الشيخ حسين حازب : أدعو القوى السياسية أن تعلن السيد عبد الملك الحوثي قائدًا ومرجعيةً لليمن
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
يمانيون../
دعا وزير التعليم العالي السابق والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ حسين حازب، القوى والأحزابَ السياسية، إلى أن تتخذ موقفًا وتعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قائدًا ومرجعية لليمن.
وقال الشيخ حازب في حوار لصحيفة “المسيرة”: إن “السيد القائد عبد الملك الحوثي، أثبت بأنه الأفضل على مستوى الأُمَّــة الإسلامية، وليس العربية فقط، وقد ظهر بأنه القائد الحكيم والشجاع، ورجل العفو، والتسامح حتى مع من قاتلوه وظلموه”.
إلى نص الحوار:
– بدايةً كُنتَ قد أشرتَ إلى مآخِذَ لكم حول دور النخب في معركة اليمن المقدَّسة، وتطرقتم إلى أن هناك تقصيرًا إلى حَــدٍّ ما من قبل النخب اليمنية… ما تلك المآخذ شيخ حسين؟
الحقيقة أننا في معركة كبيرة وشاملة، وهي لا تقف عند دور العسكري والمقاتل؛ فالإعلام معركة، والسياسة معركة، وفي الداخل معركة وعي وثقافة، إلى جانب الدور العسكري والأمني الذي يقوم بما عليه على أكمل وجه، جزاهم الله خيرًا.
– تشير إلى دور أكبر يجب أن تقوم به الأحزابُ ونخبُ المفكرين مثلًا؟
في الإعلام حقيقةً لا أجد القياداتِ الحزبية حاضرة.. يجب أن يكون حضورُهم فاعلًا ومؤثرًا في الميدان.
أعضاء المجلس السياسي من أنصار الله، والمؤتمر الشعبي العام، وبقية القوى السياسية والفكرية والأكاديمية يجب أن يتكّلموا، ويقوموا بما عليهم.
كذلك أعضاء الحكومة، ومجالس النواب والشورى وقيادة الدولة، يجب أن يكونوا حاضرين في المعركة الإعلامية ومعركة الوعي، لا أن يظل الدور سلبيًّا، وكأن هذه المعركة لا تخص سوى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وأنصار الله، رغم أننا كلنا “أنصار الله”.
يُفترَضُ من الجميع بعد إعلان التغيير الجذري أنهم ذهبوا فورًا إلى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وقالوا له: “قد سمعنا منك ما سمعنا وقد أحسنتَ وأصبتَ ولكن التغيير الجذري يجبُ أن يكونَ في شكلِ الحكم أولًا، ونحن نرى أنك القائد والمرجعية للأُمَّـة اليمنية، ونتشاورُ معك على ما يجب، وما لك علينا، وما لنا عليك… هذا الموضوعُ كانوا مقصِّرين فيه كَثيرًا، والسيد انتظر لهم أحدَ عشَرَ شهرًا، فاضطر أن يبدأ بتغيير الحكومة، وهذا غيرُ كافٍ”.
لماذا لم يكن لهم دورٌ إيجابي، أكثرَ من البيانات؟، يجب أن يكون للقوى السياسية موقف، فما دام قد أثبت هذا القائد أنه الأنسب، لنعلنه شعبًا وقوىً سياسية، وفي المقدمة يعلنها الشريك المؤتمر أن السيد عبدَالملك قائدًا ومرجعيةً لليمن، فالرجل أثبت بأنه الأفضل على مستوى الأُمَّــة الإسلامية، وليس العربية فقط، وقد ظهر بأنه القائد الحكيم والشجاع، ورجل العفو، والتسامح حتى مع من قاتلوه وظلموه.
الجانبُ الثاني أن على تلك النخب النزولَ وإكمال الدور في الساحة والميدان، حَيثُ هناك من يحاول دغدغة الشارع بذرائع المرتبات وترهات بأن اليمن أدخل نفسه في معركة مع “إسرائيل” وأمريكا في حرب نأت دولٌ عربية وإسلامية كبيرة كمصر، والسعوديّة، وتركيا والجزائر بنفسها عنها، وهنا يجب أن يكون لهم دور، حَيثُ تقتضي المعركةُ التحامَ القوى مع بعضها البعض أكثرَ وأكثر مما هو حاصل.
– الميدان والصوت الشعبي ليس بالضرورة أن يعلن انتماءه لفصيل وتيار معين.. فالناس تخرج باسمها لا باسم أحزاب وقوى وهذا كافٍ شيخ حسين؟
هذا صحيح، لكن اليمن تعنينا كلنا، فطالما أنا في الشارع السياسي والثقافي والوسط الشعبي المؤثر يجب أن يكون لي بصمة وأثر؛ فالمعركة واسعة، ويجب أن تجدنا في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي نقوم بأدوارنا وهو دور مقدس يبعث على العزة والفخر، ولا يعني أننا كحزب أَو جماعة دورنا مقتصر في حكومة ومؤسّسات لا في معركة الوعي.. أريد أن أرى غير “أنصار الله” في الإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، أريد أن أرى الكل في هذا الدور المدافع عن البلد،بغض النظر عن أية مآخذ هنا أَو هناك، فهذا لا يلغي دوري الوطني، وأخذ نصيبي من الشرف الكبير في هذه المعركة المقدسة، ولا يصح ألا يشترك الجميع في شرف المنازلة، ولذلك على القوى والنخب بالترتيب مع السلطة تشكيل آلية تجعل من الساحة اليمنية ورشة سياسية وفكرية وإعلامية للمواجهة لكل ما يتعرض له اليمن من حملة دولية تستهدف جبهتنا الداخلية.
ما هو حاصلٌ اليوم ليس بقليل، الآن استخدموا ضد اليمن كُـلّ وسائل الحرب النفسية، فيما تُترَكُ الساحة لا يعمَلُ فيها سوى “أنصار الله”.
– مع هذا فَــإنَّ الشعب اليمني ملتحم بقوة في ميادين القتال وهذا هو الأهم؟
صحيح، الشعب ملتحم في ساحات القتال، وهو السند الذي نستند إليه، وخروجه كُـلّ جمعة بهذا الشكل أدهش العدوّ والصديق، لكن لازم أن تؤدي النخب دورها في الميدان، وأن يستحوا من هذا الشعب المجاهد.
نحن نتكلم عمن كبَّرهم الوطن وأشبعهم، فالوطنُ يتعرضُ لحرب كبرى والدفاع عنه واجبٌ وفرض عين على الجميع، فلا يصح الانتظارُ والتفرج على من يعملون في الميدان ويجاهدون الجهاد الحق.
– هذا يتطلب التركيزَ كجبهة ثانية على مسائل الوعي والتوعية والجهاد الثقافي في الميدان بقوة؟
يجب أن نوضح للناس أن معركتنا ليست معركة سياسية ولا معركة دنيا نصيبها، بل هي معركة عقيدة تساندُ مظلومًا يستنجد بنا، وهو يتعرض لظلم تاريخي، وفعل وحشي “إسرائيلي” أمريكي غربي، يُقتل فيه ويُسحل الأبرياء من أهلنا في قطاع غزة، حَيثُ يمارس المجرم احتلالًا وحصارًا غيرَ مسبوق في التاريخ، ولأكثر من أربعة عشر شهرًا مُستمرّة.
وهذا هو سِرُّ توفيقنا ونجاحنا في نصرة إخواننا في فلسطين، فوقوفنا هو واجب ديني، رغم أن لليمن ألفَ عذر، لو تعذر بواحد منها لكفاه أكثر من أية دولة عربية، كمصر أَو السعوديّة أَو سوريا، فنحن تفصلنا عن فلسطين مسافات طويلة، وتفصلنا عنها بلدانٌ ودولٌ، كما أن إمْكَاناتنا صعبة، وقبلها نحن في عدوان وحصار مفروض علينا منذ عشرة أعوام، وهذه الأعذار مناسبة لو فكَّرت اليمن بفكر المصلحة الخَاصَّة، وحسابات السياسة، لكن لأَنَّ مساندتَنا تقوم على أُسُسٍ دينية، ومعتقد وجوب نصرة الأخ المظلوم، فنحن نؤدي هذا الدور كما يجب وسنستمر فيه.
– على مستوى المواقف العربية الإسلامية مما يجري من تحولات، ألا ترى أن هناك خضوعًا لأنظمة عربية كان يجب أن يكون لها دور كبير في مواجهة التغيير الشرق الأوسطي، رغم انتصارات محور المقاومة، وتسطير اليمن اليوم موقفًا متقدمًا ومؤثرًا إلى جانب قوى المقاومة؟
حقيقة أن غزة ورجال غزة أثبتوا أن المقاومة على قلة سلاحها هي عنصر قوة أذلت العدوّ، وخلقت له إحباطًا غير مسبوق رغم استخدام العدوّ كُـلّ إمْكَاناته من السلاح والتكنولوجيا والجانب الاستخباراتي والسموم، وكلّ ما أمكن استخدامه إلى جانب محاولات شق الصف في الداخل الغزاوي.
ألا يدل هذا على أن هذا الكيان رغم كُـلّ تبجحه، أوهن من بيت العنكبوت، وأنهم من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة.. هذه الصورة التي صنعتها المقاومة في غزة وفي لبنان، كان يجب أن تكون كافية لكي تدرك أنظمة عربية أن إمْكَاناتها الضخمة وجيوشها الكبيرة تستطيع التغلب على هذا العدوّ، لكن للأسف وأقولها باختصار: إن الله لم يرد لأُولئك العرب أن يكون لهم حظ من ذلك الشرف في مواجهة العدوّ وصنع الانتصار.
– ذلك الشرف تصدرت له اليمن، حَيثُ هي اليوم تؤدِّي الدورَ الذي يعبر عن موقف الأُمَّــة العربية والإسلامية المكبوتة؟
صحيح، لو رأينا ما حصل في غزة وتساءلنا: ما علاقة اليهود بالأمريكيين والغرب لوجدنا، أن ما أتى بهم هي مصالحهم؛ فقد أتوا بقضهم وقضيضهم تعصُّبًا للصليب والصهيونية، ونحن معنيون اليوم بأن نقود الإسلام كله ضد الكفر كله، فهي معركة عقيدة وجهاد، أمر بها الله ورسوله، واليمن وقيادته الشجاعة قد تصدروا الموقف، وهذا هو الشرف العظيم الذي شرّف اللهُ به اليمن.
ولأن الأعداء لم يرفعوا يدَهم عن غزة التي تباد على مرأى ومسمع، فنحن سنستمرُّ والموقف الذي رأيناه منذ عام، وحتى يومنا هذا سنرى أفضل منه هذا العام، والدليل أنه بعد أن أَدَّى حزب الله دوره الإسلامي والعروبي الصحيح كان لا بدَّ أن يقف لأخذ نفَس واستراحة محارب، فيما اليمن والسيد عبدالملك الحوثي تصدر الموقف، حَيثُ شعر أن هذه المسؤولية هي مسؤوليته هو لا غيره، فتضاعف استهداف العدوّ، وواجهنا حاملات الطائرات التي يحكم الأمريكان بها العالم منذ سبعين سنة، وهزمناها؛ ولهذا أنا على يقين أن ما سيسطِّره اليمن هذا العام سيكون أفضل مما كان العام الماضي بإذن الله.
– مع هذا التاريخ الجهادي الكبير الذي تصنعه اليمن.. ألا ترى أن أدوات تحالف العدوان من المرتزِقة اليمنيين تؤكّـد اليوم مستوى أعلى من الانحطاط ارتقت فيه صراحة من عمالة خفية للأمريكيين، ومشروع الشرق المتخفي إلى عمالة صريحة لـ “إسرائيل” وأجندة “إسرائيل” والصهيونية في المنطقة؟
هذا ما نراه فعلًا، موقفُ المرتزِقة بالوقوف مع العدوّ هو موقف العمالة والجبن والخسة، وهم اليوم يعصون الله، والأكيد أن موقفهم اليوم لن يكون أفضل من موقفهم في سبع سنين كان فيه العدوان علينا في أشده، وكما تفضَّلت فقد تحوَّلوا من أدوات لمحمد بن سلمان وابن زايد ليرتقوا إلى أدوات لبايدن والنتن ياهو ثم ترامب وإلى جانبه نتنياهو، وبالتالي فَــإنَّ حربنا معهم إذَا ما فُرضت علينا ستكون أقدسَ من حربنا السابقة؛ فقد كنا من قبلُ بمُجَـرّد أن يوقفوا القتالَ نوقف، حَيثُ كنا ما نزالُ نرى فيها حربَ إخوة، وإن كان الأمريكان في الخفاء يقودونها، أما الآن فالأمر مختلفٌ والعدوّ ظاهر، فأصبح ذلك المرتزِقُ يقف مع اليهود لقتالنا فيما الله عز وجل قد أكّـد في كتابه العزيز أن اليهود هم أعداءُ الإسلام، والأمّة بأكملها، وأن من يقف معهم ليس من أُمَّـة الإسلام في شيء، بل قرنه اللهُ بهم حين قال: “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فإنَّهُ مِنْهُمْ”.
وعلى الرغم مما يفعلُه المرتزِقة من المجاهَرة بتولي العدوّ، فلن يكونوا أفضلَ مما مضى من سنوات العدوان على عكسنا تمامًا، فنحن أفضل بكثير بفضل الله؛ فمنذ بدأت الهُدنة واليمن تعمل بجدٍّ، وإن كانت الطلقة توقفت، فالصناعة والتدريب والتعبئة لم تتوقف، حَيثُ أعلنت صنعاء قبل أَيَّـام استكمال الجهوزية للقوات المعدة لأية مواجهة قادمة؛ لهذا نقول للمرتزِقة: ابحثوا عن المال وترزَّقوا من العدوّ لكن ظلوا بعيدين عنا، ويكفيكم أنكم ستعيشون الذل والمهانة والعار طوال حياتكم، وأن أولادكم سيلاحقهم عار خيانتكم، وفيما العدوّ يحتقركم ويتعامل معكم كأتباع، فَــإنَّه يحترم صنعاء وقادتها ونظامها ويعرف قدرَهم ومكانتَهم التي وضعوا أنفسهم عاليًا فيها.
وأنا أقسمُ لكم أيها المرتزِقة سواءٌ أكنتم في مأرب أَو في المخاء أَو محافظات الجنوب، أَو في القاهرة أَو أبو ظبي أَو أنقرة إن العدوّ الأمريكي والصهيوني أصبح منحني الرأس، وقد فرضنا احترامنا عليه، وعلى غيره على عكسكم تمامًا، وقد آثرتم التكسب والخيانة والعمالة.
صنعاء مفتوحة لمن أراد السلام، واعتذَرَ من الوطن، ومن يريد أن يرجع له عقله.. أما “قادمون يا صنعاء”، فالجواب ليس عندي بل عند رجال الرجال في الجبهات، وهي أبعد عنكم من عين الشمس.
– قبل عامين كان لكم حديث عن ضرورة معالجة مِلف المرتبات؟
أنا طرحتُ على حكومة الإنقاذ الوطني السابقة قضية المرتبات، وقلت: إن الدولة لا تستطيع دفع المرتبات كاملة، ولا يصح ألا يعطى الموظف جزءًا من راتبه، والحكومة الآن لم تقصّر في إيجاد حلول جزئية لمِلف المرتبات ضمن آلية استثنائية، وهي تسير في طريق صحيح، حَيثُ إن هذا إنجازٌ لنظام صنعاء، وعليها الإسراع في تنفيذه؛ فالموظف ينتظر هذا، ومقابل هذا الإنجاز هناك أخطاءٌ وعراقيلُ في بعض المحافظات يجب تجاوُزُها وحلها.
– مثل ماذا؟
مثلًا في محافظة مأرب، هناك جمارك لكنها غير محدّدة السلع التي يمكن أن يؤخذ عليها جمارك، يعني يكون معي ثلاث دبات غاز يطلبون مني جمارك، ثلاثة أكياس طحين يطلبون عليها جمارك، هذا غير منطقي وهي أمورٌ بسيطة لكن يجب معالجتها.
في جانب آخر، هناك أمورٌ على الحكومة العمل بها تتعلق بالاستماع لنقد الناس وملاحظاتهم فهي مهمة، نحن في وزارة التعليم العالي سابقًا كان لدينا مكتب للشكاوى، نستمع للناس وننصت لهم، فما كان من شكاواهم وملاحظاتهم صحيحًا نأخذ به ونصحِّح على ضوئه، وما كان غير صحيح نرد عليه، ولو استوجب ذلك الاحتكامَ إلى القضاء، بالتالي يجب أن نسمعَ لما يقوله الناس.
الحاضنة لدينا يجب ضبطُها والاهتمام بها ولا ندعُها فرصةً يستغلها المرتزِقة، يجب أن نُعِينَ سماحة السيد، ولا نترك كُـلّ شيء عليه، سواء على مستوى المحافظين، وعلى مستوى الوزراء والشخصيات، قضية أن كُـلّ شيء على السيد لا يصح، فهو في معركة أكبر وأهم.
وللنصح أقول: “من أراد أن يحكم اليمن عليه أن يراعي ثقافة اليمن وتنوعها، ومن أراد أن يغيِّر شيئًا، فهذا يكون بالقُدوة وليس بشيء آخر، حتى الدوراتُ الثقافية أنا أرجو أن يعاد النظرُ فيها فمن يأتي لهذه الدورات لا يستمعوا لها كما يجب، وحضورهم لها فقط؛ لأَنَّهم دعوا إليها، والمفترَضُ أن يبحثَ عنها الناس، لا أن تبحَثَ هي عنهم”.
ما نراه اليوم من حِراكٍ على مستوى الداخل اليمني مبشِّرٌ بالخير، وهو ما كنا نحلم به، ومع أن شهادتي مجروحة؛ كوني وزيرًا سابقًا فَــإنَّ الترتيبات التي تتم تنبئُ عن التجهيز والإعداد لدولة حقيقية.. ما يتم اليوم من عمل غير سهل، وهو عمل كبير لو نظرنا إلى الجانب العسكري، فما تم إنجازه هو بجهد رجال اليمن، وليس من أية دولة أُخرى، صحيح أن هناك تعاونًا مع بعض الدول، لكن الإنجاز هو إنجاز يمني، فالزراعة تعيشُ تغيُّرًا حقيقيًّا وهو واضح، وعلى هذا قِس.
– على طريق البناء المنشود في القادم، وكوزير سابق: هل تتفق مع رأي أن هناك قوانين تعيق عملية الإصلاح والتغيير في البلد، وهذا سمعته قبلُ في أكثر من مناسبة؟
هذا صحيح، فالقوانين التي نسير عليها اليوم بعضها فُصِّلَ على مقاس أشخاص لكنه ليس حُجَّـة.
وثورة ٢١ سبتمبر لم تلغِ القوانين بالبيان رقم واحد، وهي معيق فعلي، وهذا يحتاج الإصلاح والتصحيح، على سبيل المثال “قانون المالية العامة رقم ٨”، وَ”قانون الخدمة المدنية رقم ١٩ للعام ٩٠م”.. هذه القوانين إن لم يتم تصحيحُها فالبلاد ستذهبُ في طريق غير قويم.
يكفي أن هذا القوانين تعيقُ لك القروضَ والمساعدات والخطط، حَيثُ يظل المسؤولُ طوالَ العام، يعمل على الورق، وقد قلت هذا الكلام أَيَّـام حكومة علي مجوَّر وليس اليوم، وهي قوانين فساد وإعاقة.
واليوم حكومة التغيير أمامها عمل كبير، وكلّ وزير مسؤول بذاته، حَيثُ أتيحت له حرية العمل ليتحمل مسؤولياته، وأنا متفائل إلى حَــدٍّ بعيد بأن اليمن سيكون له مستقبل زاهر، وما إن تحط الحربُ أوزارَها فلن نحتاج لوقت طويل، حتى نرى دولة كبيرة ومزدهرة.
ولأجل هذا النهوض سنحتاج لقاعدة تعليم راسخة ومتطورة، ويمكننا أن نلحظ أن الدول التي نهضت بعد الحروب، نهضت بالعلم والتعليم، وأنا على يقين أن التضحيات والدماء التي أريقت؛ مِن أجلِ يمن عزيز لن تذهب سدى، ومن سيقود هذه النهضة سيضع في حسابه عظمة تلك التضحيات، حَيثُ اليمن المنتِج، والشعب الحي النَّشِط، والجغرافية الغنية، ويكفي أن اليمنَ سيشهدُ توافُدًا لا سابقَ له من العالم، ليتعرفوا على هذا البلد الذي صمد هذا الصمودَ الأُسطوري، والذي داخَ من فعلِه الأعداء.
حاوره ابراهيم العنسي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: یجب أن یکون فی المیدان أنصار الله عبد الملک السید عبد على مستوى فی معرکة إلى جانب أن هناک ف ــإن لا یصح موقف ا
إقرأ أيضاً:
انهيار اقتصادي وشيك في اليمن وعجز مزمن وراء زيارة الرئيس العليمي للرياض
لا يوجد دليلٌ واحدٌ على أن السلطة الشرعية في اليمن وحلفاءها الإقليميين؛ اتخذوا خطوات عملية تتمتع بالاستقلالية باتجاه الاستفادة المفترضة من التحولات الجوهرية التي شهدها ويشهدها اليمن والمنطقة، وهو أمر لن يتحقق إلا عبر إجراءات لا تحتمل أقل من الجاهزية الكاملة والصلاحيات السيادية غير المنقوصة، للتعاطي الخشن مع استحقاق إنهاء الحرب في اليمن، وتجاوز السقف الحالي المنخفض جدا والغارق في تعقيدات الوضع الاقتصادي والنقدي.
خلال تواجد الرئيس رشاد العليمي في فترة تعتبر طويلة نسبيا رغم قصرها في عدن، تبنّى بشكل لافت قضية الخلية الأمنية التي كُشف عنها مؤخرا وقيل إنها بقيادة العميد أمجد خالد، القائد السابق للواء النقل الرئاسي في عدن، الذي يتواجد مناطق سيطرة الحوثيين. ومن التهم الموجهة للخلية، اغتيال أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في مدينة التربة بمحافظة تعز ومحاولة اغتيال محافظ عدن، والعمل مع عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش لتنفيذ عمليات تخريبية مستقبلية، وهو أمر يشير للتعاون المفترض بين جماعة الحوثي وهذين التنظيمين.
السلطة الشرعية لا تزال مشدودة إلى أولويات القوى الخارجية التي لا علاقة لها بالتحديات الحقيقية المسؤولة عن استمرار الحرب، وتصر على النظر إلى المشهد اليمني من زاوية التهديد الإرهابي
إن حرص الرئيس رشاد العليمي على التعاطي مع هذه القضية باعتبارها إنجازا كبيرا، ونقطة تحول، وأساسا لبناء سردية جديدة فيما يخص الأزمة والحرب، يكشف بالتأكيد أن السلطة الشرعية لا تزال مشدودة إلى أولويات القوى الخارجية التي لا علاقة لها بالتحديات الحقيقية المسؤولة عن استمرار الحرب، وتصر على النظر إلى المشهد اليمني من زاوية التهديد الإرهابي، أملا في إعادة توجيه الأنظار إلى الحوثيين من هذه الزاوية تحديدا، رغم أنهم خرجوا للتو من أتون الضربات العسكرية الأمريكية المميتة، ورغم أن واشنطن صنفت الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية".
ما من دليل ذي قيمة يمكن أن تضيفه سردية الرئيس وحكومته بشأن تورط الحوثيين في دعم الإرهاب، في وقت يتعين عليهما التركيز على التحولات المجانية في الموقف الأمريكي وعلى الإجراءات العقابية التي اتخذتها واشنطن بحق الحوثيين، والحرص على أولوية فرض إرادة السلطة الشرعية ونفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي والمالي.
ثمة عجز غير مبرر للسلطة الشرعية تجاه واجباتها الشاملة، وهو عجز يتجلى في أسوأ مظاهره في عدم وحدة القوى العسكرية وخضوعها لسلطة عسكرية مركزية هي سلطة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة، بالنظر إلى ما تمثله القوة العسكرية المركزية ذات العقيدة الوطنية الموحدة والقوام البشري المنسجم من أهمية في تعزيز قدرة الدولة على إنفاذ واجباتها وفرض نفوذها، وصد التحديات والتهديدات من أي طرف كان.
يتحمل حلفاءُ السلطة الشرعية المسؤولية المباشرة عن هذا العجز، وتتحمل معظم القوى الدولية ذات النفوذ في مجلس الأمن الدولي، جزءا من المسؤولية، بالنظر إلى تواطؤ هذه القوى لتمرير الانقلاب وشرعنته وتعزيز مناعته، والعمل الممنهج لتهشيم الإمكانيات التي توفرت لدى السلطة الشرعية منذ شرع اليمنيون في بناء دولتهم ضمن عملية انتقالية تورطت هذه القوى في إجهاضها.
لذا، يمكن فهم لماذا تنحسر الأولويات لدى مجلس القيادة الرئاسي، إلى مجرد الإبقاء على قدرته وقدرة الحكومة على "دفع المرتبات، وتأمين السلع والخدمات الأساسية، وتحسين وضع العملة الوطنية، وتعزيز فرص التعافي الاقتصادي" بحسب تصريح لمصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية.
سيبقى اليمن ضمن هذه الدائرة المفرغة والمفزعة، ما لم يتم سلوك مسار واضح للإنقاذ الاقتصادي، بالتزامن مع تعزيز القدرة العسكرية للسلطة الشرعية على مواجهة الانقلابيين وتفادي تحدي التشظي الراهن في بنية السلطة الشرعية بسبب المشروع الانفصالي
إنه مؤشر واضح على تراخي الداعمين الإقليميين وعدم استعجالهم في إنهاء الحرب والكوارث الناجمة عنها في اليمن، وعن تخليهم عن تعزيز قدرة السلطة الشرعية العسكرية والأمنية والاقتصادية على فرض نفوذها وتعزيز تماسكها الداخلي، ورفع جهوزيتها للتعامل مع التحدي الرئيس المتمثل في إنهاء الانقلاب.
هناك تكهنات بشأن دوافع زيارة الرئيس الدكتور رشاد العليمي الحالية إلى العاصمة السعودية، لكن الحقيقة هي أن هذه الزيارة لن تفضي إلى فرض سلطة جديدة، ولن تخرج عن دائرة الرغبة الملحة من جانب الرئيس في الحصول على الدعم من أكبر اقتصاد في المنطقة، وهو الاقتصاد السعودي، لمنع سقوط الدولة اقتصاديا إلى أتون الفوضى العارمة، وهو أمر وشيك الحدوث إذا لم تُلبّ السعودية مطالب الرئيس، وإذا لم يكن من بين ما يمكن بحثه مع الجانب السعودي مساعدة الشرعية عمليا على استعادة مواردها السيادية وفي مقدمتها النفط والغاز وتمكينها من تصديرهما للحصول على العملة الصعبة، واستدامة قدرة السلطة الشرعية على الإيفاء بالتزاماتها الحتمية تجاه الشعب اليمني.
لطالما سارعت السعودية للقيام بـ"إجراءات إسعافية" تتمثل في "الودائع النقدية" التي لا يمكن تقدير طبيعتها، ولا تبعاتها القانونية: هل هي قروض أم هبات. لكن من الواضح أن هذه الودائع هي التي تُبقي الحكومةَ الشرعيةَ واقفة على قدميها، دون أن تنجح للأسف في تحقيق الاستجابة الضرورية للاحتياجات الاقتصادية والنقدية، وفي المقدمة الاستمرار في صرف المرتبات ذات القيمة المتدنية أصلا، ووقف تدهور سعر الريال، الذي خلَّف تداعيات خطيرة في مقدمتها التضخم وانهيار القدرة المجتمعية على الشراء واتساع نطاق الفقراء والمعدمين الواقعين دون خط الأمن الغذائي.
وأخيرا، سيبقى اليمن ضمن هذه الدائرة المفرغة والمفزعة، ما لم يتم سلوك مسار واضح للإنقاذ الاقتصادي، بالتزامن مع تعزيز القدرة العسكرية للسلطة الشرعية على مواجهة الانقلابيين وتفادي تحدي التشظي الراهن في بنية السلطة الشرعية بسبب المشروع الانفصالي الذي سكن في قلبها برعاية كاملة من الداعمين الإقليميين.
x.com/yaseentamimi68