مقتل سوري مشتبه بتورطه بتفجير قرب دمشق بعدما “رمى بنفسه” من مبنى قرب بيروت
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أعلن حزب الله أن سورياً قضى ليل الجمعة بعدما رمى نفسه من بناء في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ملاحقته من عناصر في الحزب للاشتباه بتورطه في تفجير قرب مقام السيدة زينب جنوب دمشق الشهر الماضي.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحزب السبت “وصلت معلومات الى الجهات المعنية في حزب الله عن دخول شخص سوري (…) خلسة الى لبنان، وهو المسؤول عن التفجير الذي حصل في منطقة السيدة زينب” الشهر الماضي.
وأضاف البيان “خشية مبادرته الى القيام بأي عمل أمني، تمّت ملاحقته، وعندما علم عن انكشاف مكان وجوده، رمى بنفسه من الطابق السابع” ليفارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى.
ولم يصدر أي بيان أو تعليق من الأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة، في وقت أكد مصدر أمني لوكالة فرانس برس السبت أن الأجهزة الأمنية لم تضطلع بأي دور في العملية.
وأشار بيان الحزب الى أن السوري وهو من مواليد العام 2000، استقرّ عند أقاربه في منطقة حي السلم، أحد الأحياء الأكثر فقراً في الضاحية، معقل حزب الله، بعد تسلّله من بلدة سورية حدودية.
ولم يتسنّ لوكالة فرانس برس التأكد من هوية المشتبه به أو صحة الاتهامات الموجّهة إليه من مصدر مستقل.
وقتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح في 27 تموز/يوليو جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وفق وزارة الداخلية السورية.
وأعلن تنظيم داعش في اليوم التالي مسؤوليته عن الهجوم قرب المقام الديني المهم جدا بالنسبة الى الشيعة.
وخلال سنوات النزاع المستمر في سوريا منذ 2011، تعرضت المنطقة لهجمات وتفجيرات عدّة نفذتها مجموعات جهادية.
ويقاتل حزب الله اللبناني في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد بشكل علني منذ العام 2013، ويتمركز في بلدات ومناطق عدة، منها منطقة السيدة زينب.
وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، سلسلة تفجيرات بين عامي 2013 و2015 تبنتها فصائل جهادية ردّاً على تدخل حزب الله العسكري في سوريا.
وحزب الله المدعوم من طهران، هو الطرف الوحيد الذي احتفظ بسلاحه في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
ويتعرّض لانتقادات من شريحة واسعة من اللبنانيين تتهمه باستخدام السلاح للترهيب والتحكم بالحياة السياسية.
المصدر أ ف ب الوسومالسيدة زينب حزب الله سورياالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: السيدة زينب حزب الله سوريا السیدة زینب حزب الله
إقرأ أيضاً:
سوريا الجديدة.. كورال “غاردينيا” النسائي يتنسم الحرية
سوريا – من رحم الحرب في سوريا وركام أنقاضها، سطع كورال (جوقة) “غاردينيا” النسائي كأحد أبرز وجوه المقاومة الثقافية، وبعد تحرره من قيود نظام الأسد البائد، تحوّلت أغنياته عن الثورة والحرية إلى نوتات موسيقية تُحاكي الأمل، وتُجسّد قدرة المرأة السورية على النهوض عبر الفن.
وتأسس كورال “غاردينيا” النسائي في عام 2016، في خضم الحرب، بمبادرة من مجموعة من النساء المؤمنات بدور الفن وقدرته علي نشر قيم السلام والتسامح، وإظهار قوة المرأة من خلال الموسيقى.
وبمرور الوقت، لم يقتصر دور الكورال على كونه مجموعة جوقة موسيقية فحسب، بل أصبح رمزًا للصوت النسائي الصادح بمعاني الحرية، والسلام والتعايش، والحاصد على عدة جوائز في فعاليات داخل سوريا وخارجها، نظير أدائه اللافت.
ومع انهيار نظام الأسد وحزب البعث في ديسمبر/ كانون الثاني 2024، تحررت عضوات الكورال من القيود الأمنية السابقة، وأخذن يتنفسن الفن بحرية ويقدّمن أغاني الثورة في حفلات عامة تجمع مختلف أطياف المجتمع.
ويواصل الكورال اليوم نقل آلام وآمال الشعب السوري إلى العالم، ناهضا بروح الفن الحر.
وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 سنة من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
– “الآن يمكننا تقديم رسالتنا بحرية”وفي مقابلة مع الأناضول، عقب إحدى حفلات الكورال التي جرى تنظيمها في قصر “بيت فارحي” أحد القصور التاريخية في العاصمة السورية دمشق، أعلنت عضوات الفريق أنهن أخيرا “تمكن من استنشاق الحرية” والغناء دون خوف أو قيود.
وقالت العضو المؤسس في الكورال سفانة بقلة، إنهن منذ تأسيس الفريق الغنائي خضن مسيرة مليئة بالتحديات.
وأضافت أن الفريق يضم 20 موسيقية من خلفيات مهنية متنوعة، جميعهن يمتلكن خبرة احترافية في الموسيقى.
وأكدت أنهن مجموعة مستقلة، رسالتها كانت دائما “جمع السوريين معا، والدعوة إلى السلام، وإثبات أن العمل الجماعي أقوى من الفردي”.
وتابعت: “نؤمن أننا نستطيع تحقيق المزيد معا”.
واعتبرت بقلة أن تأسيس الكورال جاء “هروبا من الحرب وحالة القمع التي عاشتها سوريا في عهد بشار الأسد”.
وحول فترات القمع والخوف في عهد نظام الأسد، أردفت بقلة: “كانت ساعات التدريب ملاذنا، لحظات نتنفس فيها بحرية ونبتعد عن كل السلبيات”.
وأشارت إلى أن الكورال يولي أهمية خاصة بالحفاظ على التراث الثقافي والدفاع عن حقوق المرأة، مبينة أن سقوط النظام السابق “منحهن مساحة للتعبير عن الآلام التي عاشها السوريون على مدى سنوات”.
وتابعت: “نستطيع الآن أن نقول ما نريد. غنينا أغان لم نكن نحلم بأن نغنيها سابقًا. أعدنا إنتاج التراث الفني الذي وُلد مع الثورة. لم يعد من الصعب إقامة حفل موسيقي، بعد أن كان الأمر يتطلب موافقات أمنية وتعقيدات كثيرة”.
واستدركت بكلمات مؤثرة: “الآن يمكننا أن نقدم رسالتنا الفنية بحرية. بدأنا نعيش حياة أكثر راحة على صعيد حرية التعبير”.
وكشفت بقلة أنها احتُجزت لدى قوات نظام الأسد عام 2012 لنحو شهر، معتبرة أن أول حفل بعد سقوط النظام كان بمثابة “معجزة لا توصف”.
– “شعرت وكأنني في حلم”من جهتها، نوهت عازفة البيانو ياسمين سلامة، وهي عضوة بالكورال منذ عام 2016، إلى أن الفريق واجه صعوبات كثيرة عند التأسيس.
وقالت للأناضول: “سابقا، لم يكن لدينا مكان للتدريب، كنا نتمرن في بيوت الصديقات تحضيرا للعروض”.
ولفتت سلامة إلى أن عضوات الكورال اكتسبن تجارب ومهارات مهمة خلال السنوات التسع الماضية، مشيرة إلى أن الحماسة الكبيرة من الجمهور “كانت دافعا كبيرا للاستمرار”.
وعن أول حفل بعد سقوط نظام الأسد، لخصت سلامة تلك اللحظات قائلة: “كان شعورا غريبا، إحساسا يلامس القلب، رأيت أعلام الثورة وتفاعل الناس معها، شعرت وكأنني في حلم”.
وتابعت: “لم أصدق أننا في دمشق، وأن هذه الأغاني تُغنّى والناس يصفقون، دون أن يُعتقل أحد. كان شعورا لا يوصف، وكل ما نريده الآن هو السلام”.
– “نستحق لسعادة”من جهتها، قالت ميادة حميدان، إحدى الحاضرات في حفل الكورال في “بيت فارحي”، إن الأغنيات التي قدمها الفريق في الحفل كانت “مؤثرة جدا”.
وأكدت في حديث للأناضول على أنه بعد الحرب “يستحق الشعب السوري أن يكون سعيدا”.
وأوضحت أنه خلال الحرب “لم يكن الأطفال يسمعون سوى أصوات القنابل، أما الآن، يستحقون الاستماع إلى الموسيقى”.
وأشارت إلى أن أغنيات فريق “غاردينيا” عن الثورة والتي قدمها خلال حفله في “بيت فرحي” ذكرتها بأصدقائها الذين فقدتهم خلال الحرب التي استمرت نحو 13 عاما.
واستدركت: “نأمل ألا يعيش أطفالنا مثل هذه المعاناة مرة أخرى”.
بدورها، أعربت بسمة فلاحة، عن سعادتها لتمكنها من الاستماع لأغنيات “غاردينيا” في حفل حي مباشر.
وقالت للأناضول: “أنا سعيدة جدا لأنني أرى مثل هذه الفعاليات، وأشاهد عودة بلدي للنهوض من جديد، والأهم أن الناس باتوا يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية”.
الأناضول