البقر بين الألواح الشمسية.. مستقبل الطاقة النظيفة في الحقول والمراعي
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
يزداد تركيب أنظمة الطاقة الكهروضوئية، ليس فقط على الأسطح، بل أيضًا في الأراضي المفتوحة. ولا يحظى هذا دائمًا بقبول المواطنين.
إلا أن ما يُعرف بالأنظمة الكهروضوئية الزراعية (Agri-PV) يحظى بقبول أكبر، كما أثبت باحثون في جامعة بون.
في هذه الحالة تركب الخلايا الشمسية في مساحات زراعية، مثل المراعي أو كغطاء فوق كروم العنب.
ووفقًا لدراسة استقصائية شملت ما يقرب من 2000 شخص، يحظى هذا الشكل من الطاقة بقبول أكبر بكثير من محطات الطاقة الشمسية التقليدية، وقد نشرت الدراسة في مجلة سياسة استخدام الاراضي
تُعد الطاقة الشمسية مصدرًا مهمًا للطاقة الصديقة للبيئة ومع ذلك، فإن الألواح الحساسة للضوء تشغل مساحةً كبيرة، كما يعتبرها كثير من المواطنين غير جذابة ومزعجة، خصوصًا إذا تم التضحية بالأراضي الزراعية أو المراعي من أجلها.
أحد البدائل هو ما يعرف بالأنظمة الكهروضوئية الزراعية، التي يتم فيها تركيب الألواح على أراضٍ لا تزال تستخدم للزراعة، مثل حقول الحبوب، والمراعي، وبساتين التفاح، وكروم العنب.
ويوضح هندريك زيديس من مركز أبحاث التنمية (ZEF) في جامعة بون: “إنها عادةً ما تقلل من العائد، لكنها تنشئ أحيانًا تآزرا”، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الخلايا الشمسية كغطاء شفاف لحماية أشجار الفاكهة أو كروم العنب من البرد أو أشعة الشمس القوية.
وفي حقول القمح، تُستخدم كحماية من الرياح، مثل الجدران أو الأسوار.
الأبقار ترعى بين الألواح الشمسية
تُظهر الدراسة أن أنظمة الطاقة الكهروضوئية الزراعية تحظى بقبول أكبر بكثير بين الجمهور، مقارنةً بمحطات الطاقة الشمسية التقليدية.
جاء ذلك من خلال استطلاع إلكتروني شمل نحو 2000 شخص في ألمانيا، نفذه زيديس إلى جانب الدكتور مارتن بارلاسكا، والبروفيسور الدكتور ماتين قائم، مدير مركز أبحاث الطاقة المتجددة (ZEF).
تم اختيار المشاركين ليعكسوا التوزيع السكاني الألماني من حيث العمر والجنس والتعليم والدخل ومكان الإقامة.
وقد تم تزويدهم بمعلومات عن مزايا وعيوب الطاقة الشمسية بأنواعها.
وزع المشاركون عشوائيًا على ثلاث مجموعات، شاهدت المجموعة الأولى صورًا لمرعى، وللمقارنة، مرجًا تتخلله صفوف من الألواح الشمسية بين الأبقار الراعية.
أما الثانية، فشاهدت صورًا لحقل قمح مع وبدون ألواح شمسية، والثالثة شاهدت صورًا لكرم عنب في نفس السياق.
قال زيديس: “سألنا المشاركين عن تقييمهم للتدخل البيئي، ومدى جاذبية المناطق، وقيمتها الترفيهية”.
كما سُئلوا عن استعدادهم لدفع مزيد من المال مقابل الكهرباء المنتَجة من هذه المناطق، أو إن كانوا مستعدين لدفع المال لمنع إنشاء المحطة.
44% يرغبون في دفع المزيد مقابل الكهرباء الزراعية
أظهرت النتائج أن الطاقة الكهروضوئية الزراعية نالت قبولًا أكبر بكثير، بغض النظر عن نوع المشهد المعروض.
فقد أبدى نحو 44% استعدادهم لدفع المزيد مقابل كهرباء مُنتجة بهذه الطريقة، مقابل 29% فقط في حالة المحطات التقليدية.
كما أن 2.9% فقط أبدوا استعدادهم لدفع أموال لمنع إقامة تلك المحطات الزراعية، مقارنة بـ 4.8% بالنسبة للتقليدية.
ورغم أن غالبية المشاركين اعتبروا أن الطاقة الشمسية تؤثر على جمالية المناظر الطبيعية، فإن هذه الآثار كانت أقل في حال الأنظمة الزراعية، ربما لأنها تجمع بين إنتاج الطاقة والغذاء، دون التضحية بالأرض الزراعية.
وسيلة فعالة لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة
يؤكد البروفيسور ماتين قائم، عضو مشروع “المستقبل المستدام” في جامعة بون، أن “الاستطلاع كان افتراضيًا، والمشاركون لم يُطلب منهم إنفاق أموال حقيقية، لكن النتائج تسمح باستنتاج أن الأنظمة الزراعية الكهروضوئية تحظى بقبول أكبر.”
وبالتالي، يمكن اعتبار هذا النموذج وسيلة فعالة لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة دون التسبب في صراعات مجتمعية أو المساس بالأمن الغذائي.
مع ذلك، يلفت زيديس النظر إلى بعض التحديات، مثل التكلفة المرتفعة لهذه الأنظمة مقارنةً بالأنظمة التقليدية في الأراضي المفتوحة، كما أن إنتاجها من الكهرباء أقل، ما يجعل استرداد تكلفتها بطيئًا.
ويقول: “بدون الدعم، من غير المرجح أن تُركب هذه الأنظمة على نطاق واسع.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البقر الألواح الشمسية مستقبل الطاقة النظيفة الألواح الشمسیة الطاقة الشمسیة
إقرأ أيضاً:
«المؤتمر العالمي للمرافق» يضيء على مستقبل القطاع دولياً
أبوظبي: «الخليج»
تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي، تستضيف شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) بين 27 و29 مايو الجاري في مركز أدنيك أبوظبي، فعاليات النسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للمرافق تحت شعار «الابتكار لعصر جديد في قطاع المرافق».
وتتضمن الفعاليات، التي تنظمها شركة «دي إم جي إيفنتس»، تنظيم مؤتمر استراتيجي يجمع نخبة من أبرز القادة العالميين في قطاعي المرافق والطاقة، لتعزيز الحوار والتعاون الدولي الرفيع، لا سيما في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم تزايداً في الطلب على الطاقة، بالتوازي مع تنامي الحاجة لتنويع أنظمة المرافق، والتوقعات التي تشير إلى ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية بنسبة 3.4% سنوياً حتى عام 2026، إلى جانب تنامي أهمية الصلة بين قطاعي الطاقة والمياه، وتلقي على عاتق قادة القطاعين مسؤولية تطوير أنظمة أكثر ذكاءً ونظافة ومرونة.
وتركز دورة هذا العام على أهمية التحول الاستراتيجي، حيث تهدف إلى تسريع الانتقال نحو منظومة مرافق عالمية تعاونية ومدعومة بالوسائل الرقمية.
ويستضيف المؤتمر 130 متحدثاً دولياً في 30 جلسة حوارية، وعدداً من الوزراء وصنّاع السياسات والرؤساء التنفيذيين، لوضع خريطة طريق تعزز الجهود الرامية إلى تحقيق مستقبل منخفض الانبعاثات الكربونية ومتقدّم رقمياً وآمن مائياً. كما تضيء على أهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ومرونة الشبكات الذكية والتمويل المستدام.ويناقش خبراء الطاقة الدوليون أبرز التحديات التي تواجه القطاع، بما في ذلك دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع إدارة البصمة الكربونية، وتطوير نماذج استثمار مبتكرة تُسهم في توفير 1.5 تريليون دولار سنوياً، مطلوبة للاستثمار في الطاقة المتجددة، وتمكين القطاع من تبنّي خيارات أكثر مرونة في عالم يزداد اعتماده على طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وقال كريستوفر هدسون، رئيس شركة «دي إم جي إيفنتس»: «يشكّل المؤتمر منصة محورية تجمع قادة القطاع من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة الأولويات ومشاركة الرؤى وتوحيد الجهود نحو تحقيق تقدم ملموس. وتتميّز دورة هذا العام بتركيزها على النتائج العملية، بسلسلة من الجلسات التي تجمع الوزراء والرؤساء التنفيذيين ورواد التكنولوجيا، بما يعزز فرص التعاون ويُسهم في بناء مستقبل أكثر كفاءة وترابطاً واستدامة على مستوى القطاع».
وقالت المهندسة هبة عباس، رئيسة لجنة الاستدامة بجمعية المياه الكويتية، التي ستشارك في حلقات النقاش الحصرية للقادة: «المؤتمر منصة مبتكرة للتعاون تمهد الطريق نحو مرحلة جديدة من الممارسات المتجددة والابتكار في الأنظمة. ولمواجهة التحديات البنيوية في إدارة المياه، نحتاج إلى بناء شراكات متعددة الأطراف وفعّالة تعود بأثر إيجابي ملموس. وعند تصميم البنية التحتية لأنظمة المياه بطريقة تتجاوز المفهوم التقليدي القائم على الأنابيب والمضخات فقط، سنتمكن من بناء أنظمة مرنة وشاملة قادرة على التكيف مع الأزمات المناخية والتحديات المستقبلية».
وقالت ميرتل دووز، الرئيسة التنفيذية لمركز تقنيات الحياد المناخي: «يشهد قطاع المرافق تحوّلاً جذرياً مدفوعاً بتطلعات العملاء الذين يطالبون بأساليب أكثر استدامة ومرونة وتخصيصاً للتعامل مع الخدمات الأساسية مثل الطاقة والمياه. والتكنولوجيا محرّك أساسي لهذا التحول، ويجب أن تواكب وتيرة التغيير المتسارع للتقدم العالمي. وتسرني المشاركة في المؤتمر لاستكشاف الطرائق التي يمكن فيها للابتكارات أن تعيد رسم ملامح قطاع المرافق وتسهم في بناء مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة للجميع».
وتركز خطة المؤتمر على الدور المحوري للمياه في التكيف المناخي، وتستكشف إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات، وتبحث في قدرة إعادة تخصيص رأس المال وآليات التمويل المبتكرة وقدرتها على تحفيز الاستثمار في البنية التحتية للشبكات والمياه النظيفة.
ويرسخ المؤتمر، بذلك مكانته مرجعيةً أساسيةً لقطاع المرافق العالمي. وفي ضوء التوجه العالمي المتسارع نحو تحقيق الأهداف المناخية، تؤكد أبوظبي دورها مركزاً للرؤية الاستراتيجية والإرادة الجماعية والابتكار العملي.