جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-26@04:00:43 GMT

حسام أبو صفية.. رجل من فولاذ

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

حسام أبو صفية.. رجل من فولاذ

محمد رامس الرواس

مشهد الظهور الأخير للدكتور حسام أبي صفية مترجلًا بكل استبسال وشجاعة صوب دبابة إسرائيلية، انتشر كالنَّار في الهشيم على شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد شبّه مغردون الصورة بالحالة التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عام من حرب الإبادة الإسرائيلية، وعلق أحدهم عليها قائلاً: "وحيدًا.

. مثل غزة".
عندما قرأت هذه العبارة تبادر إلى ذهني أمران، أولًا: الظلم الذي وقع من جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهل غزة ومستشفياتها عامة وعلى مستشفى كمال العدوان وكوادره الطبية والمرضى من الذين كانوا فيه وعلى رأسهم الدكتور حسام أبو صفية مدير المستشفى، وثانيًا: التقاعس الذي خيَّم على المجتمع الدولي وهو يُشاهد هذه الصور المأساوية لحرق وتدمير مستشفى كمال عدوان، حتى أُبيد بالكامل وتمَّ التخلص ممن فيه؛ سواء بالقتل أو الأسر، ولم يفعل أحد شيئًا؛ بل ظل العالم يتفرج ولم نسمع سوى تنديد البعض من هنا وهناك بصوت خافت.
أما الأمر الأول فليس بغريب عن ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والأمر الثاني أنه ليس بمستغرب على رجل بصلابة الدكتور حسام أبي صفية الذي سيطرت على روحه تجليات صمود وفداء نادر؛ فوقف وقفة البواسل الشُجعان دفاعًا عن أبناء مستشفاه من أبناء وطنه برغم ما حدث للمستشفى من تخريب شامل.. إنها شجاعة فريدة لا يمكن أن يحملها أحد لكنها كشفت عن حقيقة هذا الرجل ومآثره وصلابة إيمانه. 
لقد جاء على لسان زوجته ألبينا- الكازاخية الأصل والتي تزوجها عندما كان يدرس الطب هناك عام 1996- "لم أفارقه منذ بداية الحرب، وهو لم يُفارق مستشفى كمال عدوان؛ حيث تمسَّك بوجوده فيه، حرصًا منه على الجرحى والمرضى، فظللنا بداخل المستشفى حتى النهاية حينما اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي المستشفى وأمرونا بإخلائه وأخبرونا برغبتهم في غلق المستشفى". هذا النص الذي قالته زوجة الدكتور حسام يصف جزءًا مما حدث ويُوجز ما حصل بالفعل!
لقد كانت هناك حوارات عدة تمت بين الجيش الإسرائيلي والدكتور حسام لأجل إخراج المرضى والجرحى عبر مراحل، لكن جيش الاحتلال كعادته لا يفي بوعوده؛ حيث تفاجأ الجميع بهم يقتحمون المستشفى أثناء بدء العملية الأولى التي تم الاتفاق عليها لتفويج وإخراج الكوادر الطبية والمرضى والمغادرة إلى المستشفى الإندونيسي، وكالعادة لم تكن رواية الجيش الإسرائيلي صادقة.
لقد اشتد القصف فتم أولًا إحراق قسم الأرشيف، ثم قسم الصيانة، ثم ساحة المستشفى، ثم غرف العلميات؛ مما تسبب في العديد من حالات الاختناق جراء دخان القصف المتصاعد، فخرج من خرج ومات من مات، لكن أبا صفية ظل مركزاً جل جهده على ما يحدث داخل المستشفى وانصب على مساعدة كل من بقي من الأحياء والعمل على إنقاذهم برغم قل الإمكانيات، بل في ظل انعدامها أحيانا.
الدكتور حسام حاليًا في مكان مجهول، برغم أن البعض يزعم أنه معتقل في قاعدة "سدى تيمان" العسكرية سيئة السمعة التي تستخدم كمقر اعتقال واحتجاز لأهالي غزة.
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الدکتور حسام

إقرأ أيضاً:

نهب المزيد من المساعدات في غزة والإمارات تلقي باللوم على الجيش الإسرائيلي

القدس (CNN)-- تعرضت المزيد من المساعدات الإنسانية المحدودة للغاية التي دخلت غزة للنهب، السبت، بينما ألقت حملة الإغاثة الإماراتية باللوم على الجيش الإسرائيلي لإصراره على استخدام طرقات غير آمنة لشاحنات التوصيل.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تحديد موقعها الجغرافي حشودا بالمئات تهرع نحو إحدى الشاحنات، السبت، وأشخاصا يحملون أكياسا من الدقيق.

وأصدرت عملية "الفارس الشهم 3" الإماراتية للمساعدات بيانا قالت فيه إن الكثير من المساعدات التي أرسلتها إلى غزة تم نهبها في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وأضافت الحملة أن السلطات الإسرائيلية سمحت بدخول 24 شاحنة، لكن شاحنة واحدة فقط وصلت إلى المستودع بأمان، صباح السبت.

وأضافت العملية الإماراتية: "يرجع ذلك إلى إصرار الجيش الإسرائيلي على فرض طرق عبور غير آمنة، حيث تعرضت الشاحنات للنهب والسرقة داخل منطقة "حمراء" خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مما أدى إلى فقدان معظم حمولتها"

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء: "لم تسمح السلطات الإسرائيلية لفرقنا بالمرور إلا عبر منطقة واحدة مكتظة للغاية، شعرنا أنها غير آمنة، وشعرنا أن النهب فيها محتمل للغاية نظرا للحرمان منذ فترة طويلة في غزة".

وأفادت العملية الإماراتية بأن دخول المساعدات في الأيام الأخيرة - لأول مرة منذ 11 أسبوعا- أعطى بصيصا من الأمل، لكن لم يتم السماح بالدخول إلا لربع الشاحنات، البالغ عددها 103 شاحنات التي تحمل الدقيق والنفط والغاز وغيرها من الإمدادات الأساسية للمخابز، عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة.

ودعت العملية الإماراتية المجتمع الدولي إلى التدخل لضمان وجود ممرات آمنة ودائمة لضمان إيصال المساعدات بشكل آمن وسريع.

وأعلنت الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع أن إسرائيل وافقت على السماح لها بتوصيل مساعدات لـ15 ألف مدني في غزة.

وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT)، الذي يشرف على عمليات التسليم، إنه تم السماح بدخول 83 شاحنة تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، محملة بمساعدات إنسانية، بالعبور من معبر كرم أبو سالم إلى غزة، الجمعة. وبذلك، وصل إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع إلى حوالي 350 شاحنة.

ويمثل هذا جزءا بسيطا من المساعدات التي دخلت غزة قبل الحرب، حيث كانت تصل إلى غزة يوميا ما بين 500 و600 شاحنة، وفقا للأمم المتحدة.

وقالت جمعية الخبازين في غزة لشبكة CNN، السبت، إنه يجب توزيع الدقيق مباشرة على سكان غزة قبل إرساله إلى المخابز.

وأكد رئيس الجمعية، عبدالناصر العجرمي، أن ذلك من شأنه أن يخفف الضغط على المخابز ويمنع اقتحامها.

وقال العجرمي إن 4 مخابز فقط من أصل 25 مخبزا متعاقدا مع برنامج الغذاء العالمي تعمل، وجميعها في دير البلح وسط غزة. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يمنع تشغيل عمل العديد من المخابز فيما أسماها "المناطق الحمراء"، وأنه لا يوجد أي مخابز تعمل في خان يونس، حيث وقعت معظم عمليات النهب.

وكان مخبز في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة فتح أبوابه ليوم واحد فقط قبل إغلاقه، بعد اقتحامه من قبل المدنيين الجائعين.

وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية، التي تسيطر عليها حماس، الجمعة، أنها أعدمت عددا من الرجال بزعم تورطهم في عمليات نهب. وقالت: "كإجراء رادع لحماية الجبهة الداخلية، نفذت المقاومة الفلسطينية أحكاما ثورية ضد مجموعة متورطة في نهب منظم لقوافل الإغاثة".

ويأتي الوضع المتفاقم في الوقت الذي تسعى فيه منظمة خاصة ترعاها الولايات المتحدة تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" إلى إقامة نظام جديد لتوزيع المساعدات في غزة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إن إسرائيل لم تسمح إلا بما "يرقى إلى ملعقة صغيرة من المساعدات بينما يتطلب الأمر فيضانا من المساعدات".

وأكد غوتيريش مجددا أن الأمم المتحدة لن تشارك في خطة التوزيع الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال غوتيريش للصحفيين: "بدون وصول سريع وموثوق وآمن ومستدام للمساعدات، سيموت المزيد من الناس، وستكون العواقب طويلة المدى وخيمة على جميع السكان".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يدفع بجميع ألويته النظامية إلى غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل ويعمل على اعتراضه
  • فلسطينية من فولاذ.. قصة طبيبة تفقد 9 من أبنائها جراء قصف الاحتلال
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
  • غارة تقتل 9 أطفال أشقاء في غزة.. كيف علق الجيش الإسرائيلي؟
  • الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في غزة بدخول لواء المظليين
  • نهب المزيد من المساعدات في غزة والإمارات تلقي باللوم على الجيش الإسرائيلي
  • مساء اليوم.. هذا ما فعله الجيش الإسرائيليّ قرب شبعا
  • خلال 24 ساعة.. الجيش الإسرائيلي يضرب 75 هدفاً في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أُطلق من اليمن