأوجلان قبل عقد من الزمن، وكان آخر لقاء معه في أبريل نيسان 2015. وانهارت عملية السلام ووقف إطلاق النار بعد فترة وجيزة، مما أطلق العنان للمرحلة الأكثر دموية من الصراع.
وقال “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب” إن النائب سيري ثرية أوندر، والنائبة برفين بولدان، اللذين التقيا أوجلان في إطار محادثات السلام في ذلك الوقت، سيسافران إلى جزيرة إمرالي السبت أو يوم الأحد، حسب الظروف الجوية.
وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون “حزب العمال الكردستاني” على أنه “جماعة إرهابية”.
وسقط أكثر من 40 ألف شخص في القتال، الذي كان في الماضي يتركز في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية، لكنه يتركز الآن في شمال العراق، حيث يتمركز “حزب العمال الكردستاني”، وفق “رويترز”.
وينظر إلى عدم الاستقرار الإقليمي المتزايد والواقع السياسي المتغير على أنها عوامل وراء محاولة إنهاء الصراع مع “حزب العمال الكردستاني”.
ومنذ الإطاحة ببشار الأسد في سوريا هذا الشهر، أصرت أنقرة مراراً على ضرورة تفكيك قوات “وحدات حماية الشعب الكردية”، التي تعتبرها امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني”، مؤكدة أن المجموعة ليس لها مكان في مستقبل سوريا.
و”وحدات حماية الشعب” هي المكون الرئيسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وواصلت السلطات في تركيا اتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة “حزب العمال الكردستاني”. وفي الشهر الماضي، استبدلت الحكومة خمسة رؤساء بلديات مؤيدين للأكراد في مدن جنوب شرقي البلاد، بسبب علاقاتهم المشتبه بها مع “حزب العمال الكردستاني”، في خطوة أثارت انتقادات.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الأكراد وتركيا الأكراد وسوريا تركيا حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان حزب العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
تركيا.. تدني شعبية الحركة القومية يضع تحالف أردوغان أمام خيارات صعبة
أنقرة (زمان التركية)- يكشف استطلاع رأي حديث نشرته مؤسسة”سونار” للأبحاث عن تراجع تاريخي في شعبية حزب الحركة القومية، الشريك الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في “تحالف الشعب” الحاكم، حيث سجل الحزب نسبة تأييد بلغت 4.4%، وهو أدنى مستوى له خلال الـ 25 عامًا الماضية.
ويُزعم أن هذا التدهور قد تسبب في استياء كبير لدى الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يُقال إنه يبحث عن استراتيجية جديدة لمواجهة هذا الوضع.
وأشار هاكان بايراكجي، رئيس شركة سونار، إلى أن نسبة التصويت المُقاسة في الاستطلاع الأخير هي الأقل لحزب الحركة القومية على مدى ربع قرن.
ووفقًا لتقرير ميرفي كيليتش في صحيفة “جمهوريت”، تتزايد حدة التقييمات المتعلقة بحزب الحركة القومية داخل أروقة الحزب الحاكم (العدالة والتنمية)، خاصة في الأسبوعين الأخيرين.
وتُفيد التقارير أن بعض القياديين في حزب العدالة والتنمية قد لخّصوا وضع التحالف في اجتماعات مغلقة بالقول: “لم يعد حزب الحركة القومية يضيف أصواتًا، بل على العكس، أصبح يُفقِدنا إياها. التكاليف الاقتصادية تُحمّل علينا، بينما الجدل حول الأمن والقضاء يُبعد الناس عن حزب الحركة القومية. لقد اختلت الموازين”.
وتُشير المعلومات الواردة في التقرير إلى أن بعض كبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية أبلغوا أردوغان بأن التحالف مع حزب الحركة القومية قد وصل إلى طريق مسدود على مستويي الإدارة والخطاب.
وتتركز الانتقادات داخل حزب العدالة والتنمية في نقطتين رئيسيتين:
– تصاعد ردود الفعل في القاعدة الشعبية ضد “عملية الانفتاح” (إشارة إلى بعض سياسات سابقة).
– تضييق حزب الحركة القومية الخناق على حزب العدالة والتنمية في سياسات القضاء والدستور والبيروقراطية.
ويُزعم أن أحد مديري حزب العدالة والتنمية صرّح لمقربيه بالقول: “لا يمكن خوض الانتخابات بهذه النسب. نحن نخسر أصواتًا أكثر مما يخسر حزب الحركة القومية”.
وتُفيد مصادر مطلعة من حزب العدالة والتنمية بأن الرأي السائد في القصر الرئاسي هو أن فقدان حزب الحركة القومية للأصوات أصبح “مزمنًا”، مما يستلزم إعادة كتابة سيناريوهات الانتخابات.
وقُدمت لأردوغان اقتراحات من بعض مستشاريه تشمل:
– توسيع التحالف: فتح الباب أمام قوى سياسية جديدة في يمين الوسط لتوسيع القاعدة الآخذة في الانكماش.
– نموذج التحالف المُخفف: الحفاظ على الشراكة الرسمية مع حزب الحركة القومية، مع إنشاء تحالفات بديلة في الدوائر الانتخابية.
– البحث عن شريك جديد: تقليل تأثير حزب الحركة القومية الذي يضيق المجال السياسي في يمين الوسط، والتوجه نحو أحزاب أخرى.
ويُشير مراقبون سياسيون إلى أن الانخفاض الحاد في أصوات حزب الحركة القومية قد أحدث “صدعًا يصعب إصلاحه” داخل التحالف.
ويُتوقع أن يُسرّع أردوغان من خطوات “إعادة الهيكلة” لاستراتيجية التحالف في الفترة المقبلة. ويسود في أنقرة رأي مفاده أن هذا التراجع لن يقتصر على مجرد بيانات استطلاع، حيث يمكن لأردوغان اتخاذ خطوات تُعيد تشكيل كل من إدارة الحزب واستراتيجية التحالف.
ويُذكر أن بعض المسؤولين داخل الحزب قد أبلغوا أردوغان بأن تراجع أصوات الحركة القومية قد دفع إجمالي أصوات “تحالف الشعب” إلى ما دون الـ 40%، وأن “خوض الانتخابات بهذه الحسابات محفوف بالمخاطر”.
Tags: أردوغانالحركة القوميةتحالف السعبتركيادولت بهتشلي