دفع القطاع الزراعي خلال الأعوام الأخيرة الحيّز الأكبر من الخسائر، إلا أن العام 2024 كان الأكثر قساوةً. فبعد التحديات المتلاحقة منذ العام 2019  وكل الانهيار الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي، ازداد وضع القطاع الزراعي سوءاً بسبب العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير 68% من الأراضي المزروعة، مما تسبب في نزوح آلاف المزارعين وتعطيل سلاسل الإنتاج الزراعي.

فهل من فرص للإصلاح؟

تواجه الزراعة في لبنان العديد من التحديات والمشاكل التي تؤثر على إنتاجية القطاع الزراعي وتنميته بشكل مستدام، ومن أبرز التحديات التي واجهها القطاع الزراعي ومعه المزارعين خلال العام المنصرم، التغير المناخي وتأخر هطول الأمطار، بحسب رئيس حزب البيئة العالمي د. دومط كامل.

تحديات وصعوبات
ووفق ما قاله كامل لـ"لبنان 24"، ليس التغير المناخي وحده على رأس قائمة التحديات، إنما أثّر تحويل معظم الأنهار في لبنان إلى مجارٍ للصرف الصحي والصناعي بشكل مباشر على المزروعات وريّها وخاصة جوانب نهر الليطاني وسواه، ما انعكس سوءاً على الإنتاج والمحاصيل الزراعية وبالتالي تصديرها للخارج.
إلى ذلك، شدد كامل على أن الحرب الإسرائيلية على لبنان أدّت إلى تدمير مناطق زراعية بأكملها، لافتاً إلى أن المزارعين زرعوا أراضيهم هذه السنة حوالى الثلاث مرات، وفي كل مرّة كانت الأراضي تتدمّر إثر العدوان.
وقال: "تمت الزراعة الأولى في شهر أيلول، إلا أن الأمطار لم تتساقط بشكل كافٍ، ومن ثمّ في تشرين الأوّل ثم في تشرين الثاني، وصولاً إلى بداية كانون الثاني حيث لم تتساقط الأمطار أيضاً بشكل وافر، ما أجبر مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان لإعلان خطّة طوارئ لأن المياه لم تكن تصل للمواطنين سوى لساعات معدودة كل 4 أيام".
وأكد كامل أن المزروعات والأشجار المثمرة تكبّدت خسارات كبيرة لأن المحصول تأثر بالحرارة العالية أولاً وانقطاع المياه لمدة 170 يوماً، وبالتالي فقد اضطرّ المواطن لمواجهة إنتاج متدّن وكلفة عالية في السوق.
وفي حين اعتبر كامل أن القطاعات تأثرت بسبب التحديات التي واجهها القطاع الزراعي، ومنها العمالي والصناعي والغذائي، شدّد على أهمية وجود خطط وجهوزية لحماية الإنتاج الزراعي مستقبلاً.
ومن هنا، أكّد وجوب تدخل الوزارات المختصّة لوضع خطط جدية لإصلاح الإنتاج الزراعي برمّته خاصة وأن المنطقة دخلت في التغيّر المناخي من بابه العريض.
ولا يمكن الحديث عن التحديات التي واجهها القطاع الزراعي في لبنان مؤخراً من دون الإتيان على ذكر التهريب عبر الحدود إلى دول مثل سوريا والعراق والأردن وما يسببه من منافسة غير عادلة للمنتجات اللبنانية، وقد انعكس هذا الأمر على الأسعار في السوق المحلي، مما يضر بالمزارعين اللبنانيين.
كما أن عدم توفر الموارد الكافية للاستثمار في البنية التحتية أو لتقديم الدعم المالي والتقني للمزارعين يشكّل أيضاً صعوبة في درب القطاع الزراعي الناجح.
علاوة على ذلك، فقد شكّلت منافسة المنتجات المستوردة بدورها تهديدًا للمزارع المحلي، فهذه المنتجات غالبًا ما تكون أرخص من تلك المحلية بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج في بعض الدول.
حلول محتملة
يركن المختصّون في الشأن البيئي والزراعي إلى مجموعة من الحلول للنهوض بالقطاع، ومنها تحفيز الاستثمارات في البنية التحتية الزراعية، مثل تحسين شبكات الري والطرق، وتطوير الأسواق الزراعية.
كما يمكن تحسين إدارة المياه من خلال اعتماد تقنيات الري الحديثة كالري بالتنقيط، وكذلك إنشاء مشاريع لزيادة مخزون المياه وتخزينها.
ويدعو مختصّون لتقديم برامج تدريبية للمزارعين بشأن تقنيات الزراعة الحديثة وإدارة الإنتاج، فضلاً عن إصلاح السياسات الزراعية عبر وضع خطة استراتيجية لدعم القطاع الزراعي، مع زيادة الحوافز المالية للمزارعين.
وفي المحصّلة، إذا تمّت معالجة هذه التحديات بشكل منهجي، فإن القطاع الزراعي يمكن أن يعود كما كان دوماً، ركيزة مهمة في الاقتصاد الوطني، ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في البلاد.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القطاع الزراعی

إقرأ أيضاً:

بدء تصوير الموسم الجديد من “ذا فويس: أحلى صوت” في الأردن

صراحة نيوز- تُعلن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عن بدء مجموعة MBC، أكبر مجموعة إعلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بتصوير الموسم الجديد من برنامج المواهب الغنائية “ذا فويس: أحلى صوت” في استوديوهات “أوليفوود” بالأردن، إلى جانب تصوير الموسم الجديد من “ذا فويس كيدز”، وذلك على مدار أربعة أشهر متواصلة.

وأوضحت الهيئة أن اختيار الأردن لاستضافة التصوير جاء ثمرة جهود استمرت لسنوات لتعزيز موقع المملكة على خريطة الإنتاج التلفزيوني والسينمائي عالي الجودة، وترسيخ مكانتها كمركز ثقافي وإبداعي في قلب العالم العربي.

ويشكل هذا الإنتاج الضخم فرصة مميزة لتسليط الضوء على المواهب الوطنية واستثمارها، إلى جانب تنشيط قطاع الصناعات الإبداعية الذي يمتلك إمكانات اقتصادية كبيرة لتوليد فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إذ يوفر المشروع مئات الوظائف للكوادر الأردنية من مصورين، ومهندسي صوت، وفنيي إضاءة، ومصممي أزياء، فضلاً عن التعاقد مع 16 شركة أردنية في مجالات الخدمات اللوجستية والتجهيزات الفنية.

وزير السياحة والآثار، الدكتور عماد حجازين، أعرب عن أهمية استضافة الأردن لهذا العمل العربي الضخم، مؤكداً أن هذه الخطوة تبرهن على الثقة الإقليمية والدولية بالقدرات الأردنية في مجال تقديم خدمات الإنتاج الفني عالية الجودة، وتعكس في الوقت نفسه غنى وتنوع البيئة السياحية والثقافية في المملكة.

وأضاف حجازين أن الوزارة تنظر إلى هذا الحدث كمنصة استراتيجية لتسويق الأردن على مستوى أوسع، من خلال إبراز مواقع سياحية وأثرية متميزة ستظهر أمام ملايين المشاهدين، ما يسهم في زيادة الوعي العالمي بالوجهات الأردنية وتحفيز حركة السياحة إلى المملكة.

المدير العام للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، مهند البكري، أكد أن هذا المشروع يعكس نجاح جهود الهيئة في تطوير البنية التحتية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني بالأردن، ويبرهن على القيمة المضافة لاستوديوهات “أوليفوود”.

وفي هذا السياق، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة، الدكتور عبدالرزاق عربيات، إن استضافة الأردن لتصوير أحد أبرز برامج المواهب في العالم العربي تمثل فرصة تسويقية غير مسبوقة للترويج للمملكة كوجهة سياحية وإبداعية في آن واحد، مشيراً إلى أن المشاهد التي ستُعرض خلال حلقات البرنامج ستعكس تنوع المنتج السياحي الأردني من طبيعة وتراث وحضارة، وستصل إلى جمهور واسع يضم عشرات الملايين في العالم العربي.

وأكد عربيات أن هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع استراتيجية الهيئة في الاستفادة من الإنتاجات الفنية والإعلامية الكبرى لتعزيز الصورة الإيجابية عن الأردن وجذب مزيد من الزوار، موضحاً أن التعاون مع مجموعة MBC والهيئة الملكية الأردنية للأفلام يرسخ الشراكة بين القطاعات السياحية والثقافية والإبداعية لتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة.

من جانبه، شدد رئيس مجلس إدارة استوديوهات أوليفوود، رجا غرغور، على أهمية قطاع الصناعات الإبداعية ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، باعتباره رافعة لفرص العمل للشباب الأردني خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن استضافة إنتاج عالمي بهذا الحجم نتاج تعاون وثيق بين المؤسسات الوطنية المعنية.

يذكر أيضاً أن هذا القرار سيسهم في تحريك قطاعي النقل والضيافة، حيث ستتولى الملكية الأردنية عمليات النقل الجوي، فيما ستشغل الفنادق ما يزيد على 11 ألف ليلة فندقية خلال فترة الإنتاج. وستتوزع مشاهد البرنامج على 10 مواقع خارجية متنوعة في المملكة، ما يمنح ملايين المشاهدين العرب فرصة لاكتشاف تنوع وجمال المواقع الأردنية عبر شاشة MBC، علماً أن مواسم “ذا فويس” السابقة في لبنان والسعودية استقطبت أكثر من 100 مليون مشاهد.

نبذة عن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام
الهيئة الملكية الأردنية للأفلام – (RFC) هي مؤسسة عامة، تتمتع باستقلال إداري ومالي، تأسست في عام 2003 مع تفويض للتعزيز والمساهمة في تطوير صناعة سمعية وبصرية أردنية قادرة على المنافسة دولياً. تنظم الهيئة ورش عمل تدريبية وعروض أفلام وتوفر خدمات دعم الإنتاج.

مقالات مشابهة

  • تراجع الإنتاج الزراعي في عفرين بريف حلب جراء نقص مياه الري وجهود حكومية لدعم المزارعين
  • رفع التصنيف الائتماني اللبناني ينعش الآمال رغم التحديات (فيديو)
  • سؤال فى النواب لمواجهة الارتفاع الكبير فى مستلزمات الإنتاج الزراعي
  • هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 عامًا؟
  • سموتريتش لـ نتنياهو: حان وقت فرض السيادة الإسرائيلية بشكل كامل وكل شيء جاهز
  • حزب الله: الحكومة تتحمل كامل المسؤولية عن أي فتنة تحدث في لبنان
  • «الأونروا»: الحر ونقص المياه يفاقمان الوضع المأساوي في غزة
  • بدء تصوير الموسم الجديد من “ذا فويس: أحلى صوت” في الأردن
  • رئيس وزراء فلسطين: يجب انسحاب إسرائيل بشكل كامل من قطاع غزة
  • الرئيس الفلسطيني: لا نريد دولة مسلحة ويجب انسحاب إسرائيل بشكل كامل من غزة