الاستدامة.. حرص على المستقبل
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
تقوم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على أن تكون دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر، وأسهم اعتماد هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» نموذج المنتج المستقل للطاقة والمياه في استقطاب استثمارات بقيمة 43.6 مليار درهم على مدى 10 سنوات.
تدعم مشاريع الطاقة والمياه أجندة دبي الاقتصادية (D33) التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال 10 سنوات وتعزيز موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم، وتسهم في تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
ومن أبرز مشاريع الطاقة، مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والمتوقع أن تصل قدرته الإنتاجية إلى أكثر من 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم.
وتم حتى الآن، تدشين 5 مراحل من المجمع ويجري العمل على تنفيذ المرحلة السادسة بقدرة 1,800 ميجاوات وتكلفة نحو 5.5 مليار درهم.
ومن بين مشاريع الطاقة الكبرى التي تنفذها دبي، مجمع حصيان لإنتاج الطاقة باستخدام الغاز الطبيعي، بقدرة 2,400 ميجاوات ويعد من أكبر محطات الطاقة في المنطقة، بالاعتماد على أحدث التقنيات العالمية في مجال إنتاج الطاقة. كما تعمل على تنفيذ محطة تحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي في مجمع حصيان بقدرة إنتاجية 180 مليون جالون يومياً، وفق نموذج المنتج المستقل للمياه. ويعد هذا المشروع الأكبر من نوعه في العالم لإنتاج المياه بتقنية التناضح العكسي لمياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية، باستثمارات تبلغ 3.4 مليار درهم.
خريطة طريق
ولدى دبي خريطة طريق واضحة للوصول إلى 25% طاقة نظيفة في 2030، وتحقيق ال100% في 2050، فيما تسابق الزمن وتتوقع تجاوز المستهدفات، بتحقيق 27% طاقة نظيفة في 2030، وبالتالي الوصول إلى مستهدفات 2050، قبل الموعد.
وتصل القيمة الإجمالية لاستثمارات «ديوا» حتى 2028 إلى 42 مليار درهم، ما يعني تجاوز الاستثمارات التراكمية 260 مليار درهم.
بنهاية عام 2030، تهدف «ديوا» إلى زيادة قدرتها الإنتاجية من الكهرباء إلى 20 جيجاوات، منها نحو 5.3 جيجاوات من مصادر الطاقة النظيفة بنسبة 26.5%. وخلال نفس الفترة، تهدف الهيئة إلى أن تضيف إلى قدرتها الإنتاجية من المياه المحلاة 240 مليون جالون يومياً بتقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر.
الطاقة المتجددة والنظيفة
وفيما يتعلق بمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، فقد تم خلال العام 2024، إنجاز الإغلاق المالي للمرحلة السادسة بتكلفة 5.5 مليار درهم.
وستوفر هذه المرحلة الطاقة النظيفة لنحو 540,000 مسكن، وستسهم عند اكتمالها في تقليل 2.36 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
ويمتد المشروع على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً.
ولتنفيذ المرحلة السادسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أنشأت «ديوا» شركة «شعاع للطاقة 4» بالشراكة مع «مصدر» التي تمتلك 40% مقابل 60% حصة «ديوا».
وخلال العام 2023، دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المرحلتين الرابعة والخامسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وسيسهم في خفض أكثر من 6.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، حيث ستوفر هذه المرحلة، وتصل قدرتها إلى 900 ميجاوات، وفق نموذج المُنتِج المُستقِل للطاقة، إمدادات الطاقة النظيفة لنحو 270,000 مسكن في إمارة دبي، وتسهم في خفض 1.18 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
وخلال تدشين المرحلة الخامسة، أكد سموه أن دولة الإمارات تبادر دائماً لتكون في مقدمة دول العالم الساعية إلى صناعة مستقبل أكثر استدامة للبشرية من خلال الاستمرار في تنويع مصادر الطاقة مع التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، في إطار التزام الدولة بتطبيق نهج رشيد يرسخ دعائم الاستدامة ويسهم في الحفاظ على البيئة، والحرص على دعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة تبعات التغير المناخي والحد من الانبعاثات، مع إدراك الدولة لقيمة تكاتف الأمم والشعوب في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي المرتبط بمستقبل الإنسان ونوعية حياته.
وتم تنفيذ المشروع وفق نموذج المُنتِج المُستقِل للطاقة عبر شركة «شعاع للطاقة 3» من خلال الشراكة بين «ديوا» وتحالف أكوا باور ومؤسسة الخليج للاستثمار، وبلغت استثمارات المشروع ملياري درهم.
وكان صاحب السمو رعاه الله، دشّن في أواخر العام 2023، المرحلة الرابعة على مساحة 44 كم مربع وبتكلفة تتجاوز 15 مليار درهم. وضمت المرحلة أعلى برج للطاقة الشمسية المركزة في العالم على ارتفاع 263 متراً وأكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية في العالم.
يومها، قال صاحب السمو: «دولة الإمارات تتبنّى رؤية واضحة وأهدافاً محددة للتحول إلى واحدة من أكثر دول العالم استدامة، وهو ما يتضح في إطلاقها مشاريع نوعية للطاقة النظيفة والمتجددة بحلول مبتكرة تدمجها في مختلف المجالات الاقتصادية.. ومجمع الطاقة الشمسية يعكس التزامنا بتأسيس بنية تحتية عالمية المستوى تحقق أهداف الاستدامة وتضع أسساً متينة لمستقبل صديق للبيئة».
الهيدروجين الأخضر
وفي المسار الأخضر الذي تنتهجه دبي منذ سنوات، احتفلت دانة الدنيا عام 2024، بمرور 3 سنوات على مشروع «الهيدروجين الأخضر» الذي أنتج منذ إطلاقه في مايو/ أيار 2021 قرابة 90 طناً من الهيدروجين الأخضر.
ويعتبر المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية. وينتج المشروع الذي نفذته «ديوا» بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي، وشركة سيمنس للطاقة، نحو 20 كيلوجراماً من الهيدروجين الأخضر في الساعة، ويمكن لخزان غاز الهيدروجين تخزين ما يصل إلى 12 ساعة من الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة الشمسية، وتستخدم المحطة الهيدروجين من خلال محرك يعمل بغاز الهيدروجين بقدرة نحو 300 كيلووات من الطاقة الكهربائية.
محطة حتا الكهرومائية
وعلى صعيد تنوع موارد الطاقة، تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا»، على مشروع المحطة الكهرومائية بتقنية الطاقة المائية المخزنة في حتّا، حيث يتم تركيب المولدات في الموقع استعداداً للتشغيل التجريبي المتوقع في الربع الأول 2025.
واكتملت تعبئة السدّ العلوي للمحطة، الذي يتألف من جدار رئيسي بارتفاع 72 متراً، وسدّ جانبي بارتفاع 37 متراً، ضمن مراحل التحضير للتشغيل.
وتعتمد المحطة على المياه المخزنة في سدّ حتا وسدّ علوي جديد، حيث ستضخّ المياه باستخدام توربينات متطورة تعتمد على الطاقة النظيفة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية». وتعمل هذه التوربينات بطريقة عكسية لضخّ المياه إلى السدّ العلوي لتخزين الطاقة، ومن ثم استخدامها لتوليد الكهرباء عبر تدفق المياه من السدّ العلوي إلى سدّ حتا، بنفق مائي تحت الأرض بطول 1.2 كيلومتر.
وستصل كفاءة نظام إنتاج وتخزين الكهرباء إلى 78.9%، مع استجابة فورية للطلب خلال 90 ثانية. ومن المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية للمحطة إلى 250 ميغاوات، وسعة تخزينية تبلغ 1500 ميغاوات ساعة، مع عمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً.
ويُعدّ هذا المشروع الأول في منطقة الخليج العربي، وتبلغ قيمة الاستثمارات فيه 1.42 مليار درهم، ومن المتوقع الانتهاء منه في منتصف 2025. ويأتي ضمن رؤية شاملة لتطوير منطقة حتّا وتعزيز التنمية المستدامة فيها، بما يشمل توفير فرص عمل مبتكرة للمواطنين، ودعم استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي.
«ازرع الإمارات».. مواصلة إرث زايد
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، خلال العام 2024، البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» الذي يضم عدة مبادرات تدعم توجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية وتعزز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
وقال سموه بالمناسبة: «نطلق اليوم برنامجاً وطنياً لتنشيط وتحفيز القطاع الزراعي في دولة الإمارات.. وذلك ضمن اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء بمزارع المرموم... البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» هدفه مواصلة إرث زايد رحمه الله ووصيته في تشجير وتخضير وتعمير أرض الإمارات بالزراعة.. البرنامج الوطني هدفه نشر ثقافة الزراعة في كل مدرسة وبيت.. وفي أجيالنا الجديدة».
كما قال سموه: «برنامج «ازرع الإمارات»هدفه رفع أمننا الغذائي.. وتطوير تقنياتنا الزراعية.. وبناء شراكات جديدة مع القطاع الخاص ونشر الرقعة الخضراء في بلادنا لضمان استدامتها.. وضمن هذا البرنامج اعتمد مجلس الوزراء إنشاء المركز الزراعي الوطني.. والذي سيكون محركاً رئيسياً لهذا القطاع خلال الفترة القادمة.. عبر دعم القطاع فنياً وتقنياً.. وبناء شراكات.. وتأسيس مبادرات ومؤسسات.. ودعم المنتجات».
وتابع سموه: «زراعة الإمارات هي وصية زايد.. وهي ضمان وأمان.. وهي استدامة وعمران لهذه الأرض الطيبة وترابها الذي نعشقه.. وندعو الجميع للمشاركة في هذا المشروع الوطني عبر الأفكار والمشاريع والمبادرات ونشر ثقافة الزراعة وغرس بذرة اليوم ستنعم بها الأجيال القادمة بإذن الله».
وتتمثل أهم مستهدفات «المركز الزراعي الوطني» على مدى السنوات الخمس المقبلة (2025-2030) في زيادة المزارع المنتجة بنسبة 20%، وزيادة المزارع العضوية في الدولة بنسبة 25%، ورفع نسبة المزارع التي تتبنّى الحلول الذكية مناخياً إلى 30%، وتقليل الهدر في الإنتاج الزراعي بنسبة 50%، وزيادة العاملين في القطاع الزراعي بنسبة 15%، إضافة إلى رفع استخدام المنتج المحلّي في قطاع المطاعم والفنادق في الدولة بنسبة 25%، وحصول 85% من المزارع المحلية على ختم تصنيف الجودة.
تبـنّي حلول الطاقة النظيفة والمتجـددة خيار استراتيجي
يدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المسؤولية كقائد إماراتي يقدّم نموذجاً تنموياً للعالم أجمع، تجاه البيئة وتجاه مستقبل البشر.
ويقول سموه: «ندرك مسؤوليتنا تجاه البيئة وتجاه الأجيال القادمة ولا نتأخر عن الوفاء بما تمليه علينا من التزامات.. ملف الاستدامة في صدارة الأولويات.. وحريصون على مشاركة العالم في إنجاح أهدافه بمبادرات ومشاريع وأفكار تخدم التنمية المستدامة وتحافظ على البيئة.. تبنّي حلول الطاقة النظيفة والمتجددة خيار استراتيجي.. ونعمل مع شركائنا حول العالم لتعميم الفائدة ونشر أفضل الممارسات».
ويقول سموه: «إن سعينا لإقرار أسس الاستدامة نابع من حرصنا على ضمان مستقبل مزدهر لشعبنا وعزمنا على الإسهام في خلق مستقبل آمن لشعوب العالم».
يدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المسؤولية كقائد إماراتي يقدّم نموذجاً تنموياً للعالم أجمع، تجاه البيئة وتجاه مستقبل البشر.
ويقول سموه: «ندرك مسؤوليتنا تجاه البيئة وتجاه الأجيال القادمة ولا نتأخر عن الوفاء بما تمليه علينا من التزامات.. ملف الاستدامة في صدارة الأولويات.. وحريصون على مشاركة العالم في إنجاح أهدافه بمبادرات ومشاريع وأفكار تخدم التنمية المستدامة وتحافظ على البيئة.. تبنّي حلول الطاقة النظيفة والمتجددة خيار استراتيجي.. ونعمل مع شركائنا حول العالم لتعميم الفائدة ونشر أفضل الممارسات».
ويقول سموه: «إن سعينا لإقرار أسس الاستدامة نابع من حرصنا على ضمان مستقبل مزدهر لشعبنا وعزمنا على الإسهام في خلق مستقبل آمن لشعوب العالم».
اطبع المقال محمد بن راشد الطاقة التنمية المستدامة تابعوا حساب "الخليج" على منصة غوغل نيوز التقييمات Select ratingقيّم 1/5قيّم 2/5قيّم 3/5قيّم 4/5قيّم 5/5 Rate قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات https://tinyurl.com/4887ztn2 المزيد من الآراء مقالات المحرر الثقافي ملحمة وطن الأمجاد أخبار من الإمارات الإمارات داعمة عالمية لقضايا العمل المناخي والحلول المستدامة والمبتكرة مقالات بيتر جارنري الاستثمار في مجال الطاقة في ظل أزمة الطاقة المتفاقمة مقالات علي توفيق الصادق التنمية المستدامة في ظل فيروس «كورونا» إشترك بالنشرة الدورية للاشتراك بالنشرة الدورية يرجى إدخال بريدك الإلكتروني لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج" اشترك قد يعجبك ايضا عادي أخبار من الإمارات محمد بن زايد ومحمد بن راشد.. رفقة درب من عمر الوطن عادي أخبار من الإمارات إمارات التقدّم في مسارزايد وراشد وجهة نظر التوجيه لا التجريح عادي استراحة الخليج 8 عوائق خفية في العقول تقتل الفرص المهنية عادي استراحة الخليج جنادل أسوان.. ملتقى المصورين ومأوى الطيور مقالات سكان العالم وثنائية الحياة والموت مقالات روسيا ومعضلة إنهاء الحرب افتتاحية الخليج إسرائيل وتنفيذ القرار 1701 قائمة السفلي خدماتنا أعلن معنا الاشتراكات دليل المدينة مواقع أخرى حوارات The Gulf Today مجلة كل الاسرة عن الخليج اتصل بنا إشترك بالنشرة الدورية للاشتراك بالنشرة الدورية يرجى إدخال بريدك الإلكتروني لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج" اشترك اقرأ الصحيفة على مواقيت الصلاة Social icons RSS Youtube Instagram Twitter Facebook Linkedin NabdSecondary footer menu سياسة الخصوصية فهرس الموقع وظائف أخبار خاصة © 2025. حقوق النشر محفوظة "لصحيفة الخليج"
شارع الخان، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، ص.ب. 30
هاتف 0097165777777
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات محمد بن راشد الطاقة التنمية المستدامة مجمع محمد بن راشد آل مکتوم للطاقة الشمسیة صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد آل مکتوم النظیفة والمتجددة الهیدروجین الأخضر التنمیة المستدامة الطاقة النظیفة الطاقة الشمسیة دولة الإمارات ازرع الإمارات مصادر الطاقة ملیار درهم فی العالم نموذج الم رعاه الله
إقرأ أيضاً:
«الغرف النظيفة»..بيئة متقدمة لإنتاج الأقمار الاصطناعية
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةفي عصر تتسارع فيه وتيرة الابتكار الفضائي، تبرز «الغرف النظيفة» كأحد أكثر المكونات حيوية في سلسلة إنتاج الأقمار الاصطناعية، كما تتبوأ موقعاً متقدماً ضمن منظومة التصنيع الفضائي في دولة الإمارات، حيث تمثل بيئة متقدمة عالية النقاء تستخدم في تصنيع وتجميع مكونات الأقمار الاصطناعية الدقيقة. ومع تسارع خطط الدولة في التوسع بالقطاع الفضائي، برزت هذه الغرف كعنصر تقني حاسم في مشاريع فضائية رائدة مثل «خليفة سات»، ومسبار الأمل وMBZ-SAT، وأخيراً القمر العربي الأول 813.
توفر الغرف النظيفة في مركز محمد بن راشد للفضاء، والمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، بيئة خالية من الشوائب المجهرية، وفقاً لأعلى المعايير الدولية المعتمدة، ما يسهم في ضمان دقة مكونات الأقمار الاصطناعية وسلامتها خلال عمليات الإطلاق والتشغيل في المدار، ويعد هذا التقدم جزءاً من التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو توطين الصناعات الفضائية المتقدمة، وتعزيز الكوادر الوطنية في مجالات التكنولوجيا الدقيقة.
وتعد الغرف النظيفة بيئات معقمة ومتحكم فيها بدقة من حيث درجة الحرارة، والرطوبة، والضغط ونسبة الجزيئات الدقيقة مثل الغبار أو البكتيريا في الهواء، وتستخدم هذه الغرف في صناعات متقدمة تشمل الإلكترونيات الدقيقة، والصناعات الدوائية، وكذلك قطاع الفضاء، وعند تصنيع الأقمار الاصطناعية، يعد التحكم في الجزيئات الدقيقة أمراً بالغ الأهمية، حيث يمكن لأي ذرة غبار أن تعيق وظيفة بعض الأجهزة، أو تتلف مكوناً إلكترونياً بالغ الدقة، ما يهدد نجاح المهمة بالكامل.
وتم تصميم هذه الغرف وفقاً لمواصفات دولية صارمة، بما يتوافق مع معيارISO14644-1، وتصنف الغرفة حسب عدد الجزيئات المسموح بها في كل متر مكعب من الهواء، وعلى سبيل المثال، فغرفة التصنيع الخاصة بالقمر الاصطناعي MBZ-SAT تصنف ضمن ISO Class8 أو أفضل، مما يعني بيئة فائقة النقاء تقل فيها الجزيئات المجهرية عن 100.000 جزء في المتر المكعب.
ويتمثل دور الغرف النظيفة في تصنيع الأقمار الاصطناعية من خلال تجميع المكونات الدقيقة، حيث يتم تجميع أجزاء القمر الاصطناعي داخل الغرفة النظيفة من قبل مهندسين وفنيين يرتدون ملابس واقية كاملة، لتفادي أي تلوث ناتج عن الجلد أو الشعر أو حتى التنفس. كما يتم إجراء اختبارات البيئة الفضائية، حيث إن، بعض الغرف النظيفة تحتوي على غرف فرعية مخصصة لاختبارات البيئة الفضائية، مثل الاهتزازات، وتغيرات الضغط ودرجة الحرارة.
كما يتضمن دور الغرف النظيفة في تكامل الأنظمة البصرية والحساسات، حيث تعتبر الحساسات والكاميرات عالية الدقة من أكثر الأجزاء حساسية، وتتطلب بيئة خالية من أي جزيئات لضمان عدم التأثير على العدسات أو العدادات. كما يتم إجراء الفحص النهائي قبل الإطلاق، وذلك قبل تعبئة القمر الاصطناعي، وشحنه إلى موقع الإطلاق، حيث يتم إجراء الفحص النهائي في الغرفة النظيفة لضمان جاهزية كل الأنظمة.
ويعد القمر «خليفة سات»، الذي تم إطلاقه في عام 2018، أول قمر اصطناعي يتم تطويره بالكامل بأيادٍ إماراتية داخل الغرف النظيفة في الدولة، وتبعه مشروع MBZ-SAT، الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث الدقة والتقنيات البصرية، وكلا المشروعين استندا إلى البنية التحتية المتقدمة للغرف النظيفة في مركز محمد بن راشد للفضاء، التي تضاهي مثيلاتها في وكالات فضاء عريقة.
ويتم حالياً إجراء الاختبارات التي تسبق عملية الإطلاق للقمر العربي 813 في الغرفة النظيفة التابعة للمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، والذي يهدف إلى تطوير برامج أبحاث وطنية في علوم وتكنولوجيا الفضاء لخدمة أجندة الابتكار الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإجراء أبحاث متطورة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، بالإضافة إلى تعليم وتدريب كوادر وطنية متخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وابتكار تقنيات ومعارف في هذا المجال ليتم تحويلها للقطاع الصناعي، وتعزيز ثقافة علوم وتكنولوجيا الفضاء من خلال برامج تعليمية ومعارض وأنشطة متنوعة.
دور جامعة الإمارات
يعزز المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء دور جامعة الإمارات بصفتها جهة أكاديمية بحثية تدعم الخطط الاستراتيجية للدولة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، ليصبح أحد أهم مراكز الفضاء في المنطقة، ويختص المركز بمجالات الأبحاث والتطوير، والتعليم العالي، والتواصل المجتمعي، وتتمثل أولويات المركز في التميز في مجال علوم الفضاء، والريادة في مجال هندسة وتكنولوجيا الفضاء، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية.
كما تشكل الغرف النظيفة أيضاً ساحة تدريب حقيقية للكوادر الوطنية، حيث يخضع كل مهندس يعمل داخلها لتدريب متخصص يشمل العمل في بيئات خالية من التلوث، والتعامل مع المواد شديدة الحساسية، والتحكم بالاستاتيكية الكهربائية، بالإضافة إلى تحليل البيانات الدقيقة المرتبطة بالتصنيع الفضائي. ومع إطلاق مشاريع جديدة مثل المنصة الجيومكانية الوطنية وبرنامج استكشاف القمر، تتجه دولة الإمارات إلى تطوير غرف نظيفة أكثر تطوراً، تتيح تصنيع أقمار استشعار أصغر حجماً وأكثر دقة، وتحتضن برامج بحثية مشتركة مع وكالات عالمية، مثل وكالة الفضاء اليابانية، ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا».