لماذا يلزمك تكليف أطفالك بمهام منزلية فورا؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
من منّا لا يحتاج بعض المساعدة في مهام المنزل المتراكمة؟ فما بين ترتيب الغرف وتطبيق الملابس وغيرها، يتضح أن هناك مساعدا سرّيا في منزلك يمكنه أن يتحمل بعض تلك المسؤوليات لضمان المزيد من النجاح مستقبلا.. هذا الشخص وللمفاجأة هو طفلك الصغير!
تحقيق المزيد من النجاح في المستقبلأفادت أبحاث علمية متخصصة أن الأعمال المنزلية تساعد على تعزيز المهارات التنفيذية للطفل، مثل التركيز، والتخطيط، والتبديل بين المهام، وتذكر التعليمات، والتحكم في السلوك، وغير ذلك.
دراسة أجرتها جامعة لا تروب في أستراليا، وشارك فيها أكثر من 200 والد وطفل تتراوح أعمارهم بين 5 و13 عامًا، توصلت إلى أن المشاركة في أنشطة الأعمال المنزلية مثل الطبخ والترتيب، قد تكون مفيدة بشكل خاص للأطفال اليافعين ما قبل سن المراهقة، فهي تجعلهم أكثر عرضة للتفوق في جوانب أخرى من الحياة مثل العمل المدرسي أو حل المشكلات.
ووجد الباحثون أن المشاركة في مهام العناية الذاتية، مثل إعداد وجبة لأنفسهم، ومهام العناية بالأسرة، مثل إعداد وجبة لشخص آخر، تعمل على تحسين قدرة الطفل على التفكير قبل التصرف بشكل جذري.
وفي دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال التنموي والسلوكي الأميركية، درس الباحثون ما يقرب من 10 آلاف طفل في سن المدرسة الابتدائية بخصوص المساعدة في المنزل.
إعلانوأظهر أولئك الذين تم تكليفهم بالأعمال المنزلية في سن رياض الأطفال مزايا واضحة بحلول الصف الثالث، فكان أداء تلك المهام مرتبطًا بالتطور اللاحق للكفاءة الذاتية والسلوك الاجتماعي والفعالية الذاتية.
وعندما تمت مقارنة الأطفال المعتادين على القيام بالأعمال المنزلية مقابل الذين نادرًا ما يساعدون في المنزل، وجدت الدراسة أن العاملين سجلوا درجات أعلى في مقاييس المهارات الاجتماعية والأكاديمية والعلاقات مع الأقران والرضا عن الحياة.
كما خلصت دراسة واسعة النطاق أجرتها جامعة هارفارد على مدار 75 عامًا إلى أن الأطفال الذين يؤدون الأعمال المنزلية يصبحون أكثر نجاحًا كبالغين، وذلك لأنهم اكتسبوا أخلاقيات العمل من خلال القيام بالأعمال المنزلية، وفقًا للتحليل.
تعزيز الإحساس بالمسؤوليةكذلك يمكن لإشراك الأطفال في الأعمال المنزلية المناسبة لأعمارهم أن يمنحهم مستوى أعلى من الرضا والمسؤولية الذاتية والنجاح العام.
وحول ذلك تقول جولي ليثكوت هايمز، العميدة السابقة للطلاب الجدد في جامعة ستانفورد، في محاضرة لها في مؤتمر "تيدكس" عام 2016، "وجدت الدراسات أن النجاح المهني في الحياة يأتي من القيام بالأعمال المنزلية كأطفال.. وكلما كان هذا مبكرًا، كان أفضل".
هذا النظام يساعد الأطفال على اكتساب الثقة، وبناء المرونة، والاستقلال مع تقدمهم في السن. كما تشجع المشاركة في المنزل الإحساس بالمسؤولية، ومهارة العمل الجماعي، وأخلاقيات العمل المطلوبة للغاية في وقت لاحق من الحياة.
وقد حدد مارتي روسمان، أستاذ تعليم الأسرة بجامعة مينيسوتا، "أن أفضل مؤشر لنجاح الشباب في منتصف العشرينيات من العمر وتحملهم المسؤولية هو مدى مشاركتهم في المهام المنزلية عندما كانوا في الثالثة أو الرابعة من العمر" بحسب الأبحاث ذات الصلة.
إعلانمشيرا إلى أنه مع إتقان طفلك لغسل الأطباق أو جمع الغسيل، يمكنه القيام بهذه المهمة بمفرده بالتدريج لاحقا. ولفت إلى أن الأعمال المنزلية التي تبدو غير مضنية مثل إعداد الطاولة أو طي الغسيل تُعد لَبِنات صغيرة في تشكيل الاستقلالية الفردية في نهاية المطاف.
ويشير الخبير إلى أنه عندما يبدأ الطفل في تولي بعض الأعمال المنزلية في وقت مبكر، تصبح سهلة ويكتسبها كعادات بديهية، مما يعني صداما أقل مع الآباء وتذمرًا أقل من الأطفال.
قبول النتائج "غير المثالية"عند سماع هذه الأفكار قد يقول معظم الآباء والأمهات إن أطفالهم قد لا يؤدون المطلوب على أكمل وجه، وربما تستهلك عملية الإشراف والمتابعة، وحتى المساعدة إذا لزم الأمر، وقتا إضافيا أكبر بكثير مما لو قام الأب أو الأم بالمهمة منذ اللحظة الأولى.
ولكن يتضح أنه أحيانا، حتى لو كان بوسعك أن تؤدي مهمة ما على أكمل وجه، فلابد أن تسمح لشخص آخر بالقيام بها ـولو بشكل جزئيـ إذا كنت تريد أن يتعلم الشخص الآخر من التجربة، وخاصة بالنسبة للأطفال اليافعين.
لذلك من الضروري حث صغارك على القيام بالأعمال المنزلية الممكنة بالنسبة لمهاراتهم العمرية، مثل ترتيب غرفته، ووضع ملابسهم في الغسالة وتشغيلها بأنفسهم، وكنس الفتات بعد تناول الوجبات، وجلي الصحون، وترتيب الفراش، ومسح الأتربة عن الأسطح، وغير ذلك.
ولأنه عادة ما تكمن المشكلة في أن الأعمال المنزلية قد تبدو مملة للأطفال، يجب على الآباء اختيار الأعمال التي يستمتع بها أطفالهم، ومشاركتهم بشكل يعزز لديهم الإحساس بالحميمية والتواصل.
كيف تبدأ مع طفلك؟ولبدء الخطوة الأولى مع أطفالك، يقول خبير الأسرة الأميركي مارتي روسمان إنه منذ أن يصبح الطفل كبيرًا بما يكفي لاتباع التعليمات البسيطة، يمكن الشروع في تعيين المهام له، مثل التقاط الألعاب، ووضع الملابس في سلة الغسيل، وإطعام الحيوان الأليف أو سقي الزرع المنزلي.
إعلانحينها سيبدأ طفلك في الشعور بأنه جزء من "الفريق"، ومن المفيد في هذه المرحلة استغلال حماسه وتقبل الطريقة التي يقوم بها بالأعمال المنزلية، أي بشكل غير مثالي، وبمرور الوقت سوف يصبح أفضل وأكثر مهارة.
التوازن قبل كل شيءوختاما، يقترح الخبراء في التربية أن هذه الأبحاث الواعدة تشير ربما إلى أننا يجب علينا التركيز بشكل أقل على تسجيل أطفالنا في كل نشاط في النادي الاجتماعي، والسماح لهم بدلا من ذلك بتلطيخ أيديهم قليلا وممارسة "المهام الحياتية الحقيقية" التي عاجلا أم آجلا سيحتاجون إلى تعلُّمها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأعمال المنزلیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
التخطيط السنوي ودوره في بلوغ الأهداف المؤسسية (1)
إن التخطيط هو إحدى الأدوات الرئيسية والداعمة التي تساهم في تطوير الأداء المؤسسي وتعظيم الإنتاج، وتعد مهمة التشخيص هي الخطوة التمهيدية لعملية التخطيط، حيث يتم معرفة المخاطر المتوقعة عند تنفيذ المستهدفات وتحديد آلية إدارتها وكيفية التغلب عليها عند التخطيط، وكذلك يتم التركيز على الفرص التي تمكن المؤسسة من بلوغ أهدافها. فتضمن مرحلة التشخيص تحليل الوضع الراهن وربطه بالرؤية الوطنية، ومن ثم ربط الأهداف التشغيلية بالأهداف الاستراتيجية للمؤسسة بما يحقق التكاملية في الإنجاز.
وتنطلق مرحلة التخطيط السنوي بعد التشخيص، والتي تبدأ بتحديد الأهداف السنوية في كافة تقسيمات المؤسسة. وهذه المهمة ليست بالمهمة السهلة مطلقًا، فهي مهمة عميقة، ويتوجب إشراك كافة الموظفين فيها. فالأهداف التشغيلية ليست مجرد أهداف سنوية توضع، بل يتوجب ربطها وتكاملها مع الأهداف الاستراتيجية، وهذا سر قوتها وجودة أدائها، حيث إن الأهداف الاستراتيجية ترتبط بالرؤى والغايات الوطنية. من هنا، وجب أن تكون مهمة إنشاء الأهداف ذات تركيز مرتفع عند بنائها وإدراك عالي عند اختيارها، فهي عملية عميقة في بناء الأهداف ودقيقة في تفصيل المهام التابعة لكل هدف من الأهداف المخططة لضمان بلوغها.
لذا، يتوجب على المؤسسة وأفرادها الوعي جيدًا بأن عملية بناء الأهداف ليست بالأمر السهل مطلقًا، وأنها ليست نهاية العملية التخطيطية بل هي بدايتها فقط. وعلى قيادات المؤسسة وموظفيها إدراك أن عملية التخطيط هي عملية تسلسلية ومنظمة، وأن عملية تحديد وبناء الأهداف هي أولى خطوات التخطيط، وأن هذه الخطوة تليها خطوات مهمة جدًا، ولن تستطيع المؤسسة إذا تجاهلت أحدًا من خطواتها تحقيق أهدافها أو تعظيم النتائج المخططة.
إن أول مراحل التخطيط، وهي مرحلة إنشاء الأهداف التشغيلية، ووفقًا للأهداف الذكية، يتوجب أن تكون هذه الأهداف محددة وواضحة، كما يجب أن تكون قابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة بالأهداف الاستراتيجية ومحددة بزمن الإنجاز. كما يتوجب وضع خطط عمل تفصيلية المهام وواضحة، وتبرز فيها المسؤوليات والصلاحيات، ويتم تحديد مؤشرات أداء رئيسية تضمن بلوغ الأهداف، وأخيرًا يتم اعتمادها من قبل القيادة.
وتأتي مرحلة التنفيذ كمرحلة ثانية بعد اعتماد الأهداف، حيث تبدأ التقسيمات بمعرفة الأهداف الخاصة بها وإدراك مهامها. فتعي المهام اللازمة للقيام بها، ومعرفة الأزمنة الواجب إنجاز المهام التفصيلية المحققة للهدف. ويتوجب تحديد الموظفين الذين سيقومون بإنجاز المهام، بالإضافة إلى معرفة مؤشرات الأداء المراد بلوغها كمعيار لمقارنة الأداء لضمان تحقيق الهدف. وعلى ضوء ذلك تبدأ التقسيمات بتنفيذ مهام الهدف مع ضمان توافر الموارد اللازمة بمختلف أنواعها الملبية لمتطلبات تحقيق الهدف المنشود، مع ضرورة متابعة رؤساء التقسيمات لدرجة تحقق الأهداف باستمرار لضمان بلوغ الأهداف المنشودة والتحقق منها من قبل إدارة الدائرة.
تلي مرحلة التنفيذ مرحلة تقييم التنفيذ، والتي تعرف بمرحلة الرقابة، حيث يتوجب على قسم التخطيط متابعة أداء المهام ومدى سيرها وفقًا لما هو مخطط من المهام. فإن كان سيرها مطابقًا لما هو مخطط، فتنتقل للمهمة التالية، وإن كان غير مطابق لما هو مخطط، فيتم التحسين على الإجراءات وتعديلها بما فيه صالح الهدف المخطط. بحيث يتم تقييم النتائج النهائية للأهداف ومدى تحقق الخطة السنوية لأهدافها، ومقارنة مؤشرات الأداء المخططة مع مؤشرات الأداء الواقعية، وتحليل أسباب نجاح الخطة أو فشلها في تحقيق الأهداف.