صحيفة الاتحاد:
2025-08-14@23:35:45 GMT

إنسانية الإمارات.. حكايات من غزة

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

مهدي سليمان (أبوظبي)

تحقيقاً لنهجها الإنساني بالتزامها وتمسكها بتعزيز روح التضامن والتكافل الدولي بجميع صوره، واصلت دولة الإمارات سمتها الراسخة بقيم العطاء والتعاضد الإنساني للتخفيف من تداعيات الأزمة الإنسانية التي تواجه قطاع غزة. 

منارة سلام وصَرحٌ ينبعُ إنسانية.. ذاكَ هو نَهجُ الإماراتِ الذي تأسَّست عليهِ.

. عَمل دؤوبٌ وجُهود كبيرة لإحلالِ السَلامِ والازدهارِ العَالميينِ.. نهر وسيل لا يتوقفُ من المُساعداتِ الخارجيةِ والعمل ِالإنسانيِّ، وضعَهَا على رأسِ الهَرمِ في أكبر المَانِحينَ في مَجالِ المُساعَداتِ التَنمويةِ ليستمر العَطاء والخيرُ الوفير. 

تصدُّرُ الإمارات منذُ عامِ ألفينِ وثلاثةَ عشَر 2013، جدولَ مُنظمةِ التَعاونِ الاقتصاديِّ والتَنميةِ لأكبرِ المَانحينَ في مَجالِ المُساعداتِ التنمويةِ الرسميةِ قياساً لدخلِها القوميِّ.. جَاءَ ليؤكدَ هذا النهجَ القَويم، حيثُ تأتي المُساعداتُ الإماراتيةُ من أكثرَ من أربعينَ مُنظمةً وتصلُ إلى مئةٍ وأربعينَ 140 دولةً ويَستفيدُ مِنها ملايينُ الأشخاص.
مبادئُ وضعتهَا الإمارات في دعمِ حُكوماتِ ومُجتَمعاتِ الدولِ النَاميةِ في السعي إلى تحقيقِ خُطَطِهَا الإنمائيةِ وأهدافِ التَنميةِ المُستَدامةِ الخَاصةِ بها وتطبيقِ الابتكارِ والمُساءَلَةِ والتركيزِ على النتائجِ لتحَقيقِ أكبرِ فائدةٍ مُجتمعيةٍ للدولِ وشعوبِهَا إضافةً إلى مُبادَراتٍ إنسانيةٍ أنارتهَا القيادةُ الإماراتيةُ في شتى المجالات التعليمِ، والاقتصادِ، والبِنيةِ التحتيةِ، والصحة.

ففي فلسطين، واصلت دولة الإمارات تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء في قطاع غزة، عبر الجسر الإماراتي لنقل المستلزمات الطبية والغذائية لسكان القطاع.

وجاءت المساعدات الإنسانية والإغاثية الإماراتية، من أجل تخفيف معاناة المدنيين في القطاع، خاصةً النساء والأطفال، حيث بلغ إجمالي المساعدات الإغاثية إلى غزة 22300 طن.

ووصل عدد طائرات الشحن الإماراتية حتى الآن، إلى 214 طائرة، و720 شاحنة نقل بري، و3 سفن حملت المساعدات إلى أهالي القطاع، إضافةً إلى سفينة رابعة عبارة عن مستشفى عائم، و6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون جالون يومياً، و5 مخابز بقدرة إنتاجية تبلغ 12500 - 15000 رغيف في الساعة.
وبلغ عدد أطنان الإنزال الجوي ضمن عملية «طيور الخير» 2189 طناً، كما تمّ استقبال 611 حالة طبية في الدولة، و16335 بالمستشفى الميداني الإماراتي في غزة، و133 حالة في المستشفى العائم بالعريش، ليبلغ إجمالي الحالات الطبية 17275 حالة.

الإمارات نجحت في تعميقِ مَفهومِ العملِ الخَيريِّ وتَحويلهِ إلى سمةٍ مُجتَمعيةٍ وقَاعدةٍ أخلاقيةٍ راسِخَة، مُستفيدةً من الإرثِ الأخلاقيِّ لأفرادِ المُجتمعِ، وحَوَّلتهُ إلى عَملٍ مستدامٍ بتَأثيرهِ، وثَقافةٍ راسِخةٍ لدى أفرادِ المُجتَمعِ كافةً.. 
تخفيفُ مُعاناةِ المحتاجينَ، ومدُّ يدِ العَونِ والمساعدةِ لهُم في كلِ زمانٍ ومكانٍ أولويةٌ قُصوى للأعمالِ والأنشطةِ الخيريةِ التي تُقدِّمُها الدولةُ لجميعِ الشُعوبِ والدولِ إزاءَ الكوارثِ والأزماتِ والحُروبِ والصِراعاتِ وتَقديمِ يدِ العونِ والمُساعَدَةِ لجَميعِ المُحتاجينَ والمُتضررينَ، من جرَّاءِ الزلازلِ والفيضاناتِ والصِراعاتِ في جميعِ قارَّاتِ العالم.وجسد النهج الإنساني لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني مواقفها الراسخة على مدار العقود الماضية، بمدّ يد العون لهم في مختلف الأحوال، وتنفيذ المبادرات الإنسانية لغوثهم من تداعيات الأحداث التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي، وتكمل عامها الأول، حيث سعت الدولة عبر جهود دبلوماسية، وحضورها في المنصات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن آنذاك، لحشد المجتمع الدولي، من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام، وحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم باستمرار.

أكدت دولة الإمارات، أنها تعاملت مع هذه الأزمة منذ بدايتها، وفق عدد من الأولويات الثابتة تتمثل في ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من دون عوائق أو قيود، وبشكل آمن وعاجل ومستدام. والرفض التام لأي شكل من أشكال محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه. وتوحيد الجهود الدبلوماسية بما يؤدي إلى وقف الحرب والتوصل إلى خريطة طريق واضحة وملزمة تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وطالبت دولة الإمارات فور اندلاع الأحداث، بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، فكل تأخير في إخماد هذه الحرب يعني وقوع مزيد من الضحايا والدمار، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، مع إنهاء الحصار الذي طال أمده، داعية إلى احترام إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وإلغاء أوامرها بإجلاء نحو مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها.

 

أخبار ذات صلة «خيام غزة» لا تصمد في وجه الريح مع استمرار النزوح تنبيه من سفارة الإمارات في بانكوك

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات غزة فلسطين المساعدات الإنسانية المساعدات الإنسانیة دولة الإمارات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

باحث إسرائيلي يشرح أسباب تواصل علاقات التطبيع الإماراتية رغم حرب الإبادة

تتواصل خسائر الاحتلال الإسرائيلي من حرب الإبادة ضد قطاع غزة، وآخرها تراجع علاقاته الإقليمية والدولية، لاسيما مع الدول الصديقة والحليفة، ومنها الإمارات التي تعتبر صورتها الدولية رصيدا استراتيجيا بالغ الأهمية.

وأكد رئيس برنامج الخليج في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والزميل المشارك في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، يوئيل جوزانسكي، أن "الأسبوع المقبل يصادف الذكرى الخامسة لإعلان التطبيع مع الإمارات، وهو إنجازٌ يُمثّل نقلةً نوعيةً في اتفاقيات أبراهام، وأصبحت منذ ذلك الحين أقرب صديق لإسرائيل في العالم العربي، واختارت الحفاظ على التزامها بالتطبيع رغم تزايد الضغوط عليها بسبب حرب غزة، ولم تتراجع عن علاقاتها مع بل استمرت برعايتها".

وأضاف جوزانسكي، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "سفير إسرائيل بقي في أبو ظبي بينما عاد نظراؤه في الدول العربية إلى تل أبيب، أو أُعيدوا إليها؛ كما يلتقي وزراء خارجية الجانبين علنًا؛ ونمت تجارتهما؛ وتوطدت علاقاتهما الأمنية، لاسيما في مجال مبيعات الأسلحة، ويتواصل تعاونهما، وفي الوقت نفسه، تُواصل قيادة المساعدات الإنسانية لغزة".


إلى وأشار أن "الإمارات طبّعت علاقاتها مع إسرائيل وأرست سلامًا دافئًا نسبيًا، وعلى عكس الأردن ومصر، شرّعت وجوده في المجال العام الإماراتي، وفي الوقت نفسه، أصبحت منذ فترة طويلة الطرف العربي الأكثر انخراطًا في غزة من منظور إنساني، حتى أكثر من مصر، المجاورة لها، وتأمل الإمارات أن تُعزز بذلك صورتها، لاسيما لدى الرأي العام العربي، حيث تُوصف أحيانًا بالتواطؤ مع إسرائيل، فيما تردّ على هذا النقد بأنه بفضل علاقاتها معه تمكّنت من تحقيق إنجازات للفلسطينيين ما كانت لتحققها لولا ذلك".

وأوضح أن "الإمارات تسعى لإحكام قبضتها على غزة في أيام ما بعد الحرب، على حساب دول أخرى، بما فيها قطر، وترى ميزة في "حصريتها" شبه الكاملة في العلاقات مع إسرائيل، وتسعى لاستغلالها، وبجانب كل هذا، يرتفع ثمن العلاقة معه بالنسبة للإمارات، لأنه في بلد تُعدّ صورته الدولية رصيدًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، تتفاقم الآثار النفسية للحرب، حيث تصلهم موجات من الانتقادات العالمية، وأصبحت سفاراتها حول العالم هدفًا للنقد، ويتعرض مواطنوها أحيانًا لمضايقات في الدول العربية".

وأضاف أن "استطلاعات الرأي تُظهِر تضرّر صورتها بسبب استمرار علاقاتها مع إسرائيل، كما تُثار انتقادات بين الإماراتيين للعلاقات معه، وفي الوقت الذي تأمل فيه الإمارات أن يتم القضاء على حماس بسرعة وفعالية، لكن إسرائيل فشلت في ذلك، ورغم كل هذه الانتقادات، فلم تُبدِ قيادة الإمارات أي إشارة لأي تغيير في توجهاتها تجاه مستقبل علاقاتها رغم كل هذه التحديات".

وزعم الكاتب "أن سبب مُحافظة الإمارات على علاقاتها ربما لأن مزايا هذه العلاقة بالنسبة لهم فاقت عيوبها حتى الآن، واعتقادها أنها قادرة على السيطرة على الخطاب الداخلي والخارجي، واحتواء الانتقادات، ويبقى السؤال عن السقف الزمني لاستمرار هذا الوضع، في حين أن إسرائيل لديها العديد من المزايا في أبو ظبي، لأنه بعد الهجوم الصاروخي الحوثي عليها في 2022، الذي شكّل صدمة لهم، وسارعت إسرائيل لإرسال بطاريات دفاع صاروخي للمساعدة في حماية الإمارات".

واستدرك قائلا إنه "لا يمكن للإماراتيين أن يبقوا غير مبالين بالوضع في غزة، وقد أدخلوا تعديلات في موقفهم تجاه الحرب خلال العامين الماضيين، وباتوا يتبنّون خطاً أكثر انتقادًا إسرائيل في خطابهم، بجانب دعم أكبر للفلسطينيين، وتحديدًا المطالبة بإقامة دولة فلسطينية كشرط لمشاركتهم في إعادة إعمار غزة، دون الذهاب بالضرورة إلى حدّ إلغاء الاتفاقات، لأنها خطوة سيكون صعباً عليهم اتخاذها، لأنها ستضر بعلاقاتهم مع الولايات المتحدة، وستُفسر بأنها اعترافٌ بالفشل".


ورجّح أن "تشهد علاقات تل أبيب وأبو ظبي عملية تدريجية لتفريغها من محتواها، عبر تجميد هادئ للمشاريع، وتراجع في التنسيق، وانزلاق تدريجي نحو "سلام بارد" على غرار النموذجين المصري والأردني، وإذا لاحظنا تراجعًا ملحوظًا في دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل، فستتلقى الإمارات دعمًا، وقد تبتعد عنه، خاصة إذا نفذ القدس قرار احتلال مدينة غزة، وفي العموم فإن استمرار الحرب يهدد الرؤية الإقليمية الإماراتية، التي أصبحت الإمارات مركزًا عالميًا للتجارة والنقل والطاقة والابتكار، وترغب بالحفاظ على هذه المكانة، وتحسينها".

وكشف أن "الإمارات قد تجد نفسها مجبرة على إعادة النظر في مسارات التكامل الإقليمي، وتدرس خيارات لتعزيز بدائل لا ترتبط بإسرائيل، وبشكل عام فإن الصيغة الإماراتية للحفاظ على العلاقات، وفي الوقت ذاته مساعدة الفلسطينيين، تواجه اختبارًا صعبًا، حيث تسعى لامتلاك زمام الأمور، لكن الواقع يُصعّب عليها مواصلة المناورة كالماضي، وقد تُجبر على اختيار جانب واضح ومعارض للأنظمة العربية، إن شاءت".

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدعم القطاع الصحي في غزة بأدوية ومستلزمات طبية
  • باحث إسرائيلي يشرح أسباب تواصل علاقات التطبيع الإماراتية رغم حرب الإبادة
  • 3 آلاف لاعب يمثلون 82 دولة غداً في مهرجان أبوظبي الدولي للشطرنج
  • الهباش: مصر أكثر دولة وقفت مع الشعب الفلسطيني.. وقدمت المساعدات الإنسانية الأكبر لقطاع غزة
  • المركز الإفريقي بالإسكندرية يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار «صوت الإنسانية»
  • طيور الخير الإماراتية تمد أهل القطاع بنحو 500 طن … صور
  • تفاهم بين «الصحفيين الإماراتية» و«الإمارات لريادة الأعمال»
  • الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ69 للمساعدات وتُدخل نحو 500 طن من الغذاء إلى غزة
  • الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ69 للمساعدات وتُدخل نحو 500 طن من الغذاء إلى غزة.
  • وزراء خارجية 27 دولة بينها بريطانيا وفرنسا يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع الإنساني في غزة