هكذا وصف الكاهن الفرنسيسكاني إبراهيم فليتس لقاءه مع أحمد الشرع
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "أوسيرفاتوري رومانو" الفاتيكانية مقالاً كتبه نائب حراسة الأرض المقدسة الكاهن الفرنسيسكاني إبراهيم فلتس في أعقاب لقاء جمعه في دمشق مع قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، لافتا إلى أن الشرع "عبر له عن تقديره وإعجابه بالبابا فرنسيس، وأكد له أنه لا يعتبر المسيحيين مجرد أقلية في سوريا لأنهم جزء لا يتجزأ من البلاد وقد لعبوا دورا هاما في تاريخها"، بحسب وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.
وكتب الأب فلتس أن زعيم سوريا الجديد، أحمد الشرع، أجاب بهذه الطريقة على سؤال بشأن نظرته إلى الجماعات المسيحية المتواجدة في البلد العربي، لا سيما المهام التي تقوم بها حراسة الأرض المقدسة في المنطقة.
وأكد أن "الشرع حاول الإفادة من هذا اللقاء ليعبر عن تقديره واحترامه للبابا فرنسيس قائلا إن هذا الأخير هو رجل سلام حقيقي، ولفت إلى أنه ثمن كثيراً نداءات الحبر الأعظم وأفعاله لصالح السلام ولصالح الشعوب التي تواجه صعوبات"، وفق موقع أخبار الفاتيكان.
وتابع فلتس مؤكدا أن اللقاء الذي جمعه مع الشرع كان لقاء خاصا، ضم كاهنين من الرهبنة الفرنسيسكانية، وأضاف أنه كوّن عن الشرع فكرة أنه "رجل منفتح على الحوار، وتطرق إلى التغييرات التي ستحقق الاستقرار في سوريا، وستؤول إلى توازنات ديمقراطية، مع إيلاء اهتمام خاص بالحقوق الأساسية للشعب السوري".
وأكد الشرع لفلتس أن الشعب السوري عانى لسنوات عدة من نتائج الفساد الذي كان منتشراً على مختلف الصعد، وكانت النسبة الأكبر من السكان تفتقر إلى الخدمات الأساسية وإلى النمو، كما أن المعارضين السياسيين كانوا يُعتقلون وتتم تصفيتهم. وأضاف أنه زار سجوناً تفتقر إلى مقومات الإنسانية، مشيرا إلى أن الانقسامات بين السوريين أدت إلى صراعات.
وفيما يتعلق بمستقبل الشعب السوري أكد الشرع أنه يتم العمل حالياً من أجل تحقيق الوحدة والاستقرار، مضيفاً أن المسألة تحتاج إلى وقت لكنه واثق بأن الاستقرار السياسي والمجتمعي في سورية سيتحقق.
و أكد فلتس أنه تطرق مع الشرع إلى أوضاع السوريين الذين نزحوا عن بلادهم بسبب الحرب، ومن بين هؤلاء العديد من المسيحيين الذين أُجبروا على ترك أرضهم، ولفت إلى أن "العمل جار من أجل إعادة من اضطروا إلى مغادرة البلاد، مطمئناً أن المغتربين سيعودون والمسيحيين السوريين سوف يمارسون إيمانهم ومعتقداتهم في سوريا".
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول كشف فلتس أن الاجتماع مع الشرع استغرق ساعتين ونصف الساعة.
وقال فلتس إن الشرع استقبلهم بطريقة "جيدة جدا"، وهو إنسان "يلتزم بكلمته ومنفتح ويريد التغيير ولا يريد الظلم، وطلب منا المساعدة في عودة المسيحيين، وسنحاول مساعدته".
وشدد الأب فلتس على أنه لا يجب الخوف مما يثار عن الوجود المسيحي، ويجب أن يأخذ الشرع فرصته، واصفا الوضع في سوريا بـ"الصعب"، بعد الإطاحة في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بنظام حكم البعث الذي استمر 61 عاما.
وزاد بأن "سوريا مدمرة"، ولا أحد يعرف عدد المسيحيين، ولهذا قال الشرع إن الانتخابات بحاجة إلى 4 سنوات، وهو محق لأنه يريد عمل إحصاء.
وعلى ضوء اللقاء، أعرب عن اعتقاده بأن الشرع يمكن أن يعمل الكثير لسوريا، مضيفا أن البلاد تغيرت خلال شهر واحد، وهو "تغيير إيجابي" يشعر به مَن يذهب إلى سوريا.
وكشف أن الشرع أمر بإعادة المدارس التي تم تأميمها عام 1967 إلى الكنائس، ووصف زيارته لسوريا هذه الأمر بأنها "الأفضل"، ففي الشوارع "لا حواجز ولا خوف" والناس "سعيدة ومرتاحة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية سوريا سوريا مسيحيون بابا الفاتيكان احمد الشرع المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا تطلق هوية بصرية جديدة تمثل دولة ما بعد الأسد
في مشهد احتفالي حمل دلالات رمزية وتاريخية، أعلنت سوريا، أمس الخميس، عن إطلاق "هوية بصرية جديدة" تمثل الدولة في مرحلتها الانتقالية، تحت إشراف الرئيس المؤقت أحمد الشرع، الذي وصف الهوية بأنها "تجسيد لسوريا الموحدة، المتحررة، والمقبلة على عهد سياسي مختلف".
وخلال فعالية أقيمت في قصر الشعب بدمشق، قال الشرع إن الهوية الجديدة تمثل "سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم"، وتعبر عن "التنوع الثقافي والعرقي"، مشيرًا إلى أنها "تعكس القطيعة مع منظومة القهر والاستبداد، وتفتح الباب نحو دولة كريمة وإنسان سوري متمكن من قراره".
الشعار الجديد، كما قدمته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، يتخذ من "العقاب الذهبي السوري" شعارًا رسميًا للدولة، بعد إعادة تصميمه بما يلائم اللحظة التاريخية الجديدة. وذكرت الوكالة أن العقاب "استحضر من الماضي، لا باعتباره رمزًا للقتال، بل ككائن بصري يجسد الحكمة، والسرعة، والدقة، وحماية أبناء الوطن".
وفي كلمته، استعار الشرع صفات العقاب في وصف السوريين قائلاً:
"هو المناور البارع، الصائد الذكي، الباسط جناحيه لحماية أهله، كما يجب أن يكون السوريون في عصرهم الجديد."
وتضمنت الهوية عناصر رمزية دقيقة:
ذيل العقاب مكون من خمس ريشات، تمثل المناطق الجغرافية الكبرى في سوريا (الشمالية، الجنوبية، الشرقية، الغربية، الوسطى)، في إشارة إلى وحدة الأرض ورفض التقسيم.أجنحة العقاب تتكون من 14 ريشة، تمثل كل واحدة منها محافظة سورية، تأكيدًا على أهمية كل إقليم في توازن الدولة واستقرارها.النجوم الثلاث التاريخية في العلم السوري تحررت بصريًا، واتخذت موقعًا أعلى العقاب، للدلالة على "تحرر الشعب من الصهر القسري بين الدولة والحكم"، كما تقول سانا.وأكدت الجهات الرسمية أن الشعار الجديد يحمل خمس رسائل جوهرية:
الاستمرارية التاريخية: بقاء العقاب امتدادًا لشعار 1945 يؤكد على أصالة الهوية السورية.تمثيل الدولة الجديدة: العقاب ليس مجرد طائر، بل تمثيل بصري لسوريا الجديدة المنبثقة من إرادة شعبها.تحرر الشعب وتمكينه: عبر تحرير النجوم من هيمنة الترس، في إشارة لتحرر الشعب من منظومة الحكم العسكري.وحدة الأراضي السورية: الذيل المتوازن والريش المتساوي ترمز إلى تكامل المناطق، لا تفاضل بينها.عقد وطني جديد: الشعار يعاد تعريفه كوثيقة سياسية تربط الدولة بالشعب، لا كرمز سلطوي.وفي خلفية الإعلان، أشارت "سانا" إلى أن ثورة عام 2011 كانت نقطة التحول الكبرى التي "كسرت القيد بين المواطن والقرار السياسي"، مشيرة إلى أن الشعب السوري قدم "ملايين الشهداء والجرحى والمعتقلين من أجل لحظة الاستحقاق الوطني هذه".
وتعد الهوية البصرية الجديدة، وفق مراقبين، أول محاولة رسمية لتجسيد التحولات السياسية والاجتماعية التي تعيشها سوريا ما بعد الحرب، وسط محاولات داخلية وخارجية لإعادة بناء العلاقة بين الدولة ومواطنيها على أساس التمثيل والمشاركة لا السيطرة والقمع.