الكشف عن الشعار الرسمي للقمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
دبي: يمامة بدوان
كشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن الشعار الرسمي والمعتمد لمشروع القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً بالمنطقة «محمد بن زايد سات»، والمقرر إطلاقه للمدار الأرضي المنخفض الشهر الجاري «يناير»، وذلك على ارتفاع يتراوح بين 500-550 كم.
ويظهر في الجانب الأيمن من الشعار، اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وقد كُتب بخط عربي، وأسفله اختصارا للمشروع بالحروف الإنجليزية «MBZ-SAT»، فيما يظهر بالجانب الأيسر رسمٌ للقمر الاصطناعي، ذي الألواح الشمسية الأربعة، وإلى أسفل الشعار، يظهر نصف الكرة الأرضية، يعلوها «علم الدولة»، وفيها خارطة دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما ترمز النجوم السبع إلى عدد إمارات الدولة السبع.
ويعقد مركز محمد بن راشد للفضاء اليوم «الخميس» مؤتمراً صحفياً في مقره بمنطقة الخوانيج بدبي، للإعلان عن تفاصيل إطلاق القمر الاصطناعي، بحضور كل من: المهندس سالم المري، مدير عام المركز، والمهندس عامر الغافري، مدير مشروع «محمد بن زايد سات، إلى جانب فريق المهمة من المهندسين والخبراء.
تقلبات حرارية
وحول كيفية تعامل القمر الاصطناعي مع التقلبات الحرارية القاسية بالفضاء، قالت نورة الشحي، خبيرة الأنظمة الحرارية في مشروع القمر «محمد بن زايد سات»: إن درجة الحرارة القاسية بالفضاء، لا يمكن للقمر الاصطناعي تأدية مهمته من دون أنظمة حرارية تساعده على التحكم بالحرارة، حيث نقوم بتحليل القمر الاصطناعي في أقصى وأدنى درجات الحرارة، التي من الممكن أن يتعرض لها القمر في الفضاء.
وأضافت في مقطع فيديو مدته 49 ثانية، نشره المركز على منصة «إكس»: إنه بناء على ذلك نقوم بتصميم واختيار القطع المناسبة، للتأكد من وصول درجات الحرارة المطلوبة، حيث لدينا أجهزة ترفع درجة الحرارة وأخرى تقللها وأجهزة ثالثة تحافظ على حرارة القمر، وكلها تستخدم من أجل ضمان سلامة القمر في الفضاء.
رصد وتصوير
وسيسهم القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» في توفير عمليات رصد وتصوير للأرض، وتلبية الطلب التجاري المتزايد على الأقمار الاصطناعية التي توفر صوراً ذات دقة عالية، حيث تؤهله إمكانياته المتطورة من مشاهدة التفاصيل ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، والتي سيستفاد منها في مجالات التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، إلى جانب توقع الظواهر الجوية الطبيعية ومراقبة جودة المياه ودعم جهود التصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، التي تشمل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، بالإضافة إلى مساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل، وغيرها من الكوارث الطبيعية، وإعادة الإعمار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مركز محمد بن راشد للفضاء الإمارات محمد بن زاید سات القمر الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ظفار.. أرض اللبان و"التباشير"
د. محمد بن عوض المشيخي **
انفردت سلطنة عُمان عن غيرها من دول العالم بأنَّها أقدم كيان سياسي وجغرافي في الخليج العربي، بتاريخها العريق وإرثها التليد الذي أزعم أن لا يوجد مثيل له في العالم، لم لا وهي أرض الغبيراء الشامخة التي أنعم الله عليها بقيادات حكيمة وسلاطين أوفياء للوطن وتراثه الخالد، فهذا السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- يجوب في شوارع صلالة في العقود الأولى للنهضة العُمانية، لكي يتفقد اللوحات التجارية للمحلات والشركات التي لا تنسجم مع أصالة البلاد، وقد وجد ذات مرة لوحة بعنوان "فنون الخليج"، وأمر بتغييرها فورًا لتكون "فنون الغبيراء"؛ هكذا هي السياسة والتوجه العام لهذا البلد العزيز للحفاظ على كنوز الوطن الغالية التي لا تُقدَّر بثمنٍ.
ومن هنا تكمُن أهمية الخبراء والفنانين والشعراء في الاختيار من تلك الكنوز والشواهد التاريخية، وما أعظمها، وليس البحث عن شعارات جديدة من مُخيلة المُفكِّرين والرسَّامين والتي تُكلِّف الكثير من المبالغ المالية، وقبل ذلك كله تحتاج لعقود طويلة لكي تترسخ في أذهان الناس، وخاصة زوار محافظة مثل ظفار، الذين يعرفون جيدًا أن اللبان هو هوية ظفار وشجرته المباركة، التي تُجسِّد شعارها الأبدي بلا منازع عبر الأزمان؛ لكونه محفورًا في ذاكرة أجيال المحافظة، أبًا عن جَدٍ. لذا يجب الاعتراف بأنَّ لكل محافظة أو ولاية في السلطنة، رموزها وشواهدها التاريخية التي تُميِّزُها عن غيرها، وعلى وجه الخصوص محافظة ظفار التي فيها الشجرة المقدسة لمعظم حضارات العالم منذ فجر التاريخ، وعلى وجه الخصوص حضارات السومَريين والإغريق والمصريين القدماء والرومان. والمؤرخون يشيرون إلى ثلاثة هدايا قُدِّمت لنبي الله عيسى بن مريم- عليه السلام- عند ولادته وهي (اللبان الظفاري والذهب والمر).
وخلال الأسابيع الماضية عجَّت منصات التواصل الاجتماعي في السلطنة ومجالس شيوخ ووجهاء ظفار بالجدال والمساجلة حول الهوية الجديدة لمحافظة ظفار والشعار الذي أصبح يُوسم بـ"ظفار أرض التباشير"، والذي يدل على أكثر من معنى؛ فالتباشير عبارة عن "شكل معماري يُزيِّن رؤوس البيوت القديمة في جنوب الجزيرة العربية"، بينما توصف هذه الكلمة باللغة الدارجة في شمال السلطنة بأنه كان أهل عُمان إذا بَشَّر النخلُ بالرطب سموه "تباشير"، بدلًا مما هو متعارف عليه سابقاً ضمنياً "ظفار أرض اللبان". وخلاصة تلك المناقشات الجادة والآراء المسجلة تكشف عن استغراب وتعجُّب من الشعار الجديد، وما الأسباب التي دفعت بالمسؤولين لتجنُّب استخدام "اللبان وشجرته" كواجهة حضارية لظفار؟!
لقد تواصل معي العديد من الشعراء والأدباء من المحافظة، يتساءلون لماذا لم يرجع المختصون إلى المجتمع المحلي للاستئناس برأيهم؟ لكن يبدو لي أنَّ هناك من يبحث عن الجديد بأي طريقة كانت، فنحن نعيش في عالم مُتغيِّر، يُؤمن فيه البعض بالحداثة على حساب الماضي التليد، وذلك بما قد يحمل من جوانب تُوصَف بأنها بحاجة إلى تصويب لكي تُناسب العصر. وكلمة "تباشير" تُشير إلى الأنباء الطيبة والتفاؤل والمستقبل الواعد، وهذه نتيجة رائعة؛ فالفكرة ممتازة لتقديمها لمنطقة تفتقد لإرث حضاري، لكن شعار "أرض التباشير" لا يُقارن بأي حال من الأحوال بأرض اللبان وشجرتها التي تُعبِّر بكل ما تحمله الكلمة عن المجتمع في ظفار؛ إذ إنَّ عبق اللُبان وروائحه الجذَّابة تُعطِّر كل ركن من أركان البيوت العُمانية؛ بل عبر العالم من أقصاه إلى أقصاه.
لكن "التباشير" بما تحمله من بشائر الخير والعطاء، يُمكن أن تكون شعارًا لحملة إعلامية لموسم "خريف ظفار 2025"؛ فالترويج للحملة يحتاج من 3 أسابيع إلى 6 أشهر لكي تنتقل مضامين تلك الحملة من وسائل الإعلام إلى الجمهور، بينما الترويج للهُوية يحتاج لوقتٍ أطول بكثير. ويجب تذكير الجميع أن هناك اختلافًا بين الشعار والهوية، والأخيرة أكثر شمولية، وتتكون من عدة عناصر؛ هي: "مختلف التصاميم والشعارات المرئية- العلامة التجارية (brand) والتي تظهر بها المؤسسة أمام الآخرين والتي تعني الشعار المعتمد".
الكُل يُثمِّن الجهود الجبارة المبذولة من مكتب محافظ ظفار وجميع العاملين في ذلك الصرح العظيم، الذين يُنظَر إليه بأنه يضم كوكبة من الشباب الواعد الذين يعملون بلا كللٍ أو مللٍ لتطوير ظفار وولاياتها المختلفة، وعلى رأسهم صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، الذي عُرف بإمكانياته القيادية وأفكاره الإبداعية، وقبل ذلك بدماثة خُلقه وإخلاصه، وجهوده الحثيثة لتطوير محافظة ظفار، وجعلها في مقدمة الوجهات السياحية في المنطقة العربية. ولا شك أن نجاح الهوية أو الشعار الجديد من عدمه لا يعني نهاية الطريق؛ فللمجتهد أجران إذا أصاب، وأجر اجتهاده إذا أخطأ.
في الختام.. ونحن على أبواب "خريف ظفار 2025"، فإن أكثر ما تحتاجه المحافظة في هذه الأيام هو تفعيل الخدمات ومشاريع الطرق المُنفَّذة حاليًا في مدينة صلالة، ومتابعتها بشكل يومي؛ لكي نُخفِّف الاختناقات المرورية التي قد يُسببها قطع أوصال الشوارع التي تخضع حاليًا للصيانة والتوسُّعات الازدواجية للشوارع، والأهم من ذلك كله التعجيل بتنفيذ المشاريع الجديدة، كشق طريق غرب دربات وطريق "هيماء- ثمريت" الذي طال انتظاره. كما إن تركيب أحجار الإنترلوك في الأماكن العامة التي يرتادها السياح أمر ضروري؛ إذ إن الأسواق تتحول إلى برك مائية يتجمع فيها البعوض وتسبب تعطلًا في إنسيابية المرور، خاصةً في سوق السعادة الذي تم افتتاحه في ثمانينيات القرن العشرين، وهو وجهة للكثير من الزائرين في الموسم السياحي، لذلك أصبح من الضروريات التي لا مفر منها.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر