لجريدة عمان:
2025-05-23@04:52:50 GMT

2024 .. عام لا كالأعوام !

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

يمكن القول ان التداعيات الجيوسياسية التي حدثت في النصف الثاني من العام المنصرم (2024) تعتبر من أخطر التداعيات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهي تداعيات من نوع استراتيجي سيخلف في عالم السياسة والمحاور والمعادلات التي تحكم المنطقة العربية؛ اهتزازات ذات تأثير كبير في هذه المنطقة.

ذلك أن بدايات التغيير الجيوسياسي الكبير وغير المسبوق الذي حدث في النصف الثاني من العام المنصرم ستتداعى معه سياسات ومعادلات تحكم وسيطرة ظلت لأكثر من4 عقود تأخذ بخناق المنطقة العربية ضمن سياق بدا من الواضح اليوم أنه كان خصما عن استقرارها.

وإذا كان العام قبل الماضي هو الذي انطلقت معه شرارة التحولات عبر حدث 7 أكتوبر الذي انطلق من غزة تحت اسم عملية «طوفان الأقصى» فإن ما جرى بعد ذلك من تطورات في فلسطين وسوريا ولبنان هو تغيير سيطبع آثاره لفترة طويلة في المنطقة. إن ما حدث في العام قبل الماضي والعام المنصرم، من تطورات ينبئ بالمزيد منها ومن تلك النوعية ذات الأثر الثقيل، وهي تطورات لها علاقة عضوية بالمحور الذي انهارت فيه قوى وحركات وأنظمة «الممانعة» في كل من فلسطين ولبنان وسوريا، بحيث يمكننا القول أن هناك المزيد من أثر التحولات سيطال منطقة المشرق العربي، وربما تطور الوضع المرتبط بمحور الممانعة إلى آفاق تغيير كبرى في الشرق الأوسط.

ستأتي سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة في ظل قيادة ترامب بترتيبات عرف العالم ضرباً منها خلال ولاية ترامب السابقة بين عامي 2016 - 2020 وكان من أهم ملامح تلك السياسات التي سنها ترامب في الشرق الأوسط؛ اغتيال شخصية كان لها أثر كبير في المنطقة العربية ضمن محور الممانعة (الجنرال قاسم سليماني) وكذلك انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع إيران برعاية دولية، أي اتفاق عام 2015 إلى جانب خطوات أخرى خطيرة وغير مسبوقة أحدثها ترامب في علاقته مع اسرائيل، مثل؛ نقل سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وغيرها من خطوات بدت أكثر من جريئة في سياسات رؤساء الولايات المتحدة السابقين.

التحولات الجيوسياسية الكبيرة التي حدثت في النصف الثاني من العام المنصرم في هذه المنطقة على خلفية عملية طوفان الأقصى يبدو أنها كانت بالنسبة لإسرائيل بمثابة لحظة مؤاتية انتظرتها طويلا لإطلاق يدها في تطبيق مخططات كانت تحتاج إلى لحظة استراتيجية.

ما حدث في العام الماضي، ستليه أحداث أخرى في هذا العام الجديد، لكن من المؤسف القول أن طبيعة هذه التحولات الجيوسياسية في المنطقة العربية هويتها الدراماتيكية لم تكن تعبيرا جديدا عن نظرية الساحة التي ظلت تمثلها المنطقة العربية وتتلقى الضربات التحويلية فيها من فاعلين إقليميين ودوليين لاتزال حتى اليوم لهم القدرة على الإمساك بالمصير السياسي للمنطقة من خارجها!

بمعنى آخر، قد لا تبدو التغييرات التي حدثت في سوريا ولبنان وغزة من تداعيات عملية طوفان الأقصى بمثابة تعبير إرادي للدخول في مرحلة جديدة بقدر ما هي تداعيات فرضتها معادلات جديدة شكلتها قوى إقليمية ودولية مؤثرة.

ربما نشهد في العام الجديد تداعيات أخرى في أكثر من منطقة بالشرق الأوسط، وإذا صح ذلك، يمكننا القول ان الجانب الذي نتوقع أنه بقي من مرحلة استكمال التغيير الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط هو الجانب الذي سيكون أكثر تأثيرا في المنطقة. ذلك أنه قد بدا من الوضوح بمكان أن تأثيرات تداعيات قضية الشرق الأوسط من ناحية، والحرب الأوكرانية الروسية من ناحية ثانية، وتداعي نفوذ ماسمي بمحور الممانعة من ناحية ثالثة، هي التأثيرات التي قد يترتب على حسم بعضها - على الأقل - في هذا العام الكثير من عوامل صنع الاستقرار في المنطقة والعالم.

وإذا صح أن الرئيس ترامب يريد، هذه المرة، أن يكون أكثر خبرةً من سنوات ولايته الماضية حيال الملفات الثلاثة السالفة، فإن في تاريخ الرجل من القدرة على اتخاذ القرارات العملية ما قد يلعب دورا كبيرا في الاستفادة من التغييرات الجيوسياسية التي حدثت في النصف الثاني من العام المنصرم؛ باتجاه إحلال الأمن والسلم في أكثر من منطقة، لاسيما في الملف الأكثر استعصاءً ؛ قضية الشرق الأوسط!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنطقة العربیة الشرق الأوسط التی حدثت فی فی المنطقة أکثر من

إقرأ أيضاً:

علاء فاروق: جهاز مستقبل مصر أكبر مطور زراعي في الشرق الأوسط

أكد علاء فاروق، وزير الزراعة، أن مصر تمتلك إنتاجًا متميزًا من الأسماك بفضل البحيرات الطبيعية، وتحديدًا بحيرة السد العالي التي شهدت عمليات تطهير وتوسعة كبيرة في الفترة الأخيرة بتوجيهات من القيادة السياسية، لزيادة إنتاج الأسماك.

يبعث الأمل.. مصطفى بكري يشيد بزيارة الرئيس للمجمع الصناعي لمستقبل مصرأحمد السجيني: مشروع الحكومة للإيجار القديم دون دراسة مرفقة


وأشار فاروق" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء،  إلى أن الوزارة تدير مزرعة سمكية حديثة في الكيلو 21 بالإسكندرية، تُعد نموذجًا متقدمًا لتكنولوجيا الاستزراع السمكي.

وفيما يتعلق بدعم الفلاحين، أكد فاروق أن الدولة خصصت أكثر من 30 مليار جنيه لدعم الأسمدة الزراعية، إلى جانب خطة متكاملة لإدخال الميكنة الحديثة في المعدات الزراعية، مما يسهم في خفض التكاليف وزيادة كفاءة العمل في الحقول.


ولفت إلى أن أكبر مطور زراعي في مصر والشرق الأوسط هو “جهاز مستقبل مصر”، والذي حقق طفرة كبيرة ومشروعات كبيرة.

وفي ختام تصريحاته، أوضح وزير الزراعة أنه لا توجد نقابة رسمية موحدة للفلاحين حتى الآن، إلا أن هناك تحركات فاعلة في عدد من المحافظات لتمثيل الفلاحين محليًا والدفاع عن مصالحهم، ضمن جهود الوزارة لدعم الريف المصري وتمكين العاملين بالقطاع الزراعي.

طباعة شارك الزراعة وزير الزراعة نشأت الديهي

مقالات مشابهة

  • تقرير حقوقي يرصد أكثر من 2200 انتهاك في إب خلال 2024
  • علاء فاروق: جهاز مستقبل مصر أكبر مطور زراعي في الشرق الأوسط
  • «إليفيت» تستحوذ على مجموعة «رايز جروب» الشرق الأوسط
  • خالد عامر يكتب: الرئيس السيسي.. رسالة المنصب وأمانة المسؤولية
  • منتدى قطر الاقتصادي.. 5 قوى ترسم مستقبل اقتصاد الشرق الأوسط
  • الاتحاد الأوروبي يعين ممثلا خاصا جديدا لعملية السلام
  • الاتحاد الأوروبي يُعيِّن الفرنسي كريستوف بيجو ممثلًا خاصًا لعملية السلام في الشرق الأوسط
  • أبو الغيط يفتتح مؤتمر ومعرض سيملس الشرق الأوسط ٢٠٢٥
  • أبو الغيط يفتتح مؤتمر ومعرض سيملس الشرق الأوسط بدبي
  • النزاعات والتحديات الاقتصادية .. توقعات صادمة لقطاع السفر العالمي في المنطقة