عربي21:
2025-07-29@02:23:37 GMT

لماذا العراق أمام فرصة تاريخية لإنهاء PKK في سنجار؟

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

لماذا العراق أمام فرصة تاريخية لإنهاء PKK في سنجار؟

يقف العراق على مفترق طرق بعد إسقاط نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، وذلك في ظل تهديدات تركيا لإنهاء حزب العمال الكردستاني في الأراضي السورية، ورفض إيران للواقع السياسي الجديد في سوريا، والتي تربطها علاقات مع "PKK".

ويسيطر "العمال الكردستاني" على منطقة جبل سنجار العراقية منذ استعادتها من تنظيم الدولة عام 2015، حيث تعد ممرا إستراتيجيا يرتبط مع الأراضي السورية، والتي طالما شنت القوات التركية هجمات جوية تستهدف قيادات "PKK" في هذه الجغرافيا المهمة.



وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن تركيا ستستهل عام 2025 بخطوات جديدة لتعزيز أمن حدودها الجنوبية والقضاء على التنظيمات التي تهدد أمن شعبها واستقرار المنطقة، سواء "العمال الكردستاني"، أو امتداده في سوريا "قسد" أو تنظيم الدولة.

وبدعوة من نظيره التركي، أجرى وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، زيارة إلى أنقرة، الأربعاء، بحثا خلاله تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات والخبرات وتأمين الحدود المُشترَكة بين البلدين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع".


"إستراتيجية تركية"
تعليقا على الموضوع، قال مدير "المركز العراقي" للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل لـ"عربي21" إن "التهديدات التركية بتصفية حزب العمال الكردستاني التركي (PKK) في العراق مستمرة، وذلك ضمن إطار إستراتيجية أنقرة لإنهاء هذا الحزب".

وأضاف فيصل أن "تركيا تنسق في ذلك أمنيا وعسكريا مع الحكومة العراقية، إضافة للحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل، لكن العقبة الأساسية هي موقف فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وموقف إيران الداعم والمساند لحزب العمال الكردستاني".

وأوضح الخبير العراقي أنه "بعد نجاح الثورة السورية في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ظهرت بيانات وتصريحات من هذه الفصائل بأنها ستدعم العمال الكردستاني بالضد من الإستراتيجية التركية التي ساهمت بدعم ثورة سوريا، وأفقدت الحرس الثوري والفصائل وإيران هيمنتها على سوريا كما على حزب الله في لبنان".

ورأى فيصل أن "موقف الفصائل العراقية المتحالفة مع الحرس الثوري يتجه نحو دعم (PKK) على الضد من الاستراتيجية التركية في الشرق الأوسط خصوصا في العراق وسوريا، اللتان تحولتا إلى مسرح للصراع والعمليات العسكرية بين المشروعين التركي والإيراني".

وفي نفس السياق، يؤكد فيصل أن "الحكومة العراقية على الضد من هذه الفصائل، واتخذت موقفا للانفتاح على النظام الجديد في سوريا، وهذا الموقف العقلاني ينسجم مع السياسة الخارجية المحايدة للحكومة والتي تتناقض تماما مع موقف إيران والفصائل المسلحة المتحالفة معها".

وأضاف الخبير العراقي أنه "في هذا الإطار جاءت زيارة مدير المخابرات العراقية حميد الشطري، إلى دمشق، والتي جرى خلالها الافراج عن المعتقلين من الفصائل المسلحة العراقية الذين اعتقلوا بعد تحرير الشام، لأن هذه الأخيرة كانت في حالة مواجهة مع الثورة السورية".

ولفت فيصل إلى أن "الأمن والاستقرار في سوريا من المؤكد أن ينعكس إيجابيا على الواقع الأمني العراقي، ولاسيما على الحدود بين البلدين وخفض التصعيد هناك، وبالتالي سحب القوات العراقية التي حُشدت قبل مدة، والعودة إلى العلاقات التجارية المهمة جدا للجانبين".

وتوقع الخبير العراقي، أن تذهب الفصائل المسلحة في العراق نحو خفض التصعيد الآن، وذلك في ظل مواجهة احتمالات حلّ قوات الحشد الشعبي وباقي الفصائل على اختلافها، ودمج البعض منها في الجيش أو القوات المسلحة العراقية.


"فرصة تاريخية"
وفي السياق ذاته، قال الباحث في مجال العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية، علي أغوان إن "اللحظة الحالية مهمة للدولة العراقية، لأن هناك تحرر من ضغوطات إيران والفصائل المسلحة، لذلك بإمكان الحكومة أن تناور في مساحة أوسع من أجل إعادة صياغة التواجد الأميركي".

وأوضح الباحث العراقي لـ"عربي21" أن "العراق يحتاج الدعم اللوجستي والاستراتيجي من التحالف الدولي ومن الجانب الأميركي، خصوصا أن هناك مشكلات ممكن أن تصلنا من الجانب السوري، وتحديدا من السجون التي بحوزة قوات سوريا الديمقراطية، وتضم آلاف العناصر من تنظيم الدولة".

وأشار أغوان إلى أنه "في حال حصل احتكاك بين الجانب التركي وقوات سوريا الديمقراطي  (قسد)، فمن يضمن ألا تعود ارتدادات ذلك على العراق كما حصل في عام 2014، وذلك بعد أن يفرج عن سجناء عناصر تنظيم الدولة في الأراضي السورية".

وتابع: "الجانب الإيراني اليوم في حالة دفاع ولا يستطيع أن يبادر- على أقل تقدير خلال الستة أشهر المقبلة- كونه يترقب وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إضافة إلى ترقبه للتهديدات الإسرائيلية، ومراقبته للأحداث في سوريا".

بالنتيجة، يرى أغوان أن "حالة الدفاع الإيرانية هذه بالإمكان أن يستثمرها العراق، كونها لن تتكرر بشكل سهل، لأن المرحلة السابقة كانت الحكومة العراقية أمام ضغوطات إيرانية كبيرة، لذلك يمكن التفاهم مع وضع التواجد الأميركي اليوم وأخذ ضمانات".

وشدد الباحث أن "هناك لحظة تاريخية مناسبة حتى تذهب الدولة إلى مدينة سنجار وتفرض سلطاتها، لأن المظلة الإيرانية تراجعت في المنطقة، بالتالي هناك مساحة إضافية للحكومة العراقية لأن تتحرك هناك".

وأشار إلى أن "حزب العمال الكردستاني في سوريا قدم تنازلات كبيرة لأنهم عرضة لتهديد تركي مباشر، وقالوا إنهم يريدون أن يكونوا ضمن الحالة السورية الجديدة، وهذا يدل على أن هناك ضعف وعدم تواصل جزء من هذا الحرب مع الجانب الإيراني".

وبيّن أغوان أن "الحكومة العراقية أذا أرادت القيام بعملية عسكرية فإن اللحظة هذه مناسبة لإعادة سنجار إلى حضن الدولة، لأن حزب العمال الكردستاني نسج علاقات اجتماعية كبيرة في هذه المنطقة، ونخشى بعد مدة أن نواجه عراقيين عرب يقاتلون معهم".

ولفت إلى أن "الموقف الإيراني في تراجع وليس بالضرورة أخذه بنظر الاعتبار، لأن اليوم نتحدث عن أمن قومي عراقي، وأن الدولة العراقية بأوج قوتها، وأن الإيرانيين خسروا في لبنان وسوريا وذاهبين في خسارة باليمن، وإذا لم نستثمر هذه الفرصة فإن الإيراني سيأتي من زاوية ثانية".

وزاد أغوان، قائلا: "إذا لم تستثمر الحكومة العراقية هذه اللحظة، فإننا سنندم ربما لمدة عشرة أو عشرين عاما مقبلة، لأن اليوم هناك نظام إقليمي جديد يتشكل في المنطقة، بالتالي علينا أن ننتبه إلى ذلك جديدا".

ودعا الباحث العراقي إلى تحويل العلاقة بين العراق وإيران إلى "علاقة ندية ثنائية، ولا نريدها أن تتدخل في عملية عسكرية في سنجار مؤجلة منذ عام 2017، لأن الجاب الإيراني هو من أوقفها ولا يريد للعراق أن يمسك هذا الملف بشكل مباشر".

وقبل ذلك، كشف المحلل السياسي العراقي، رعد هاشم في حديث سابق مع "عربي21" أن "مليشيا النجباء العراقية الموالية لإيران، بزعامة أكرم الكعبي، تخطط للتدخل في الشأن السوري بدفع من طهران، وذلك عن طريق الدخول عبر المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

وأكد هاشم أن "النجباء تخطط للاشتباك مع الفصائل السورية (الإدارة الجديدة)، وذلك لاستباق أي ضربة تستهدف هذه المليشيا في العراق، وبالتالي يهدفون من تحركهم إلى الضغط على الأمريكيين لإيقاف أي استهداف قد يطالهم من مقابل عدم التدخل في الشأن السوري".

وقبل أيام نشر المرشد الأعلى في إيران، علي خامني، تدوينة على منصة "إكس"، طالب فيها الشباب السوري بأن "يقفوا بإرادة قوية أمام أولئك الذين خططوا ونفّذوا لهذه الحالة من انعدام الأمن في سوريا، وسيتغلب عليهم"، في إشارة إلى الإدارة السورية الجديدة في البلاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية العراق العراق الأكراد بي كي كي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی الحکومة العراقیة الفصائل المسلحة تنظیم الدولة فی العراق فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي:الذهب يعزز الثقة بالسياسة المالية العراقية

آخر تحديث: 28 يوليوز 2025 - 12:17 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف الخبير في الشأن الاقتصادي ناصر الكناني، اليوم الاثنين (28 تموز 2025)، أن تصدر العراق لقائمة الدول العربية الأكثر شراءً للذهب يعد تحولا استراتيجيا في نهج البنك المركزي نحو تعزيز الاستقرار المالي للبلاد.وقال الكناني في تصريح  صحفي، إن “إقدام العراق على شراء أكثر من 20 طناً من الذهب خلال عام واحد، وصعوده إلى المرتبة السابعة عالمياً في هذا المجال، يعكس اتجاهاً محسوباً من البنك المركزي لتحصين الاقتصاد الوطني من تقلبات أسعار العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار”.وأشار إلى أن “الذهب يُعد من أكثر أدوات الاحتياطي أمناً، كونه لا يتأثر بتقلبات السوق النقدية، بخلاف العملات الورقية، وهو ما يمنح العراق ميزة استراتيجية لمواجهة الأزمات المفاجئة، ويعزز الثقة بسياساته المالية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي”.وأوضح الكناني أن “هذا التوجه سينعكس إيجاباً على قيمة الدينار العراقي في المدى المتوسط، كما سيسهم في استقرار السوق المحلية ويقلل من الاعتماد على الدولار، مما يمنح البنك المركزي مرونة أوسع في إدارة السياسة النقدية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة”.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية العراقي: الحوار والتفاوض هما السبيل الأمثل لحل الخلافات الإقليمية
  • المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة: دورة هذا العام ستعكس صورة سوريا الجديدة، الواثقة بقدراتها ومستقبلها
  • مستويات جفاف تاريخية بالعراق وتحذيرات من كارثة وشيكة
  • نائب:السوداني خان العراق ببيع قناة خور عبدالله العراقية للكويت
  • نائب:لن نسمح للسوداني ولغيره بمس السيادة العراقية
  • خبير اقتصادي:الذهب يعزز الثقة بالسياسة المالية العراقية
  • صفقات نجوم أفارقة مع الأندية العراقية
  • متحدث الخارجية: مؤتمر نيويورك فرصة تاريخية لإعادة الزخم للقضية الفلسطينية
  • مؤشرات بلا ضجيج: الصين تغيّر طبيعة السوق العراقية من دون جيوش
  • مصدر برلماني: الخزي والعار يلاحق خونة العراق بائعي قناة خور عبدالله العراقية