المانيا : نرغب في مساعدة سوريا للقيام بوظائفها
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
أبدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رغبة بلادها في مساعدة سوريا، على أن تكون دولة قادرة على القيام بوظائفها.
وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية الجمعة، إلى أنها تسعى لمساعدة سوريا على أن تصبح "دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها".
ونوهت في بيان صدر قبيل زيارتها إلى دمشق قائلة: "علينا ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري في هذا المنعطف المهم".
يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي وصل صباح الجمعة إلى دمشق، ومن المقرر أن تتبعه نظيرته الألمانية، كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
ومن المقرر أن يلتقي جان-نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك معا قائد الإدارة السورية أحمد الشرع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فرنسا سوريا ألمانيا احمد الشرع المزيد
إقرأ أيضاً:
سوريا.. مساع لتأهيل سكك الحديد وخطة لإحياء قطار الحجاز
دمشق- كشفت دمشق وأنقرة عن تعاون تقني لإعادة تأهيل شبكة السكك الحديدية في سوريا، وعن إحياء الخط الحديدي الحجازي، ضمن تحرك يهدف إلى تعزيز دور الخطوط الحديدية في اقتصادات دول الإقليم.
ويوفر تأهيل الشبكة وربطها بالسكة الحديدية التركية، وفق وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو، ممرا إستراتيجيا للركاب والبضائع، كما يدعم -على صعيد آخر- جهود سوريا في إعادة إعمار ما هدمته الحرب.
وترجح مصادر تركية أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع، الذي تتراوح كلفته بين 50 إلى 60 مليون يورو (57.11 مليون دولار – 68.54 مليون دولار)، بتأهيل خط سكة الحديد التي تصل محطة ميدان أكبس الحدودية بمدينة حلب جنوبا (أُنشئت عام 1908 ضمن مشروع قطار الشرق السريع الذي كان يربط برلين ببغداد)، إذ دمرت الحرب نحو 50 كيلومترا منه، بينما لا تزال بقية الأجزاء موجودة حتى العاصمة دمشق.
ويقول خبراء إن إعادة تأهيل الشبكة، إلى جانب إحياء مشروع الخط الحديدي الحجازي، من شأنه، بعد تحديث شبكات النقل القديمة، أن يعيد دمج سوريا في المنظومة الإقليمية، وأن يشكل نواة لربط سككي إقليمي جديد، يتوقع الخبراء أن تنضم إليه دول عربية مجاورة.
منطقة إقليمية واحدةتعرضت شبكة الخطوط الحديدية السورية التي يبلغ طولها نحو 2552 كيلومترا لأضرار كبيرة خلال الحرب التي استمرت قرابة 14 عاما.
إعلانوأوضحت مصادر في وزارة النقل السورية -لصحيفة "الحرية" السورية (حكومية)- أن العمل جار منذ سقوط نظام الأسد لترميم الخطوط القائمة وصيانتها، إلى جانب صيانة العربات المحركة والمتحركة، في ظل إمكانات ضئيلة وشح في المواد الأساسية.
وأكد مدير عام الخطوط الحديدية أسامة حداد أن المديرية تعمل على وضع خطة لإعادة السكك الحديدية للعمل، من خلال الربط السككي مع شبكة الخطوط الحديدية التركية، عبر مرحلتين، تشمل الأولى (محور حلب – المسلمية – الراعي) والثانية (محور المسلمية – ميدان أكبس) الحدودية.
وشهدت الأشهر الأولى من مرحلة ما بعد الأسد 3 اجتماعات بين مسؤولي السكك الحديدية في تركيا وسوريا كان آخرها في مايو/أيار الماضي، جرى خلالها تقييم وضع الخطوط وأوضاع الجسور السككية والمحطات التي تعرضت للضرر، واحتياجات إعادة تأهيلها.
وقال حداد -في تصريح عقب جولة تفقدية لبعض الخطوط رفقة الجانب التركي- إن "الضرر الإجمالي الذي تعرضت له الخطوط والجسور والمحطات يفوق نسبة 60%، في حين لا يتجاوز ما تبقى من الشبكة عددا محدودا من الخطوط القابلة للتشغيل الجزئي يبلغ طولها نحو 1050 كيلومترا".
وتنتمي تركيا وسوريا إلى منطقة إقليمية واحدة، وفق خريطة الاتحاد الدولي للخطوط الحديدية المؤلفة من 6 مناطق، ويرى حداد أن إعادة الربط السككي معها من شأنه ما يلي:
فتح آفاق واسعة لفرص العمل المحلية. ربط المناطق الشرقية، حيث تتركز الموارد والثروات بالشبكة الوطنية ربط مناطق الإنتاج الكثيف المتنوع شمال سوريا بالشبكة الدولية. رحلة دمشق إلى المدينة المنورةشهدت سوريا إنشاء شبكة مواصلات حديدية لنقل الركاب والبضائع في تاريخ مبكر من القرن الـ20، واحتلت مركزا متقدما، ويعود وجود أول قطار إلى عام 1894، حين ربط خطه الحديدي العاصمة دمشق بمحطة مزيريب جنوب البلاد، وبعد عام واحد تم افتتاح خط آخر يربط دمشق بالعاصمة اللبنانية بيروت.
إعلانوفي عام 1903، افتتح خط رياق – حماة، تلاه في عام 1906 خط حماة – حلب، كما افتتح خط حمص – طرابلس عام 1911.
لكن الحدث الأهم من وجهة نظر الخبير الاقتصادي أحمد سلامة هو افتتاح الخط الحديدي الحجازي في عام 1908، الذي شهد أول رحلة نقل ركاب له من دمشق إلى المدينة المنورة في أغسطس/آب من العام نفسه، إذ شكل نقلة نوعية في الربط السككي بين بلاد الشام والجزيرة العربية، وخدمة متطورة على صعيد نقل الحجاج إلى البقاع المقدسة، غير أن أجزاء كبيرة منه تعرضت للتخريب في نهاية الحرب العالمية الأولى، مما أفقد الإقليم خدمة نقل لم تتمكن الدول المستفيدة من استعادتها إلى الآن.
ولفت -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن جهودا كبيرة بذلت منذ منتصف القرن الماضي لإعادة تشغيله، وكان من أبرزها مؤتمر الرياض الذي ضم سوريا والأردن والسعودية عام 1955، كما جرى لاحقا تشكيل هيئة عليا لإدارة الخط، تتألف من وزراء المواصلات في الدول الثلاث، أعلنت عام 1978 اتفاق حكوماتها على إنشاء خط حديدي عريض، نظرا لضيق الخط القديم، وقيام كل دولة بتنفيذ القسم الواقع داخل أراضيها، كما أعيدت دراسة جدوى إحياء الخط عام 2008، لكن اللجان المشتركة من الدول الثلاث لم تتوصل إلى قرار حاسم في هذا الشأن.
في سياق متصل، أعلنت تركيا عام 2011 خطة لإعادة تشغيل الخط، تضمنت -وفق سلامة- إعادة تأهيل مسار السكة في تركيا وسوريا والأردن، وإقامة خط قطار سريع يربط بينها، تستغرق رحلته من إسطنبول إلى مكة نحو 24 ساعة، يعمل على نقل أكثر من مليوني راكب سنويا.
ورغم تجاوب النظام السوري آنذاك على خلفية سعيه إلى تحديث شبكة سكة الحديد الوطنية بهدف ربط دمشق بأوروبا عن طريق تركيا، ومع الخليج العربي عن طريق الأردن، فإن الحرب التي شنها نظام الأسد عام 2011 حالت دون تنفيذ الخطة.
إعلان رؤية متقدمةوالدراسات الفنية التي أجرتها لجان مختصة في سوريا والأردن على واقع الخط الحديدي الحجازي تبيّن حاجته إلى تعديلات هيكلية تؤهله ليكون ضمن المواصفات السككية العالمية، فضلا عن حاجته لترميم وصيانة نحو 40% منه بسبب الأضرار التي لحقت به أثناء الحرب.
وتسعى مؤسسة الخط الحديدي الحجازي السورية، من جهتها، إلى إعادة تأهيل الخط، في مرحلة أولى، كما تتطلع إلى تحويله إلى خط دولي عابر للحدود، بمساعدة الجارتين تركيا والمملكة الأردنية، وقد أعلنت عمّان في أبريل/نيسان الماضي استكمال أعمال الكشف الفني لمسار الخط داخل أراضيها، تمهيدا لإطلاق رحلات سياحية نحو الداخل السوري، في إطار رؤية شاملة لإحياء أحد أبرز المشاريع التاريخية في المنطقة.
وتنسق عمّان مع دمشق لضمان الجاهزية الكاملة للمسار، وفق تصريح لمدير مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الأردني، زاهي خليل الذي قال لوكالة الأنباء الأردنية إن تفعيل الخط يأتي ضمن خطة لتنشيط السياحة، وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الأردن وسوريا.
وأبدى الجانب التركي -وفق مدير عام مؤسسة الخطوط الحديدية السورية أسامة حداد- نشاطا وتفاعلا غير مسبوقين لدعم الحكومة السورية لإعادة تأهيل الشبكة، كما نقل عنه استعداده لتقديم خبراء وفنيين ومعلومات تقنية من أجل تسريع عملية التأهيل.
ويتميز التعاون المشترك -وفق حداد- بأهمية إستراتيجية في ظل تنشيط الحركة التجارية والسياحية، ليس فقط بالنسبة لسوريا وتركيا، بل مع دول الجوار كذلك، في وقت تعاني فيه المنطقة من تحديات اقتصادية معقدة، كما يعوّل الجانبان على إعادة تشغيل هذا الربط، ليكون محورا لتعزيز التبادل والتواصل واستعادة أواصر الصلة التي ربطت الشعبين لعقود طويلة.
ويرى الباحث والأستاذ في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق محمد الوادي أن الربط السككي، الذي تتطلع إليه سوريا مع دول الجوار، يحتاج إلى برنامج للإصلاح الإداري تتبناه المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، من أجل تطوير مهامها وأنشطتها وإمكاناتها البشرية والمادية، وكذلك تطوير شبكتها وتجهيزاتها.
إعلانونقلت صحيفة "الحرية" السورية عن الوادي قوله إن تحديث الخطوط وفق المواصفات المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي سيزيد من سرعة النقل، وتحسين نوعية خدمات نقل الركاب والبضائع، مما يساعد على الربط الدولي السككي عبر محورين للنقل:
من دول أوروبا إلى المرافئ السورية، وعبر سوريا والعراق وصولا إلى الخليج العربي. عبر تركيا إلى سوريا والأردن، وغيرهما من الدول العربية.وتتصل الشبكة الحديدية السورية شمالا بالسكك الأوروبية عبر تركيا، وغربا بالموانئ السورية اللبنانية، وشرقا بالعراق في نقطة واحدة تقع في الشمال الشرقي، والعمل جار على تحقيق ربط آخر بالعراق في منطقة القائم – البوكمال.
الربط بين الشمال والجنوبوعلاوة على وجود مشاريع وطنية وإقليمية سككية في دول الخليج العربي والسعودية، يرى الخبير في شؤون النقل والمواصلات حسام الخجا وجود فرصة مناسبة لربط هذه الدول بالمشاريع التي يجري الإعداد لها بالتعاون مع سوريا وتركيا والأردن، خاصة أن سوريا باتت اليوم وجهة استثمارية لشركات كثير من هذه الدول.
وأوضح الخجا -في حديثه للجزيرة نت- أن الربط السككي الإقليمي عبر خطوط دولية سيعزز التبادل التجاري البيني، نظرا لسهولة النقل وفعاليته، وانخفاض تكلفته، وسرعة وصوله، مشيرا إلى النقل بالسكك الحديدية أقل كلفة بنسبة 30% من تكلفة وسائل النقل الأخرى، وأقل بنسبة 60% في المتوسط في ما يتعلق باستهلاك الطاقة.