عربي21:
2025-08-02@14:44:29 GMT

البرش.. صلابة حكيم في شمال غزة الدامي (بورتريه)

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

البرش.. صلابة حكيم في شمال غزة الدامي (بورتريه)

يرفض أن يغادر "ميدان الشرف"، بحسب قوله، رغم المجاعة والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.

يواصل الحمد والشكر على النعماء والضراء، لأن "العيش في غزة هاشم يكفي للحمد.. صابرون لا يهمهم من خالفهم"، كما يقول.

ابن جباليا شمالي قطاع غزة، حيث ولد منير البُرش في عام 1971، وفيها تلقى تعليمه الأساسي.


التحق بجامعة "ياش" برومانيا وحصل منها على بكالوريوس في الصيدلة، ثم حصل على درجة الماجستير في الإدارة والسياسات الصحية من جامعة القدس الفلسطينية.

وقبل توليه منصب المدير العام لوزارة الصحة، تنقل في العديد من المناصب الحكومية، منها منصب المدير العام للصيدلة لمدة 12 عاما.

عرف البرش بنشاطه المجتمعي والخيري الواسع، حيث يرأس مجلس إدارة "الجمعية الوطنية للتطوير والتنمية"، وهو رئيس مجلس إدارة "مؤسسة نماء للتنمية والتطوير"، و مجلس إدارة "كلية نماء للعلوم والتكنولوجيا"، ومجلس إدارة "نادي نماء الرياضي"، و مجلس إدارة "دار القرآن الكريم" في جباليا، ومدير مكتب "الندوة العالمية للشباب الإسلامي".

برز خلال الحرب الهمجية والمتوحشة والموحشة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كأحد أهم الوجوه التي تكافح الاحتلال وتكشف جرائمه، رغم المخاطر الشديدة التي تواجهه، وخاصة خلال حصار مستشفى الشفاء.

وعقب خروجه مجبرا من "الشفاء"، واصل البرش نضاله وكفاحه وصموده الطبي والإنساني، حيث توجه إلى مشافي شمالي قطاع غزة، وخاصة المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان، وظل صوت غزة الذي لم يهدأ.

وقف بشجاعة نادرة لدى وصول الدبابات الإسرائيلية إلى مداخل المستشفى، قصف عنيف لسطح المستشفى مستهدفا ألواح الطاقة الشمسية بهدف قطع التيار الكهربائي عن المجمع الطبي، ثم استهداف كل من يتحرك بالقرب من النوافذ.


وحين اتصل أحد ضباط الاحتلال بالدكتور البرش مبلغا إياه أن الجيش سيقتحم المستشفى بعد قليل، طالبا منه النزول لمقابلته، رفض وقال له "لن أسلمك رقبتي لتقتلني في الخفاء، إذا أردت أن تقابلني أنا موجود في الأعلى".

كان البرش حينها على الهواء على قناة "الجزيرة مباشر" ومع رغبة البرش في إنهاء المداخلة لورود اتصال جديد من الجيش، سأله المذيع كيف نطمئن عليكم؟ أجابه البرش سريعا: "إذا بقينا أحياء سنتواصل، وإذا استشهدنا نلتقي في الجنة".

اقتحم الجيش المستشفى، قتل واعتقل المئات، وأجبر من تبقى على النزوح نحو جنوب القطاع، لكن البرش توجه إلى الشمال والتحق بمستشفى كمال عدوان ليمارس عمله، وما هي إلا أيام قليلة حتى شن الاحتلال هجوما على المستشفى.

غارات لإرهاب الجرحى والنازحين والفرق الطبية، ثم حصار، قبل قيام جرافات جيش الاحتلال بتدمير خيام كان يتواجد بها جرحى في ساحة المستشفى، ثم جرفها بمن فيها تحت الركام، شهود العيان نقلوا أن أصوات صراخ الجرحى كانت تملأ آفاق الساحة أثناء دهس جرافات الاحتلال لأجسادهم المنهكة قبل أن  تدوسهم الجرافات.

بعد خروج مستشفى كمال عدوان عن العمل، توجه البرش إلى مركز طبي في مخيم جباليا لإكمال رسالته، بعدها بأيام، بدأ الاحتلال اقتحام جباليا، وكما جرت العادة، كان أول ما يريد الجيش تدميره هو المراكز الطبية، وقاموا بحرق المركز الطبي.

ودفع الدكتور البرش ثمن صموده وتحديه لجيش الاحتلال بأن أصيب بجروح مع جميع أفراد عائلته، واستشهدت ابنته جنان في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا في كانون الأول/ ديسمبر 2023، وظهر البرش في مقطع مصور وهو يعانق ابنته الشهيدة، رغم إصابته وعدم قدرته على الحراك، في لحظات مؤلمة انتشرت بشكل واسع في منصات التواصل الاجتماعي.

وقال البرش خلال وداعه ابنته: "هذه ابنتي نامت بحضني وفدتني بروحها".

وأضاف "اللهم هذه ابنتي وهبتها إليك. هذه ابنتي حفظت كتاب الله وكانت تريد أن تسرد القرآن على جلسة واحدة في صفوة الحفاظ. أخذتها شهيدة فاقبلها يا رب".

واضطر البرش لاستخدام الكرسي المتحرك، بعدما تعرض لكسر في الفقرة الرابعة في العمود الفقري، الأمر الذي استدعى تدخلا طبيا وعملية جراحية استمرت 6 ساعات متواصلة.

ونقل إلى إحدى النقاط الطبية بعد ما حطم جيش الاحتلال جميع مرافق المنظومة الصحية في شمال غزة.


ويشن الجيش الإسرائيلي، وفق مؤسسات صحية وحقوقية، حملة شرسة وممنهجة ضد مستشفيات غزة والقطاع الطبي بكامله، وأخرج كامل القطاع من الخدمة، منذ بداية حربه على غزة، ما جعل مئات الآلاف من الجرحى والحوامل والأطفال والمرضى المزمنين، بلا خدمات صحية.

وهناك أكثر من 25 مستشفى من أصل 38 دمرها الاحتلال وأخرجها عن الخدمة، في الوقت الذي أصبحت فيه محافظة الشمال خاوية كأنها أطلال.

يكشف البرش أن الاحتلال يستخدم أنواع من الأسلحة في شمال قطاع غزة للمرة الأولى "تجرب علينا أسلحة لا نعرفها، تلقي قنابل بأصوات مرعبة وعندما يقترب منها الشخص مسافة 200-300 متر يتبخر الشخص".

وأضاف بأن هذه الأسلحة عندما تلقى على بنايات سكنية تجعلها قطع صغيرة وفتاتا "نحن نحتاج إلى لجنة تحقيق دولية حتى تكشف لنا ماذا تفعل إسرائيل  بنا". كما يقول البرش.

ولا يتوقف البرش أبدا عن الحديث عن مستشفى كمال عدوان ومديره الدكتور حسام أبو صفية المعتقل في "سدي تيمان" المسلخ البشري بصحراء النقب. كاشفا بأن الاحتلال خدع المنظمات الدولية وأوهمها بإدخال مساعدات لمستشفى كمال عدوان قبل اقتحامه.

وأكد أن الاحتلال اعتقل الدكتور أبو صفية بعد ضربه بشكل مبرح وبشكل وحشي وأجبره على خلع ملابسه، كما استخدم الاحتلال مدير المستشفى درعا بشريا بعد أن ألبسوه ملابس الاعتقال.

ولا يعرف حتى الآن مصير 10 من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان الذين اعتقلوا مع أبو صفية. كما أن هناك أشخاصا كانوا في المستشفى استشهدوا حرقا بعدما حاولوا إخماد النيران بأقسامه.

البرش يحذر من أن الاحتلال يعمل الآن على إخلاء المستشفى الإندونيسي بعد أن دمر البنى التحتية فيه، وأخرج ما يقارب 30 مريضا منه.

وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيدا وجريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ويواصل الاحتلال مجازره متجاهلا مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، بينما وصفته الأمم المتحدة وسلطات القطاع بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة".

البرش لم يفقد إيمانه أو صلابته برغم قسوة الظروف والأوضاع التي لا تطاق حين نصفها فكيف بالمعاناة اليومية لنحو 2.0 مليون فلسطيني يعانون أهوالها منذ أكثر من 14 شهرا.

ويصف البرش المعاناة بغزة بشكل أكثر دقة ووجعا: "بينما يموت أطفال غزة من البرد، ينعم أطفال العالم بالدفء".

ويشكو النازحون في هذه المنطقة المفتوحة المطلة مباشرة على البحر الأبيض المتوسط من الأجواء الباردة جدا خلال فصل الشتاء.

ويعاني النازحون داخل الخيام المصنوعة من القماش والنايلون من ظروف معيشية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفراش والأغطية، حيث تتفاقم مع فصل الشتاء.

ويدرك الدكتور منير البرش تماما بأن مصيره لن يختلف عن مصير رفاقه، حيث قتل الاحتلال أكثر من 1000 من العاملين في القطاع الصحي. لكنه يجد نفسه أمام اختبار الإيمان وحسن الظن، أمام لحظة الحقيقة التي تبقى خالدة على مر الزمن، وهي البقاء بين شعبه حتى النصر أو الشهادة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه الفلسطيني غزة البرش الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المستشفيات البرش بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مستشفى کمال عدوان أن الاحتلال مجلس إدارة قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة

نجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ضمن" عملية الفارس الشهم 3"، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.
وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى واحترافية عالية ظهرت جليا من خلال التواجد على أرض الواقع سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة لتقديم العلاج والرعاية الطبية، إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة.
ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل قطاع غزة، منذ تدشينه في ديسمبر 2023 تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة متطوعين طبيين.وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي أكثر من 51 ألف حالة شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوجرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية شديدة الخطر.
وأرسلت دولة الإمارات في فبراير 2024 مستشفى عائما متكاملا إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.
ويضم المستشفى العائم طاقما طبيا وإداريا من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وقد نجح المستشفى حتى أبريل الماضي بالتعامل مع نحو 10370 حالة.
وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.
وعملت دولة الإمارات في موازاة ذلك، على نقل الحالات الطبية الحرجة إلى أراضيها للعلاج وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات.. كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وفي 14 مايو الماضي وصل العدد الإجمالي للمرضى والمرافقين الذين تم نقلهم إلى الإمارات إلى 2634، ما يجسد حرص الدولة على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفياتها.وتستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الأزمة.
وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية "التراساوند" وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.
وبعد مرور 500 يوم على إطلاق "عملية الفارس الشهم 3"، قدمت الإمارات أكثر من 1200 طن من المواد والمستلزمات الطبية دعما للمستشفيات المحلية في قطاع غزة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات.
ونفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.
وفي السياق ذاته، أرسلت دبي الإنسانية خلال الفترة من الأول من يناير حتى 24 أبريل 2025 ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري دعما للأشقاء الفلسطينيين في غزة، نقلت على متنها حوالي 256 طناً مترياً من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وتعزيزا للصحة العامة والوقاية من الأمراض السارية، تسهم الإمارات عبر مشروعات ومبادرات نوعية في توفير المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما تنفذ مجموعة من مشروعات إصلاح شبكات الصرف الصحي بهدف الحد من التلوث ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

 

 

أخبار ذات صلة ركنة تسجل أدنى درجة حرارة في الإمارات الإمارات تواصل إنزال المساعدات جواً لإغاثة سكان غزة

 
 
 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 60.430 شهيدا و148.722 مصابا
  • عاجل.. 35 شهيدًا جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في محور زيكيم شمال غزة
  • 12 شهيدا في عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • شهداء ومصابون جراء عدوان الاحتلال على الفلسطينيين بمختلف أنحاء غزة
  • تدمير دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا في عملية نوعية شمال مدينة جباليا
  • عملية نوعية لـكتائب القسام شمال غزة
  • الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في قطاع غزة
  • الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة
  • 700 شهيد وجريح في مجزرة ضد منتظري المساعدات شمال غزة
  • 60,138 شهيدا منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة