جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-13@04:27:03 GMT

حسام أبو صفية.. رجل من فولاذ

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

حسام أبو صفية.. رجل من فولاذ

محمد رامس الرواس

مشهد الظهور الأخير للدكتور حسام أبي صفية مترجلًا بكل استبسال وشجاعة صوب دبابة إسرائيلية، انتشر كالنَّار في الهشيم على شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد شبّه مغردون الصورة بالحالة التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عام من حرب الإبادة الإسرائيلية، وعلق أحدهم عليها قائلاً: "وحيدًا.

. مثل غزة".
عندما قرأت هذه العبارة تبادر إلى ذهني أمران، أولًا: الظلم الذي وقع من جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهل غزة ومستشفياتها عامة وعلى مستشفى كمال العدوان وكوادره الطبية والمرضى من الذين كانوا فيه وعلى رأسهم الدكتور حسام أبو صفية مدير المستشفى، وثانيًا: التقاعس الذي خيَّم على المجتمع الدولي وهو يُشاهد هذه الصور المأساوية لحرق وتدمير مستشفى كمال عدوان، حتى أُبيد بالكامل وتمَّ التخلص ممن فيه؛ سواء بالقتل أو الأسر، ولم يفعل أحد شيئًا؛ بل ظل العالم يتفرج ولم نسمع سوى تنديد البعض من هنا وهناك بصوت خافت.
أما الأمر الأول فليس بغريب عن ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والأمر الثاني أنه ليس بمستغرب على رجل بصلابة الدكتور حسام أبي صفية الذي سيطرت على روحه تجليات صمود وفداء نادر؛ فوقف وقفة البواسل الشُجعان دفاعًا عن أبناء مستشفاه من أبناء وطنه برغم ما حدث للمستشفى من تخريب شامل.. إنها شجاعة فريدة لا يمكن أن يحملها أحد لكنها كشفت عن حقيقة هذا الرجل ومآثره وصلابة إيمانه. 
لقد جاء على لسان زوجته ألبينا- الكازاخية الأصل والتي تزوجها عندما كان يدرس الطب هناك عام 1996- "لم أفارقه منذ بداية الحرب، وهو لم يُفارق مستشفى كمال عدوان؛ حيث تمسَّك بوجوده فيه، حرصًا منه على الجرحى والمرضى، فظللنا بداخل المستشفى حتى النهاية حينما اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي المستشفى وأمرونا بإخلائه وأخبرونا برغبتهم في غلق المستشفى". هذا النص الذي قالته زوجة الدكتور حسام يصف جزءًا مما حدث ويُوجز ما حصل بالفعل!
لقد كانت هناك حوارات عدة تمت بين الجيش الإسرائيلي والدكتور حسام لأجل إخراج المرضى والجرحى عبر مراحل، لكن جيش الاحتلال كعادته لا يفي بوعوده؛ حيث تفاجأ الجميع بهم يقتحمون المستشفى أثناء بدء العملية الأولى التي تم الاتفاق عليها لتفويج وإخراج الكوادر الطبية والمرضى والمغادرة إلى المستشفى الإندونيسي، وكالعادة لم تكن رواية الجيش الإسرائيلي صادقة.
لقد اشتد القصف فتم أولًا إحراق قسم الأرشيف، ثم قسم الصيانة، ثم ساحة المستشفى، ثم غرف العلميات؛ مما تسبب في العديد من حالات الاختناق جراء دخان القصف المتصاعد، فخرج من خرج ومات من مات، لكن أبا صفية ظل مركزاً جل جهده على ما يحدث داخل المستشفى وانصب على مساعدة كل من بقي من الأحياء والعمل على إنقاذهم برغم قل الإمكانيات، بل في ظل انعدامها أحيانا.
الدكتور حسام حاليًا في مكان مجهول، برغم أن البعض يزعم أنه معتقل في قاعدة "سدى تيمان" العسكرية سيئة السمعة التي تستخدم كمقر اعتقال واحتجاز لأهالي غزة.
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الدکتور حسام

إقرأ أيضاً:

غزة.. ارتفاع قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 890 جندياً

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل النقيب رعي بيران (21 عامًا)، وهو قائد وحدة استطلاع في لواء “غولاني”، خلال عملية تفجير مبنى في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ضمن العمليات العسكرية المستمرة في القطاع.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن بيران قُتل جراء تطاير شظايا عقب تفجير المبنى، فيما رجّحت التحقيقات الأولية أن يكون قد لقي حتفه بسبب سقوط أنقاض المبنى أو نتيجة قوة الانفجار، وبمقتل بيران، ارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 890 جنديًا منذ انطلاق الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، بحسب ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية.

وفي سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل فضل أبو العطا، القائد في حركة “الجهاد الإسلامي”، خلال عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك) نُفذت في 7 يونيو الماضي.

وأوضح بيان الجيش أن أبو العطا، الذي كان يشغل منصب نائب قائد قطاع الشجاعية في الحركة، عُين لاحقًا قائدًا للقطاع خلال الحرب، واتهمه الجيش بأنه “أحد أبرز منسقي التنظيمات المسلحة في المنطقة”، وقاد عدة هجمات ضد القوات الإسرائيلية، كما شارك في التسلل إلى إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر.

كما أشار البيان إلى مقتل حامد كامل عبد العزيز إياد، المسؤول عن الهندسة والمتفجرات في كتيبة التركمان التابعة لـ”الجهاد الإسلامي”، والذي كان مكلفًا بتخطيط وتنفيذ عمليات تفجيرية ضد الجيش الإسرائيلي.

وأكد الجيش في ختام بيانه استمرار العمليات العسكرية والاستخباراتية المشتركة ضد من وصفهم بـ”العناصر الإرهابية” في قطاع غزة، مؤكدا سعيه لإزالة أي تهديد ضد المدنيين الإسرائيليين.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المساعي السياسية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار. إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية، إنه يأمل بإبرام اتفاق في الأيام المقبلة يقضي بوقف القتال لمدة 60 يومًا، مقابل الإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين لدى حركة “حماس”.

وأضاف نتنياهو أن “الجهود جارية، لكن لا يمكن تأكيد شيء في هذه المرحلة”، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “مقترح نهائي” للتهدئة المؤقتة في القطاع.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق في 16 مايو الماضي عملية عسكرية موسعة في غزة تحت اسم “عربات جدعون”، بهدف استعادة الرهائن والقضاء على بنية حركة “حماس”، حسب تعبيره، عبر تكثيف الضربات ونقل قوات للسيطرة على مناطق جديدة.

في المقابل، أعلنت “حماس” أنها عرضت التوصل إلى صفقة شاملة، غير أن نتنياهو رفض المقترح، حسب تصريحات صدرت عن الحركة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يُحذّر سكان قطاع غزة من الدخول إلى البحر
  • إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي ستقضم 40% من مساحة غزة
  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء منطقتين في غزة
  • أكسيوس: واشنطن تطلب من حماس تأجيل مفاوضات انسحاب الجيش الإسرائيلي
  • غزة.. ارتفاع قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 890 جندياً
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل نقيب في لواء غولاني جنوب غزة
  • حجم خسائر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
  • بعد مقتل ضابط.. هذا حجم خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة
  • الجيش الإسرائيلي: مقتل رجل بهجوم إطلاق نار وطعن في القدس
  • 14 حالة انتحار بين جنود الجيش الإسرائيلي في 2025