الإفتاء: إعطاء الصدقات لغير المسلمين من قبيل التعاون والاستباق في الخير
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الشريعة الإسلامية جاءت بالرحمة بجميع الخلق؛ ومن مظاهر هذه الرحمة ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع غير المسلمين؛ حيث أمر أن يُعْطوا من الصدقات وأن يجري عليهم القوت.
مصارف إنفاق أموال الصدقاتروى العلامة البلاذري في "فتوح البلدان" (ص: 131، ط. دار ومكتبة الهلال)، قال: [حدثني هشام بن عمار أنه سمع المشايخ يذكرون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند مقدمه الجابيةَ من أرض دمشق، مر بقوم مُجذَّمين من النصارى، فأمر أن يُعطَوْا من الصدقات، وأن يجري عليهم القوت] اهـ.
وعن جابر بن زيد: أنه سئل عن الصدقة فيمَن توضع؟ فقال: "في أهل المسكنة من المسلمين وأهل ذمتهم"، وقال: "قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسم في أهل الذمة من الصدقة والخمس" أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف".
وقال الإمام القرطبي المالكي في "تفسيره" (3/ 338، ط. دار الكتب المصرية): [وقال المهدوي: رخص للمسلمين أن يعطوا المشركين من قراباتهم] اهـ.
فالاختلاف في الدين لا ينبغي أن يكون مانعًا من أسباب الود والرحمة بين الناس؛ لأنه سنة كونية أرادها الله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99].
وإعطاء الصدقات لغير المسلمين من قبيل التعاون والاستباق في الخير بين الأمم المختلفة في الدين؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [المائدة: 48].
وقال العلامة ابن نُجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 261، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وصحَّ دفع غير الزكاة إلى الذمي واجبًا كان أو تطوعًا؛ كصدقة الفطر، والكفارات، والمنذور؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (4/ 195، ط. دار الكتب العلمية): [(و) تحل -أي: صدقة التطوع- لغير المسلم] اهـ بتصرف يسير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أموال الصدقات الشريعة الإسلامية المسلمين الإمام القرطبي
إقرأ أيضاً:
برنامج «زايد الخير» 4 أيام أسبوعياً
دبي: «الخليج»
أعلنت جمعية بيت الخير، أن برنامج زايد الخير، الذي يذاع على شبكة الأولى الإذاعية، بدأ بتكثيف حلقاته خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، ليبث حلقة كل يومين، تحفيزاً للمستمعين والمحسنين الكرام الذين يتطلعون للثواب في العشر الأوائل من ذي الحجة، التي ورد فيها أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام».
ويبث البرنامج في هذه الأيام الفضيلة يوماً بعد يوم، أيام الخميس والسبت والاثنين والأربعاء حتى عيد الأضحى المبارك، ويأتي على التردد 107.4 من الساعة (5 -7) مساء، ويستعرض حالات إنسانية لمرضى بحاجة إلى عمليات جراحية أو علاج باهظ الكلفة، إضافة إلى حالات تعاني عجزاً قاهراً يستوجب رفع الكرب عنها.
وأنفق البرنامج منذ أن بدأ بثه عام 2020 وحتى الآن 17,5 مليون درهم، استفاد منها ما يقارب الـ 500 مريض كانوا في وضع إنساني يستدعي الدعم الطارئ والعاجل.