الدكتور زيد الهنائي لـ"الرؤية": المتحورات الجديدة لـ"كوفيد-19" غير مُقلقة ودرجة الخطورة "منخفضة"
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
◄ لا زيادة في عدد الحالات الحرجة المصابة بـ"كوفيد-19" منذ نجاح حملة التحصين
◄ لا إحصائيات دقيقة للإصابات الخفيفة في المجتمع
◄ ننصح بعدم مخالطة الآخرين عند ظهور أعراض المرض أو إصابة الآخرين به
◄ لقاحات "كوفيد-19" توفر حماية طويلة المدى بفضل الذاكرة المناعية للجسم
◄ اتباع الإجراءات الاحترازية الاعتيادية واجب في جميع الأحوال
الرؤية- مدرين المكتومية
أكد الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي أستاذ مساعد واستشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال بكلية الطب والعلوم الصحية في جامعة السلطان قابوس أن ظهور متحورات جديدة لفيروس "كوفيد-19"، لا يستدعي القلق؛ إذ إن احتمالية الإصابة بأعراض شديدة "ضئيلة جدًا"، لا سيما بعد نجاح حملة التحصين في سلطنة عُمان، وتلقي الغالبية العظمى من الفئات المُستهدفة للقاح المضاد.
وفي تصريحات خاصة لـ"الرؤية"، قال الهنائي إن وضع جائحة "كوفيد-19" في العالم ما زال مطمئنًا، حتى على الرغم من استمرار إصابة البعض بالفيروس، وظهور متحورات جديدة بين الحين والآخر، إلّا أن خطورته على معظم الناس منخفضة، معللًا ذلك بأن معظم الناس اكتسبوا المناعة ضد الفيروس عن طريق التحصين وتلقي اللقاح، وكذلك عن طريق التعافي من إصابات سابقة.
وأضاف أن تحور الفيروس يتسبب في عودة الإصابات، لكن يبقى هناك تشابه كبير بينه وبين الفيروس الأصلي، وبالتالي يستطيع جهاز المناعة التعرف على معظم أجزائه بسرعة والتخلص منه قبل أن تُصبح الإصابة خطيرة، مشددًا على أن معظم الإصابات في الوقت الحالي منخفضة الخطورة ولا تستدعي التنويم في المستشفيات.
وردًا على سؤال حول الترصد الوبائي، أوضح الهنائي أن أجهزة رصد كوفيد-19 في عُمان حاليًا ذات كفاءة جيدة، أما بالنسبة للحالات التي تستدعي التنويم في المستشفيات، يمكن التعرف وبسرعة على أي زيادة في حالات التنويم، خصوصًا إذا كانت في العناية المركزة. ونفى الهنائي أي زيادة في عدد الحالات الحرجة، منذ نجاح حملة التحصين في سلطنة عُمان. وأشار إلى أن الإصابات الخفيفة- التي لا تستدعي التنويم- لا يوجد لها رصد دقيق، مقارنة بما كان سائدًا خلال فترة الجائحة، مؤكدًا أن السبب في ذلك يعود لانخفاض خطورة الإصابة بشكل عام.
وذكر الهنائي أن التجمعات المزدحمة والسفر من العوامل التي تسهّل انتشار الفيروسات بين الناس، لا سيما بعد رفع كل الإجراءات الاحترازية التي كانت مُتّبعة خلال الجائحة، مضيفًا أنه مع انخفاض خطورة الإصابة يمكن اتباع احترازات اعتيادية للحد من تناقل الفيروسات، مثل عدم مخالطة المصابين، وتجنب الاختلاط مع الآخرين عند المريض بأي أعراض، وكذلك الحفاظ على نظافة اليدين، وتغطية الفم والأنف عند الكحة أو العطس، لتفادي نشر الرذاذ الذي قد يكون حاملًا لأي فيروس.
وتحدث استشاري الأمراض المعدية عن المنافع التي تحققت بعد نجاح حملة التحصين ضد "كوفيد-19"، حيث تفادت السلطنة تسجيل الآلاف من حالات الوفاة، وكذلك عشرات الآلاف من الحالات التي قد تحتاج للتنويم في المستشفيات، لافتًا إلى مؤشر الوفيات الإضافية تراجع بصورة واضحة بعد إتمام حملة التحصين، وعادت معدلات الوفاة في المجتمع لمستويات ما قبل الجائحة.
وطمأن الهنائي الحاصلين على لقاح كورونا، بأن هذه اللقاحات وفّرت حماية طويلة المدى للأشخاص المُحصَّنين؛ حيث إن الجسم لديه القدرة على تكوين ذاكرة مناعية تبقى لسنوات أو حتى مدى الحياة، علاوة على أن المناعة تعززت بصورة أكبر لدى الذين أصيبوا وتعافوا من الإصابة.
واستبعد الهنائي عودة الفيروس بنفس الشراسة التي كان عليها عامي 2020 و2021، قائلًا إن احتمالية ذلك "ضئيلة جدًا"، معللًا بوجود الذاكرة المناعية لدى الأفراد.
ونصح استشاري الأمراض المعدية الأفراد في مختلف الفئات العمرية، باتباع الإجراءات الاحترازية الاعتيادية، لمنع انتشار الفيروسات التنفسية بشكل عام، وعلى رأسها: عدم مخالطة المصابين أو عند الشعور بالأعراض، والحفاظ على نظافة اليدين، وتغطية الفم والأنف عند الكحة أو العطس. أما فيما يتعلق بكبار السن أو من يعانون من نقص المناعة، يرى الهنائي إمكانية تجديد المناعة ضد الفيروس بالحصول على التحصين سنويًا.
كما حث الهنائي على تلقي لقاح الإنفلونزا، لا سيما وأن موسم الإنفلونزا على وشك البدء في غضون شهر أو شهرين، موجهًا النصح بأهمية التحصين السنوي ضد فيروس الإنفلونزا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خطا شحن جديدان وتمويلات أوروبية منخفضة الفائدة لتعزيز صادرات مصر الزراعية بختام فوود أفريكا
تناولت جلسة “برامج الاستثمار والبحث والابتكار الأوروبية في الأغذية والزراعة”، فى ختام فعاليات معرض فوود أفريكا، أحدث اتجاهات التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، وشهدت الإعلان عن مباحثات لتدشين خطين جديدين للنقل البحري بنظام Ro-Ro بين مصر واليونان لدعم حركة الصادرات الطازجة إلى شرق أوروبا.
وأكّد نيكولاوس زيميس، رئيس قسم الاستثمار والتجارة ببعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، أن المرحلة الحالية تشهد تركيزًا أوروبيًا على تعزيز الحوار الزراعي مع دول الشراكة وفي مقدمتها مصر، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي «لن يسمح بدخول أي منتجات غذائية إذا جرى إنتاجها باستخدام مواد محظورة داخل أوروبا»، مع الإعلان عن «مستوى أعلى من الرقابة على الواردات الغذائية» قبل يومين فقط.
ولفت إلى تزايد التفتيش على المحاصيل المصرية بالتنسيق مع هيئة سلامة الغذاء ووزارة الزراعة، مشيرًا إلى أن الصادرات المصرية الغذائية ارتفعت من مليار يورو عام 2022 إلى 3 مليارات يورو عام 2025.
وكشف عن مباحثات لإطلاق خطّي شحن جديدين بين الإسكندرية وباتراس، ودمياط وفولوس، إلى جانب الخط القائم مع ترييستا، مؤكدًا منح القمة المصرية-الأوروبية الأخيرة «أولوية للاستثمارات في الزراعة المستدامة».
من جانبه، أوضح جويدو باتيستا، رئيس مكتب القاهرة لمؤسسة CDP الإيطالية، أن المؤسسة تعمل على دعم القطاع الزراعي في مصر من خلال برنامج الضمان الأوروبي الجديد TERRA، الذي «يقلّل المخاطر المرتبطة بتمويل المشروعات الزراعية ويتيح تقديم قروض بفوائد وشروط أفضل».
وقال إن البرنامج يعمل عبر ثلاثة مسارات تشمل التعاون مع البنوك، وتقديم ضمان مباشر، و«تمويل مباشر للشركات الخاصة في مصر بمعدلات فائدة أقل من السوق المحلي».
وأشار إلى تخصيص 30 مليون يورو لشمال إفريقيا ضمن برنامج حجمه 110 ملايين يورو، مؤكدًا جاهزية المكتب في القاهرة لاستقبال الشركات المهتمة.
وقدّم الدكتور كارستن ترانسفيلد، نائب رئيس غرفة الصناعة والتجارة في ماجديبورغ بألمانيا، عرضًا حول الدعم الفني المقدم للشركات المصرية ضمن مشروع Smart Agri، موضحًا أن العمل يرتكز على ثلاثة محاور: «الامتثال للمعايير الأوروبية في سلاسل الإمداد»، و«التدريب المهني لتطوير مهارات العاملين»، و«الاستدامة وتمكين المرأة في الشركات الصغيرة والمتوسطة الزراعية».
وأكد أن المشروع وفر خبرة مهمة لفهم متطلبات السوق الأوروبي، وأن الغرفة مستعدة لتبادل الخبرات مع الشركات المصرية لتعزيز قدراتها التصديرية.
كما استعرضت دورا فياني، رئيسة مؤسسة اقتصاد المعرفة ومنصة “بشاير”، دور المنصة في دعم الشركات والمزارعين للتوافق مع القوانين الأوروبية عبر خدمات سلاسل القيمة، وتسهيل إجراءات التصدير بالتعاون مع الحجر الزراعي وهيئة سلامة الغذاء، وتوفير دليل المبيدات المسجلة لكل محصول وآفة.
وأشارت إلى أن مصر تعد أكبر مورد من خارج الاتحاد الأوروبي للمنتجات البستانية، مستهدفة الوصول إلى 19 مليار دولار صادرات بحلول 2030.
واختُتمت الجلسة بعرض لبرنامج Horizon Europe قدّمه نيكولاوس زيميس، أشار فيه إلى أن مصر أصبحت عضوًا مشاركًا بما يسمح للباحثين المصريين بالحصول على تمويلات بحثية ضمن برنامج تبلغ قيمته 95 مليار يورو، مع توقع زيادته إلى 150 مليارًا.
وأكد أن مصر تحقق نسبة نجاح «مماثلة لأوروبا» في الحصول على التمويل، موضحًا أن البرنامج يركز خلال ديسمبر الجاري على المشروعات المرتبطة بالغذاء والبيئة والزراعة، في ظل احتفال الجانبين بمرور 20 عامًا على اتفاقية التعاون العلمي بين مصر والاتحاد الأوروبي.