مهرجان الأقصى في الكرك: القدس بوصلة الصراع وغزة رمز الصمود
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
الكرك- احتضنت مدينة الكرك جنوب الأردن، أمس السبت، مهرجان الأقصى الرابع والعشرين، الذي حمل هذا العام شعار "صمود غزة.. بداية النصر والتحرير"، وسط حضور شعبي واسع، ومشاركة نواب وشخصيات سياسية وثقافية.
وربط المهرجان -بحسب منظميه- بين القدس بوصفها "أساس الصراع" مع الاحتلال، وبين ما تتعرض له غزة لا سيما منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، معتبرين أن "أي خذلان لغزة هو خذلان للقدس، وأن صمودها يمثل طريق النصر والتحرير".
وقال المسؤول الإعلامي للمهرجان محمد الكساسبة للجزيرة نت إن "مهرجان الأقصى دأب طوال نحو عقدين ونصف على تسليط الضوء على الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى والقدس، والتأكيد على هويته الإسلامية والعربية في مواجهة محاولات التهويد".
وأضاف أن المهرجان هذا العام "يأتي في ظل حرب إبادة على غزة طالت البشر والحجر، مما يضاعف أهمية كل تحرك يوجه البوصلة ويفضح جرائم الاحتلال ويدعم صمود الشعب الفلسطيني".
واعتبر منظمو المهرجان في حزب جبهة العمل الإسلامي أن الفعالية "أمست من المحطات السنوية في مدينة الكرك وامتدادا لدورها وأصالتها"، مؤكدين أنها تعود هذا العام من قلب حاضنة مؤتة وبوابة الفتح "كصرخة وسط الظلام لتقول إن القدس هي درب الإسراء ونقطة المعراج وضمير الأمة وعقيدتها".
وعلى وقع هتافات المشاركين لغزة والقدس، والدعوات لوضع حد لجرائم الاحتلال على مختلف المستويات، جاءت كلمات المتحدثين من أمام منصة المهرجان التي ازدانت بصورة المسجد الأقصى المبارك، وإلى جانبها صورة الشهيد أنس الشريف، صوت غزة ورمز تضحياتها، لتؤكد رسائل متعددة حملها المشاركون.
وشارك في المهرجان عدد من الشخصيات البرلمانية والسياسية، إذ تساءلت النائبة راكين أبو هنية "ماذا يمكن أن نفعل تجاه مخططات التهجير في القدس والضفة الغربية؟"، مشددة على أهمية تعزيز صمود الفلسطينيين عبر كل المسارات الدبلوماسية والسياسية والقانونية والشعبية.
أما النائب السابق نايف الليمون فقال إن "النصر لا يتأتى بالمفاوضات، وإنما بخطى عمر وصلاح الدين"، مستحضرا أسماء شخصيات أردنية بارزة في تاريخ الصراع مع الاحتلال مثل عبد الله التل وكايد مفلح عبيدات ومشهور حديثة الجازي، مؤكدا أن "الأردن ما زال يزخر برجال يفتدون فلسطين وتتوق قلوبهم للدفاع عن حياضها".
إعلانفي حين أكد النائب ينال فريحات أن المهرجان "يأتي في ظلال طوفان الأقصى الذي أعاد البوصلة إلى القدس"، معتبرا أن “المقاومة اليوم تدافع عن الأمن القومي العربي كله، وعن الأمة في مواجهة مشاريع التهجير والتهويد".
وتخللت المهرجان قصائد للشاعرين ماجد المجالي وسالم البديرات، حيث تناول الأخير في أشعاره شكوى القدس للنبي الكريم من حالة "الانتهاك والتكالب"، مؤكدا أن "طريق حرية القدس يمر عبر مواجهة الاحتلال وتعاضد الأمة"، كما جاء في قصيدته التي يقول فيها: "تراب القدس للفردوس باب".
ويُعد “مهرجان الأقصى” من الفعاليات السنوية التي باتت تقليدا راسخا في الكرك منذ أكثر من عقدين، حيث يجمع بين البعد الديني والسياسي والثقافي والفني، ويركّز -وفقا للعاملين عليه- على إبراز مكانة القدس كمدينة عربية إسلامية وعقيدة للأمة، إضافة إلى تناول "مستجدات المرحلة" ودعم صمود الفلسطينيين ومقاومتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات مهرجان الأقصى
إقرأ أيضاً:
اليمن سند غزة
في الوقت الذي خذلها الناس وباعها الإخوان، وتفرج عليها الأشقاء، في هذا التوقيت العصيب الذي تكالب فيه أعداء الأمة وأعداء فلسطين عليها، في الوقت الذي تنصلت أغلب الشعوب والأنظمة عن واجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه غزة، يبرز موقف يمن الحكمة والإيمان كموقفٍ ديني وأخلاقي وإنساني، هذا الموقف المشرف الذي لا يناله جميع الناس، فالقضايا المقدسة لا يتوفق لنصرتها إلا من هو ذو توفيقٍ إلهي، وكان شعب اليمن وقيادته الربانية هم أصحاب ذلك التوفيق الإلهي…
لقد وفق الله اليمن قيادةً وشعباً لنصرة غزة ومظلوميتها منذ يومها الأول، منذ انطلاقة شرارة عملية (طوفان الأقصى) المباركة، فالتحم القائد والشعب في ملحمة الدفاع المقدس عن قضية الأمة كل الأمة، وشقوا بعصا الثقة بالله أمواج التخاذل والمؤامرات والفتن ..
إن انخراط الشعب اليمني في هذه المعركة المقدسة لا يعني إسقاط واجبٌ فقط، بل هو أيضاً واجبٌ مقدس، وإقامة حجة على الشعوب والأنظمة الساكتة والمتخاذلة، وموقفٌ أخلاقي وإنساني راقي، وليقدموا للأمة درساً أن الأمة حينما تتحرك وتبذل مجهودها فإنها بإذن الله وتوفيقه ستكون لها الفاعلية والأثر ….
فما كادت شرارة عملية طوفان الأقصى المباركة تنفجر حتى كانت صواريخ ومسيَّرات اليمن تعانق أرض الإسراء، ولم تثُر براكين الإباء والاستبسال لمجاهدي غزة الأبطال حتى كانت الجموع الهائجة والهادرة من أبناء يمن الحكمة والإيمان تملأ ساحات الجمهورية اليمنية ثورةً وتضامناً وشموخاً، ولأن القضية ليست عاطفية أو مجرد انفعال، فقد واكبت العمليات العسكرية والحراك الجماهيري اليمني كل مراحل عملية طوفان الأقصى في كل تفاصيلها، وكان مئات الآلاف من أبناء اليمن يطالبون بعالي أصواتهم دول طوق فلسطين بأن تفتح الحدود للإلتحام المباشر مع العدو الصهيوني …
بإرادة الله وعزيمة الشعب اليماني، أصبح البحران الأحمر والعربي محرمين على الصهاينة، وبإشارة من القائد أصبح البحر لا يقبل أن يمخر الصهاينة عبابه، هكذا أراد الله، وكانت إرادة القائد من إرادة الله، ومن تمرد أو أنف، فلن يكون مصيره بأقل من أن يقتاد مع سفينته إلى سواحل بلدنا، كما كان مصير سفينة (جلاكسي ليدر) وطاقمها، ومن يأنف ويكابر أكثر، فلن يكون مصيره بأقل من أن يفجر ويحرق، كما حدث لسفنٍ أخرى .
أما من يهب لإسناد الصهاينة ويمشي متبخترا بهنجهيته المعهودة، كما فعلت الولايات المتحدة، فلن تكون ضيافته بأقل من صواريخ باليستية وبحرية ومسيَّرات تدك حاملات طائراته وأسطوله، وكلما أمعن في عنجهيته، أمعن الشعب اليمني في إصراره، لأن الحق سنته أن يدمغ الباطل وقد كان …
فرأينا حاملات طائرات العدو والقطع الملحقة بها، تجر أذيال خيبتها، منسحبة من وسط البحر الأحمر والبحر العربي، مثخنةً بجراحها التي ألحقتها بها صواريخنا المسددة إلهياً، ورأينا أفراد وضباط بحرية العدو المتمركزين على قطعهم الحربية المتاخمة لبلادنا بعد عنجهيتهم، يصفون أبطال قواتنا البحرية بـ(العدو المرعب)، إنه الله وإنها إرادته…
الآن وبعد قرابة العامين على انطلاق عملية طوفان الأقصى، يواصل الشعب اليمني مشواره المقدس، مواكباً كل مراحل العملية وكل الأحداث والمتغيرات على ساحة فلسطين الإباء، ليثبتوا وليبرهنوا أن فلسطين قضيتنا الأولى وقضيتنا المحورية، يمخرون عباب البحار نصرةً لمظلومية إخوانٍ لهم خذلهم الأشقاء، ويقطعون شريان الإمداد الصهيوني، ويملأون الساحات هادرين غاضبين مطالبين بفتح قنوات ومعابر من خلالها يستطيع المجاهدون اليمنيون دخول أرض الإسراء، لأداء الواجب المقدس، إنها اليمن يا سادة .. بلد الحكمة والإيمان …
فسلامٌ على هذا الشعب المجاهد وقيادته ما بقي الليل والنهار ..