لقي شاب في العشرينات من عمره بدائرة قسم أبو حمص في البحيرة مصرعه، اليوم الأحد، إثر استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون أثناء استحمامه داخل منزله.

تلقت مديرية أمن البحيرة إخطارًا من مركز شرطة أبو حمص من الأهالي بوفاة شاب نتيجة استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون أثناء استحمامه داخل حمام منزله. عُثر على الجثة وتم نقلها إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى أبو حمص.

على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارة الإسعاف إلى موقع البلاغ، وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يُدعى أحمد م. ع. ال، يبلغ من العمر 22 عامًا، مقيم بعزبة الجرن التابعة لمركز أبو حمص.

وبسؤال أهله وذويه، أفادوا أنه أثناء استحمامه، تعرض لاختناق جراء استنشاق غاز من سخان المياه داخل الحمام مما أدى إلى وفاته في الحال. وأكدت أسرته أنهم لا يشتبهون في حدوث أي شبهة جنائية في الحادث.

جري نقل الجثة لمشرحة مستشفى أبو حمص، تحت تصرف جهات التحقيق، و تحرير المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البحيرة الأجهزة الأمنية مصرع شاب أبو حمص وفاة شاب القاتل الصامت سيارة الإسعاف سخان المياه التحقيقات في الحادث أبو حمص

إقرأ أيضاً:

3 يوليو والانفجار الصامت: الإخفاء القسري كأداة لحكم مصر

في 11 آب/ أغسطس 2003، خرج الصحفي المصري المعروف رضا هلال من منزله في وسط القاهرة، ولم يعد.. نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام في حينه، وأحد رموز الصحافة المصرية المقربين من دوائر القرار، اختفى فجأة دون أثر. لا بلاغ رسميا، لا تحقيق جادا، لا رواية مفهومة. ومنذ أكثر من عشرين عاما، لا تزال قضية اختفائه غارقة في الصمت.

بعده بسنوات، وتحديدا في أيلول/ سبتمبر 2018، اختفى المعارض السياسي والطبيب الشاب د. مصطفى النجار.. نائب سابق في البرلمان، شارك في الثورة، وكان صوتا عقلانيا في ساحة مشبعة بالشعارات. لم يكن راديكاليا ولا عنيفا، بل سعى دوما إلى الإصلاح من داخل النظام، لكنه أيضا اختفى، ومنذ أكثر من ثماني سنوات، لا يعلم أحد إن كان حيا أم ميتا.

هاتان الحالتان تختصران الوجه الحقيقي للإخفاء القسري: إنها جريمة لا تُرتكب بالضرورة ضد خصوم عنيفين، بل حتى ضد أبناء النظام، أو معارضين معتدلين. إنها ليست مجرد إجراء أمني، بل منهج لإدارة الخوف داخل الدولة والمجتمع.
إنها جريمة لا تُرتكب بالضرورة ضد خصوم عنيفين، بل حتى ضد أبناء النظام، أو معارضين معتدلين. إنها ليست مجرد إجراء أمني، بل منهج لإدارة الخوف داخل الدولة والمجتمع

من عبد الناصر إلى اليوم: سجل طويل من التغييب

رغم أن مصطلح الإخفاء القسري دخل القاموس الحقوقي الدولي حديثا، فإن ممارساته بدأت مبكرا في مصر. ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تم تغييب العشرات من الخصوم السياسيين في زنازين سرية. وفي تسعينيات الصعيد، اختفى البعض دون محاكمة أو محضر. لكن بعد 2013، لم تعد هذه الممارسة استثناء، بل تحولت إلى نظام كامل له أدواته، ومقاره، وأهدافه.

بحسب منظمات مستقلة، تم توثيق آلاف الحالات منذ 2013، بينها لأطفال ونساء وشباب، وبعضهم اختفى ثم ظهر لاحقا في مقاطع "اعترافات" تحت الضغط، بينما ظل آخرون، مثل مصطفى النجار، مجرد اسم على لائحة منسية.

لماذا تلجأ الدول إلى الإخفاء القسري؟

لأنها تعتبر الخوف وسيلة حكم، لأن القضاء المستقل والصحافة الحرة والمؤسسات الرقابية لم تعد موجودة، أو فقدت أنيابها، لأن الدولة تخاف من مواطنيها، ولا تثق في قدرتها على إدارة الخلاف إلا بالقبضة الأمنية.

الإخفاء القسري أداة مثالية للأنظمة القمعية، فهو:

- ردع المعارضين دون حاجة لمحاكمة علنية.

- يرهب المجتمع برسالة صامتة "لا حصانة لأحد".

- يُخفي فشل الأجهزة حين تفشل في توجيه تهم قانونية.

-  يحفظ صورة الدولة أمام المجتمع الدولي بعدم وجود "معتقلين سياسيين"، فقط مفقودين!

لكن الغريب، والمخيف في آن، هو أن الدولة أحيانا تمارس الإخفاء القسري ضد أبناء النظام نفسه، كما في حالة رضا هلال. فإذا كان رجل بحجمه، وقربه من مراكز القرار، قد اختفى دون أثر، فما الذي يُطمئن أي شخص آخر في هذا البلد؟

مصطفى النجار: لماذا يخيفهم الإصلاح؟

كان مصطفى النجار نموذجا سياسيا جديدا في مصر؛ شابا، طبيبا، مثقفا، ومناضلا ناعما. لم يدعُ إلى عنف، ولم يسب النظام، بل كان يحلم بوطن يسع الجميع، ومع ذلك، حين بدأ يتعرض لضغوط قضائية بعد 2013، اختفى فجأة.

الحكومة زعمت لاحقا أنه "هرب إلى الخارج"، بينما تؤكد أسرته استنادا إلى تقارير منظمات دولية أن كل المؤشرات تشير إلى إخفائه قسريا. وحتى اليوم، لم يظهر، ولم تفتح الدولة أي تحقيق جاد.

ما لا تفهمه الأنظمة التي تمارس الإخفاء القسري هو أن هذه الجريمة لا تقتل الأشخاص فقط، بل تقتل ثقة الناس في الدولة ذاتها. فحين يعجز أب عن معرفة مصير ابنه، أو تُمنع أم من دفن ابنها، أو يغيب نائب برلماني دون توضيح، فإن الشعور باللا جدوى، واللا أمان، يصبح هو القاعدة
وهكذا، يبدو أن الاعتدال نفسه أصبح جريمة. فالدولة لم تعد تميز بين متطرف وإصلاحي، ولا بين خصم وعدو.. كل صوت مستقل هو تهديد محتمل، وكل كادر واعد هو مرشح للتغييب.

الإخفاء طريق إلى الانهيار

ما لا تفهمه الأنظمة التي تمارس الإخفاء القسري هو أن هذه الجريمة لا تقتل الأشخاص فقط، بل تقتل ثقة الناس في الدولة ذاتها. فحين يعجز أب عن معرفة مصير ابنه، أو تُمنع أم من دفن ابنها، أو يغيب نائب برلماني دون توضيح، فإن الشعور باللا جدوى، واللا أمان، يصبح هو القاعدة.

حين تُخفي الدولة أبناءها، فهي تعلن فشلها في الاحتواء، وفي العدل، وفي السياسة. وحين يختفي أبناء النظام كما المعارضين، فهذه علامة على أن الدولة نفسها لم تعد تعرف مَن يحكم مَن، ومَن يحمي مَن، ومَن يختفي، ومتى ولماذا.

لا مستقبل لدولة تُخفي أبناءها

العدالة لا تستقر على القهر، ولا الأمان يُبنى على الرعب. إن الدولة التي تثق في شعبها، لا تحتاج إلى الإخفاء القسري، بل إلى القانون والمؤسسات والشفافية. أما الدولة التي تخاف من كل صوت، حتى من داخلها، فهي دولة في طور الانكماش، لا التماسك.

رضا هلال لم يكن خصما، ومصطفى النجار لم يكن خطرا، ومع ذلك كلاهما اختفى. هذا وحده كافٍ لنعرف أن الإخفاء القسري ليس جريمة عارضة، بل سياسة دولة حين تفقد قدرتها على مواجهة الحقيقة.

مقالات مشابهة

  • إثر خلافات بينهما.. شخص ينهي حياة شاب بالإسكندرية
  • مصرع شاب صعقا بالكهرباء وسيدة تحت عجلات القطار بأسوان
  • 3 يوليو والانفجار الصامت: الإخفاء القسري كأداة لحكم مصر
  • وفاة قائد قطار خط المناشي أثناء توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة
  • الأرض بلعتهم.. انتشال جثتي شخصين انهارت عليهما حفرة أثناء التنقيب عن الآثار بالبحيرة
  • الكنز ابتلعهم أحياء.. انتشال جثتان في حالة تعفن داخل حفرة للتنقيب عن الآثار بالبحيرة
  • إصابة 5 طلاب وطالبات بحالات إغماء وإعياء أثناء امتحان مادة الكيمياء للثانوية العامة بالبحيرة
  • غرق شاب أثناء استحمامه في مياه الهويس بقرية محلة أبو علي في المحلة
  • تمساح ينهي حياة ثمانيني أثناء غسل قدميه في النهر
  • تفاصيل مصرع شاب داخل عقار فى أبو النمرس