الذكاء الاصطناعي.. عام من الشراكات الاستراتيجية
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
يوسف العربي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة2024 كان عام الشراكات الإماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي، وترسيخ مكانة الدولة لتصبح الوجهة الأكثر جاذبية للاستثمارات في قطاع التكنولوجيا، وهو ما تحقق بحلولها في المركز الأول شرق أوسطياً والخامس عالمياً على مؤشر «جلوبال فايبرنسي 2024» للدول الأكثر تفوقاً وحيوية في الذكاء الاصطناعي الصادر عن جامعة ستانفورد الأميركية، فيما زادت أعداد المتخصصين والخبراء في الذكاء الاصطناعي بالدولة 4 أضعاف إلى 120,000 متخصص بين عامي 2021 و2023.
وتسعى حكومة الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة إلى جعل الدولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي عبر تطوير بنية تحتية مستقبلية ومنظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الحيوية، وتوفر ممكنات البيئة المزدهرة وفق أعلى معايير السلامة والخصوصية، وتعزز ثقة المجتمع في هذه التطبيقات.
وجاء إعلان «مايكروسوفت» استثمار 1.5 مليار دولار في شركة «جي 42» لإدخال أحدث تقنيات «مايكروسوفت» في مجال الذكاء الاصطناعي، والدفع بمبادرات تطوير المهارات إلى دولة الإمارات ودول العالم، ليرسخ مكانة الإمارات في قطاع التكنولوجيا العالمي.
ووفقاً للتقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي»، تأتي الإمارات في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر مواكبة الحكومات للتقنية. وأشارت تقديرات «برايس ووترهاوس كوبرز» «PwC» إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم بنحو 353 مليار درهم من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2030 «يعادل نحو 13.6% من الناتج المحلي الإجمالي».
وفي وقت يتوقع فيه الخبراء وصول سوق الروبوتات في الإمارات إلى 360.10 مليون دولار بحلول عام 2029، تهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، والارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة.
وتتقدم الإمارات نحو هدفها بأن تصبح الأولى في العالم، في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، مع خلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية، وتمتلك الرؤية الحكومية الداعمة للعلوم والتكنولوجيا مع توافر العلماء والمهنيين والبنية التحتية فائقة التطور مع وجود منصة تشريعات فعالة لحماية حقوق الملكية الفكرية، ما يجعل من الإمارات شريكاً تكنولوجياً قوياً ذا مصداقية على المستوى العالمي. وشهدت أبوظبي العديد من المبادرات والاستثمارات المهمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بدءاً من إطلاق استراتيجيتها العالمية الشاملة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، وتأسيس شركة «إم جي إكس» MGX، وهي شركة استثمار تكنولوجي، تهدف لتمكين وتطوير وتوظيف التكنولوجيا، بهدف تحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، فضلاً عن إطلاق شركة «AI71» للذكاء الاصطناعي. وسجلت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ما يزيد على 400 شركة في الإمارة حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024، ما يعكس نمواً متسارعاً، واهتماماً متزايداً، خصوصاً بقطاع الذكاء الاصطناعي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات التكنولوجيا مايكروسوفت المنتدى الاقتصادي العالمي الناتج المحلي الإجمالي
إقرأ أيضاً:
تعاون بين «صندوق تنمية القطاعات الاستراتيجية» و«ماكينا لابز»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن صندوق تنمية القطاعات الإستراتيجية، وهو شركة استثمارية مقرها أبوظبي ومملوكة بالكامل لمجموعة إيدج، عن توقيع اتفاقية شراكة واستثمار أولية مع شركة ماكينا لابز (Machina Labs)، إحدى الشركات المتخصصة في تقنيات الجيل القادم للتصنيع والروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ومقرها الولايات المتحدة، وذلك عقب مناقشات تمّت خلال معرض دبي للطيران 2025.
ومن خلال الشراكة، يتم وضع إطار للعمل نحو تأسيس مشروع مشترك بين الطرفين، يركز على إنتاج الهياكل المعدنية المتقدمة في المنطقة، باستخدام المصنع الذكي المعتمِد على البرمجيات لشركة ماكينا لابز.
ويعزّز هذه الاتفاقية استثمار مبدئي مع تمويل إضافي من صندوق تنمية القطاعات الاستراتيجية - من الممكن أن يصل إلى 125 مليون درهم - حيث يعمل الطرفان على تقييم فرص لتوظيف القدرات التصنيعية لشركة ماكينا لابز في دولة الإمارات والمنطقة.
وستتعاون الشركتان على تقييم وتلبية المتطلبات الاستراتيجية عبر مجموعة من القطاعات ذات الأولوية، بما فيها الطيران والدفاع والتنقل وغيرها من القطاعات الرئيسية.
وقال حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة إيدج، إن التعاون بين صندوق تنمية القطاعات الإستراتيجية وشركة ماكينا لابز، يتماشى مع رؤية مجموعة إيدج الهادفة إلى تسريع نمو دولة الإمارات في مجال القدرات الصناعية المتقدمة وتقنيات المستقبل.
وأشار إلى أن الشراكات التي تستكشف جيلاً جديداً من حلول وتقنيات التصنيع، تؤدّي دوراً مهماً في دعم خريطة الطريق التطويرية لدى مجموعة إيدج، وتعزيز موقع الدولة نحو السيادة الصناعية والتميّز من خلال الابتكار.
من جانبه، قال عبدالله ناصر الجعبري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لصندوق تنمية القطاعات الإستراتيجية، إن تعاون الصندوق مع شركة ماكينا لابز، يمثل امتداداً لنهجه الاستثماري الهجين الذي يجمع بين الاستثمار في الشركات الناشئة التي تطور تقنيات الجيل القادم للصناعات ثنائية الاستخدامات، وبناء شراكات استراتيجية تسهم في توطين تقنيات عالية القيمة داخل الدولة.
وأضاف أن الصندوق حدّد مجموعة من المتطلبات التي يمكن لهذا المشروع من خلالها المساهمة في دعم منظومة مجموعة إيدج وشركات محفظته الاستثمارية، مشيراً إلى اتخاذ هذه الخطوة الأولى والإعلان عن استثمار الصندوق الأولي في شركة ماكينا لابز والذي سيتوسّع مع تطوّر الشراكة ومجالات التعاون.
وترتكز القدرات الرئيسية لشركة ماكينا لابز على منصتها (RoboCraftsman)، وهي منظومة تصنيع روبوتية قائمة على البرمجيات، تدمج عمليات التشكيل والمسح والتشذيب والحفر مع أنظمة متقدمة لعمليات اللحام والتجميع دون الحاجة إلى أدوات تصنيع تقليدية.
ويتيح هذا النموذج دورات إنتاج أسرع، ومرونة تصميم أكبر، وقدرة متزايدة على تصنيع هياكل معدنية معقدة.
وأعرب إدوارد مهر، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة ماكينا لابز، عن الفخر بالتعاون مع صندوق تنمية القطاعات الاستراتيجية لاستكشاف فرص لتوظيف تقنيات الشركة الروبوتية الذكية في دولة الإمارات.
وقال إن التزام دولة الإمارات بدعم الابتكار الصناعي، بجانب الرؤية الاستراتيجية لمجموعة إيدج والخطط الاستثمارية الريادية لصندوق تنمية القطاعات الاستراتيجية، يهيّئ بيئة مثالية لاعتماد تقنيات التصنيع من الجيل القادم.
ومصنع شركة ماكينا لابز مصمّم لتمكين التشغيل السريع لقدرات التصنيع كاملة النطاق، بما يقلّص وقت التنفيذ، ويتيح إنشاء بيئات تصنيع جديدة خلال أسابيع بدلاً من سنوات. وتوفر هذه التقنية إمكانات مهمة لدعم نمو منظومة التصنيع المتقدم في دولة الإمارات وتعزيز مرونة سلاسل التوريد وجاهزيتها.