وفد ثقافي يزور الكنيسة الإنجيلية الأولى والمسجد الأحمدي بطنطا ويهديهما شجرة الزيتون
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
استقبل القس منسى ناجي راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى بطنطا، وفداً ثقافياً وأدبياً يضم أعضاء من نادي الأدب بقصر ثقافة طنطا ، يتقدمهم وائل شاهين مدير فرع ثقافة الغربية ، والشاعر البيومي عوض رئيس نادي الأدب ، ونجلاء نصر مديرة قصر الثقافة ، في إطار فعاليات «ملتقى المحبة الأول» الذي نظمه نادي الأدب ، وتضمن العديد من الزيارات واحتفالية كبرى بالمركز الثقافي بطنطا.
وقام الوفد بإهداء الكنيسة شجرة زيتون في تقليد جديد بهدف إرسال رسالة تتضمن نشر السلام والمحبة بين أطياف المجتمع ، وقام راعي الكنيسة برفقة الشيخ عطا بسيوني مدير إدارة بأوقاف الغربية ، بغرس الشجرة وريها وسط حالة من البهجة والسرور ، حيث تبادل الجميع التهاني بمناسبة العام الميلادي الجديد.
من جانبه أعرب القس منسى ناجي راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى بطنطا ، عن شكره وتقديره للوفد الأدبي على هذه المبادرة والتقليد الجديد ، مؤكداً أننا نتواجد مع بعض كنسيج واحد ، ونحن مدركين دائماً أننا نعمل جميعاً من أجل البناء والتعمير، وكل واحد منا يؤدي رسالته على الوجه الأكمل حتى يعم الخير والنماء لمصرنا الحبيبة.
وأكد الشيخ عطا بسيوني مدير إدارة الإدارات بأوقاف الغربية ، أنه دائماً تجمعنا الأعياد والمناسبات ولا يوجد فارق بين مسيحي ولا مسلم ، فالكل يجمعه وطن واحد ونسيج واحد ، لا تفرقنا الفتن ونعمل جميعاً من أجل الحفاظ على الوطن وبنائه.
وأشار البيومي عوض رئيس نادي الأدب بقصر ثقافة طنطا ، وصاحب تلك المبادرة ، إلى أن شعار الملتقى وهو «نيلًا تتدفق المحبة» جاء من فكرة شعار أن الله محبة، الذي يرفعه الأخوة المسيحيون ، وأيضاً أن الله نور السماوات والأرض ، ومن هنا جاءت فكرة غرس شجرة الزيتون التي تدل على المحبة والسلام.
ثم انتقل الوفد مصطحبًا معه القس منسى ناجي راعي الكنيسة ، والقس جرجس راعي مستشفى الأمريكان التابعة للكنيسة، إلى مسجد السيد البدوى ، واستقبلهم الشيخ نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف بالغربية ، والشيخ محمد عبد الموجود وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ومشرف المسجد الأحمدي ، والشيخ إبراهيم شبل إمام وخطيب المسجد الأحمدي، وتم إهداء المسجد شجرة زيتون مماثلة ، واشترك في غرسها وكيل الوزارة وراعي الكنيسة الإنجيلية الأولى ، ووائل شاهين مدير فرع ثقافة الغربية ، والشاعر البيومي عوض رئيس نادي الأدب ، والوفد المرافق.
من جانبه وجه الشيخ نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف بالغربية ، التهنئة للشعب المصري بمناسبة العام الميلادي الجديد ، مؤكداً أن الشعب المصري نسيج واحد دائماً ولن تفرقه أي فتن ، ومن المهم التأكيد على أن روح المحبة والسلام أمر حثنا عليه الإسلام وكذلك الدين المسيحي الذي يدعو للمحبة والود.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طنطا اعياد الميلاد الكنائس وفد تبادل الخبرات المسجد الاحمدي المزيد الکنیسة الإنجیلیة الأولى راعی الکنیسة نادی الأدب
إقرأ أيضاً:
شَظَفُ الطَّبْع
بقلم: دانيال حنفي القاهرة (زمان التركية)- ليس إسلامُ الشخصيات العظيمة وتحولها من معتقد ديني أو حالة عقائدية ما إلى الإسلام سوى رحلةٍ في الأدب الإنساني، تعكس تطورًا مرموقًا وجديرًا بالإعجاب في شخصية الإنسان الذي يملك كل مطامع الحياة التي يسعى إليها الناس أجمعون تقريبًا: المال، والشهرة، والجنس، والأسرة، والسلطة، والعلاقات، والأموال، والعقارات.
فنرى في الشخصية الشهيرة، بعيدةِ النجوم، إنسانًا أكثر تواضعًا وبساطةً من بعض البسطاء، وذلك أدبًا واحترامًا للحقيقة التي قادته إليها محاولاته المخلصة، صافيةِ الهدف والغرض، للتوصل إلى حقيقة نفسه، وإلى حقيقة الوجود، عبر سنوات، وربما عقود طويلة من التفكر والبحث.
وأدبًا واحترامًا لما عثر عليه في محاولاته للتخلص من الخواء الإيماني الذي ملأ صدره عبر عشرات السنين، وأصبح معلَّقًا بكثير من الأسئلة الدقيقة التي تحتاج إلى أجوبة شافية، لا مجاملة فيها لأي اعتبار.
فعندما يرحل النهار، ويقبل الليل، وتضع ضوضاء الحياة رحالها، وينفض الناس والأصدقاء والجيران، كلٌّ إلى سبيله أو إلى بيته، لا يسمع المرء سوى صوت نفسه، وصوت ضميره، وصوت آلامه وأوجاع أحزانه التي تحرمه من الاسترخاء أحيانًا، ومن النوم أحيانًا، ومن الاستمتاع بحياته أحيانًا، وتدفعه إلى البحث عن إجابات نزيهة مفصّلة حتى النهاية، لا شبهة فيها ولا رياء.
فاتباعُ الإجابةِ السليمةِ القلبِ هو السبيل إلى الراحة الدائمة، وإلى السلام النفسي. وما خلا ذلك، فلن يكون سوى مرحلة جديدة من الضياع في متاهات الظن، والفكر، والتاريخ.
ومن ناحية أخرى، يجد المرء أن تجاهل تساؤلات القلب واستفسارات الضمير ليس قوة ولا عظمة ولا “شطارة”، بل هو استكبار وعلوّ، لا خير فيه، ولا نماء، ولا أدب.
فإن لم يكن هناك التزامٌ خارجيٌّ مسلَّطٌ على المرء يدفعه للبحث عن إجابات لأسئلته، فإن الكرامة الإنسانية، والفضول الحميد، يدفعان الإنسان إلى إنكار الكذب، ولو جاء من المقرّبين، ومن الأصدقاء، ومن نادٍ من الرفاق وأصحاب المصالح، ويدفعانه إلى تلمّس النور والاقتراب منه.
والاقتراب من النور يمنح شعورًا بالرضا عن النفس، وشعورًا بالفرح والابتهاج، ويُبيّن للباحث أنه في طريقه إلى الخروج من الظلمات إلى النور.
ولأن الإنسان مفطور على الخير، وعلى محبة الخير، فلا يجد الباحث عن الحقيقة أجمل ولا أمتع من تتبّع شعاع النور الذي يتلألأ من بعيد، ويشق طريقه إلى القلب وإلى الروح، في يسر وبساطة، لا ريبة فيها.
ولولا الأدب في طبع هذه الشخصيات العظيمة، واسعة الشهرة، والسلطة، والتأثير العالمي، لما وجدوا طريقًا إلى الخير الأكبر، وإلى الإيمان، وإلى الإجابات الصافية الحقيقية لكل أسئلتهم المعقدة.
فالعظمة بين الناس تُغري بكل تجبّر، وتُغري بالتجاهل حتى النهاية، وحتى السقوط. ولكن الأدب يهزم الغرور، ويهزم شظفَ الطبع، ويُنصف صاحبَه، وينصره على نفسه، وعلى الغير، وعلى تحديات الحياة.
Tags: الاسلام