توصل فريق دولي من الباحثين إلى نوع فريد من البكتيريا الزرقاء التي تعيش في أعماق البحار بالقرب من الفتحات البركانية البحرية القريبة من السواحل الإيطالية، يمكن أن يمثل أحد الحلول المطروحة لمشكلة تغير المناخ.

وأطلق الباحثون على هذا النوع الجديد اسم "تشونكوس" والذي يتميّز بقدرة غير مسبوقة على النمو السريع والترسب في قاع البحر متغذيًا على ثاني أكسيد الكربون، مما يجعله مرشحًا قويًا للاستخدام في تنقية غلافنا الجوي.

وتعتبر البكتيريا الزرقاء كائنات دقيقة قادرة على القيام بعملية البناء الضوئي كالنباتات، مما يعني أنها تستخدم ثاني أكسيد الكربون من الهواء لتوليد الطاقة.

وتُعد هذه الكائنات أحد أقدم أشكال الحياة على كوكبنا ولها دور محوري بدورة الكربون. إلا أن النوع المكتشف حديثًا، والذي يرمز له علميًا بـ"يوتكس 3222″ يتمتع بخصائص فريدة تجعله مفيدًا في الجهود الرامية لمكافحة التغير المناخي.

البكتيريا الزرقاء كائنات دقيقة قادرة على القيام بعملية البناء الضوئي كالنباتات (شترستوك) تشونكوس قد ينقذ الكوكب

يتميز "تشونكوس" بقدرته على النمو السريع في البيئات الغنية بثاني أكسيد الكربون كقاع البحر. فوفقًا للدراسة التي نُشرتها مجلة "أبلايد أند إنفيرومينتال ميكروبيولوجي" يمكن أن يتضاعف هذا النوع كل 90 دقيقة مما يجعله أسرع من معظم الأنواع الأخرى المعروفة. كما أنه يحتوي على حبيبات كثيفة من الكربون تجعله يترسب بشكل طبيعي في قاع البحر.

إعلان

وتجعل هذه الخاصية الأخيرة "تشونكوس" مرشحًا مثاليًا للاستخدام في مشاريع إزالة الكربون الصناعي. وعادةً ما يتطلب حصاد تلك الكائنات الدقيقة من الماء إجراءات مكلفة لفصلها عن الماء وتجفيفها، ولكن مع "تشونكوس" تقوم الجاذبية بإنجاز جزء كبير من هذه العملية.

وأشار فريق الباحثين في دراسته إلى أن عملية البناء الضوئي التي تقوم بها هذه البكتيريا تتيح تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى كتلة حيوية يمكن استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي أو مكملات غذائية غنية بأحماض أوميغا-3 ومضادات الأكسدة.

وقد شارك الباحثون هذه السلالة المكتشفة مع المجتمع العلمي من خلال توفيرها في مجموعة جامعة تكساس للطحالب، على أمل أن يساعد هذا الاكتشاف في تطوير تقنيات جديدة لمواجهة أزمة المناخ وتحقيق أهداف الاستدامة العالمية.

وتُعد تشونكوس مثالًا حيًا على وجود حلول غير متوقعة لأكبر تحديات العصر الحديث، فمن خلال استغلال خصائص الكائنات الدقيقة يمكننا تحقيق فوائد بيئية وصناعية في آنٍ واحد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أکسید الکربون

إقرأ أيضاً:

وزير النفط: العراق ماضٍ في خفض الانبعاثات وتحويل الكربون إلى فرصة اقتصادية

الاقتصاد نيوز _ بغداد

أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط، حيان عبد الغني، اليوم الأربعاء، أن العراق ماضٍ نحو التحول في مفهوم الطاقة التقليدي إلى رؤية أكثر شمولاً تستند إلى الاستدامة البيئية والتوازن الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية ،فيما أشار إلى أن خفض الانبعاثات الكربونية يمثل خياراً وطنياً وضرورة اقتصادية.

وقال عبد الغني في كلمته خلال أعمال المؤتمر الدولي الأول لاقتصاديات الكربون الذي نظمته الشركة العامة لاقتصاديات الكربون في بغداد، وتابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "هذا المؤتمر المهم الذي تنظمه الشركة العامة لاقتصاديات الكربون، يأتي في توقيت مفصلي من تاريخ الطاقة في العراق والعالم"، مبيناً أن "العراق ممثلاً بوزارة البيئة ووزارة النفط والبنك المركزي العراقي، أدرك حجم التحدي المناخي العالمي وسرعة التغيرات الاقتصادية والتقنية التي تفرض نفسها على مشهد الطاقة".

وأضاف: "انطلقنا من هذا الإدراك نحو التحول من المفهوم التقليدي للطاقة إلى رؤية أكثر شمولاً تستند إلى الاستدامة البيئية والتوازن الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية"، لافتاً إلى أن "خفض الانبعاثات الكربونية يعد خياراً بل ضرورة مناخية واقتصادية، ويمكن تحويله إلى فرصة حقيقية لجلب التمويل والاستثمار وتطوير التكنولوجيا من خلال آليات سوق الكربون وسندات الكربون".

وأوضح أن "الوزارة بدأت جدياً بتنفيذ مشاريع لتقليل حرق الغاز المصاحب والوصول إلى تصفير الحرق الروتيني بحلول عام 2029، فضلاً عن إعداد مشاريع لخفض انبعاث الميثان، والانفتاح على أسواق الكربون الدولية، والتعاون الثنائي مع الشركاء الدوليين من خلال برامج مشتركة للتدريب وتمويل المشاريع الكربونية، بالإضافة إلى إدخال الطاقة المتجددة في العمليات النفطية كما هو الحال في مشاريع الطاقة الشمسية في حقول أرطاوي والشيبة والفيحاء وحقول البصرة المختلفة".

وبين أننا "ننظر اليوم إلى البصمة الكربونية لا كمصدر للعبء أو التقييد، بل فرصة اقتصادية إذ يمكن أن يتحول فيها الكربون من ضريبة بيئية إلى أصل مالي عبر سندات الكربون، ما يساهم في تمويل مشاريع استراتيجية من دون إرهاق الموازنة العامة للدولة".

مقدماً الشكر الى "رئيس مجلس الوزراء لدعمه المستمر لهذا التوجه، وتخويل وزارة النفط ووزارة البيئة بوضع آليات العمل بسندات الكربون والتفاوض مع الشركات المتخصصة، وهو ما أتاح لنا المضي في دراسة مشاريع التمويل الكربوني قبل تحويل الصلاحيات إلى الشركة العامة لاقتصاديات الكربون بعد تأسيسها"، مشيرا إلى أن "هذا المؤتمر يمثل حلقة مهمة في سلسلة الجهود الوطنية لبناء اقتصاد منخفض الكربون ورفع جاهزية العراق للانخراط في آليات الحياد المناخي، بما ينسجم مع التزاماتنا في اتفاق باريس للمناخ، وطموحه في تنويع مصادر الدخل وتعظيم الكفاءة البيئية".

وأكد أن "دعم وزارة النفط لقطاع الكهرباء يأتي كجزء أصيل من رؤية وطنية أشمل لخفض الانبعاثات وتحقيق التحول الطاقي"، لافتا إلى أن "أي تخفيض فعال في البصمة الكربونية يجب أن يبدأ من كهرباء نظيفة وكفوءة قائمة على تنويع المصادر وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي".

وبين أن "الوزارة سعت إلى تسريع كهربة عمليات الإنتاج النفطي عبر ربطها بمحطات الطاقة الشمسية، مما يقلل من استخدام المولدات التي تعتمد على الوقود السائل عالي الانبعاثات، بالإضافة إلى تمويل مشاريع طاقة لصالح وزارة الكهرباء عبر آلية الدفع بالنفط الخام، وهي خطوة مبتكرة أسهمت في تنفيذ مشاريع طاقة نظيفة من دون الضغط على الموازنة"، موضحا أن "الوزارة تسعى إلى التكامل مع وزارة الكهرباء لإعداد وتنفيذ خطة الطاقة المتجددة التي تستهدف إنتاج أكثر من 12 جيجا واط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، وهي خطوة محورية في خفض الانبعاثات من قطاع الكهرباء".

 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • سطيف.. تسمم شخصين بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • ضبط المتهم بالإعتداء على صغير في المعصرة
  • خطأ صغير قد يكلفك حسابك إلى الأبد: واتساب يُطلق تحذيرا عاجلا لملايين المستخدمين
  • «البيوضي» يدعو البعثة الأممية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية المتظاهرين
  • «التكبالي»: «الدبيبة» يحشد للحرب.. والشعب الليبي مصر على رفض حكمه
  • عروض محلية وأجنبية لتحسين البيئة العراقية وتخفيض انبعاثات الكربون
  • تدهور المناخ يعمق أزمة الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي
  • وزير النفط: العراق ماضٍ في خفض الانبعاثات وتحويل الكربون إلى فرصة اقتصادية
  • العراق يقترح إنشاء سوق إقليمي لتبادل سندات الكربون لما يمتلكه من أرصدة تصل لـ100 مليار دولار
  • الشعب لن يسمح باستمرار الفساد والانقسام.. تحالف أحزاب التوافق الوطني يدعو للمشاركة في “جمعة الخلاص”