زكاة العامرات: توزيع 755.5 ألف ريال على 4456 أسرة مستحقة
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
أكدت إحصائيات لجنة الزكاة بولاية العامرات أنه تم توزيع مبلغ إجمالي قدره سبعمائة وخمسة وخمسون ألفًا وخمسمائة واثنان وستون ريالًا عمانيًا، استفادت منه 4456 أسرة مستحقة، جاء ذلك في حفل ختام أنشطة اللجنة وبرامجها لعام 1446هـ / 2024م الذي أُقيم في قاعة جمعية المرأة العمانية بالعامرات برعاية الدكتور سيف بن سالم الهادي، وبحضور عدد من رؤساء لجان الزكاة بمحافظة مسق.
وقال عيد بن حمد الهاشمي رئيس لجنة الزكاة بالعامرات: إن اللجنة بذلت جهودًا كبيرةً هذا العام لتحقيق أهدافها النبيلة في تعزيز روح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، رغم التحديات التي واجهتها. وأوضح أن الإنجازات التي تحققت، بما في ذلك إيصاله الزكوات والصّدقات إلى مستحقيها، ما كانت لتتم إلا بتضافر جهود جميع أفراد المجتمع الذين قدموا المال، نشروا الفكرة، وساهموا في توزيع الزكاة على المحتاجين.
من جانبه، أشاد الدكتور سيف الهادي راعي الحفل بدور لجنة الزكاة في تحقيق أهدافها الإنسانية، وأكد أهمية الزكاة في تعزيز التكافل الاجتماعي وتحقيق التوازن الروحي والنفسي والأخلاقي في المجتمع. وأشار إلى أن الزكاة تشكل ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، ولها دور كبير في تمكين المجتمع والمساهمة في تعزيز القيم الإنسانية.
كما تم خلال الحفل استعراض التقرير السنوي للجنة الزكاة لعام 1446هـ / 2024م، حيث أوضحت الإحصائيات أنه تم توزيع مبلغ إجمالي قدره 755.562 ريالًا عمانيًا على 4456 أسرة مستحقة، وفقًا للمشاريع والبرامج التي تم تنفيذها، وتنوعت تفاصيل المبالغ التي تم توزيعها بين مصاريف الزكاة بقيمة 300.043 ريالًا عمانيًا، وزعت على 1174 أسرة، ومبالغ فك الكربة بلغت 108.696 ريالًا عمانيًا، وزعت على 70 فردًا، ومبالغ الكفارات بقيمة 18.851 ريالًا عمانيًا، وزعت على 45 أسرة، وكفالة اليتيم بقيمة 23.559 ريالًا عمانيًا، وزعت على 196 يتيمًا، والسلة الغذائية والمؤونة الرمضانية بمبلغ 116.533 ريالًا عمانيًا، وزعت على 733 أسرة، وإفطار صائم بقيمة 5.000 ريال عماني، وزعت على 500 أسرة، وسد الإيجارات والفواتير 65.320 ريالًا عمانيًا، تم سدادها عن 578 أسرة، وصدقات اللحوم بقيمة 12.452 ريالًا عمانيًا، وزعت على 127 أسرة، ولحوم الأضاحي بقيمة 23.000 ريال عماني، وزعت على 511 أسرة، والأجهزة الكهربائية بقيمة 13.578 ريالًا عمانيًا، وزعت على 31 أسرة، وكسوة العيد 9.930 ريالًا عمانيًا، وزعت على 45 أسرة، وزكاة الفطر 58.600 ريال عماني، وزعت على 446 أسرة.
وخلال الحفل قدمت مدرسة واحة الهدى الخاصة فقرة ترحيبية وعرضًا مرئيًا يستعرض أبرز أنشطة وبرامج اللجنة خلال العام الفائت. كما تم تقديم فقرة بعنوان "إنما الإنسان أثر"، حيث تم استضافة أعضاء من اللجنة للتحدث عن مشاهد إنسانية أثناء زياراتهم الميدانية للأسر المستحقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ریال ا عمانی ا وزعت على
إقرأ أيضاً:
الزكاة في الحديدة.. ثمرة الوعي ورافعة التكافل الاجتماعي
تقرير/ جميل القشم
في مشهد يفيض بمعاني الرحمة والإحسان ووضوح الأثر وصدق التوجه، يواصل مكتب الهيئة العامة للزكاة في محافظة الحديدة تنفيذ مشاريعه النوعية التي تجسد حضور الدولة إلى جانب المستضعفين، وتؤكد أن فريضة الزكاة أصبحت رافعة عملية تسهم في بناء مجتمع متماسك.
ويمثل مشروع توزيع الزكاة العينية للعام 1446هـ، الذي يستهدف 17 ألف أسرة فقيرة، وأغلبهم مرضى سرطان وفشل كلوي، ضمن خارطة مشاريع الزكاة المتنامية، محطة جديدة في مسار هذا التوجه التنموي المتكامل، الذي يعلي من قيمة الفقير، ويُرسّخ مبادئ العدالة الاجتماعية عبر أدوات مُحكمة ومؤسسات راسخة.
أصبحت الزكاة في التجربة اليمنية، وتحديداً بمحافظة الحديدة، منظومة تنموية متكاملة تسير وفق رؤية واضحة، تتفاعل فيها روح التكافل مع آليات الأداء المؤسسي المنضبط، وتنعكس آثارها المباشرة على حياة الفقراء والمعوزين.
المشروع الذي حمل شعار “غذاء واكتفاء”، يجسد جزءاً من مسار طويل يستبطن رؤية واضحة لإحياء روح الفريضة وتحقيق الغاية الكبرى منها، المتمثلة في إغناء الفقير، وكفاية المحتاج، وحفظ كرامة الإنسان في ظل الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتعددة.
وفي تجسيد عملي لتلك الرؤية، شمل المشروع توزيع 15 ألف قدح من الحبوب، و4500 لتر من زيت السمسم، وألفي كيلوجرام من العسل البلدي، وكلها منتجات يمنية خالصة، في رسالة واضحة مفادها أن العطاء يمكن أن يحمل هوية، وأن الغذاء في أيدي الفقراء والمحتاجين يجب أن يكون مما ينتجه الوطن ويعتز به.
أولوية الاستجابة للمناطق الأشد احتياجا تبرز النهج العملي الذي تتبناه الهيئة في إدارة مشاريعها، حيث تقدّم الحاجة الفعلية على الاعتبارات الشكلية، ويراعى واقع الأسر الفقيرة وفق معايير شفافة، في تأكيد على تطور فلسفة إدارة الزكاة واحترافيتها المتنامية.
يعكس المشروع التوجه الرسمي نحو تكريس فريضة الزكاة كأداة استقرار اجتماعي، تتجاوز حدود الإحسان إلى بناء منظومة تكافلية مستدامة، حيث يسهم توزيع الزكاة في مصارفها الشرعية في تعزيز الثقة المجتمعية، وإعادة ضبط بوصلة العلاقة بين الفقير وهيئة الزكاة على أساس من الإنصاف والشفافية.
ومن زاوية التعبئة المجتمعية، فإن مشروع الزكاة يبرز كجزء من أدوات الصمود، إذ لا يمكن الحديث عن ثبات اجتماعي دون منظومة حماية داخلية تتكفل بالفقراء وتسد فجوات العوز، والزكاة هنا تؤدي هذا الدور ببراعة ودقة.
تجلى تطور أدوات الهيئة في وضوح معايير التوزيع وشفافية الآليات، فقد اعتمد المشروع على بيانات ميدانية ودراسات واقعية بالتنسيق مع المجالس المحلية، ما يعكس انتقال الزكاة من العمل الموسمي إلى العمل المهني طويل المدى.
وتأتي هذه الزكاة العينية ضمن منظومة متكاملة تعمل على تلبية الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة، في مسار متدرج يُراعي الأولويات المعيشية ويعزز من حضور الزكاة كرافعة اجتماعية واقتصادية، حيث يعاد توجيه الموارد بما يحقق التوازن بين الاستجابة الإنسانية الفورية وترسيخ مفهوم العدالة في توزيع الزكوات.
الزكاة هنا تمثل مشروعا وطنيا مصغرا ينطوي على أبعاد اقتصادية واجتماعية متداخلة، حيث تسهم في تنشيط السوق المحلي، ودعم المزارعين والمنتجين المحليين، وتوفير الغذاء للأسر المحتاجة، في حلقة تكاملية تعزز الدورة الاقتصادية وترسخ قيم التكافل والاعتماد على المنتج الوطني.
ومن ناحية اجتماعية، فإن الأثر التراكمي لهذا النوع من المشاريع يتمثل في تفكيك بؤر الفقر، وتحصين النسيج المجتمعي من أمراض الحقد الطبقي، عبر إشعار الفقير أن له مكانا محفوظا في خارطة أولويات الدولة والمجتمع.
في بُعده الإيماني، يمثل المشروع تجسيداً لفهم عميق لمعنى الزكاة، حيث تصرف في مواضعها بحس ديني ووطني، يستحضر أوامر الله ويستقرئ مقاصد التشريع في بناء أمة متماسكة عادلة.
تنامي مؤشرات تحصيل الموارد الزكوية، كما تؤكد إدارة المصارف بمكتب الهيئة العامة للزكاة، يعكس تنامي الثقة المجتمعية بدور الهيئة، وفعالية جهود التوعية التي رسخت الزكاة كقيمة إنسانية واجتماعية ذات بعد وجداني ومسؤولية جماعية ودينية.
وعلى مستوى البنية المؤسسية، فإن الهيئة العامة للزكاة تمضي بثبات في ترسيخ معايير النزاهة وتحسين أدوات الأداء، وهو ما جعلها مثالا للمؤسسة الحكومية القادرة على إدارة مورد شرعي بروح المسؤولية وفاعلية التأثير.
أصبح الفقير يترقب موسم الزكاة كمحطة للكرامة، ومؤشر على اهتمام الدولة بأضعف حلقات المجتمع، في دلالة عميقة تسهم في بناء علاقة سليمة بين الشعب ومؤسساته، وتعزز من الثقة والانتماء في إطار تكافلي يحترم الإنسان وحقوقه.
وفي هذا الاطار أكد مدير عام مكتب الهيئة العامة للزكاة في المحافظة، محمد هزاع، أن مشروع الزكاة العينية يأتي امتدادا لرؤية استراتيجية واضحة تعلي من مكانة الفقير، وتجسد التزام الهيئة بتحقيق الكفاية والكرامة لكل محتاج، عبر مصارف الزكاة المشروعة والمنظمة.
وأوضح أن توزيع الزكاة العينية على 17 ألف أسرة فقيرة، غالبيتهم من مرضى السرطان والفشل الكلوي، يجسد بُعداً إنسانياً عميقاً، حيث يقدم العون لمن هم في أمس الحاجة إليه بكرامة واحترام، ويصاغ العطاء بلغة الرحمة والانتماء، من خلال منتجات محلية تعبر عن روح الوطن وتعيد الحياة إلى من أنهكتهم المعاناة.
ونوه إلى أن النجاحات التي يحققها مكتب الزكاة تعكس حالة من النضج المؤسسي في الأداء، حيث تدار الموارد وفق بيانات دقيقة، وخطط مدروسة، وشراكات فعالة مع السلطات المحلية، ما يجعل كل مشروع زكوي نتيجة مباشرة لجهد جماعي منظم.
ولفت هزاع إلى أن تزايد الثقة المجتمعية بمشاريع الزكاة في الحديدة هو ثمرة مباشرة لحرص الهيئة على التوجيه السليم للمصارف، والالتزام الصارم بمبدأ الإنصاف في التوزيع، ما جعل الزكاة اليوم أداة بناء لها أثرها الواضح في حياة الناس.
وأفاد بأن رؤية الهيئة تقوم على جعل كل موسم زكوي محطة فارقة في تحسين حياة الفقراء، وإبراز دور الدولة كمؤسسة راعية ومسؤولة، تعطي كل ذي حق حقه، وتؤسس لمجتمع أكثر تماسكا وعدالة واطمئناناً.